سرير معدنى بعجلات يتحرك وهو ملقى فوقه لا حول له ولا قوه .
والممرضات تدفع السرير يركضن به للداخل حيث أغلق الباب المكتوب عليه غرفة عمليات.
وقفت بتوتر تحتضن ذراعيها تحك بهم كف يدها عله يولد بعض الدفئ بجسدها البارد.
تنظر على الباب المغلق بتوتر تتذكر كيف سقط بأحضانها متشبس بها كطفل يتيم وأمه.
يطلب منها الا تتركه أبدا.ظلت على حالتها لأكثر من ساعه إلى أن خرج الطبيب يزيل كمامته من على فمه يتنهد بإرهاق.
اقتربت منه بخطى بطيئة مترقبه تسأله بخفوت:خير يا دكتور.
تحدث بهدوء وعملية يقول:خير خير...حالة تسمم واضحه جدآ..انتو لحقتوه فى التوقيت الصح ،لو كان اتأخر شويه كمان كان هيبقى الوضع صعب.
صمت يعدل وضع نظارته الطبيه وأكمل: أحنا عملنا له غسيل معده وهو حالياً وضعه مستقر ،هو دلوقتي فى غرفة الإفاقه عشر دقايق ونبدأ نفوقه.
نظر عليها بترقب ثم قال: بس دلوقتي لازم نبلغ الشرطه ونحرر محضر لأن الموضوع فيه شبهه جنائية.
اتسعت عيناها الجميله تفقد الطبيب تركيزه حيث جذبت انتباهه.
حمحم بخشونة يحاول الرجوع لصوابه ثم قال: أنا عن نفسى هبلغ عشان اخلى مسؤليتى وأنتم أحرار بعد كده تكملوا او تتنازلوا،عنئذنك.
غادر سريعا وتركها تقف مستنده على الجدار البارد خلفها.
تراه وهو يخرج مع الممرضات التى تجر السرير المتحرك من إحدى الغرف تذهب به لغرفه اخرى وهو نائم تماماً.
كان ممد على فراشه غارق بعالم ثانٍ..غير هذا العالم ،يرى نفسه مسطح على ظهره بحديقه مزدهرة بالأعشاب والورود الحمراء ينظر للسماء الصافيه وهو يبتسم ليغمض عينيه وهو يشتم نسمات خفيفه عطره تقترب منه وشعر مموج طويل يحط على صدره ...فوق قلبه تحديا ،وجنة طريه منتفخه لامسة صدره يشعر بأذنها على قلبه .
أبتسم لا إراديا يغمض عينيه وبحركه كأنه معتاد عليها مد يده يغرس أصابعه بشعراتها الناعمه الكثيفه يهمهم بتلذذ واستمتاع.
عبث وجهه بضيق وهو يستشعر اصوات خلفه تناديه لعالم لا يريد العودة إليه ،على الأقل حالياً.
فتح عيناه ليرى لمى ووالدها امامه ينظران له بترقب وخوف.
تجعد مابين حاجبيه ينظر حوله باستغراب يسب نفسه وكل شئ .....هل كان حلماً؟!
لكنه شعر برائحتها..يقسم أنه شعر بها.
ألم حاد نهش بقلبه وهو يتذكر سقوطه بأحضانها ،هو شبه توسل لها بألا تتركه.
وبعد كل هذا ،هل ضربت بكل هذا عرض الحائط..لم يرف لها جفن لأجله .
لتذهب وتتركه هو لأحلامٍ تكن البطله بها بينما هى لا تبالى رغم انه طلبها صريحه.
أنت تقرأ
شط بحر الهوى ( مكتمله)
Ficción Generalالملاك الحنونه البريئه التى لم يمس الهواء طرفها. من تعرفت عليه بالصدفه البحته وحتى حاولت الابتعاد بسبب فرق الظروف الاجتماعية . لكن وراء كل شيء شئ .....التجسيد الحى للمثل القائل"من حفر لأخيه حفرة وقع فيها" قراءه ممتعه للجميع