كانت تنظر له بأعين متسعه ، لا تعرف ماذا يقصد بحديثه و لا ما يتوجب عليها فهمه ، كلماته ليست واضحة كشخصيته بالنسبة لها على أي حال.
رفرفت بأهدابها تسأل : أفضل جنبك إزاي مش فاهمه ؟
تنهد بتعب ثم قال : جنبي ، يعني ما تغبيش عن عيني ، فيها ايه دي !
قرب وجهه منها أكثر يسأل: إنتي لسه زعلانة مني ؟
ارتبك قلب زينب المسكينه ، على ما يبدو انه مخضرم و يعرف ما يحدث و كيق يتحدث مع الفتيات ليسرق قلوبهن ببراعه ، و هي على النقيض تماماً لأول مرة تستمع لكلمة لطيفه رجل و يوسف ليس كأي رجل
فتاه الحديث على لسانها و ردت بتوتر : لأ ، بس أصل ..
قاطعها هو مردداً: يا ستي حقك عليا كمان مره ، أنا أصلاً حيوان و متخلف ، بقا في حد عاقل يزعل القمر ده .
تاهت أكثر و أكثر و هو أبتسم بزهو، شعور أنه الشخص الأكثر خبرة و تحكم في تلك العلاقه يعزز لديه الشعور بالنشوة و الفخر ، يراها فتاه لطيفه و جميله تعجبه جداً.
ذلك هو النوع المفضل لديه و ما كان يبحث عنه ، علاقة هو المتحكم الأول و الأخير بها .
مد يده بكياسة يتلمس يدها و هي ذائبه تبتلع رمقها بصعوبه تراه و هو يقرب يدها من شفتيه كي يقبلها .
لتسحب يدها و هي تشهق بفزع، لقد فاجئها ، كل ما تعيشه الآن جديد بل و غريب عليها تماماً.
إبتسم لها قائلاً : هنرجع البيت دلوقتي.
نظرت ببعض الضيق ، يبدو و كأنه يقرر عنها ، أتسعت إبتسامته و هو يردد : في بنوته حلوه زيك كده تسيب بيتها ؟
تذكرت على الفور فعلته و كلامه فتجلى الضيق على ملامحها و قالت : ده مش بيتي أنا ده بيتك أنت.
عض على شفته السفلى و ردد : بيتي هو بيتك يا زينب .
نظرته كانت مريبه ، حتى أنها باتت تخشاه ، فأشاحت بعيناها عنه متهربة تسأل : إزاي بيتك بيتي مش فاهمه؟
كأنها تراوغ؟ تطمع في توضيح أكثر عن موقفه تجاهها .
أبتسم يوسف بكياسة و قال : أممممم ، مستعجلة أنتي أوي ، سبيني أقولك كل حاجة في وقتها عشان كل حاجه في وقتها أحلى.
انهى حديثه بغمزة عابثه جعلتها ترتبك أكثر و تحاول الإنكماش في مقعدها مبتعده عنه مما جعله يضحك مقهقهاً يردد: مش هاكلك على فكره.
صمت و قد ألتمعت عيناه ثم أكمل: على الأقل مش دلوقتي.
أتسعت عيناها بصدمه و قد فزت دقات قلبها و ملامح وجهها تسأل سؤال واحد لا ثاني له.
و لم تستطع السكوت فسألت : يعني إيه ؟
سحب نفس عميق و تنهد بتعب ثم دار عجلة القيادة يقول : ماتسأليش تاني عشان ما تسمعيش رد يصدمك ، خليني أروحك أضمن .
أنت تقرأ
شط بحر الهوى ( مكتمله)
Ficción Generalالملاك الحنونه البريئه التى لم يمس الهواء طرفها. من تعرفت عليه بالصدفه البحته وحتى حاولت الابتعاد بسبب فرق الظروف الاجتماعية . لكن وراء كل شيء شئ .....التجسيد الحى للمثل القائل"من حفر لأخيه حفرة وقع فيها" قراءه ممتعه للجميع