مرت ساعات للأن و تقود سيارتها فى الشوراع تبحث بعينيها عنه ، لا يمكنها الإستيعاب ، كيف فعلها ذلك المتهور ؟! و منذ متى و هو متهور بالأساس لطالما كان نمطى جداً و لا يحبذ المغامرة أو الخروج عن المألوف و هذا ما عهدته عليه طوال فترة إقامتها فى القاهره لجواره .
لولا حديث شقيقتها لها و تأكيدها الأمر لأكثر من مره لما صدقت .
المرعب فى الأمر أنه قد مر يومان كاملان حين رحل تاركا مصر ، إذا فهو صار له يومان الآن بالشوارع.
ذلك الحقير.. بالبداية يرفضها بطريقة أكثر من مهينة و الآن يجعلها تموت قلقاً عليه بكل لحظه تمر عليها.
لا و الأدهى من هذا و ذاك أنه يضعها فى محل الشعور بالذنب تجاهه ، و وضعها بموضع المذنبه الآن أمام الكل.
نابغة عصره هذا الذي حينما قرر التمرد لمره فعلها بالطريقة الأصعب و الأخطر ، لو كان يريد التمرد لما لم يقبل بها زوجة و كفى نفسه و كفاها كل هذا العذاب
و لكن كيف! كيف تسير حياتها بهدوء و تمضى الأمور بسلاسة ، لا يمكنه فهو عاشق للكأبة و البؤس.
يرفض الحل الأسهل و الأن يحملها ذنبه و يقتلها من الحيرة و القلق عليه.
وقفت تضرب رأسها بيأس على طارة القيادة ، لم تصل لحل بعد كل ذلك حتى الشرطه و المستشفيات لم يساعدوها ، و هى تعلم لن يقدموا العون أو يكثفوا جهودهم لأجل شخص عربى و مسلم أيضاً.
عادت أدراجها للبيت ، لتريح جسدها ساعه واحده حتى يتثنى لها مواصلة البحث عنه .
تباً له ، ستبحث عنه كما لو كان طفل صغير و قد فقدته فى شوارع المدينة المزدحمة.
وصلت البيت تجر قدميها جرا ، بالكاد تستطيع السير .
لكن ما أن وطأت قدميها داخل البيت حتى أغمضت عيناها بضيق شديد و هى تستمع لصوت صراخ ذلك البغيض على والدتها بحده : أسمعى ڤيولا ، لقد صبرت كثيرا و لكنك على ما يبدو قد نسيتى حجم المبلغ الذى أقرضتك إياه ، يمكننى الزج بكى فى السجن الآن و لن ترى الشارع طيلة حياتك لذا توقفى عن التلاعب و المماطلة .
تقدمت ڨيولا منه تردد : صدقنى سيد ألبير ، لقد انقطعت كل سبل التواصل بينى و بينها ، أتعتقد أنى لا أرغب فى إتمام الأمر ، أى أم تلك التى ستمانع زواج السيد ألبير ڤيكرت من أبنتها و أى عريس سيكن افضل منك ؟ لكنى حقا لا أستطيع التحكم بها أو فرض أى سيطرة عليها ، بالأساس لا أستطع التواصل معها.
حاولت نغم الإختباء منهما كما تفعل دوماً لكن ألبير قد لمحها بأعين الصقر خاصته.
فقال: و صغيرتك هذه ! ألم تكن عندها منذ فتره قصيره بالتأكيد لديها كافة التفاصيل التى أريد .
وقفت نغم و هى تجاهد كى تصلب طولها و تتصدى له رافضه و لكن سبقتها ڤيولا و هى تقول : صغيرتي متمردة ، على ما يبدو أنها وفية لشقيقتها أكثر من أمها ، وفية لدرجة الغباء لا تعلم أنها تمنع عن شقيقتها منابع الخير كله .
أنت تقرأ
شط بحر الهوى ( مكتمله)
General Fictionالملاك الحنونه البريئه التى لم يمس الهواء طرفها. من تعرفت عليه بالصدفه البحته وحتى حاولت الابتعاد بسبب فرق الظروف الاجتماعية . لكن وراء كل شيء شئ .....التجسيد الحى للمثل القائل"من حفر لأخيه حفرة وقع فيها" قراءه ممتعه للجميع