الحلقة الثانية و الخمسون

27.9K 1.7K 162
                                    

كانت تنظر له بأعين متسعه ، لا تعرف ماذا يقصد بحديثه و لا ما يتوجب عليها فهمه ، كلماته ليست واضحة كشخصيته بالنسبة لها على أي حال.

رفرفت بأهدابها تسأل : أفضل جنبك إزاي مش فاهمه ؟

تنهد بتعب ثم قال : جنبي ، يعني ما تغبيش عن عيني ، فيها ايه دي !

قرب وجهه منها أكثر يسأل: إنتي لسه زعلانة مني ؟

ارتبك قلب زينب المسكينه ، على ما يبدو انه مخضرم و يعرف ما يحدث و كيق يتحدث مع الفتيات ليسرق قلوبهن ببراعه ، و هي على النقيض تماماً لأول مرة تستمع لكلمة لطيفه رجل و يوسف ليس كأي رجل

فتاه الحديث على لسانها و ردت بتوتر : لأ ، بس أصل ..

قاطعها هو مردداً: يا ستي حقك عليا كمان مره ، أنا أصلاً حيوان و متخلف ، بقا في حد عاقل يزعل القمر ده .

تاهت أكثر و أكثر و هو أبتسم بزهو، شعور أنه الشخص الأكثر خبرة و تحكم في تلك العلاقه يعزز لديه الشعور بالنشوة و الفخر ، يراها فتاه لطيفه و جميله تعجبه جداً.

ذلك هو النوع المفضل لديه و ما كان يبحث عنه ، علاقة هو المتحكم الأول و الأخير بها .

مد يده بكياسة يتلمس يدها و هي ذائبه تبتلع رمقها بصعوبه تراه و هو يقرب يدها من شفتيه كي يقبلها .

لتسحب يدها و هي تشهق بفزع، لقد فاجئها ، كل ما تعيشه الآن جديد بل و غريب عليها تماماً.

إبتسم لها قائلاً : هنرجع البيت دلوقتي.

نظرت ببعض الضيق ، يبدو و كأنه يقرر عنها ، أتسعت إبتسامته و هو يردد : في بنوته حلوه زيك كده تسيب بيتها ؟

تذكرت على الفور فعلته و كلامه فتجلى الضيق على ملامحها و قالت : ده مش بيتي أنا ده بيتك أنت.

عض على شفته السفلى و ردد : بيتي هو بيتك يا زينب .

نظرته كانت مريبه ، حتى أنها باتت تخشاه ، فأشاحت بعيناها عنه متهربة تسأل : إزاي بيتك بيتي مش فاهمه؟

كأنها تراوغ؟ تطمع في توضيح أكثر عن موقفه تجاهها .

أبتسم يوسف بكياسة و قال : أممممم ، مستعجلة أنتي أوي ، سبيني أقولك كل حاجة في وقتها عشان كل حاجه في وقتها أحلى.

انهى حديثه بغمزة عابثه جعلتها ترتبك أكثر و تحاول الإنكماش في مقعدها مبتعده عنه مما جعله يضحك مقهقهاً يردد: مش هاكلك على فكره.

صمت و قد ألتمعت عيناه ثم أكمل: على الأقل مش دلوقتي.

أتسعت عيناها بصدمه و قد فزت دقات قلبها و ملامح وجهها تسأل سؤال واحد لا ثاني له.

و لم تستطع السكوت فسألت : يعني إيه ؟

سحب نفس عميق و تنهد بتعب ثم دار عجلة القيادة يقول : ماتسأليش تاني عشان ما تسمعيش رد يصدمك ، خليني أروحك أضمن .

شط بحر الهوى ( مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن