ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻛﻼ ﻣﻦ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻛﻌﺪﻭﻳﻦ ﻟﺪﻭﺩﻳﻦ ﺣﺘﻲ ﺻﺎﺡ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻓﻲ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺑﺤﺴﻢ ﻭ ﺗﺤﺪ :
- ﻓﺘﺸﻮﺍ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻛﻠﻪ .. ﺳﺎﻣﻌﻴﻦ ؟ ﻛﻠﻪ .
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﺇﻧﻔﻠﺖ ﻋﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻋﻨﺪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻓﺈﻧﺪﻓﻊ ﻛﺎﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻬﺎﺋﺞ ﻳﺘﺼﺪﻱ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺑﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﺳﺎﻓﺮﺓ ﻓﺘﺎﻛﺔ ..
ﻓﺈﻟﺘﻔﺖ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻧﺤﻮ ﺇﺛﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﻭ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺨﺸﻦ :
- ﺍﻣﺴﻜﻮﻩ !
ﻫﺮﻭﻻ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺻﻮﺑﻪ .. ﻭ ﺑﻌﺪ ﺟﻬﺪ ﺑﺎﻟﻎ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺎ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻜﺎ ﺑـ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻦ ﻛﻠﺘﺎ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻇﻞ ﻳﻐﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﻬﻴﺎﺝ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﺘﻬﻮﺭ :
- ﺍﻭﻋﻮﺍ .. ﺳﻴﺒﻮﻧﻲ ﻳﺎ ﺷﻮﻳﺔ ﻛﻼﺏ .. ﻣﺶ ﻫﻴﺴﺒﻜﻮﺍ .. ﻫﺪﻓﻌﻜﻮﺍ ﺍﻟﺘﻤﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺍﺣﺪ .
ﺑﺎﻏﺘﻪ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :
- ﺣﺎﺳﺐ ﻋﻠﻲ ﻛﻼﻣﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ ﻭ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﺖ ﺑﺘﻜﻠﻢ ﻣﻴﻦ .. ﻭ ﻳﺎ ﺭﻳﺖ ﺗﻬﺪﺍ ﺷﻮﻳﺔ ، ﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ ﺩﻩ ﻣﺶ ﻛﻮﻳﺲ ﻋﺸﺎﻧﻚ ﺍﺣﻨﺎ ﻟﻮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺎﻋﻨﺪﻧﺎﺵ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺲ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺘﺘﻌﺐ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺮ .. ﻭﻓﺮ ﻃﺎﻗﺘﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺓ ﺩﻱ ﻟﻠﺠﺎﻱ ﺃﺣﺴﻦ .
ﻭ ﻫﻨﺎ ﺗﺪﺧﻞ " ﺯﻳﻦ " ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻠﻄﻒ :
- ﻃﻴﺐ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻗﺪﺍﻣﻚ ﺍﻫﻮ ﻓﺘﺸﻪ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰ ، ﺑﺲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﺧﻠﻲ ﺭﺟﺎﻟﺘﻚ ﻳﺴﻴﺒﻮﺍ ﻋﺎﺻﻢ .
ﻫﺘﻒ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ :
- ﻣﻘﺪﺭﺵ ﺍﺧﻠﻴﻬﻢ ﻳﺴﻴﺒﻮﻩ ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺩﻱ ، ﻟﻤﺎ ﻧﺎﺧﺪ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺣﻨﺎ ﻋﺎﻳﺰﻳﻨﻪ ﻫﻨﺴﻴﺒﻪ ﺑﺸﺮﻁ ﻳﺠﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﺑﻬﺪﻭﺀ .
ﺗﺪﺧﻞ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺈﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﺣﺎﺩ :
- ﻳﺠﻲ ﻣﻌﺎﻛﻮﺍ ﻓﻴﻦ ؟ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ ؟؟ !
ﺇﻟﺘﻔﺖ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻗﺎﻝ :
- ﻓﻲ ﺍﻥ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ﻣﺘﻬﻢ ﺑﺄﺧﺘﻄﺎﻑ ﺍﻻﻧﺴﺔ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ .. ﻭ ﺍﺣﻨﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺟﺎﻳﻴﻦ ﻧﺮﺟﻌﻬﺎ ﻭ ﻧﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻨﺄﺩﻱ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﻣﺶ ﺍﻛﺘﺮ ﻭ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻜﻮﺍ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺗﺴﺎﻋﺪﻭﻧﺎ ﻭ ﻟﻌﻠﻤﻜﻮﺍ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻛﻤﺎﻥ ﻫﻴﺘﺤﻘﻖ ﻣﻌﺎﻛﻮﺍ ﻭ ﻟﻮ ﺛﺒﺖ ﺍﻥ ﺣﺪ ﻓﻴﻜﻮﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺭﻑ ﺑﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﺩﻱ ﻫﻴﺘﺤﺒﺲ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺍﺗﺴﻄﺮ ﻭ ﻣﺎﺑﻠﻐﺶ .
ﺣﺪﻕ ﻓﻴﻪ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻣﺸﺪﻭﻫﺎ ، ﺛﻢ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﻧﺤﻮ ﺃﺧﻴﻪ ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﺮﻣﻘﻪ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ...
.......................................
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ..
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ .. " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺔ ﻣﻨﻜﻤﺸﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ..
ﺗﺮﺟﻒ ﺑﺎﻟﺒﺮﺩ ﻭ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺑﻴﻦ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺸﺔ ، ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺟﺞ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﺭﺓ ﻭ ﺍﻹﻧﻬﺰﺍﻡ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻬﻖ ﻭ ﺗﺰﻓﺮ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺑﻀﻌﻒ ﺷﺪﻳﺪ ، ﻭ ﺗﺄﻛﺪﺕ ﻣﻦ ﺇﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﺼﺮﻋﻬﺎ ، ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺫﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺭﺍﺣﻬﺎ ..
ﻓﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺤﻮﻝ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﻴﻦ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻳﺮﺿﻴﻬﺎ ﻭ ﻳﺴﺮﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺃﺑﻌﺪ ﺣﺪ ..
ﻭ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ، ﺑﺪﺃﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻟﺸﻌﻮﺭ ﺍﻟﻐﻴﺎﺏ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﻠﻤﻮﺱ ..
ﻭ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺟﺪﺍ .. ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ .. ﻛﺎﻥ ﻟﺸﺨﺺ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺷﺨﺼﺎ ﺃﺧﺮ :
- ﺍﻻﻭﺿﺔ ﺩﻱ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺪﺭﻭﻡ ﺑﺘﺎﻉ ﺍﻟﻜﺮﺍﻛﻴﺐ ﻳﺎ ﻋﻢ .. ﻭ ﻛﻤﺎﻥ ﺩﻱ ﺿﻠﻤﺔ ﺍﻭﻱ ! ﻳﻼ ﻳﻼ ﻧﻄﻠﻊ ﻧﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺣﺘﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ .
ﻇﻨﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻬﻠﻮﺱ ﻭ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ..
..........................................
ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺇﻋﺘﻘﻼﻩ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﺒﻂ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺍﻟﺪﺭﺝ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻭ ﺇﺗﺠﻬﻮﺍ ﻧﺤﻮ " ﺇﻳﺎﺩ " ..
ﻫﺘﻒ ﺃﺣﺪﻫﻢ :
- ﺗﻤﺎﻡ ﻳﺎﻓﻨﺪﻡ .. ﻓﺘﺸﻨﺎ ﺍﻻﻭﺽ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﻣﺤﺪﺵ ﻓﻮﻕ ﺍﻻ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺳﺖ ﻛﺒﻴﺮﺓ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .. ﺇﺟﺘﻤﻊ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ، ﻭ ﺻﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺃﺳﻬﻢ :
- ﺗﻤﺎﻡ ﻳﺎﻓﻨﺪﻡ .. ﻓﺘﺸﻨﺎ ﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻞ ﻭ ﺍﻟﻤﺨﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ، ﻭ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﺧﺎﻟﺺ .
ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺻﻌﻖ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ " ﻋﺎﺻﻢ " ..
ﻟﻢ ﻳﺠﺪﻭﻫﺎ ؟ .. ﻛﻴﻒ ﻫﺬﺍ ؟ .. ﺃﻟﺢ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻓﻲ ﺳﺆﺍﻟﻪ :
- ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻣﺘﺄﻛﺪﻳﻦ ؟ ﻓﺘﺸﺘﻮﺍ ﻛﻮﻳﺲ .
ﺭﺩ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﺣﺪ :
- ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎﻓﻨﺪﻡ .
ﻓﻬﺰ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻓﻲ ﺁﺳﻒ ﺛﻢ ﺳﺤﺐ ﻧﻔﺴﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﺃﻣﺮﻩ ﻟﺮﺟﺎﻟﻪ ﺑﺼﻮﺗﺎ ﺟﻬﻮﺭﻳﺎ :
- ﺍﺟﻤﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺑﺮﺍ .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺨﻠﻲ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻋﻦ ﺗﺤﻔﻈﻪ ، ﻓﺈﻧﺪﻓﻊ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻨﺰﻕ ﻣﻨﻔﻌﻞ :
- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ! ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ ! .. ﻓﻴﻦ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ؟ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻻ ﻭ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻳﺪﻱ .
ﺣﺪﺟﻪ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺼﻤﺖ ﻫﺎﺩﺉ ﻟﻠﺤﻄﺎﺕ ، ﺛﻢ ﻧﻘﻞ ﺑﺼﺮﻩ ﻧﺤﻮ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﺁﻣﺮ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺣﺎﺻﺮﺍﻩ :
- ﺳﻴﺒﻮﻩ !
ﺗﺠﻬﻢ ﻭﺟﻪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻐﻀﺐ :
- ﻳﺴﺒﻮﻩ ﺍﺯﺍﻱ ! .. ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺴﺒﻮﻩ ؟؟ !
- ﺍﻫﺪﺍ ﻳﺎ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ .
ﻫﺪﺋﻪ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﻠﻄﻒ ﺛﺎﺭ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮﻩ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
- ﺍﻫﺪﺍ ﺍﺯﺍﻱ ! .. ﺍﻫﺪﺍ ﺍﺯﺍﻱ ﻭ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺩﻩ ﻭﺍﺧﺪ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻣﻦ ﻗﺪﺍﻡ ﻋﻴﻨﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻭﺍﻗﻒ ﻣﺘﻜﺘﻒ ﻣﺶ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻋﻤﻞ ﻣﻌﺎﻩ ﺣﺎﺟﺔ ! .. ﺍﻫﺪﺍ ﺍﺯﺍﻱ ﻭ ﺍﻧﺖ ﺑﺘﻘﻮﻝ ﻟﺮﺟﺎﻟﺘﻚ ﻳﺴﻴﺒﻮﻩ ! ﻳﺴﻴﺒﻮﻩ ﺍﺯﺍﻱ ﻳﻌﻨﻲ ؟؟ !
ﺃﺟﺎﺑﻪ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﻔﻌﺎﻝ :
- ﻣﺎ ﺍﺣﻨﺎ ﻓﺘﺸﻨﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻛﻠﻪ ﻗﺪﺍﻡ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺍﻫﻮ ﻭ ﻣﺤﺪﺵ ﻻﻗﻲ ﺣﺎﺟﺔ .
ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ :
- ﺍﺣﻨﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻪ .. ﻭ ﻣﺎﺗﻠﻮﻣﺶ ﻧﻔﺴﻚ ﺍﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﻛﺪﻩ .. ﺍﻻﻧﺴﺔ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻫﻨﺎ .
ﺻﺮﺥ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻓﻴﻪ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ :
- ﻷ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﺲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻥ ﺩﻩ ﻣﺨﺒﻴﻬﺎ .. ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺘﻨﻲ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﻩ ﻣﻦ ﻛﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻭ ﻗﺎﻟﺘﻠﻲ ﺍﻧﻪ ﺣﺎﺑﺴﻬﺎ ، ﻭ ﻫﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺍﻋﺘﺮﻓﻠﻲ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﻟﻤﺎ ﺟﺘﻠﻪ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺍﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻫﻨﺎ .
ﺗﻨﻬﺪ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺴﺄﻡ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺎﻳﺮﻩ ﺑﻔﺘﻮﺭ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻃﻴﺐ ﻫﻲ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻪ ؟ .. ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣﻚ ﻣﻈﺒﻮﻁ ﻛﺎﻥ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻻﻗﻴﻨﺎﻫﺎ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻻ ﻫﻨﺎ ، ﺍﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﺎﻟﻬﺎﺵ ﺍﻱ ﺍﺛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﻠﻪ .
ﺣﻮﻝ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺼﺮﻩ ﺇﻟﻲ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻓﺮﻣﻘﻪ ﺑﺤﻘﺪ ﻭ ﻋﺪﺍﺀ ، ﺛﻢ ﻟﻮﺡ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ :
- ﺍﻭﻋﻲ ﺗﻔﺘﻜﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺧﻠﺺ ﻟﺤﺪ ﻫﻨﺎ .. ﻷ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﻳﺎ ﺻﺒﺎﻍ .. ﺩﻩ ﺍﺑﺘﺪﺍ ، ﻭ ﺍﻧﺎ ﻭ ﺍﻧﺖ ﻭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ .
ﻭ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﺑﻐﻀﺐ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﺤﻨﺢ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺝ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﺑﻌﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ .. ﺍﺭﺟﻮ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻔﻬﻢ ﺍﻟﻮﺿﻊ ، ﺩﻱ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻻﺯﻡ ﻛﻞ ﻇﺎﺑﻂ ﻳﺄﺩﻳﻬﺎ .
ﻭ ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻭ ﺃﻣﺮ ﺑﺎﻗﻲ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺑﺎﻹﻧﺴﺤﺎﺏ ﺛﻢ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ..
ﺇﻧﺘﻈﺮ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺣﺘﻲ ﺧﻼ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﻟﻴﻮﺍﺟﻪ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ .. ﻓﺼﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﺑﻌﻨﻒ :
، - ﻫﻲ ﻓﻴﻴﻦ ؟ ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻴﻦ ؟ .. ﺍﺯﺍﻱ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻭﺿﺘﻬﺎ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﻠﻪ ؟ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻛﻨﺘﻮﺍ ﻓﻴﻦ ؟ ﺍﺯﺍﻱ ﻣﺤﺪﺵ ﻣﻨﻌﻬﺎ ؟؟ !
ﺭﺩﺕ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺎﺕ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ :
- ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ ﺍﺣﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻭﺍﺧﺪﻳﻦ ﺍﻭﺍﻣﺮ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻬﺎﻧﻢ ﻣﻨﻐﻴﺮ ﻣﺎﺗﺤﺲ .. ﻭ ﺍﺣﻨﺎ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻗﺼﺮﻧﺎﺵ ، ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺎ ﺑﺘﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻭﺿﺘﻬﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﺑﻨﺤﻂ ﻋﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ .. ﺍﻧﺎ ﺑﺄﻛﺪ ﻟﺤﻀﺮﺗﻚ .. ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ !
ﻫﺪﺭ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ :
- ﻳﺒﻘﻲ ﺗﻘﻠﺒﻮﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺩﻗﺎﻳﻖ ﻭ ﺗﺠﻴﺒﻮﻫﺎﻟﻲ ﻫﻨﺎ .
ﺇﻣﺘﺜﻞ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻷﻣﺮﻩ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﺮﺯ ﺻﻮﺕ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺍﻟﻤﺘﺠﻬﻢ ﻓﺠﺄﺓ :
- ﻣﺎﻣﺎ ﻋﺎﻳﺰﺍﻙ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ .
ﺇﻟﺘﻔﺖ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﻟﻲ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻭ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺈﻗﺘﻀﺎﺏ ﻭﺍﺟﻢ :
- ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻫﺒﻘﻲ ﺍﺭﻭﺣﻠﻬﺎ .
ﺑﺎﻏﺘﻪ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺑﺴﺆﺍﻝ :
- ﻣﺶ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ ﺩﻩ ﺑﺮﺩﻭ ﻳﺒﻘﻲ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﻮﻟﺘﻠﻲ ﺍﻧﻪ ﻧﺼﺐ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﺎ ﺯﻣﺎﻥ ؟؟
ﺣﺪﺟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺼﻤﺖ ﻟﺜﻮﺍﻥ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺑﺈﻳﻤﺎﺀﺓ ﺧﺮﺳﺎﺀ ، ﻓﺈﺗﺸﺢ ﻭﺟﻪ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺑﺎﻟﺤﻨﻖ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺠﺰﻉ :
- ﻭ ﺍﻧﺖ ﺑﻘﻲ ﻗﺮﺭﺕ ﺗﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺑﻨﺘﻪ ؟ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎﻛﻔﻜﺶ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻓﻴﻪ ! ﺫﻧﺒﻬﺎ ﺍﻳﻪ ﻫﺎﻧﻴﺎ ؟ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﺼﺪﻕ .. ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﺖ ﻓﻌﻼ ﻃﻠﻌﺖ ﺧﺎﻃﻔﻬﺎ ؟ ﻷ ﻭ ﻛﻤﺎﻥ ﻋﺎﻳﺰ ﺗﺘﺠﻮﺯﻫﺎ ﺑﺎﻟﻐﺼﺐ !!
ﺭﺩ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺈﻧﻔﻌﺎﻝ ﻣﺸﺘﻌﻞ :
- ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ ﺣﺪ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺩﻩ ﻧﻬﺎﺋﻲ .. ﺩﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺨﺼﻨﻲ ﻟﻮﺣﺪﻱ ، ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺘﺼﺮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ ..
- ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ .. ﻻﻗﻴﻨﺎﻫﺎ .. ﻫﻨﺎ ﺍﻫﻴﻪ !
ﺻﺎﺣﺖ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺎﺕ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻓﺈﻧﺪﻓﻊ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺭﺍﻛﻀﺎ ﻣﺘﺒﻌﺎ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻪ ﻳﻬﺮﻭﻻ ﻛﻼ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻭ " ﺯﻳﻦ " ..
ﻫﺒﻂ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺳﻠﻢ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ..
..............................................
ﺷﻌﺮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺈﻧﻬﺎ ﺇﻧﻬﺰﻣﺖ ﺍﻷﻥ ﻭ ﺇﻧﻘﻀﻲ ﺍﻷﻣﺮ ..
ﻓﺘﺪﻓﻘﺖ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﺎ ﺻﻮﺕ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺣﻮﻟﻬﺎ ..
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ . ﻓﻠﻢ ﺗﺴﺘﺠﺐ ﻟﻬﺎ ﻋﻀﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻴﺒﺴﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺒﺮﺩ ..
.............................................
ﺳﻘﻂ ﻗﻠﺐ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ ﺍﻟﻮﺍﻫﻦ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻟﻤﻮﺗﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻲ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ..
ﺇﺫ ﺃﺯﺭﻗﺖ ﺷﻔﺘﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺸﺘﺎﻥ ﻭ ﺷﺤﺐ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻭ ﺃﻃﻞ ﺍﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﻔﺘﻮﺣﺘﻴﻦ ..
ﺷﺘﻢ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻐﻀﺐ ، ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ :
- ﺍﻭﻋﻮﺍ .. ﻭﺳﻌﻮﺍ .
ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﻭ ﺗﻨﺤﻲ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺧﺮ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺤﻨﻲ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﻣﺪ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭ ﺇﻗﺘﻠﻊ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺳﻤﻨﺖ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ..
..........................................
ﻏﻤﺮ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺷﻌﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ ..
ﻓﺈﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻹﻏﻤﺎﺀﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﻫﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .. ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺸﻤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ﺑﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ..
ﻭ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﺯﺍﺩﻫﺎ ﺗﻌﺒﺎ ﻭ ﺿﻴﻘﺎ ﻭ ﻳﺄﺳﺎ ..
..........................................
ﺻﻌﺪ ﺑﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ..
ﻣﺪﺩﻫﺎ ﺑﻠﻄﻒ ، ﻭ ﻭﺿﻊ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﻴﻜﺔ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ .. ﺩﺛﺮﻫﺎ ﺟﻴﺪﺍ ، ﺛﻢ ﺟﻠﺲ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻳﺘﺂﻣﻠﻬﺎ ..
ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻭ ﺃﺯﺍﺡ ﺧﺼﻠﺔ ﺗﻬﺪﻟﺖ ﻓﻮﻕ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ .. ﻗﺎﻭﻡ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﺗﺨﺘﻠﺞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭ ﻧﻬﺾ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ..
ﺇﺳﺘﺪﻋﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺎﺕ ﻟﺘﺴﻬﺮ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﻬﺎ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺗﺮﺩﺩ .. ﺇﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻓﺔ ﺃﻣﻪ ..
ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﺛﻢ ﺩﻟﻒ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﺘﺠﻬﻢ .. :
- ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺍﻣﻲ ؟ ﺷﻬﺎﺏ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻚ ﻋﺎﻳﺰﺍﻧﻲ !
ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻒ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻄﻠﻌﺖ ﻫﻲ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻨﻜﺎﺭ ﻏﺎﺿﺐ ﻭ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺣﺎﺩﺓ :
- ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺷﻮﻳﺔ ﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻱ ﻟﻴﻪ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ؟ .. ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﻠﻲ ﺳﻤﻌﺘﻪ ؟ .. ﺍﻧﺖ ﺧﻄﻔﺖ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺩﻱ ؟ ﻭ ﻫﻲ ﻓﻌﻼ ﺑﻨﺖ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ ؟ .. ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻖ !!
ﺑﺈﻧﻔﻌﺎﻝ ﻣﻜﺒﻮﺕ ﺃﺟﺎﺏ " ﻋﺎﺻﻢ :"
- ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﺻﺤﻴﺢ .. ﻫﻲ ﺗﺒﻘﻲ ﺑﻨﺖ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺧﻄﻔﺘﻬﺎ ﻓﻌﻼ .
ﻫﺰﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻫﺪﻱ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺗﺼﺪﻳﻖ ﻭ ﺭﺩﺩﺕ :
- ﻭ ﻟﻴﻬﺘﻌﻤﻞ ﻛﺪﻩ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ؟ .. ﻟﻴﻪ ﻳﺎﺑﻨﻲ ؟ ﺩﻱ ﻣﺶ ﺍﺧﻼﻗﻚ .. ﺍﻧﺖ ﻋﻤﺮﻙ ﻣﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﺣﺸﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺑﺈﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻣﻊ ﺍﺑﻮﻫﺎ ، ﺍﻧﺎ ﻭﺍﻓﻘﺘﻚ ﻋﺸﺎﻥ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺮﻭﻕ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻮﻙ ﻭ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﺟﻴﺒﻠﻪ ﺣﻘﻪ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻣﺎﻟﻬﺎﺵ ﺫﻧﺐ ﻧﺎﺧﺪﻫﺎ ﻟﻴﻪ ﺑﺬﻧﺐ ﺍﺑﻮﻫﺎ .. ﺣﺮﺍﻡ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﺎﻳﺮﺿﺎﺵ ﺑﻜﺪﻩ .
ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻄﺮﻕ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺣﺘﻲ ﻳﺤﺠﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻧﻌﻜﺴﺖ ﻋﻠﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﻭﺟﻬﻪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﺇﻣﻪ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ :
- ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﺍﺧﺪﻫﺎ ﻭ ﻻ ﻷ ؟؟
ﻭ ﻫﻨﺎ ﺭﻓﻊ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭﺟﻬﻪ ، ﻭ ﺗﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺠﻴﺒﺎ ﺑﻘﻮﺓ :
- ﻷ !
ﺇﻛﺘﺴﺐ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺭﻧﺔ ﻋﻨﻒ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺩﻱ ﻻﺯﻡ ﺗﻤﺸﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ .. ﻻﺯﻡ ﺗﺴﻴﺒﻬﺎ ﺗﻤﺸﻲ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺴﻤﺤﻠﻚ ﺗﺂﺫﻳﻬﺎ .
ﺯﻣﺠﺮ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺂﺫﻳﻬﺎ .. ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﺗﺠﻮﺯﻫﺎ .
- ﻭ ﻫﻲ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺗﺘﺠﻮﺯﻙ ؟؟
ﺣﺎﺻﺮﻩ ﺳﺆﺍﻝ ﺃﻣﻪ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ ﺻﻌﺒﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﻣﺘﻤﻠﻤﻼ :
- ﻷ ﻣﺶ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ .. ﺑﺲ ﺍﻧﺎ ﻫﺨﻠﻴﻬﺎ ﺗﻮﺍﻓﻖ .
- ﻭ ﻫﺘﺨﻠﻴﻬﺎ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﺯﺍﻱ ﺑﻘﻲ .
ﺇﻧﻔﺠﺮ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺻﺎﺋﺤﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺷﻌﻮﺭﻩ :
- ﻫﺨﻠﻴﻬﺎ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻳﺎ ﺍﻣﻲ ، ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ، ﻭ ﻣﺶ ﻫﻴﺴﻴﺒﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﺍﻧﺘﻲ ﻓﻀﻠﺘﻲ ﺗﺰﻧﻲ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﺧﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺗﺎﻧﻲ ﻭ ﺍﺭﺟﻌﻠﻚ ﺑﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻣﺮﺍﺗﻲ ﻓﺎﻷﺣﺴﻦ ﺗﺴﻴﺒﻴﻨﻲ ﺍﺗﺼﺮﻑ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ ﻭ ﻣﺎﺗﻜﺪﺭﻧﻴﺶ .
ﺛﻢ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﻇﻬﺮﻩ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ﻭ ﺭﺣﻞ ﻣﺴﺮﻋﺎ ..
ﻗﻄﺒﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻫﺪﻱ " ﻓﻲ ﺣﺰﻥ ﻭ ﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﻀﺮﻉ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺼﻢ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺮ ﻗﺪ ﻳﻬﺪﺩﻩ ، ﺣﺘﻲ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻧﺘﺰﻋﺖ ﻣﻨﻪ ﻭﺟﻬﺎ ﺃﺧﺮ ﻟﻢ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻂ ..
***************************
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺘﺠﻬﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻳﻨﻬﻤﺮ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﻛﺤﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﻄﺄﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﺑﻜﺴﻞ ﻣﺘﺄﻭﻫﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻌﺪﺓ ﻭﺧﺰﺍﺕ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺑﺈﻧﺤﺎﺀ ﺟﺴﺪﻫﺎ .
ﺇﺯﺍﺣﺖ ﺟﻔﻨﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ .. ﻭ ﺇﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺣﺘﻲ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ ..
ﻟﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﺘﻮﺍﻓﻲ " ﺯﻳﻦ " ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻬﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺠﺪﻩ ﻫﻨﺎﻙ ..
ﺑﻞ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ﺇﺟﺘﺎﺣﺘﻬﺎ ﻭ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺇﺻﺒﻌﻬﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺨﺪﺭ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻓﺘﺮﺵ ﺟﺴﺪﻫﺎ .. ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺘﺬﻛﺮﻩ ..
ﻧﻬﻀﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺑﻐﻀﺐ ﻭ ﺇﺗﺠﻬﺖ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ..
ﺃﺳﻨﺪﺕ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺐ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﻓﺸﻌﺮﺕ ﺑﺒﺮﻭﺩﺓ ﻣﺮﻳﺤﺔ ، ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ ..
ﻓﻜﺮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺈﻧﺰﻋﺎﺝ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ .. ﻭ ﺃﻧﺒﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ..
ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺜﻖ ﺑﻪ ﺃﺑﺪﺍ ، ﻓﻘﺪ ﺗﻼﻋﺐ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺧﺪﻋﻬﺎ .. ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻠﻲ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻤﺎﺭﺱ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﺍﻟﻤﺸﻴﻨﺔ ﻭ ﺃﺳﻠﻤﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ..
ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺒﻴﻌﻪ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺠﺮﺅ ﻋﻠﻲ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ، ﻓﻬﻤﺎ ﺻﺪﻳﻘﺎﻥ ﻣﻘﺮﺑﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺴﺒﻘﺎ ..
ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ .. ﻫﺬﻩ ﻏﻠﻄﺘﻬﺎ ، ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺍﻓﻔﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺨﺪﻉ .. ﻭﺛﻘﺖ ﺑﻪ ﻭ ﺁﻣﻨﺖ ﻟﻪ ..
ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﺣﺎﻧﻘﺔ .. ﻋﺎﺩﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺇﻟﻲ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﻭ ﻻﺫﺕ ﺑﺎﻟﺪﻑﺀ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ، ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﻨﺒﺒﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻀﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﻔﺮﺍﺵ ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ .. ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ..
ﻓﻬﻴﺄﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﻠﻐﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻛﻲ ﺗﻬﺮﺏ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ ..
ﺇﻻ ﺃﻥ ﻃﺮﻗﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺃﺛﻨﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻋﺰﻣﻬﺎ ، ﻓﺈﻧﺘﺼﺒﺖ ﻧﺼﻒ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻗﺐ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺠﺄﺓ ﻭ ﺭﺃﺕ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻬﻴﺒﺔ ﻭ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻣﺘﻤﻬﻠﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ .. :
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ !
ﺃﻟﻘﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺤﻴﺔ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺑﺈﻗﺘﻀﺎﺏ ، ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ :
- ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺍﻳﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟ ﺣﺎﺳﺔ ﺍﻧﻚ ﺍﺣﺴﻦ ؟؟
ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ .. ﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻘﻄﻌﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺴﺘﻮﺿﺤﺎ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺣﺎﺩﺓ :
- ﻃﻴﺐ ﺑﻤﺎ ﺍﻧﻚ ﺍﺣﺴﻦ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻭ ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ .. ﻳﺎ ﺭﻳﺖ ﺗﻘﻮﻟﻴﻠﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﻭﺻﻠﺘﻲ ﺍﺯﺍﻱ ﻟﻠﺒﺪﺭﻭﻡ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﺤﺖ ؟ ﻣﻴﻦ ﺩﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ ؟؟
ﺃﺟﻔﻠﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺈﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭ ﻟﻢ ﺗﺮﺩ ، ﻟﺘﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ..
ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺷﻬﻘﺔ ﻣﻜﺘﻮﻣﺔ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :
- ﺍﺗﻜﻠﻤﻲ !
ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﻣﻨﻪ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺎ ﺃﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺃﻣﺎﻣﻪ ... ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺠﻴﺒﻪ ﺑﺜﺒﺎﺕ :
- ﻣﺤﺪﺵ ﺩﻟﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺍﻧﺎ ﺍﻛﺘﺸﻔﺘﻪ ﻟﻮﺣﺪﻱ .
- ﻃﻠﻌﺘﻲ ﻣﺶ ﺳﻬﻠﺔ ﻳﻌﻨﻲ !
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﺈﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﺎﻳﻦ ﺗﻘﺎﺳﻴﻢ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﺘﺮﻛﻴﺰ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﺪﻗﺖ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺧﻄﻮﻁ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻘﺎﺗﻤﺔ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﺣﺎﺋﺮﺓ ..
ﻟﻤﺤﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ ﺗﻨﺰﻟﻖ ﻣﻦ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺘﻴﻦ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺸﻴﻔﻮﻥ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻄﻲ ﺻﺪﺭﻫﺎ ..
ﺃﺳﺮﻋﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﺤﺠﺐ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻐﻄﺎﺀ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻄﻦ ﻟﺘﺤﺮﻙ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺬﺑﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ..
ﺷﻬﻘﺖ ﺑﺬﻋﺮ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻏﻤﻐﻢ ﺑﻌﻨﻒ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻀﻤﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﻘﻮﺓ :
- ﻟﻠﺪﺭﺟﺔ ﺩﻱ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺗﺴﻴﺒﻴﻨﻲ ! .. ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺘﻔﻀﻠﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻋﻠﻲ ﺍﻧﻚ ﺗﺒﻘﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ؟ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺍﻧﻚ ﻛﻨﺘﻲ ﻫﺘﻤﻮﺗﻲ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ !
ﻗﺎﻟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺟﺎﻫﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻋﻨﻬﺎ :
- ﺍﻳﻮﻩ .. ﺍﻫﻮﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺍﻣﻮﺕ ﻭ ﻻ ﺍﻧﻲ ﺍﺑﻘﻲ ﻣﻌﺎﻙ .. ﻭ ﺍﻇﻦ ﺍﻧﻚ ﻋﺎﺭﻑ ﻛﺪﻩ ﻛﻮﻳﺲ .
ﺯﻣﺠﺮ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ :
- ﻋﺎﺭﻑ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺘﻲ .
ﺛﻢ ﺿﻤﻬﺎ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ ﺑﺈﺣﺪﻱ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ، ﻭ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻄﻠﻴﻘﺔ ﺃﺯﺍﺡ ﺣﻤﺎﻟﺔ ﻗﻤﻴﺼﻬﺎ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﻋﻦ ﻛﺘﻔﻬﺎ ﻭ ﺃﺩﺍﺭ ﻓﻤﻪ ﻟﻴﻠﺜﻢ ﺑﻌﻤﻖ ﺑﺎﻃﻦ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ..
ﺗﻠﻮﺕ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ، ﻓﺄﻓﻠﺘﻬﺎ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻓﻮﺟﺌﻴﺔ ﻭ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻹﻣﺘﻨﺎﻥ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺑﻄﻴﺌﺔ ، ﻛﺴﻮﻟﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺭﺑﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺂﺟﺠﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻌﻀﺐ ﻣﺴﺘﻌﺮ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺘﻔﺒﺈﻧﻔﺎﺱ ﻣﺘﻬﺪﺟﺔ :
- ﺍﻧﺖ ﺑﻨﻲ ﺍﺩﻡ ﻣﺶ ﻣﺤﺘﺮﻡ ﺧﺎﻟﺺ ﻭ ﻻ ﺷﻤﻴﺖ ﺭﻳﺤﺔ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﺣﺘﻲ .. ﺑﺘﻬﻴﻨﻲ ﻭ ﺑﺘﺴﺘﻐﻠﻨﻲ ! .. ﻳﺎ ﺣﻴﻮﺍﻥ .
ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺟﺎﻣﺪﺓ ﺭﺩ " ﻋﺎﺻﻢ :"
- ﺍﺗﺠﻮﺯﻳﻨﻲ ﻭ ﻣﺶ ﻫﻴﺒﻘﻲ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﻭ ﻻ ﺍﻫﺎﻧﺔ .. ﻫﺘﺒﻘﻲ ﻣﺮﺍﺗﻲ .
ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ، ﻓﺼﺮﺧﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ :
- ﻷ .. ﻷ ﻣﺶ ﻫﺘﺠﻮﺯﻙ .. ﻭ ﺍﻃﻠﻊ ﺑﺮﺍ ﺑﻘﻲ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﺷﻮﻓﻚ ﻗﺪﺍﻣﻲ ، ﻣﺎﺑﺤﺒﺶ ﺍﺑﺼﻠﻚ .
ﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ .. ﻟﺰﻡ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﺼﻤﺖ .. ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻠﻢ ، ﻗﺎﻝ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺣﻤﻞ ﻓﻲ ﻃﻴﺎﺗﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻣﺒﻬﻢ ﺧﻄﻴﺮ :
- ﺍﻧﺎ ﺻﺒﺮﻱ ﻟﻪ ﺍﺧﺮ .. ﻭ ﻣﺶ ﻛﻞ ﺷﻮﻳﺔ ﻫﻄﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻄﻠﺐ ، ﻓﺄﺣﺴﻨﻠﻚ ﺗﻘﺒﻠﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﻣﻨﻲ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻚ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﺗﻼﻗﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﺗﻘﺒﻠﻲ ﻏﺼﺐ ﻋﻨﻚ .. ﻭ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻭﻋﻲ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﺍﻧﻲ ﻣﺎﺣﺬﺭﺗﻜﻴﺶ !
ﻟﻢ ﺗﻌﻴﺮ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺁﺫﺍﻧﺎ ﺻﺎﻏﻴﺔ ﻭ ﺃﺷﺎﺣﺖ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭ ﺍﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺓ ..
ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺗﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ﺗﻼﻩ ﺇﻧﺼﻔﺎﻕ ﺑﺎﺏ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ .. ﻋﺎﺩﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺇﺛﺮﻩ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ .. ﺇﻟﻲ ﻣﺘﻲ ﺳﻴﻄﺎﺭﺩﻫﺎ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﺾ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ؟ ..
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﺃﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﺑﻨﺪﻗﻴﺘﻴﻦ ﺗﺘﺂﺟﺠﺎﻥ ﺑﺎﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺮﻛﻬﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ، ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻔﺮﺱ ﻗﻠﻴﻼ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺃﻭ ﺟﺴﺪﻫﺎ ..
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻧﻘﻤﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻛﺮﻫﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺣﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻱ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻫﻮ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻣﻠﺘﻬﺒﺘﻴﻦ ...
****************************
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻀﺒﺎﺏ ﻳﺬﻭﺏ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﺁﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻄﻞ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺇﻟﻲ ﻧﺰﻫﺔ ﺻﺒﺎﺣﻴﺔ ﻓﻮﺭ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﺘﺤﻤﺎﻡ ﻭ ﺇﺭﺗﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ..
ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻇﻬﺮﺍ ، ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﻥ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺸﻬﻴﺔ ﻟﻸﻛﻞ ..
ﻓﻘﺪ ﻣﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﺳﺒﻮﻋﺎ ﻋﺼﻴﺒﺎ ﻣﻨﺬ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻫﺮﻭﺑﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺋﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﻘﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻔﺸﻠﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﺎ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ..
ﺗﺴﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺇﺭﺗﺪﺕ ﻣﻌﻄﻔﺎ ﺛﻘﻴﻼ ، ﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺭﺩﺍ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭ ﻣﺸﺒﻌﺎ ﺑﺎﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ..
ﺩﺳﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ ﺍﻟﻤﻌﻄﻒ ﻭ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭ ﺳﺎﺭﺕ ﻣﻄﺄﻃﺄﺓ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﻷﺷﺠﺎﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺒﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺣﺪﻱ ﻧﻮﺍﻓﺬ ﺍﻟﺒﻴﺖ ..
ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺮ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺛﻢ ﻳﻤﺘﺪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻴﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻭ ﺳﺎﺭﺕ ﺩﻭﻥ ﻫﺪﻑ ﻭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻟﻲ ﺃﻳﻦ !
ﻟﻢ ﺗﻌﺪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﺮﻱ ﺳﻮﻱ ﺻﻮﺭﺓ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ .. ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺇﻛﺘﺸﻒ ﻣﺎ ﻋﺰﻣﺖ ﻋﻠﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﺎﻹﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﻓﺬ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺃﻭﺻﻲ ﺣﺮﺳﻪ ﻭ ﺧﺪﻣﻪ ﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺘﻬﺎ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺣﻠﺖ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻃﺒﻌﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﺟﻴﺪﺍ ، ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺠﻬﺮ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ..
ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻷﻥ ﻟﻠﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻟﻦ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻓﻬﻮ ﺭﺟﻼ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺀﻩ ﻭ ﻳﺤﺮﺹ ﻋﻠﻲ ﺃﻻ ﻳﻘﻊ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﺮﺗﻴﻦ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺑﺘﻌﺎﺩﻫﺎ ﻋﻦ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ، ﻓﺨﻼﻝ ﺍﻹﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺟﻪ ، ﻓﺮﻓﻀﺖ ﺑﺸﺪﺓ ﻭ ﻗﺴﻮﺓ ..
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﺭﻋﺒﻬﺎ ﻏﻀﺒﻪ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻱ ﺣﺘﻲ ﺧﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻔﻘﺪ ﻋﻘﻠﻪ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺑﺪﺍ ﻋﺎﺯﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻔﻬﻢ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ..
ﺫﻛﺮﻱ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺨﻴﻔﺔ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﻻﺯﻣﺖ ﻣﺨﻴﻠﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﺯﺩﺍﺩ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ .. ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﻥ ﺃﻥ ﺗﻠﺠﺄ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﻴﻖ ..
ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﺻﻄﺪﻣﺖ ﺑﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .. ﺗﺠﻤﺪﺕ ﺑﻤﻜﺎﻧﻬﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﺑﻬﺪﻭﺀ :
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ !
ﺇﺯﺩﺭﺩﺕ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺩﺕ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻣﻤﺎﺛﻞ :
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ .
ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ :
- ﻛﻨﺘﻲ ﻓﻴﻦ ؟؟
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻔﻢ ﻣﻠﺘﻮ :
- ﻫﻜﻮﻥ ﻓﻴﻦ ﻳﻌﻨﻲ ! .. ﻫﻮ ﺍﻧﺎ ﻣﺴﻤﻮﺣﻠﻲ ﺍﺭﻭﺡ ﻓﻲ ﺣﺘﺔ ﺑﺮﺍ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻞ ﺩﻩ ؟ .. ﻛﻨﺘﻲ ﺑﺘﻤﺸﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﺔ .
ﺃﻭﻣﺄ ﺭﺃﺳﻪ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺮﻗﺔ ﺑﺜﺖ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ :
- ﺍﻟﻔﻄﺎﺭ ﺟﺎﻫﺰ .. ﻳﻼ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﻔﻄﺮ ﺳﻮﺍ .
ﻭﺩﺕ ﻟﻮ ﺗﺮﻓﺾ ﻋﺮﺿﻪ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻟﺒﻘﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﺨﺮﺏ ﺍﻷﻥ ، ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﻟﻲ ﻫﺪﻧﺔ ﻛﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻟﻠﺨﻼﺹ ﻣﻨﻪ ..
ﺗﺒﻌﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻭ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺳﺤﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻤﻘﻌﺪﻩ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺠﻠﺲ ﺟﻴﺪﺍ ، ﺳﺤﺐ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻭ ﺟﻠﺲ ﺑﺪﻭﺭﻩ ..
ﺗﻠﻔﺘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﺮﻫﺔ ﻭ ﻭﺟﻬﺖ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ :
- ﻫﻮ ﺍﻧﺎ ﻟﻴﻪ ﺣﺎﺳﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻭﻱ !
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻟﻴﺴﻜﺐ ﻓﻲ ﻛﺄﺳﻬﺎ ﻋﺼﻴﺮ ﺍﻟﺘﻮﺕ ﺍﻟﻄﺎﺯﺝ :
- ﺷﻬﺎﺏ ﻧﺰﻝ ﻛﻠﻴﺘﻪ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ، ﻭ ﻣﺎﻣﺎ ﺑﺘﺮﻭﺡ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﺑﺘﻘﻀﻲ ﺍﺳﺒﻮﻉ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﺤﻠﻞ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺗﺎﺧﺪ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻤﻜﺜﻒ ﺗﺤﺖ ﺍﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﺓ ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺑﺘﺮﺟﻊ ﺗﺎﻧﻲ .
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ :
- ﻣﺎﻣﺘﻚ ﺑﻘﺖ ﺗﻘﺪﺭ ﺗﻤﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ؟؟
ﻣﻂ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺑﺂﺳﻒ ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻷ ﻟﻸﺳﻒ ﻟﺴﺎ .. ﺍﻧﺎ ﺑﻄﻠﺒﻠﻬﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺍﺳﻌﺎﻑ ﺗﻨﻘﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﺘﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﺠﻲ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺍﻻﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﻘﻀﻴﻪ ﻫﻨﺎﻙ .
ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﺘﻔﻬﻤﺔ ، ﺛﻢ ﺇﺑﺘﻬﻠﺖ ﺑﺼﺪﻕ :
- ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺸﻔﻴﻬﺎ .
- ﻳﺎ ﺭﺏ .
ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ، ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﺣﺜﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺗﺠﺮﻉ ﻛﺄﺱ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ :
- ﺍﺷﺮﺑﻲ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ .
ﺇﻣﺘﺜﻠﺖ ﻵﻣﺮﻩ ﻓﻲ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻭ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺮﺗﺸﻒ ﺍﻟﻌﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤُﺮ ﺟﺰﺋﻴﺎ ﺑﺘﻠﺬﺫ .. ﺭﺍﻗﺒﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﺣﺘﻲ ﺃﻧﻬﺖ ﺍﻟﻜﺄﺱ ، ﻓﺈﺑﺘﺴﻢ ﺑﻈﻔﺮ .. ﺇﺫ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻫﻮﺍﻟﻤﻈﻔﺎﺭ .. ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎ ..
ﺭﻓﻌﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻓﺈﺷﺘﺒﻚ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺑﻨﻈﺮﻩ .. ﻗﻄﺒﺖ ﺑﺈﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﻛﻘﻂ ﻳﺘﺮﺻﺪ ﻓﺄﺭﺍ ؟ .. ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻣﺘﻌﺜﺮﺓ :
- ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟
ﻫﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻧﻔﻴﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﺗﺮﻛﻴﺰ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺷﻌﺮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺜﻘﻞ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ :
- ﺍﺣﻄﻠﻚ ﻋﺼﻴﺮ ﻛﻤﺎﻥ ؟؟
ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ، ﻭ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺪﻭﺧﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﻷ .. ﺍﻧﺎ .. ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﻻﻭﺿﺔ .
- ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺪﻩ ؟ ﺍﻧﺘﻲ ﺣﺘﻲ ﻣﺄﻛﻠﺘﻴﺶ ﻭ ﺍﺣﻨﺎ ﻟﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .. ﺧﻠﻴﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺷﻮﻳﺔ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺘﻲ .. ﻟﺴﺎ ﺑﺪﺭﻱ .
ﻟﻤﺴﺖ ﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﺍﻟﺨﻔﻴﻒ ﻓﻲ ﺻﻮﺗﻪ ، ﻓﺘﻘﻠﺼﺖ ﻋﻀﻼﺗﻬﺎ ﻹﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﺨﻄﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﺇﻟﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﺧﺮ !
ﻓﻘﺪ ﺑﺪﺍ ﻛﺮﺟﻞ ﻳﻀﻊ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻫﺪﻓﺎ ﻣﻌﻴﻦ ﻻ ﺗﻔﻬﻢ ﺩﻭﺍﻓﻌﻪ ﺇﻟﻴﻪ ..
ﺇﺫ ﻫﻜﺬﺍ ﻫﻮ ﺃﺻﻼ .. ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻮﻕ ﺇﻟﻲ ﺷﻲﺀ ﻻ ﻳﺘﻮﺍﻧﻲ ﻋﻦ ﺗﺤﻄﻴﻢ ﺃﻱ ﻋﻘﺒﺔ ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻋﻨﻪ ..
ﺯﺣﻔﺖ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻭ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ .. ﺇﻧﺘﻔﻀﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﺻﻴﺒﺖ ﺑﻤﺎﺱ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ..
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭ ﻫﺎﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﺗﻪ .. ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﻏﻀﺐ ﻭ ﺧﻮﻑ ، ﻓﻬﺒﺖ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻬﺎ ﻭ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺑﻌﻨﻒ ﻭ ﻫﺘﻔﺖ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﻔﻲ ﻋﻠﻲ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ :
- ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﻃﻠﻊ ﺍﻻﻭﺿﺔ .. ﻋﻦ ﺍﺫﻧﻚ .
ﺃﺣﺴﺖ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻗﺼﻲ ﺳﺮﻋﺔ ، ﻓﺨﻄﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻨﻪ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﺧﻄﻮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ..
ﻓﺈﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﺍﻩ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻟﺘﺴﻨﺪﻫﺎ ، ﻭ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺷﺪﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ، ﺛﻢ ﺗﻤﺘﻢ ﻭ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺨﻔﻖ ﻣﺘﺴﺎﺭﻋﺎ :
- ﺍﻋﺬﺭﻳﻨﻲ .. ﻻﺯﻡ ﺍﺿﻤﻦ ﺍﻧﻚ ﻫﺘﺒﻘﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻋﻠﻄﻮﻝ .. ﻻﺯﻡ ﺍﺿﻤﻦ ﺍﻥ ﻣﺤﺪﺵ ﻫﻴﺠﻲ ﻳﺎﺧﺪﻙ ﻣﻨﻲ ﺗﺎﻧﻲ .
ﺇﺫﻥ ﻇﻨﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻪ .. ﺇﻧﻪ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﺸﻴﺌﺎ ﻣﺎ ، ﺇﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻐﺘﻴﻦ ﺑﻴﺄﺱ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺨﺪﺭ :
- ﺍﻭﻋﻲ .. ﻧﺰﻝ ﺍﻳﺪﻙ .. ﺍﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰ ﻣﻨﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺩﻓﺲ ﻧﺼﻒ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻤﺸﻮﻩ ﻟﺪﻱ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ :
- ﺍﻧﺎ ﺍﺳﻒ .. ﺍﻧﺎ ﺍﺳﻒ ﺑﺠﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻌﻤﻠﻪ ﻓﻴﻜﻲ .. ﺑﺲ ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺎﺳﺒﺘﻠﻴﺶ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺗﺎﻧﻲ !
ﻟﻢ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﺪﻩ ،ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﺘﻤﻠﻤﻞ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ، ﻛﺈﺷﺎﺭﺓ ﺭﺍﺩﺍﺭ ﺗﻨﺬﺭ ﻣﻦ ﻏﺰﻭ ﻣﺤﺘﻤﻞ ..
ﺇﺷﺘﺪ ﺛﻘﻞ ﺭﺃﺳﻬﺎ ، ﻓﻐﺎﻣﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭ ﺣﻮﺍﺳﻬﺎ .. ﻛﻤﺎ ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻓﺄﺭﺟﻌﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ﻭ ﺗﺮﺍﺧﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﺴﻘﻂ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ .. ﺭﻓﻊ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻓﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺼﻴﺮ ..
ﺇﻧﺤﻨﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻠﻒ ﺫﺭﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭ ﻳﻀﻊ ﺃﺳﻔﻞ ﺭﻛﺒﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺬﺭﺍﻉ ﺍﻷﺧﺮﻱ ..
ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ..
ﻣﺘﺠﻬﺎ ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻓﺘﻪ ...
ﻳﺘﺒﻊ ...
أنت تقرأ
المظفار والشرسة
Romanceﺃﻃﻠﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺷﻬﻘﺔ ﺭﻋﺐ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﻗﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺤﻨﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ، ﻭ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺂﺟﺠﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺗﻌﻘﻠﻪ .. ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮﻑ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺩﻓﻖ ﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ...