هرولت كل منهما للخارج نحو الخارج ، صوت الصراخ و العويل كان يهز كل أرجاء الحى و أخرج الكل من بيته كعادة أولاد البلد الأصليين ليروا ماذا هناك ربما كان هنالك من يحتاج المساعدة و البعض خرج أرضاءً لفضوله ليس إلاّ.
وقفت كل من أشجان و غنوة أمام مصدر النحيب و العويل مصدومين فلم تكن سوى أم حسن قد وقفت فى متصف الحاره تصرخ و تعدد .
أشجان : خير بس فى إيه كفى الله الشر.
نظرت أم حسن بغل ناحية غنوة و قالت : خير ! و هييجى منين الخير و خلفة الأفاعي عايشه وسطنا .
نظر الكل ناحية غنوة التى تقف فى المنتصف و لا تفهم مقصد حديثها و لكن أم حسن بدت كمن يرغب فى نهش لحم أحدهم حياً عله يرتاح .
كانت تشير بيديها و أظافرها بغل و شراسه ناحية غنوة گ إيحاء واضح برغبتها فى قضم كبدها بين نواجزها .
هتفت بها أشجان بحده : جرى ايه يا أم حسن ... تقصدى مين بكلامك الماسخ ده ، عيب كده.
بدأت أم حسن وصلة بكائها من جديد و قالو بقلب مكلوم: أبنى .. حسن ، الحيله ، باع محله و عربيته .. باع الى وراه و إلى قدامه و هج ، سافر ورا المزغوده أخت المحروسه بنت ڤيولا .
شهقت غنوة بفزع متفاجئة ، لم تكن تتوقع ابدا او حتى يخطر على بالها أن حسن الشخصية النمطيه الذي يميل دائما إلى السير وفقا للأصول و المعتاد قد يتمرد فجأة هكذا و يقدم على خطوة جنونيه متهوره كهذه ، غير معقول أو متوقع .
أقتربت بدوها من أم حسن تسأل بصدمه : أنتى متأكدة يا خالتى ؟ حسن ؟! معقول يعمل حاجه زى كده و فجأه .. ده مايعرفش حاجه هناك و لا يعرف حد .
شهقت أم حسن و بدأت وصلت بكائها من جديد و قد خرت على قدميها بعدما فقدتا القدره على حملها ، سقطت على عقبيها على الأرض تبكى بحرقه : أعمل إيه يا ولاد و لا أروح فين ؟ أبنى الى طلعت بيه من الدنيا رمى نفسه في وش الريح ، اااااه يا ضنايا ، يا مين يطمنى عليك يا حسن.
تقدمت غنوة أكثر و اتكأت برقبتيها على الأرض هى الاخرى بجوارها و بدأت تربط على كتفيها مردداه : ما تخافيش يا خالتى انا هكلم ناس معارفى و أكيد هلاقى لهم معارف فى ألمانيا و كمان هكلم نغم هى عفريته و هتعرف توصله ، و بعدين يعنى ما تخافيش على حسن ، حسن راجل و يعتمد عليه مش عيل ، يعنى لو اترمى وسط النار هيتصرف .
نظرت لها أم حسن و قالت بعتاب و حزن : مش لو كنتى أتجوزتيه كان زمانه دلوقتي هادى و مستقر و فى حضنى و مش لوحده كمان.. كان زمان معايا عياله ، لكن أقول إيه ، طول عمرك شارده و بالك مش معاكى و مش حاطه هنا خالص .. منك لله أنتى كمان ، أنتى مسؤله عن الى حصل لابنى.
أنسحبت الدماء من وجه غنوة و وقفت عن الأرض بيطئ ، لقد فاجئتها أم حسن بسهام كلماتها .
استدرات تولى الجمع المتجمهر حول أم حسن ظهرها و أتجهت نحو بيتها بخطى ثابتة و لكن شارده.
أنت تقرأ
شط بحر الهوى ( مكتمله)
General Fictionالملاك الحنونه البريئه التى لم يمس الهواء طرفها. من تعرفت عليه بالصدفه البحته وحتى حاولت الابتعاد بسبب فرق الظروف الاجتماعية . لكن وراء كل شيء شئ .....التجسيد الحى للمثل القائل"من حفر لأخيه حفرة وقع فيها" قراءه ممتعه للجميع