ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ

9.7K 381 6
                                    


ﺭﺍﺡ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻳﺬﺭﻉ ﻧﻄﺎﻕ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺟﻴﺌﺔ ﻭﺫﻫﺎﺑﺎ ، ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺮﻓﺰﺓ ﻭ ﺇﺿﻄﺮﺍﺏ ﺑﻴﻨﺔ ، ﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻪ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻔﺠﺮ ﺳﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺩﺍﺧﻞ ﺭﺃﺳﻪ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ .. ﺇﺫ ﺃﻳﻦ ﺇﺑﻨﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﺍﻷﻥ ؟ .. ﺃﻫﻲ ﺑﺤﻮﺯﺓ " ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ " ؟ ﺃﻡ ﻗﺼﺪﺕ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺃﺧﺮ ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺃﺻﻼ !
ﺑﺮﺯﺕ ﺃﻭﺭﺩﺗﻪ ﻭ ﺃﺣﻤﺮﺕ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻏﻀﺒﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﻬﺾ " ﺭﺷﺪﻱ " ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭ ﺗﻘﺪﻡ ﺻﻮﺑﻪ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺈﻋﺘﺮﺍﺽ ﻣﺘﺒﺮﻡ :
- ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ؟ ﻫﺘﻔﻀﻞ ﺗﻬﺮﻱ ﻭ ﺗﻨﻜﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻚ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﺪﻩ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟ ﺍﻫﺪﺍ ﺷﻮﻳﺔ ﺍﻣﺎﻝ .
ﻗﻄﺐ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻓﻲ ﺇﻧﻔﻌﺎﻝ ﻗﺎﺋﻼ ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻃﻮﻻ ﻭ ﻋﺮﺿﺎ :
- ﺍﻫﺪﺍ ! ﺍﻫﺪﺍ ﺍﺯﺍﻱ ﻳﺎ ﺭﺷﺪﻱ ؟ ﺍﻫﺪﺍ ﺍﺯﺍﻱ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﺭﻑ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻓﻴﻦ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻬﺎ ؟ ﺍﻧﺎ ﻫﺘﺠﻨﻦ !
- ﻣﺶ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ ﻗﺎﻟﻚ ﺍﻧﻬﺎ ﺧﺮﺟﺖ ؟ ﺧﻼﺹ ﺑﻘﻲ ﺑﻄﻞ ﻗﻠﻖ ﻭ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺍﻛﻴﺪ ﻫﺘﻜﻠﻤﻚ .
ﺃﺟﺎﺑﻪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻭ ﺃﻋﺼﺎﺑﻪ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮﺓ ﺗﺮﺟﻒ ﺻﻮﺗﻪ :
- ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻳﺶ ﻋﺮﻓﻨﻲ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺮﺟﺖ ﻭ ﻻ ﻷ ! ﻣﺶ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺼﻠﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﻭ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ ﺑﻴﻜﺪﺏ ﻋﻠﻴﺎ ؟؟ !
- ﻳﺎ ﺍﺧﻲ ﻣﺎﺗﻘﺪﺭﺵ ﺍﻟﺒﻼ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ .
ﻭ ﻫﻨﺎ ﺩﻕ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻓﺈﻟﺘﻔﺘﺎ ﺍﻷﺛﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻳﻨﻈﺮﺍﻥ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﺜﻮﺍﻥ ﺩﻭﻥ ﺣﺮﺍﻙ ..
ﺣﺘﻲ ﺳﺎﺭﻉ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺑﻔﺘﺤﻪ .. ﻟﻴﺘﺴﻤﺮ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﻟﺒﺮﻫﺔ ..
ﻓﺎﻟﻄﺎﺭﻕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﺷﺎﺣﺐ ﻭ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﻻﻫﺜﺔ .. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺳﻮﻱ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ..
ﺗﻬﻠﻞ ﻭﺟﻪ " ﺭﺷﺪﻱ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﺪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﻨﻬﺎ :
- ﺣﻤﺪﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻳﺎ ﺳﺖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ .. ﺗﻮﻓﻴﻖ ، ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ .
ﺁﺗﻲ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻣﻬﺮﻭﻻ .. ﻭ ﺟﻤﺪ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺁﻫﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﻄﻢ ﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭ ﻓﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺤﺒﻴﺴﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﻠﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻳﻦ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻄﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻬﺎ ، ﻟﺘﺮﺗﻤﻲ ﺑﺄﺣﻀﺎﻧﻪ ﻣﻨﻔﺠﺮﺓ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ..
ﺇﺣﺘﻮﺍﻫﺎ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﺃﺑﻮﻳﺔ ﺩﺍﻓﺌﺔ ، ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﻤﺴﺪ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﺑﻴﺪﻳﻪ ..
ﻟﻢ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺑﺤﺮﻑ ، ﻓﻘﻂ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﺠﻴﺘﻬﺎ ﻣﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺘﺄﺭﺟﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻄﻒ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭ ﻓﻤﻪ ﻓﻮﻕ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻷﺷﻘﺮ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺻﻮﺕ ﻧﺸﻴﺠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﺣﺎﺭﻗﺔ ﻓﺘﺘﺖ ﻗﻠﺐ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﺗﺎﻡ ..
********************
ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻜﺘﺐ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻈﻠﻤﺔ .. ﻻ ﻳﻀﻴﺌﻬﺎ ﺳﻮﻱ ﻧﻮﺭ ﺧﺎﻓﺖ ﻣﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺛﺮﻳﺎﺕ ﺑﺄﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺍﻟﻤﻨﺤﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺿﻔﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺻﺪﻱ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺬﺭﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭ ﺇﻳﺎﺑﺎ ﻛﺎﻟﻨﻤﺮ ﺍﻟﻬﺎﺋﺞ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﺎﺡ ﻭ ﻗﺪ ﺃﻟﻬﺐ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ :
- ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻐﺒﻲ .. ﺳﺎﺑﻬﺎ ﺗﻤﺸﻲ .. ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻬﺮﺏ ﻣﻨﻲ .. ﻣﺴﺘﺤﻴﻴﻞ .
ﺑﺎﻏﺘﻪ " ﺯﻳﻦ " ﻣﻨﻔﻌﻼ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
- ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﺖ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻀﺎﻳﻘﻚ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟ ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﺧﻼﺹ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﻭ ﺧﺪﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﺰﻥ ﻭ ﻣﻨﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﺪﻓﻌﻠﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻣﻠﻴﻢ ﻛﻤﺎﻥ ! ﻋﺎﻳﺰ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻳﻪ ﺗﺎﻧﻲ ﺑﻘﻲ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ؟؟ !
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ، ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﻈﻠﻢ ﻏﺎﺿﺐ ، ﺃﺿﺎﺀﻩ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺮﺍﺑﺾ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻓﺄﻟﻘﻲ ﻇﻼﻻ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺷﻤﻮﺥ ﻭﺟﻨﺘﻴﻪ ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺪﺑﺔ ﺍﻟﻐﺎﺋﺮﺓ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﺩﺍﻛﻨﺔ ﻭﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭ ﻣﺤﺘﻘﻨﺔ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺭﺩ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ :
- ﻋﺎﻳﺰﻫﺎ .. ﻋﺎﻳﺰﻫﺎ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺯﻳﻦ .. ﻭ ﻫﺠﻴﺒﻬﺎ ﻫﻨﺎ ، ﻣﺎﻓﻴﺶ ﻗﻮﺓ ﻫﺘﻤﻨﻌﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﺳﻴﺒﻬﺎ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻳﺪﻳﺎ ﺑﺎﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺩﻱ .
ﺇﺳﺘﻮﺿﺤﻪ " ﺯﻳﻦ " ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺻﻠﺒﺔ :
- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻤﻚ ! ﻗﺼﺪﻙ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻭ ﻫﺰ ﺑﺴﺒﺎﺑﺘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻣﺤﺬﺭﺍ :
- ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺴﻤﺤﻠﻚ ﺍﺑﺪﺍ ﺗﺄﺫﻱ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺩﻱ .. ﺍﻧﺖ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻩ ، ﻷ ﻭ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻛﻤﺎﻥ .. ﻟﻜﻦ ﻟﻮ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻴﻚ ﺍﻓﻜﺎﺭﻙ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﻚ ﺑﺘﻔﻜﺮ ﺗﺄﺫﻱ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﺎﻟﻬﺎﺵ ﺍﻱ ﺫﻧﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ .. ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﺍﻛﻮﻥ ﻣﻌﺎﻙ ﻫﺒﻘﻲ ﺿﺪﻙ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ .
- ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺄﺫﻳﻬﺎ !
ﻫﺘﻒ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻨﺰﻕ ﻣﻨﻔﻌﻞ ، ﺛﻢ ﺯﻣﺠﺮ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﻫﺎ ﺟﻤﺒﻲ ﺑﺲ .. ﻋﺎﻳﺰﻫﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻴﺎ .
ﺗﻐﻀﻦ ﺟﺒﻴﻦ " ﺯﻳﻦ " ﺑﻌﺒﺴﺔ ﺣﺎﺋﺮﺓ ، ﻓﺴﺄﻟﻪ :
- ﻭ ﻫﺘﺴﺘﻔﺎﺩ ﺍﻳﻪ ﻣﻦ ﺩﻩ ﻛﻠﻪ ﻳﻌﻨﻲ ؟؟ !
ﺃﺟﺎﺏ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ﻭ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺘﻮﻫﺠﺎﻥ ﺑﻌﺎﻃﻔﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﻫﺎ ﺟﻤﺒﻲ ﻭ ﺑﺲ .. ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺑﻘﻲ ﺍﺑﻘﻲ ﺍﺷﻮﻑ ﻫﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﺍﺯﺍﻱ .
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻪ ﺑﻀﻴﻖ ﻭ ﺧﺸﻮﻧﺔ :
- ﻫﺘﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﻭ ﻻ ﻷ ؟؟
ﺣﺪﺟﻪ " ﺯﻳﻦ " ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻣﻤﺘﻌﺾ ، ﺛﻢ ﺗﻨﻬﺪ ﺑﺜﻘﻞ ﻭ ﺃﻃﺮﻕ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺬﻋﻨﺎ ...
*********************
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ..
ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻣﻦ ﻳﺪﺍ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺑﻴﺪﻳﻦ ﻣﺮﺗﻌﺸﺘﻴﻦ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻳﺪﻩ ﻭ ﺭﺑﺖ ﻋﻠﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ ..
ﺛﻢ ﺇﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻲ ﺇﺭﺗﺸﻔﺖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﺏ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ﻭ ﻫﺪﻭﺀ :
- ﻃﻴﺐ ﻣﺎﺗﺼﻠﺘﻴﺶ ﺑﻴﺎ ﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺧﺮﺟﺘﻲ ؟ ﻗﻠﻘﺘﻴﻨﻲ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﺍﻭﻱ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .. ﻛﻨﺖ ﻫﻨﺰﻝ ﺍﺩﻭﺭ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ .
ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﺮﺗﺠﻔﺔ ﺭﺩﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ :"
- ﻛﻨﺖ ﺧﺎﻳﻔﺔ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ .. ﻭ ﺍﻧﺎ ﺟﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﻛﻨﺖ ﻣﺮﻋﻮﺑﺔ ﻭ ﺟﺴﻤﻲ ﻛﻠﻪ ﺑﻴﺘﻨﻔﺾ .. ﻣﺘﺨﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻟﺤﻈﺔ ﻫﺎﻳﻮﺻﻠﻲ ﻭ ﻳﺎﺧﺪﻧﻲ ﻟﺒﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﺼﺪﻗﺔ ﺍﻧﻲ ﻗﺪﺭﺕ ﺍﻫﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺩﻱ ! ﻃﻠﻊ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﺶ ﺳﻬﻞ ﺍﺑﺪﺍ .. ﺑﺲ ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﺣﻤﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻴﻨﺴﺎﻧﻲ ﻭ ﻳﺤﻞ ﻋﻨﻲ .
ﺇﺣﺘﻘﻦ ﻭﺟﻪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺸﺪﺓ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺫﻟﻚ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻭ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺗﺼﻄﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ :
- ﺧﻠﻴﻪ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻨﻚ ﺍﻟﺠﺒﺎﻥ ﺩﻩ ﺗﺎﻧﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻭ ﺷﺮﻓﻲ ﻟﻬﻘﺘﻠﻪ .. ﻋﻠﻲ ﺟﺜﺘﻲ ﺍﻧﻪ ﻳﻤﺲ ﺷﻌﺮﺓ ﻣﻨﻚ .. ﻫﻮ ﻓﺎﻛﺮﻙ ﻣﺎﻟﻜﻴﺶ ﺣﺪ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟؟ !
- ﻣﺎﺗﻘﻮﻟﺶ ﻛﺪﻩ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎﻙ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺍﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻱ ﻭﻗﺖ ﺗﺎﻧﻲ .. ﻭ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﺍﺩﻡ ﺍﻟﻘﺬﺭ ﺩﻩ ﻫﻴﺒﻌﺪ ﻋﻨﻲ .
ﺛﻢ ﺃﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ، ﻭ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺗﺸﻜﺮﻩ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
- ﺷﻜﺮﺍ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ ﺭﺷﺪﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺎﻱ .
ﻣﻨﺤﻬﺎ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻳﺎ ﺳﺖ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ .. ﻭ ﻟﻮ ﺍﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺣﺎﺑﺐ ﺍﻗﺪﻣﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﺸﺎ ، ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﺑﻌﺖ ﺻﺒﻲ ﻣﻦ ﺻﺒﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﺷﺔ ﻳﺠﺒﻠﻨﺎ ﺷﻮﻳﺔ ﻣﺸﻮﻳﺎﺕ ﻭﺻﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ، ﺍﺣﻠﻲ ﺍﻛﻞ ﺗﺎﻛﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺩﻩ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻛﻠﻬﺎ .
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺈﻣﺘﻨﺎﻥ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
- ﻣﻴﺮﺳﻲ ﺍﻭﻱ ﻟﺬﻭﻕ ﺣﻀﺮﺗﻚ .. ﺑﺲ ﺍﻧﺎ ﻟﻼﺳﻒ ﻣﺶ ﻫﻘﺪﺭ ﺍﺗﻌﺸﺎ ﻣﻌﺎﻛﻮﺍ ﻻﻧﻲ ﻣﺠﻬﺪﺓ ﺟﺪﺍ ﻭ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﻧﺎﻡ .
ﻫﺰ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺮﻓﺾ ﻗﺎﻃﻊ :
- ﻻ ﻻ ﻻ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ .. ﻫﺘﺘﻌﺸﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﺑﻘﻲ ﻧﺎﻣﻲ ﺑﺮﺍﺣﺘﻚ .
- ﺻﺪﻗﻨﻲ ﻣﺶ ﻫﻘﺪﺭ ﺍﻛﻞ ﻟﻘﻤﺔ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺩﻱ .. ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎﻩ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺍﻧﻲ ﺍﻧﺎﻡ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﺻﺤﻲ ﺑﺪﺭﻱ ﻭ ﺍﻋﻤﻞ ﺷﻮﻳﺔ ﻣﺸﺎﻭﻳﺮ ﻣﻬﻤﺔ .
ﺗﺪﺧﻞ ﻋﻤﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ :
- ﻫﺘﺮﻭﺣﻲ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ؟؟
ﺣﻮﻟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺼﺮﻫﺎ ﻧﺤﻮﻩ ﻭ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ :
- ﻫﺮﻭﺡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭ ﺑﻌﺪ ﻛﺪﻩ ﻫﻌﺪﻱ ﻋﻠﻲ ﺩﺍﺩﻩ ﻗﻮﺕ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﺟﻴﺐ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺷﻨﻄﺔ ﻫﺪﻭﻣﻲ .
- ﻭ ﻫﺘﺮﻭﺣﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻴﻪ ؟ ﺭﻳﺤﻲ ﻛﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﻭ ﺍﺑﻘﻲ ﺭﻭﺣﻲ ﺑﺮﺍﺣﺘﻚ .
ﺿﺤﻜﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻲ ﺁﺳﻲ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻔﺘﻮﺭ :
- ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﺭﺍﻳﺤﺔ ﺍﺩﺭﺱ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ .
ﻗﻄﺐ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺣﺎﺋﺮﺍ :
- ﺍﻭﻣﺎﻝ ﺭﺍﻳﺤﺔ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺂﺳﻒ :
- ﺑﻤﺎ ﺍﻧﻲ ﺑﻘﻴﺖ ﻋﺎﻟﺤﺪﻳﺪﺓ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ .. ﻣﺶ ﻫﻘﺪﺭ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ، ﻓـﻬﺮﻭﺡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻜﺮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭ ﺍﺳﺤﺐ ﻭﺭﻗﻲ ﻭ ﺑـ 3 ﺳﻨﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﺩﺭﺳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﺩﻭﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻱ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻭ ﺍﺷﺘﻐﻞ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻗﺪﺭ ﺍﺻﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻲ .
ﻫﺰ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺭﺃﺳﻪ ﻋﺎﺑﺴﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﺗﺴﻴﺒﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻚ ﻟﻴﻪ ؟ ﺩﻩ ﺍﻧﺘﻲ ﻓﺎﺿﻠﻚ ﺳﻨﺔ ﻛﻤﺎﻥ ﻭ ﺗﺘﺨﺮﺟﻲ !!
- ﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﻘﺪﺭ ﺍﻛﻤﻞ ﺍﺳﺎﺳﺎ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ .. ﻫﺎﺟﻴﺐ ﻣﻨﻴﻦ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ؟ ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ ﻣﺼﺎﺭﻳﻒ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺍﺯﺍﻱ .
- ﺧﻼﺹ ﺣﻮﻟﻲ .
ﺃﻃﺮﻗﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺰﻱ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
- ﻣﺶ ﻫﺎﻳﻨﻔﻊ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ .. ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﻀﺎﻳﺢ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺗﻔﻀﺤﺘﻬﺎ ﻣﺶ ﻫﻴﻨﻔﻊ ﺍﻇﻬﺮ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺎﻧﻲ .
ﺭﻓﻊ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺃﺣﺪ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﻫﺸﺔ ﻣﺮﺩﺩﺍ :
- ﻃﺐ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻲ ﻛﺪﻩ ﻛﺪﻩ ﻫﺘﻈﻬﺮﻱ .. ﻣﺶ ﻗﻮﻟﺘﻲ ﻫﺘﺪﻭﺭﻱ ﻋﻠﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ؟؟
ﺗﻄﻠﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﺗﺪﻋﻴﻠﻲ ﺑﻘﻲ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ ﻟﻤﺎ ﺍﺭﻭﺡ ﺍﻗﺪﻡ ﻣﺤﺪﺵ ﻳﺎﺧﺪ ﺑﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺷﻜﻠﻲ ﻭ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺻﻮﺭﻱ ﺍﻛﻴﺪ ﺍﺗﻨﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﻳﺪ ﻭ ﺳﻴﺮﺗﻲ ﺑﻘﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﻟﺴﺎﻥ .
ﺗﻨﻬﺪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺁﺳﻔﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻟﻬﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ :
- ﺧﻼﺹ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .. ﺍﻋﻤﻠﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﺷﺎﻳﻔﺎﻩ ﺻﺢ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﻌﺎﻛﻲ .. ﻣﺶ ﻫﺎﺳﻴﺒﻚ ﺍﺑﺪﺍ .
ﺃﻫﺪﺗﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻭ ﻗﺪ ﻋﺎﺩ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻷﻣﻞ ﻳﻐﺰﻭ ﻛﻴﺎﻧﻬﺎ ..
ﻭ ﺧﻼﻝ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .. ﺷﻌﺮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﺠﺎﻩ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺑﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻟﻺﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺇﻟﻲ ﻋﻤﻬﺎ ﻭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﺳﺤﺮﻩ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺃﺷﻌﺮﺗﻬﺎ ﺑﺈﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﺍﻟﺪﻑﺀ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﻊ ، ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺸﺎﻃﺮ ﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻬﺘﻢ ﺑﻤﺸﺎﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻳﺮ ﻟﻬﺎ ﺁﺫﺍﻧﺎ ﺻﺎﻏﻴﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﻧﺤﻮ " ﺭﺷﺪﻱ " ..
ﺩﻗﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ، ﻓﺘﺜﺎﺀﺑﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺘﻬﺬﻳﺐ ﻭ ﺳﺄﻟﺖ ﻋﻠﻲ ﺇﺳﺘﺤﻴﺎﺀ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻧﻮﻣﻬﺎ ..
ﻓﻨﻬﺾ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻭ ﻗﺎﺩﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻛﻲ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﻫﻮ ﺣﺎﻟﻪ ﺑﺄﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺃﺧﺮﻱ ...
*********************
- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺢ ؟ ﻫﺘﻜﻮﻥ ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻴﻦ ﻳﻌﻨﻲ ؟؟
ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻫﺎﺩﺭﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺼﺒﻲ ، ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻪ " ﺩﻳﻨﺎ " ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭ ﺍﻟﺤﺪﺓ :
- ﻭ ﺍﻧﺎ ﻫﻌﺮﻑ ﻣﻨﻴﻦ ﻫﻲ ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻴﻦ ؟ ﺍﻧﺖ ﺟﻮﺯﻫﺎ ﻭ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻋﺎﺭﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻭﻃﻲ ﺻﻮﺗﻚ ﻭ ﺍﻧﺖ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻣﺎﺗﻨﺴﺎﺵ ﻧﻔﺴﻚ .
ﺃﺟﻔﻞ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻣﻀﻄﺮﺑﺎ ، ﻭ ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻗﻠﻴﻼ :
- ﺍﻧﺎ ﺍﺳﻒ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻢ .. ﻣﺎﻗﺼﺪﺵ ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ .. ﺑﺲ ﺍﻧﺎ ﻫﺘﺠﻨﻦ .. ﻫﺘﻜﻮﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻴﻦ ﻟﺤﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺩﻱ ؟؟ !
ﺭﺩﺕ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﺣﺎﺯﻣﺔ :
- ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﺯﻱ ﻛﺪﻩ .. ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻋﺮﻓﻪ ﻗﻮﻟﺘﻬﻮﻟﻚ .. ﻫﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭ ﻟﺤﺪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻣﺎﺭﺟﻌﺘﺶ ﺍﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﻛﺪﻩ ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ ﻛﻼﻡ ﺗﺎﻧﻲ ﺍﻗﻮﻟﻪ .
ﻫﺰ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻐﻤﻐﺎ :
- ﻫﺘﻜﻮﻥ ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻴﻦ ﺑﺲ ؟ .. ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻴﻦ ؟؟ !
ﺗﻨﻬﺪﺕ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺑﺘﻮﺗﺮ ﻧﺎﻗﺾ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﺍﻟﺼﻠﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﺗﺴﺄﻟﻪ :
- ﻃﻴﺐ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻣﺎﻟﻜﻮﺵ ﻗﺮﺍﻳﺐ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ؟ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺰﻭﺭ ﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ !
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﻋﺎﺑﺴﺎ :
- ﻣﺎﻟﻨﺎﺵ ﺍﻱ ﺣﺪ ﻫﻨﺎ .. ﻛﻞ ﻧﺎﺳﻨﺎ ﻭ ﺍﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ .
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ .. ﺩﻟﻔﺖ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺇﻟﻲ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ، ﻭ ﻭﻗﻔﺖ ﺗﺘﻨﻘﻞ ﺑﺒﺼﺮﻫﺎ ﺑﻴﻦ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺍﻟﻤﺘﺨﺸﺐ ﻭ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺗﺮﺓ ..
ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﺒﻂﺀ ﺻﻮﺑﻬﻤﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ ﺑﻘﻠﻖ :
- ﻣﺎﻣﺎ ! ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺣﺼﻠﺖ ؟؟
ﺯﺟﺮﺗﻬﺎ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻣﺤﺬﺭﺓ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ ﺭﺿﻮﻱ .. ﻋﺒﻴﺪ ﺑﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺷﻮﻳﺔ .
ﺛﻢ ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ ﺇﻟﻲ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺏ :
- ﺍﻧﺖ ﻧﺎﻭﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺑﻘﻲ ؟؟
ﺑﻨﺼﻒ ﺫﻫﻦ ﺣﺎﺿﺮ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻔﻜﺮ :
- ﻟﻮ ﻣﺎﺭﺟﻌﺘﺶ ﺑﻜﺮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻫﺮﻭﺡ ﺍﻋﻤﻞ ﺑﻼﻍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ .
ﺇﺑﺘﻠﻌﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻏﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻬﺎ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺨﻨﻘﻬﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺳﺘﺄﺫﻥ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ ﺃﻭﻻﻫﺎ ﻇﻬﺮﻩ ﻭ ﺇﻧﺴﺤﺐ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻬﺎﻭﻫﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻋﻠﻲ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻘﻌﺪ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻠﻬﺚ ﺇﻋﻴﺎﺀﺍً ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺑﺘﺮﻗﺐ :
- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ؟؟
ﻟﻢ ﺗﺠﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ .. ﺻﻤﺘﺖ ﻟﺜﻮﺍﻥ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﺷﺤﻮﺏ ﺷﺎﺧﺼﺔ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ :
- ﻫﻴﺤﺼﻞ .. ﻫﻴﺤﺼﻞ ﻳﺎ ﺭﺿﻮﻱ .. ﺍﻟﻤﺼﺎﻳﺐ ﻭ ﺍﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺑﻨﺎ .. ﺍﺧﻮﻛﻲ ﻫﻴﻀﻴﻊ .
ﻫﺘﻔﺖ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﺤﺸﺮﺝ ، ﺛﻢ ﻏﻄﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻜﻔﻴﻬﺎ ﻭ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻨﺘﺤﺐ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ..
ﺗﺄﻓﻔﺖ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺑﻀﻴﻖ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻨﻔﻌﻠﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﺘﻲ ﺑﺘﻀﻐﻄﻲ ﺍﻭﻱ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻋﺼﺎﺑﻚ ؟ ﺭﻭﺣﻲ ﻟﺒﺎﺑﺎ ﻭ ﺧﻠﻴﻪ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻣﻌﺎﻩ .. ﻣﺤﺪﺵ ﻫﻴﻌﺮﻑ ﻳﺤﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺩﻩ ﻏﻴﺮ ﺑﺎﺑﺎ .
ﺃﻭﻗﻔﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻧﺤﻴﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﻄﻠﻌﺖ ﺇﻟﻲ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺛﻢ ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﻔﻴﺾ :
- ﻫﺮﻭﺣﻠﻪ .. ﻓﻌﻼ ﻻﺯﻡ ﺍﺭﻭﺣﻠﻪ .
*********************
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ..
ﺃﻭﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ ﻣﻨﻬﻜﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺣﺴﺖ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﺣﻴﻦ ﺇﻧﺪﺳﺖ ﺑﻴﻨﻬﺎ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻓﺌﺎ ﻭ ﺭﺍﺣﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻄﺠﻌﻪ ﺑﻤﻨﺰﻝ ﻣﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ..
ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻏﺎﺻﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻭ ﺃﺛﻘﻞ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﺟﻔﻨﻴﻬﺎ .. ﺇﻧﺘﺎﺑﻬﺎ ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻄﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻲ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻃﺮﻳﺔ ..
ﻧﺎﻣﺖ ﻣﻞﺀ ﺟﻔﻮﻧﻬﺎ ﻟﻔﺮﻁ ﺇﺭﻫﺎﻗﻬﺎ ﻭ ﺗﻌﺒﻬﺎ .. ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺇﺳﺘﻔﺎﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﻐﻤﺮ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﻈﻴﻔﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺛﺎﺙ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺑﻨﻮﺭ ﺫﻫﺒﻲ ..
ﻭ ﻓﻮﺟﺌﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﻌﻤﻬﺎ ﻳﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﻭ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ .. :
- ﺍﻧﻜﻞ ﺗﻮﻓﻴﻖ !
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﺨﺪﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﺛﺮ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻐﻀﻦ ﻭﺟﻪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺠﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ :
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .. ﻳﻼ ﻗﻮﻣﻲ ﺑﻘﻲ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﻔﻄﺮﻱ .
- ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻛﺎﻡ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ ؟؟
ﺳﺄﻟﺘﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﺜﺎﺀﺏ ﻭ ﺗﺘﻤﻄﺄ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺵ ﻛﻘﻄﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻧﺎﻋﻤﺔ ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﺎ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ :
- ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺩﺍﺧﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .
ﻫﺘﻔﺖ ﺑﺘﻜﺎﺳﻞ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻧﺼﻒ ﺇﻏﻤﺎﺿﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻔﻮﻳﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ :
- ﻳﺎ ﺧﺒﺮ ! ﺩﻩ ﻳﺎ ﺩﻭﺏ ﺍﻗﻮﻡ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻜﺘﺐ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ .
ﺑﺎﻏﺘﻬﺎ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ :
- ﻣﺶ ﻫﺘﺘﺤﺮﻛﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﻻ ﺍﻣﺎ ﺗﻔﻄﺮﻱ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺎ ﺍﻛﻠﺘﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ .
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺮﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺨﺎﻟﺠﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ .. ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻀﺮﻩ ﻋﻤﻬﺎ ﻟﺬﻳﺬ ﺍﻟﻤﺬﺍﻕ ﻭ ﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻪ ﺑﺸﻬﻴﺔ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﻬﺾ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﻮﻡ ﺣﻮﻟﻬﺎ :
- ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﺴﺤﺒﻲ ﻭﺭﻗﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. ﻗﺮﺭﺗﻲ ﻫﺘﺸﺘﻐﻠﻲ ﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ ؟؟
ﺇﺭﺗﺸﻔﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﺟﻊ ﺍﻟﻔﻨﺠﺎﻥ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ :
- ﻫﺎﺩﻭﺭ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ .. ﻫﻠﻒ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺍﻻﻗﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻤﺆﻫﻼﺗﻲ .
ﻭ ﻇﻠﺖ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﻟﺒﺮﻫﺔ ، ﺛﻢ ﺩﻓﻌﺖ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻭ ﺷﻜﺮﺗﻪ ..
ﺇﺣﺘﺞ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻗﺎﺋﻼ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ :
- ﻣﺄﻛﻠﺘﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ !
- ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺷﺒﻌﺖ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ ، ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻗﻠﺘﻠﻚ ﻻﺯﻡ ﺍﻧﺰﻝ ﺣﺎﻻ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ .
ﺧﻀﻊ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻟﺮﻏﺒﺘﻬﺎ ﻭ ﺃﺧﺬ ﺻﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ..
ﻧﻬﻀﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺗﻜﺰﺓ ﻓﻮﻕ ﻣﻨﻀﺪﺓ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ..
ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺘﻔﺤﺺ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﻭ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻋﺎﺑﺴﺔ ..
ﻟﻘﺪ ﻧﺎﻣﺖ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺜﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﻐﻴﺮﻩ ﻣﻨﺬ ﻳﻮﻣﻴﻦ ..
ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺈﻧﺰﻋﺎﺝ .. ﻓﻜﻴﻒ ﺳﺘﺨﺮﺝ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻳﺔ ؟ ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺬﻫﺐ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻣﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺞ ﺑﻤﻦ ﻫﻢ ﻳﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼﺕ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﻄﺒﻘﺔ ؟؟
ﻗﺮﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﺴﻠﺢ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ .. ﻧﻌﻢ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﻭ ﻟﻮ ﺇﺭﺗﺪﺕ ﺛﻴﺎﺑﺎ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﺃﻭ ﺇﻧﺘﻌﻠﺖ ﺣﺬﺍﺀً ﺭﺛﺎ ، ﺳﺘﺠﺒﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻥ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﺑﺈﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭ ﺗﻘﺪﻳﺮ ..
ﻭ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ :
- ﻭ ﻫﻮ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻣﺤﺪﺵ ﻫﻴﺒﺼﻠﻲ ﺑﺈﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭ ﺷﻤﺎﺗﺔ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻲ ؟؟ !
ﻧﻔﻀﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻛﻞ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻋﻦ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭ ﺇﻟﺘﻘﻄﺖ ﻣﻨﺸﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻓﻮﻕ ﻛﺮﺳﻲ ﺻﻐﻴﺮ ﺑﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ، ﺇﺫ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ..
ﻭﻟﺠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﻏﺴﻠﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍ ، ﻭ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻬﻨﺪﻡ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ، ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﻭ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﻭ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺩﻋﺖ ﻋﻤﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺮ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺳﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﻏﻴﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ..
ﻭﺻﻠﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ، ﻭ ﺇﺳﺘﻮﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺟﺮﺓ .. ﺇﺳﺘﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺨﺒﺮ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺼﺪﻫﺎ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﻼﻉ .. ﻟﺴﻮﺀ ﺣﻈﻬﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﻖ ﺑﻄﻲﺀ !
ﻭ ﺃﻗﻠﻊ ﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﻓﺈﺳﺘﺮﺧﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻭ ﺇﺧﺘﻔﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﻋﻴﺪ ﻋﻦ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ..
ﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ، ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻬﻮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻟﻄﻠﺒﺔ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺇﻧﺘﺒﻬﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮﻫﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﺳﺘﻘﻄﺒﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻣﻤﺎ ﺃﺯﻋﺠﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﻢ ﻣﺮﺗﺪﻳﺔ ﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻲ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ .. ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﺻﻮﺗﺎ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ﻳﻨﺎﺩﻳﻬﺎ ..
ﺗﺴﻤﺮﺕ ﺑﻤﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻟﺘﺠﺪ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ " ﺟﺎﺳﺮ " .. ﻧﻌﻢ ﻫﻮ " ﺟﺎﺳﺮ " ..
ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻮﺳﻴﻢ ﺑﺸﻌﺮﻩ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﻔﺎﺣﻢ ﻭ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﻳﻦ ..
ﻛﺎﻥ ﺯﻣﻴﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻒ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺘﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻪ ﻣﻐﺮﻭﺭ ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﺧﻼﻕ ﻭ ﻻ ﻧﻔﻊ ﻣﻨﻪ ..
ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻘﻬﺎ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﻣﻨﺬ ﺃﻭﻝ ﻟﻘﺎﺀ ﻟﻬﻤﺎ ، ﻭ ﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺇﺫﻛﺎﺀ ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .. ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻤﻌﺴﻮﻝ ، ﻟﻢ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻣﻨﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﺣﺒﻪ ..
ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺻﺪﻣﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﺸﻴﻦ ﻣﻨﺎﻓﻲ ﻟﻠﻌﺮﻑ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﻭ ﺍﻷﺧﻼﻕ !
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ .. ﻟﻢ ﺗﺼﺪﻗﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﻱﺀ ﺍﻷﻣﺮ ، ﻇﻨﺖ ﺍﻧﻪ ﻳﻤﺎﺯﺣﻬﺎ ..
ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻛﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﺻﺪﻕ ﻗﻮﻟﻪ .. ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﻔﻌﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻴﺖ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﻭ ﺃﻧﻬﺖ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ .. :
- ﺟﺎﺳﺮ !
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺘﻢ ﺑﻐﻴﻆ .. ﻓﺎﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻏﻴﺮ ﺳﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻘﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﻔﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺨﻄﻲ ﻭﺋﻴﺪﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﻋﺘﺪﺍﺩ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻣﻐﺮﻭﺭﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﻭﺳﻴﻤﺎ ، ﻭ ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ﻣﺎﻛﺮﺓ :
- ﻟﺴﺎ ﻓﺎﻛﺮﺍﻧﻲ ! ﻫﺎﻳﻞ ﺑﺠﺪ .
ﺗﻄﻠﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺘﺮﻓﻊ ﻭ ﺗﺤﺪ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
- ﻓﻲ ﻧﺎﺱ ﻛﺪﻩ ﺑﻴﺒﻘﻮﺍ ﺍﻣﺜﻠﺔ ، ﻟﻠﺨﻴﺮ ﺍﻭ ﻟﻠﺸﺮ .. ﺍﻭ ﻟﻠﻘﺬﺍﺭﺓ ﻭ ﻗﻠﺔ ﺍﻻﺩﺏ .. ﻭ ﺍﻧﺖ ﻣﺜﺎﻝ ﺣﻲ ﻭ ﻗﻮﻱ ﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﻳﺎ ﺟﺎﺳﺮ .
ﺿﺤﻚ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺠﻠﺠﺔ ﻫﺎﺯﺋﺔ ، ﻭ ﻋﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺠﻔﺎﻑ ﺳﺎﺧﺮ :
- ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﺑﻘﻲ ﺍﻱ ﻣﺜﺎﻝ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﻳﺎ ﻫﻨﻲ ؟؟
ﺇﻏﺘﺼﺒﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺎﻫﺘﺔ ﻭ ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺑﻜﺒﺮﻳﺎﺀ :
- ﻋﺪﻳﺖ ﺑﻤﻮﺍﻗﻒ ﻛﺘﻴﺮ ﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﺎﺗﻮﺍ .. ﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ .. ﺗﻘﺪﺭ ﺗﺤﻄﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﻌﺠﺒﻚ .. ﺑﺎﻱ ﻳﺎ ﺟﺎﺳﺮ .
ﺩﺍﺭﺕ ﻋﻠﻲ ﻋﻘﺒﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻗﺼﺪﺕ ﻣﻜﺘﺐ ﺷﺌﻮﻥ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﺘﺠﻬﻢ ﻏﺎﺿﺐ ﺟﺮﺍﺀ ﺣﻮﺍﺭﻫﺎ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻣﻊ " ﺟﺎﺳﺮ " ..
ﺃﻧﻬﺖ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻭ ﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍ ..
ﺇﺳﺘﻮﻗﻔﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺟﺮﻱ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺃﺭﺷﺪﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻬﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ..
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻟﻜﻲ ﺗﺤﻀﺮ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭ ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻏﺮﺍﺿﻬﺎ ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﺧﺮ ﺃﻭﻻ ..
ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺩﻗﺎﺋﻖ .. ﺃﻧﺰﻟﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺃﻣﺎﻡ ﻃﺮﻳﻖ ﺳﺎﻛﻦ ﻭ ﺧﺎﻭﻱ .. ﻻ ﺣﺮﻛﺔ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻻ ﺻﻮﺕ .. ﻓﻘﻂ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻤﻤﻴﺖ ..
ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ .. ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻠﺒﺸﺮ .. ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻮﺣﺶ ، ﻭ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺍﻛﺜﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ..
ﻣﺎﻝ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺇﻟﻲ ﺍﻹﻧﺘﺼﺎﻑ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺣﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ..
ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﺮﺧﺎﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛُﺘﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺳﻤﻪ ﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﻓﺎﺗﻪ ..
ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭ ﺗﺨﺎﻃﺒﻪ :
- ﻟﻴﻪ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ ؟ ﻟﻴﻪ ﺳﻴﺒﺘﻨﻲ ﻟﻮﺣﺪﻱ ؟؟
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﻮﻫﻦ ﺟﻢ ﻭ ﻗﺪ ﻏﺸﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻳﻦ ، ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﻣﻨﺘﺤﺒﺔ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﺤﺸﺮﺝ :
- ﻣﺤﺪﺵ ﺭﺣﻤﻨﻲ .. ﻛﻠﻬﻢ ﺩﺍﺳﻮﺍ ﻋﻠﻴﺎ ﻭ ﺫﻟﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻙ .. ﺍﺗﺒﻬﺪﻟﺖ ﻭ ﺍﺗﻔﻀﺤﺖ .. ﺳﻴﺮﺗﻲ ﺑﻘﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﻟﺴﺎﻥ .. ﻣﺎﺑﻘﺘﺶ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺍﺭﻓﻊ ﻋﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻱ ﺣﺪ ﺯﻱ ﺯﻣﺎﻥ .. ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻧﻜﺴﺮﺕ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .. ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺿﺎﻋﺖ ﻣﻨﻨﺎ ﻭ ﺍﻧﺖ ﺍﺧﺘﺮﺕ ﺗﺴﻴﺒﻨﻲ ﻟﻮﺣﺪﻱ ﻭ ﺍﺭﺗﺤﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩﻩ .. ﻟﻴﻪ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ ؟ ﻟﻴﻪ ﻣﺎﻓﻜﺮﺗﺶ ﻓﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﺪﻩ ؟ ﻟﻴﻪ ؟؟
ﻭ ﺍﺧﺬﺕ ﺗﻨﺸﺞ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﻴﺮ ﺍﻹﻧﻬﻴﺎﺭ .. ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺃﺑﺪﺍ ..
ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﻣﺤﺮﻙ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ..
ﻣﺴﺤﺖ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺑﻈﻬﺮ ﻳﺪﻫﺎ ﻭ ﺃﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻟﺘﺠﺪ ﺳﻴﺎﺭﺓ " ﻟﻜﺴﺰ " ﻓﺎﺭﻫﺔ ﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﺟﺎﻝ ﻭ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻂﺀ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺪﺛﺘﻬﺎ ﺇﻃﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻴﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ..
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ " ﺟﺎﺳﺮ " ..
ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ .. ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺧﻄﻮﺓ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﺮﻳﺒﺔ ﻣﺤﺘﺪﺓ :
- ﺟﺎﺳﺮ ! ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺟﺎﺑﻚ ﻫﻨﺎ ؟ ﺍﻧﺖ ﻣﺎﺷﻲ ﻭﺭﺍﻳﺎ ؟ ﺑﺘﺮﺍﻗﺒﻨﻲ ؟؟
ﺇﺳﺘﻤﺮ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻭﺣﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻹﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﺑﺲ ﻣﻈﻠﻢ ، ﻭ ﺃﺩﺭﻛﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻳﻖ ﺍﻟﻐﺎﻣﺾ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﻮﻱ ﺑﻬﺎ ﺷﺮﺍ ..
ﻓﺘﺮﺍﺟﻌﺖ ﻋﺪﺓ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻱ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺤﺪﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺋﻔﺔ .. ﺣﻘﺎ ﺧﺎﺋﻔﺔ :
- ﻋﺎﻳﺰ ﻣﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺟﺎﺳﺮ ؟؟
ﻗﺎﻝ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﺠﺘﺎﺯ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ :
- ﻋﺎﻳﺰ ﻣﻨﻚ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﻣﻨﻚ ﻣﺎﻳﺘﻘﻠﺶ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﺣﺎﻻ ﻫﺘﻌﺮﻓﻲ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰ ﻣﻨﻚ ﺍﻳﻪ !!
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺑﻌﻴﺪﺍ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻟﺤﻖ ﺑﻬﺎ ..
ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺨﺼﺮﻫﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻪ .. ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺼﺮﺥ ﺑﺬﻋﺮ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺑﻘﺪﻣﻴﻬﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﻬﻘﻪ ﻋﺎﻟﻴﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺷﺎﻣﺘﺎ :
- ﺻﺮﺧﻲ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻲ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﻳﺎ ﻫﻨﻲ .. ﻣﻴﻦ ﻫﻨﺎ ﻫﻴﺴﻤﻌﻚ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻴﺘﻴﻦ ؟ ﻭ ﺍﺣﻨﺎ ﺍﺻﻼ ﻓﻲ ﺣﺘﺔ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ .
ﺛﻢ ﺍﺩﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺳﺠﻴﻨﺔ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺘﻬﻜﻢ ﻻﺫﻉ :
- ﺍﻭ ﺍﻗﻮﻟﻚ .. ﺧﻠﻲ ﺍﺑﻮﻛﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻡ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﺑﻴﻪ ﻋﻼﻡ ﻳﻄﻠﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭ ﻳﻨﻘﺬﻙ .. ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ ﻋﺎﻳﺰﻙ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺍﻥ ﻟﻮ ﺍﻟﺠﻦ ﺍﻻﺯﺭﻕ ﻃﻠﻌﻠﻲ ﻫﻨﺎ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﻫﺴﻴﺒﻚ ﺍﻻ ﺍﻣﺎ ﺍﺧﺪ ﺣﻘﻲ ﻣﻨﻚ ﺗﺎﻟﺖ ﻭ ﻣﺘﻠﺖ .
ﻗﺎﻭﻣﺘﻪ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺼﻴﺢ :
- ﻣﺎﻟﻜﺶ ﺣﻘﻮﻕ ﻋﻨﺪﻱ ﻳﺎ ﺟﺎﺳﺮ .. ﻭ ﺳﻴﺒﻨﻲ ﺍﺣﺴﻨﻠﻚ ﻭ ﺍﻻ ﺁﺍ ..
ﻗﺎﻃﻌﻬﺎ ﺳﺎﺧﺮﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
- ﻭ ﺍﻻ ﺍﻳﻪ ؟ ﻫﺘﻌﻤﻠﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ؟ ﺧﻼﺹ ﺯﻣﻨﻚ ﻋﺪﺍ ﻭ ﺭﺍﺡ .. ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺑﻘﻴﺘﻲ ﻭ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ، ﻋﻠﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﺑﻮﻛﻲ ﺍﻧﺘﺤﺮ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻓﻠﺲ ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﺍﺗﺸﺮﺩﺗﻲ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻷ ﻭ ﻛﻤﺎﻥ ﻃﻠﻌﺘﻲ ﻣﺶ ﺳﻬﻠﺔ ﻭ ﺑﺘﺎﺟﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ .. ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻣﺶ ﻫﺘﻘﺪﺭﻱ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ .. ﺧﻼﺹ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﻧﻔﻮﺫﻙ ﻭ ﻣﺎﺑﻘﺎﻟﻜﻴﺶ ﺿﻬﺮ ﻭ ﻻ ﻛﺒﻴﺮ ، ﻻ ﻫﺘﻘﺪﺭﻱ ﺗﺮﺟﻌﻲ ﻣﺠﺪﻙ ﺗﺎﻧﻲ ﻭ ﺗﺒﻘﻲ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻋﻼﻡ ﺍﻻﻧﺴﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﻭﺭﺓ ، ﻭ ﻻ ﻫﺘﻘﺪﺭﻱ ﺗﺮﻓﻌﻲ ﻋﻴﻨﻚ ﻓﻴﺎ ﺍﺻﻼ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻌﻤﻠﻪ ﻓﻴﻜﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺣﺎﻻ ﺍﻧﺎ ﻭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ .
ﻭ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺨﺒﺚ ﺇﻟﻲ ﺻﺪﻳﻘﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻣﺎﺣﺒﺘﺶ ﺍﺗﻤﺘﻊ ﺑﻴﻜﻲ ﻟﻮﺣﺪﻱ ﻓﺠﺒﺖ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻭ ﻫﻨﻌﻤﻞ ﺣﻔﻠﺔ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻭ ﻫﻨﺎ .. ﻗﺪﺍﻡ ﻗﺒﺮ ﺍﺑﻮﻛﻲ .
ﺗﻠﻮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﻌﻨﻒ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺼﺮﺥ ﻛﺎﻟﻤﺠﻨﻮﻧﺔ :
- ﺍﻳﺎﻙ ﺣﺪ ﻳﻠﻤﺴﻨﻲ ﺍﻭ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻳﺎ ﻛﻼﺏ .
ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻀﺤﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺳﺎﺧﺮﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺠﺮﻫﺎ ﺟﺮﺍ ﻧﺤﻮ ﺻﺪﻳﻘﻴﻪ .. ﻓﻠﻢ ﺗﻠﺒﺚ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻥ ﺇﺳﺘﺮﺩﺕ ﻭﻋﻴﻬﺎ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﻣﻌﻨﻲ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ ..
ﻓﺘﺤﺖ ﻓﻤﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﺥ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺳﺮﻉ ﺑﺨﻨﻖ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺑﻘﺒﻀﺘﻪ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ..
ﻗﺎﻭﻣﺘﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺍﻫﺎ .. ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻠﻜﻢ ﺑﻴﺪﻳﻬﺎ ﻭ ﺗﺮﻓﺲ ﺑﻘﺪﻣﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻣﺴﻚ " ﺟﺎﺳﺮ " ﺍﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﺑﺈﺣﻜﺎﻡ ﻭ ﺃﻟﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﺃﺭﺿﺎ ﻛﺨﺮﻗﺔ ﻣﻤﺰﻗﺔ ..
ﺣﺎﻭﻟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﻭ ﻟﻮ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﻴﺴﻄﺔ ﻭ ﺃﻧﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﺍﻣﺴﻚ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﻴﺪ ﻭ ﻣﺰﻕ ﺛﻴﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻱ .. ﺿﺮﺑﺘﻪ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭ ﺭﻓﺴﺘﻪ ﺑﻐﻀﺐ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﺍ ﻗﻮﻳﺎ ﺟﺪﺍ ﻭ ﻏﻴﺮ ﺁﺑﻪ ﺑﻤﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﻛﺪﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻨﻪ ، ﺗﻮﺳﻠﺘﻪ ﺑﻮﻫﻦ :
- ﺟﺎﺳﺮ .. ﺍﺭﺟﻮﻙ ﻛﻔﺎﻳﺔ .. ﻣﺎﺗﻌﻤﻠﺶ ﻓﻴﺎ ﻛﺪﻩ .
ﻗﻬﻘﻪ " ﺟﺎﺳﺮ " ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﺴﻮﺓ :
- ﻣﺶ ﺭﻓﻀﺘﻴﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﻭ ﻋﻤﻠﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻀﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ؟ ﻫﺘﺸﻮﻓﻲ ﺑﻘﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻴﺤﺼﻠﻚ ﻳﺎ ﻣﺰﺓ .
ﺛﻢ ﻟﻜﻤﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻲ ﻓﻤﻬﺎ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻱ ﺇﻟﻲ ﺟﺮﺡ ﺷﻔﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺻﺮﺥ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ :
- ﺩﻩ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺩﻳﺘﻬﻮﻟﻲ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ..
ﻭ ﺳﺪﺩ ﻟﻬﺎ ﻟﻜﻤﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺍﺧﺮﻱ ﺻﺎﺋﺤﺎ :
- ﻭ ﺩﻩ ﻣﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ .. ﺍﺣﺴﻨﻠﻚ ﺑﻘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻭﻧﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﺗﺘﺂﺫﻱ ﺍﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﻛﺪﻩ ﻭ ﺟﻤﺎﻟﻚ ﺩﻩ ﻳﺘﺸﻮﻩ .
ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻮﻝ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﺗﺸﻮﺷﺖ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮ ﻟﻜﻤﺎﺗﻪ ﻟﻬﺎ ..
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻲ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺣﺘﻲ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻤﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺃﻏﺸﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ، ﺃﺩﺭﻛﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺬﺭﻑ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭ ﺍﻟﺬﻝ ﺑﺄﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺷﺎﺭﻓﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﺀ .. ﻓﺒﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺳﻴﻨﺘﺰﻋﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭ ﻳﺘﺮﻛﻮﻫﺎ ﺣﻄﺎﻣﺎ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺿﺠﻴﺞ ، ﺛﻢ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ .. ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻓﺠﺄﺓ .. ﻭ ﺃﺣﺴﺖ ﺑﻴﺪﻳﻦ ﻗﻮﻳﺘﻴﻦ ﺗﻤﺴﻜﺎﻥ ﺑﻬﺎ ..
ﺷﻬﻘﺖ ﺑﺬﻋﺮ ﻭ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻟﺘﺼﺮﺥ :
- ﺳﻴﺒﻮﻭﻧﻲ .. ﻣﺤﺪﺵ ﻳﻠﻤﺴﻨﻲ .. ﺳﻴﺒﻮﻭﻭﻧﻲ ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻜﻮﺍ .
ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﻣﺎﻟﻮﻓﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﺪﻑﺀ :
- ﻣﺎﺗﺨﺎﻓﻴﺶ .. ﺍﻧﺘﻲ ﺭﺟﻌﺘﻴﻠﻲ ﺧﻼﺹ ﻭ ﺑﻘﻴﺘﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ .. ﻣﺤﺪﺵ ﻫﻴﻘﺪﺭ ﻳﻘﺮﺑﻠﻚ ﺗﺎﻧﻲ .. ﺍﻃﻤﻨﻲ .
ﺗﻨﺎﺯﻋﺖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﻀﺎﺩﺓ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ .. ﻓﻤﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﺬﻋﻮﺭﺓ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ " ﺟﺎﺳﺮ " ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ..
ﻭ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻱ ، ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ ، ﻟﺬﺍ ﺗﺮﺍﺧﺖ ﻭ ﺗﺮﻛﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺘﺸﻌﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﺤﺪﺛﻬﺎ ﻭ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻷﻥ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻳﺎﺋﺴﺔ ..
ﺛﻢ ﻏﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﻭﻋﻴﻬﺎ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ﺻﺎﺭﻡ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ...

المظفار والشرسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن