ﺑﻌﺪ ﺳﻜﻮﻥ ﻭ ﺻﻤﺖ ﺇﻣﺘﺪﺍ ﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ..
ﺗﺤﺮﻙ " ﺟﺎﺳﺮ " ﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﻓﻘﻄﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭ ﺑﻴﻦ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ، ﻏﺎﺿﺒﺔ ..
ﺷﺪ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﺍﻟﻨﺤﻴﻠﺔ ﺑﻌﻨﻒ ﺻﺎﺋﺤﺎ :
- ﺍﺯﺍﺍﺍﻱ ﺗﺴﻤﺤﻲ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﻛﻠﺐ ﺯﻱ ﺩﻩ ﻳﻴﻮﺳﻚ ﻭ ﻳﺤﻀﻨﻚ ؟ .. ﺍﻧﻄﻘﻲ !
ﻭ ﻫﻮﻱ ﺑﻜﻔﻪ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ .. ﺃﻃﻠﻘﺖ " ﻫﺎﺟﺮ " ﺻﺮﺧﺔ ﻣﺪﻭﻳﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﻭ ﻛﺄﻥ ﻋﻈﺎﻡ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻬﺸﻤﺖ ، ﻭ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﺬﺭﺍﻋﻬﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺳﻘﻄﺖ ﺃﺭﺿﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺼﻔﻌﺔ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺯﻣﺠﺮ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻭ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺸﺘﻌﻼﻥ ﻧﺎﺭﺍ ﺣﺎﺭﻗﺔ :
- ﺍﺯﺍﺍﺍﻱ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻻﻛﺎﺑﺮ ﻳﺎ ﻣﺘﺮﺑﻴﺔ ؟ .. ﺍﺯﺍﻱ ﺍﺧﻼﻗﻚ ﺳﻤﺤﺘﻠﻚ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﻛﺪﻩ ؟ ﻭ ﻣﺶ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺼﻞ ﺍﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﻛﺪﻩ ﻛﻤﺎﻥ .
ﻭ ﺳﺪﺩ ﻟﻬﺎ ﺻﻔﻌﺔ ﺃﺧﺮﻱ ﺑﻈﻬﺮ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻄﻠﻴﻘﺔ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ..
ﻟﻢ ﺗﺮ " ﻫﺎﺟﺮ " ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻒ !
ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻛﺎﻟﻮﺣﺶ ﺍﻟﻜﺎﺳﺮ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺠﺬﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻫﺎ ، ﻭ ﻳﺠﺮﺟﺮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﺛﻢ ﻳﺮﻛﻠﻬﺎ ﻟﺘﺼﻄﺪﻡ ﺑﺎﻷﺛﺎﺙ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻭ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺭﭼﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻱ ..
ﻓﺈﻧﺤﻨﻲ ﻫﻮ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﺘﻮﺍﻫﺎ ، ﻭ ﻏﻤﻐﻢ ﺿﺎﻏﻄﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺘﺸﻴﻂ ﻏﻀﺒﺎ :
- ﻫﻘﺘﻠﻚ ﺑﺈﻳﺪﻳﺎ ﻳﺎ ﻫﺎﺟﺮ .. ﺑﺲ ﻣﺶ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺃﺟﻴﺒﻪ ﺗﺤﺖ ﺭﺟﻠﻲ ﻭ ﺍﺧﻠﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻮ ﺍﻻﻭﻝ .. ﺳﺎﻣﻌﺔ ؟ .. ﻫﺨﻠﺺ ﻋﻠﻴﻜﻮﺍ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ .
ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ " ﻫﺎﺟﺮ " ﺃﻥ ﺗﺘﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﻳﺪﻳﻪ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﺷﺪﻳﺪ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺒﻜﻲ ﺃﻭ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﺣﺘﻲ .. ﻓﻘﺪ ﺇﻋﺘﺎﺩﺕ ﺍﻟﻀﺮﺏ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺆﻟﻤﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ..
ﺃﺣﺴﺖ ﺻﻮﺗﻪ ﻳﺂﺗﻲ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍ .. ﺧﺎﻟﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﺷﻚ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺼﻤﻢ .. ﺗﻤﺎﻳﻠﺖ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻇﺮﻳﻬﺎ ﻭ ﺗﺸﻮﺷﺖ ..
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻠﻤﺢ ﻃﻴﻒ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺁﺗﻲ ﻣﻬﺮﻭﻻ ﻭ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺪﺕ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺬﻋﺮ ..
ﺃﻓﺎﻗﺖ " ﻫﺎﺟﺮ " ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻀﻮﺿﻞﺀ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻋﻨﻴﻔﺔ ..
ﺃﺧﺬﺕ ﻭﻗﺖ ﻟﺘﺴﺘﻌﻴﺪ ﻭﻋﻴﻬﺎ ﻛﺎﻣﻼ ، ﻭ ﻛﻢ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻭ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻷﻥ ﺫﺭﺍﻉ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻳﺴﻨﺪﻫﺎ ﻭ ﻳﺤﻴﻄﻬﺎ ﺑﺪﻑﺀ ..
ﺃﺯﺍﺣﺖ ﺟﻔﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺒﻂﺀ ، ﻭ ﺯﺍﻏﺖ ﺑﺒﺼﺮﻫﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﺣﺘﻲ ﺇﺳﺘﻘﺮﺕ ﺃﻧﻈﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﻛﻼ ﻣﻦ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻭ " ﻛﻤﺎﻝ " ..
ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻳﺼﺪﺡ ﺑﻜﻞ ﻏﻀﺐ ﻭ ﺇﻧﻔﻌﺎﻝ :
- ﻳﺎ ﻛﻠﺐ ﻳﺎ ﺣﻴـﻮﺍﺍﻥ .. ﺍﺯﺍﻱ ﺗﻤﺪ ﺍﻳﺪﻙ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺩﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﺧﺘﻚ ؟ ﺍﻧﺖ ﺍﺗﺠﻨﻨﺖ ﻳﺎ ﻣﺘﺨﻠﻒ ؟؟ !
ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺻﻮﺕ " ﺟﺎﺳﺮ " ﺍﻟﺠﻬﻮﺭﻱ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﺍﻧﺖ ﻣﺎﺳﻤﻌﺘﺶ ﻭ ﻻ ﻣﺎﻓﻬﻤﺘﺶ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﻮﻟﺘﻬﻮﻟﻚ ؟ .. ﺑﻘﻮﻟﻚ ﺭﺍﺟﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺭﺍﺟﻞ ﻏﺮﻳﺐ ﻭ ﺳﻤﺤﺘﻠﻪ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ .. ﺑﺎﺳﻬﺎ ﻭ ﺣﻀﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﺍﻧﺎ ﺷﻮﻓﺘﻬﻢ ﺑﻌﻴﻨﻲ !
ﺭﺩ " ﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺤﺎﻥ " ﺑﺼﻮﺕ ﺁﺟﺶ ﻭ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻣﻦ ﻓﻤﻪ ﻛﺎﻟﺤﻤﻢ :
- ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﺘﻪ .. ﺩﻩ ﻣﺎﻳﺪﻟﻜﺶ ﺍﻟﺤﻖ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺪﻩ ، ﺍﻧﺎ ﻟﺴﺎ ﻣﺎﻣﺘﺶ .. ﺩﻱ ﺑﻨﺘﻲ ﺍﻧﺎ .. ﻭ ﺍﻧﺎ ﺑﺲ ، ﺍﻧﺎ ﻟﻮﺣﺪﻱ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻦ ﺣﻘﻲ ﺍﺣﺎﺳﺒﻬﺎ ، ﺍﻧﺖ ﻣﺎﻟﻜﺶ ﺩﺧﻞ .
ﺇﻛﺘﺴﺐ ﻭﺟﻪ " ﺟﺎﺳﺮ " ﺑﺮﻳﻘﺎ ﺷﺮﻳﺮﺍ ﺟﻌﻠﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻬﻴﺌﺔ ﻭﺣﺶ ﻣﺨﻴﻒ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :
- ﺍﻟﻬﺎﻧﻢ ﺩﻱ ﻋﻴﺎﺭﻫﺎ ﻓﻠﺖ ﺧﻼﺹ .. ﻭ ﻛﻠﻪ ﺑﺴﺒﺒﻚ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺴﻜﺖ .. ﺳﺎﻣﻊ ؟ ﻣﺶ ﻫﺴﻜﺖ .
ﻭ ﺃﺳﻠﻔﻪ ﻇﻬﺮﻩ ﺍﻟﻐﺎﺿﺐ ﻭ ﺇﻧﺪﻓﻊ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﻛﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﻬﻮﺟﺎﺀ ..
ﻓﺄﺳﺮﻉ " ﻛﻤﺎﻝ " ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺇﺑﻨﺘﻪ ، ﻓﺮﺑﺖ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺭﻣﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﻄﻒ :
- ﻫﺎﺟﺮ .. ﻫﺎﺟﺮ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﺳﺎﻣﻌﺎﻧﻲ ؟؟
ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﻖ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﻔﻴﻀﺎ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻟﺘﻄﻤﺌﻨﻪ :
- ﺍﻃﻤﻦ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻲ .. ﺍﻧﺎ ﻛﻮﻳﺴﺔ .
ﺯﻓﺮ " ﻛﻤﺎﻝ " ﻓﻲ ﺇﺭﺗﻴﺎﺡ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻋﺒﺲ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﺈﻗﺘﻀﺎﺏ :
- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺧﻮﻛﻲ ﺩﻩ ﻳﺎ ﻫﺎﺟﺮ ؟ .. ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻧﺘﻲ ﺳﻤﺤﺘﻲ ﻟﻠﺸﺎﺏ ﺩﻩ ﻳﺤﻀﻨﻚ ﻭ ﻳﺒﻮﺳﻚ ؟؟
ﺇﺯﺩﺭﺩﺕ " ﻫﺎﺟﺮ " ﺭﻳﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻮﺗﺮ ... ﻭ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺠﻴﺒﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺒﺤﻮﺡ :
- ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻲ ﺟﺎﻳﺰ ﺍﻛﻮﻥ ﻏﻠﻄﺖ .. ﺑﺲ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﺤﺼﻞ ، ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻴﺤﺒﻨﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﺑﺤﺒﻪ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻛﻴﺪ ﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻫﺴﻤﺤﻠﻪ ﻳﺘﻤﺎﺩﻱ ﻣﻌﺎﻳﺎ ، ﺟﺎﺳﺮ ﻓﻬﻢ ﻏﻠﻂ .
ﺣﺎﻭﻝ " ﻛﻤﺎﻝ " ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻃﺒﻬﺎ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺭﻏﻢ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﻏﻀﺒﻪ ﺍﻟﻤﺘﺂﺟﺠﺔ ﺑﺼﺪﺭﻩ ، ﻓﻘﺎﻝ :
- ﻃﺐ ﺗﻔﺘﻜﺮﻱ ﻳﺎ ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻴﺤﺐ ﺣﺪ ﺑﻴﺂﺫﻳﻪ ؟؟
ﺗﻄﻠﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺫﺍﻫﻠﺔ ﻭ ﺗﻤﺘﻤﺖ :
- ﺷﻬﺎﺏ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﺎ ﺁﺫﺍﻧﻲ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﻲ !
- ﻻ ﻳﺎ ﻫﺎﺟﺮ ﺁﺫﺍﻛﻲ .. ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻳﻠﻤﺴﻚ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻠﻤﺲ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﺑﺲ ﻳﺒﻘﻲ ﺁﺫﺍﻛﻲ ، ﺍﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﻞ ﺍﻻﺩﻫﻲ ﻣﻦ ﻛﺪﻩ .. ﺣﻀﻨﻚ ﻭ ﺑﺎﺳﻚ .. ﻗﻮﻟﻴﻠﻲ ﺑﻘﻲ ، ﻫﻞ ﺩﻩ ﺗﺼﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻴﺨﺎﻑ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻴﺤﺒﻬﺎ ؟؟
ﺇﻧﻜﺴﺖ " ﻫﺎﭼﺮ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﺰﻱ ، ﻓﺴﻤﻌﺘﻪ ﻳﺘﻨﻬﺪ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ :
- ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻟﺤﺪ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ .. ﺑﻜﺮﺓ ﻟﻴﻨﺎ ﻛﻼﻡ ﺗﺎﻧﻲ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ، ﺍﻧﺘﻲ ﺍﺳﺘﺮﻳﺤﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻫﺼﺤﻲ ﺩﺍﺩﻩ ﺍﻣﻴﻨﺔ ﺗﺴﻬﺮ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ﺗﺎﺧﺪ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﻣﻨﻚ .
ﺛﻢ ﺟﺬﺏ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺮﻓﻖ ﻭ ﻃﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ ﺁﺑﻮﻳﺔ ﺧﺎﻃﻔﺔ ﺃﻋﻠﻲ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻭ ﺗﺮﻙ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻄﻠﺖ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﺗﺎﻡ ...
************************************
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ..
ﺩﺍﺧﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﺸﻔﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ .. " ﺇﻳﺎﺩ " ﻣﻤﺪﺍ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻷﺑﻴﺾ ..
ﻭ ﺑﻐﺘﺔ ، ﺩﻭﺕ ﻓﻲ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺫﺍﻛﺮﺗﻪ ﺍﻟﻼﻭﺍﻋﻴﺔ ﺟﻤﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ..
" ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻠﻪ " ..
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻗﻔﺰ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ .. ﻓﺈﺳﺘﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﻠﻪ ... ﺇﺯﺩﺍﺩ ﺣﺰﻧﻪ ﻭ ﺑﺆﺳﻪ ﻣﻊ ﺇﺯﺩﻳﺎﺩ ﻭﺿﻮﺡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﺻﻮﺗﺎ ﻭ ﺻﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ، ﻓﻬﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺈﺳﻤﻬﺎ ﺑﺄﻋﻠﻲ ﺻﻮﺗﻪ :
- ﻫﻨــــــــــﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺍ !
ﺇﻧﺘﻔﺾ ﺯﻣﻴﻠﻪ " ﻭﻟﻴﺪ " ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺳﺮﻳﺮﻩ ، ﻓﻨﻬﺾ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻭ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﺬﺭﺍﻉ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻭ ﻗﺎﻝ ﻳﻬﺪﺋﻪ :
- ﺍﻳﺎﺩ .. ﺍﻫﺪﺍ ﻳﺎ ﺍﻳﺎﺩ ﺍﻫﺪﺍ .. ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﺶ ﺍﻧﺖ ﻛﻮﻳﺲ .
ﺗﻠﻔﺖ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺑﺠﻨﻮﻥ ﺑﺎﺣﺜﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﺮﺗﺠﻔﺔ :
- ﻓﻴﻦ ﻫﻨﺎ ؟ .. ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻴﻦ ؟ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺴﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻌﺎﻳﺎ .. ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻴﻴﻴﻴﻴﻦ ؟؟؟
- ﺍﻳـﺎﺍﺩ ﺑﺎﺷـﺎ .. ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺍﻫﺪﺍ ﻣﺶ ﻛﺪﻩ .. ﺍﻣﺴﻚ ﻧﻔﺴﻚ ﺷﻮﻳﺔ .. ﻋﻠﻲ ﺍﻻﻗﻞ ﻋﺸﺎﻧﻬﺎ ، ﻋﺸﺎﻥ ﺗﻘﺪﺭ ﺗﺠﻴﺒﻠﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ .
ﺭﻓﻊ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻧﺤﻮ ﺯﻣﻴﻠﻪ ﻋﻴﻨﻴﻦ ﺩﺍﻣﻌﺘﻴﻦ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻮﻫﻦ ﻭ ﻗﻬﺮ :
- ﺍﺟﻴﺒﻠﻬﺎ ﺣﻘﻬﺎ ؟ ﺣﻘﻬﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺍﻧﺎ ﻳﺎ ﻭﻟﻴﺪ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻗﺪﺭﺗﺶ ﺍﺣﻤﻴﻬﺎ ، ﺭﻏﻢ ﺍﻥ ﺩﻱ ﻭﻇﻴﻔﺘﻲ .. ﺣﻤﻴﺖ ﺷﺨﺼﻴﺎﺕ ﻣﻬﻤﺔ ، ﺍﻧﻘﺬﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻛﺘﻴﺮ ﻭ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻫﻲ .. ﺭﺍﺣﺖ ﻣﻨﻲ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ، ﺍﻧﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ .
ﻭ ﻓﺘﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ .. ﺗﺂﺛﺮ " ﻭﻟﻴﺪ " ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ ﻫﻜﺬﺍ ، ﻓﺮﺑﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺍﻧﺖ ﻣﺎﻟﻜﺶ ﺫﻧﺐ ﻳﺎ ﺍﻳﺎﺩ .. ﺩﻩ ﻗﺪﺭ ﻭ ﻋﻤﺮﻫﺎ ، ﻣﺤﺪﺵ ﺑﻴﻘﺪﺭ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ، ﻟﻜﻦ ﺑﺈﻳﺪﻳﻨﺎ ﻧﺪﻭﺭ ﻋﻠﻲ ﺣﻘﻬﺎ ﻭ ﻧﺠﻴﺒﻪ ، ﻭ ﺩﻩ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻨﻌﻤﻠﻪ ﻳﺎ ﺍﻳﺎﺩ .
ﺇﺳﺘﻤﺮ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻳﺒﻜﻲ ﻛﺎﻟﻄﻔﻞ ، ﻓﺘﺮﻛﻪ " ﻭﻟﻴﺪ " ﻳﺒﻜﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﺎﺀ ، ﻋﻠﻪ ﻳﻬﺪﺃ ﻗﻠﻴﻼ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ، ﻋﺎﺩ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻲ " ﻭﻟﻴﺪ " .. ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺟﺎﻑ ﻣﺘﺤﺸﺮﺝ :
- ﻫﻲ ﻓﻴﻦ ؟؟
- ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﺣﺔ ﻫﻨﺎ .
- ﻓـﻴﻦ ؟؟
ﻫﺪﺭ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﻌﻨﻒ ، ﻭ ﺇﺳﺘﻄﺮﺩ ﻳﺈﻧﻔﻌﺎﻝ ﺟﻨﻮﻧﻲ :
- ﻷ .. ﻫﻨﺎ ﻣﺶ ﻫﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﺣﺔ ، ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ .
- ﻳﺎ ﺍﻳﺎﺩ ﺍﻫﺪﺍ ﺍﺭﺟﻮﻙ .. ﻻﺯﻡ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﺣﺔ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ، ﻻﺯﻡ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﻤﺸﻲ ﺻﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ .
ﺇﺑﺘﺴﻢ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻓﻲ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻬﺎ ﺻﻌﺐ ﻳﺘﻌﺮﻑ ؟؟
- ﻣﻌﻠﺶ .. ﺩﻱ ﺍﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﻳﺎ ﺍﻳﺎﺩ .
ﺛﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺎﺗﻔﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻠﺴﺮﻳﺮ :
- ﻣﻮﺑﺎﻳﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ ﻋﻤﺎﻝ ﻳﺮﻥ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺭﺿﻴﺘﺶ ﺍﺭﺩ ، ﺧﻮﻓﺖ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻴﺘﺼﻞ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺒﻘﻲ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻗﻮﻝ ﺍﻳﻪ !
ﻭﺿﻊ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺭﺃﺳﻪ ﺑﻴﻦ ﻛﻔﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺘﻌﺐ ﻭ ﺇﺭﻫﺎﻕ ﺷﺪﻳﺪﻳﻦ :
- ﺩﻱ ﺍﻛﻴﺪ ﻣﺎﻣﺘﻬﺎ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﺭﻑ ﻫﻘﻮﻟﻬﺎ ﺍﺯﺍﻱ !!!
***********************************
ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻗﺘﺎﻣﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ..
ﻓﺴﺤﺐ ﺳﻼﺣﻪ ﻣﻦ ﻏﻤﺪﻩ ، ﺛﻢ ﻣﺪ ﻟﻬﺎ ﻳﺪﻩ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﺗﻤﺎﻣﺎ :
- ﺧﺪﻱ .. ﺧﺪﻱ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ، ﺧﺪﻱ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ .. ﺍﻗﺘﻠﻴﻨﻲ ﻭ ﺧﺪﻱ ﺑﺘﺎﺭﻙ .
ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﺟﺎﺩﺍ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻣﻔﺰﻉ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﻤﻠﻖ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻭ ﺑﺄﺱ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺫﺍﻫﻠﺔ .. ﻣﺸﻮﺷﺔ ..
ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ ..
ﺇﺫ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻋﻨﻪ ﻛﻼﻣﺎ ﻛﻬﺬﺍ .. ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺷﺖ ﻣﻌﻪ ﺗﺤﺖ ﺳﻘﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﻷﺷﻬﺮ ، ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻣﺔ !
- ﺧﺪﻱ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .
ﺭﺩﻫﺎ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻣﺠﺪﺩﺍ ، ﻓﺘﻄﻠﻌﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻚ ﻭ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ، ﻟﻴﺴﺘﻄﺮﺩ ﻫﻮ ﺑﻬﺪﻭﺀ :
- ﻣﺎﺗﺨﺎﻓﻴﺶ .. ﻣﺤﺪﺵ ﻫﻴﺘﻌﺮﺿﻠﻚ ، ﺍﻧﺎ ﻣﺸﻴﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﻭ ﺍﻟﺤﺮﺱ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ .. ﻳﻼ ﺍﻣﺴﻜﻲ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ، ﺍﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻚ ﺑﺘﺘﻤﺘﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺷﻮﻓﺘﻴﻨﻲ ، ﻭ ﺍﺩﻳﻨﻲ ﺑﻘﺪﻣﻬﺎﻟﻚ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .. ﻭ ﺯﻱ ﻣﺎ ﻗﻠﺘﻠﻚ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﺍﻧﺎ ﻫﺒﻘﻲ ﻣﺒﺴﻮﻁ ﺍﻭﻱ ﻟﻮ ﻣﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﺪﻙ .
ﻭ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﺴﻼﺡ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻣﻨﺘﻈﺮ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﻋﺮﺿﻪ ﺍﻟﺴﺨﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﺃﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻞ ﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻟﻬﺎ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺤﺪﺟﻪ ﻓﻲ ﺣﺬﺭ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺣﺘﻲ ﺣﺴﻤﺖ ﺃﻣﺮﻫﺎ ..
ﻓﻤﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻭ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺧﺎﻃﻔﺔ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ..
ﻋﺪﻟﺖ ﻣﻦ ﻭﺿﻌﻴﺘﻪ ﻣﺼﻮﺑﺔ ﻓﻮﻫﺘﻪ ﺗﺠﺎﻩ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻗﻒ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺃﺧﺮ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻗﺒﺎﻟﺘﻪ ﺑﻼ ﺣﺮﺍﻙ ﻭ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ..
ﻟﻮﻫﻠﺔ .. ﻛﺎﺩﺕ ﻋﻠﻲ ﻭﺷﻚ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﻗﺘﻠﻪ ، ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .. ﺭﻓﻌﺖ ﺇﺻﺒﻌﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ..
ﻟﻜﻦ ﻣﺮﺕ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻣﻠﻘﻲ ﻓﻮﻕ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻣﺨﻀﺒﺎ ﺑﺪﻣﻪ ..
ﻓﺘﺼﺎﻋﺪﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺃﺣﻜﻤﺖ ﻗﺒﻀﺘﻴﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﺇﺳﺘﻌﺪﺍﺩﻳﺔ ﻟﻺﻃﻼﻕ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻙ ﺃﻭ ﺗﻌﻲ ﻣﺪﻱ ﺻﺤﺔ ﺫﻟﻚ .. ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﻃﻠﻖ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻛﺎﺩ ﻳﺼﻢ ﺁﺫﻧﻴﻬﺎ ...
.................................................. ...............
ﺷﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺼﺮﺧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻭﻳﺔ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺎﻛﻨﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ...
- ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻫﺎﻧﻴﺎ ، ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺍﺻﺤﻲ !
ﺃﻓﺎﻗﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﻭ ﺑﻐﺘﺔ .. ﺗﻼﺷﻲ ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ، ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﺳﻌﻬﻤﺎ ..
ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﻤﻸ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻛﻠﻬﺎ ، ﻭ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﺇﺳﺘﻴﻘﻆ ﻟﺘﻮﻩ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻮﺟﻪ ﻗﻠﻖ .. ﻭ ﻋﺎﺩ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ :
- ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﻣﺎﻟﻚ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﻘﻄﻊ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻔﺮﻙ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ :
- ﺍﻧﺎ .. ﺍﻧﺎ ﺍﺳﻔﺔ .. ﻛﻨﺖ .. ﻛـ ﻛﻨﺖ ، ﻛﻨﺖ ﺑﺤﻠﻢ ﺑﻜﺎﺑﻮﺱ !
ﻭ ﺳﺄﻟﺖ :
- ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻛﺎﻡ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟؟
ﺃﺩﺍﺭ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﺃﻟﻘﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ :
- ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻭ ﺭﺑﻊ .. ﻗﻮﻟﻴﻠﻲ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﺲ ، ﻛﻨﺘﻲ ﺑﺘﺤﻠﻤﻲ ﺑﺈﻳﻪ ؟؟
ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺮﻧﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﺻﺎﻣﺘﺘﻴﻦ ... ﺛﻢ ﺃﻏﻤﻀﺘﻬﻤﺎ ﺑﻘﻮﺓ ، ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﻓﺎﺗﺮﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺪﻓﻌﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﺍﻫﻮ ﻛﺎﺑﻮﺱ ﻣﺰﻋﺞ ﻭ ﺧﻼﺹ !
ﺛﻢ ﻧﻬﻀﺖ ﻣﻦ ﻣﺨﺪﻋﻬﺎ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ..
***********************************
- ﺍﻣﻚ ﺩﻭﺷﺎﻧﻲ ﻋﻠﻴﻚ .. ﻛﻞ ﺷﻮﻳﺔ ﺗﺘﺼﻞ ﺗﺴﺄﻝ ﻫﺘﺮﺟﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻣﺘﻲ ؟؟
ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺘﺂﻓﻒ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﺇﺑﻨﻪ ﺍﻟﻤﻤﺪﺩ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺿﺤﻚ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻫﻮ ﺍﻧﺎ ﺑﺤﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻮﻳﺔ ؟ .. ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﺪﻟﻌﺎﻧﻲ ، ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺨﻠﻴﻬﺎﻟﻲ .
ﻭ ﻭﺍﺻﻞ ﻛﻼﻣﻪ ﺑﻤﺤﺒﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ :
- ﻭ ﻳﺨﻠﻴﻚ ﻟﻴﺎ ﺍﻧﺖ ﻛﻤﺎﻥ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .
ﻣﻨﺤﻪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ، ﺃﻋﻘﺒﻬﺎ ﺑﺮﺩﻩ ﺍﻟﻤﺮﺡ :
- ﺑﺲ ﺍﻧﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﺷﻐﻞ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻭﻱ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻈﺎﺑﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ .. ﻋﺎﺭﻑ ؟ ﺻﺪﻗﺖ .. ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺪﻗﺘﻚ .
ﻭ ﺿﺤﻚ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺡ ، ﻓﺒُــﻬﺖ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﺗﻘﻠﺼﺖ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺂﻟﻢ ..
ﺗﻮﻗﻒ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺑﻘﻠﻖ :
- ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ؟ .. ﺣﺎﺳﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ ؟؟
ﻫﺰ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺭﺃﺳﻪ ﻧﻔﻴﺎ ، ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﺍﻧﺎ ﻛﻮﻳﺲ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .. ﺑﺲ ﻋﺎﻳﺰﻙ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ ﻣﺎﻛﻨﺶ ﺳﻬﻞ ﻋﻠﻴﺎ ﺍﻧﻄﻘﻪ .. ﺍﻧﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻗﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻪ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﺭﺿﻴﻚ .. ﺍﻧﻤﺎ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺴﻴﺐ ﺣﻖ ﺣﻨﺔ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .. ﺍﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺲ ﻭ ﺍﺷﻮﻑ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﻠﻲ ﺩﺑﺤﻮﻫﺎ ﻗﺼﺎﺩ ﻋﻴﻨﻲ ، ﺍﺷﻮﻓﻬﻢ ﺑﺲ ﻭ ﻫﺨﻠﻴﻬﻢ ﻳﺘﻤﻨﻮﺍ ﺍﻟﻤﻮﺕ .
ﻧﻬﺎﻩ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺤﺪﻩ :
- ﻷ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ .. ﺍﻧﺖ ﻭﻋﺪﺗﻨﻲ ﺍﻧﻚ ﻫﺘﺸﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺩﻩ ﻣﻦ ﺩﻣﺎﻏﻚ ، ﻫﻤﺎ ﻛﺪﻩ ﻛﺪﻩ ﺧﻼﺹ ﺭﺍﻳﺤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻫﻴﺘﺤﺒﺴﻮﺍ ﻭ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻫﻴﺒﻘﻲ ﻣﺸﺪﺩ ، ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺷﺮﻛﺲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺍﻛﺪﻟﻲ ﺩﻩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ... ﻣﺮﻭﺍﻥ .. ﻣﺎﻓﻴﺶ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺗﺎﻧﻲ ﻫﺘﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ، ﺳﺎﻣﻌﻨﻲ ؟؟
ﺗﻔﺠﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺳﻴﺐ ﺣﻘﻬﺎ ؟ .. ﺩﻱ ﻣﺎﺑﺘﺒﻄﻠﺶ ﺗﺰﻭﺭﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﺣﻼﻣﻲ .. ﻣﺎﺑﺘﺒﻄﻠﺶ ﺗﺴﺘﻨﺠﺪ ﺑﻴﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ .. ﺍﻧﺎ ﺑﺒﻘﻲ ﻭﺍﻗﻒ ﻣﺘﻜﺘﻒ ﻣﺶ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻋﻤﻠﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ !
ﻭ ﺗﺂﻭﻩ ﺑﺂﻟﻢ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺒﻜﻲ ﺑﺤﺮﻗﺔ .. ﻫﺰ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺭﺃﺳﻪ ﺁﺳﻔﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻝ ﺇﺑﻨﻪ ، ﺛﻢ ﺭﺩ ﺑﻬﺪﻭﺀ :
- ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻻﺯﻡ ﺗﻨﺴﻲ .. ﻻﺯﻡ ﺗﻜﻤﻞ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﺘﺨﻄﻲ ﺍﻻﺯﻣﺔ ﺩﻱ ، ﺍﻧﺎ ﻣﻘﺪﺭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻙ ﻭ ﻭﺟﻌﻚ .. ﺑﺲ ﻛﻞ ﺩﻩ ﻣﺎﻳﻤﻨﻌﺶ ﺍﻧﻚ ﻏﻠﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻝ .. ﺍﺣﻨﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﻧﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﺩﻩ ﻛﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻦ ﺭﺑﻨﺎ ، ﻭ ﻛﻤﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﻴﺤﺒﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ .
ﺣﺪﺟﻪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﺫﺍﻫﻞ ، ﻓﺄﻭﻣﺄ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﻴﺤﺒﻚ .. ﻟﻮ ﻣﺎﻛﻨﺶ ﺑﻴﺤﺒﻚ ﻣﺎﻛﻨﺶ ﺍﺩﺍﻟﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﺍﻧﺖ ﻛﻨﺖ ﻣﻴﺖ ﻓﻌﻼ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ، ﺑﺲ ﻫﻮ ﺣﻴﺎﻙ ﻣﻦ ﺗﺎﻧﻲ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﺼﺤﺢ ﺍﺧﻄﺎﺋﻚ ، ﻋﺸﺎﻥ ﺗﺘﻮﺏ ﻭ ﺗﻤﺸﻲ ﻋﺪﻝ .
ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﺁﻟﻢ ﺣﺎﺭﺓ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺇﻣﺘﺰﺟﺖ ﺑﻨﺒﺮﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻙ ﺑﻬﺎ ﺷﻔﺎﻫﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻛﺎﻥ ﺍﻫﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻭ ﺣﻨﺔ ﻣﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .
ﺭﻣﺎﻩ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺘﻈﺮﺓ ﺇﺷﻔﺎﻕ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻱ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻨﺜﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺧﺪﻳﻪ ﺑﺒﻂﺀ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﻓﻊ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻳﺪﻩ ﻭ ﻛﻔﻜﻒ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﺑﺄﺱ ، ﺛﻢ ﺻﻮﺏ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻗﻮﻳﺔ ﺇﻟﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺃﺑﻴﻪ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ :
- ﺻﺤﻴﺢ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .. ﻫﺎﻧﻴﺎ ﺍﺧﺒﺎﺭﻫﺎ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺇﺑﺘﺴﻢ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻫﺎﺯﺋﺎ ، ﻭ ﺭﺩ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ :
- ﻭ ﺑﺘﻔﻜﺮﻧﻲ ﺑﻴﻬﺎ ﻟﻴﻪ ﺑﺲ ؟ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭ ﺍﻓﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺎﻟﺺ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺧﺬﻟﺘﻬﺎ ﻭ ﺍﺗﺨﻠﻴﺖ ﻋﻨﻬﺎ .
ﻗﻄﺐ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﺟﻢ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺳﺆﺍﻟﻪ :
- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ؟؟
ﺻﻤﺖ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻣﻄﺮﻗﺎ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ .. ﺛﻢ ﺃﺧﺬ ﻳﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻨﻜﺴﺎ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺧﺰﻱ ... :
- ﺍﺑﻦ ﺍﻟـ ***
ﺻﺎﺡ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﻐﻀﺐ ﻋﻨﻴﻒ ﺟﺪﺍ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﺇﻧﻔﻌﺎﻟﻪ ، ﻓﺄﺭﺩﻑ ﺑﺼﻮﺕ ﺗﺮﺩﺩ ﺻﺪﺍﻩ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﺒﺮ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ :
- ﺍﻧـﺖ ﺍﺯﺍﺍﻱ ﺗﺴﻴﺒﻬـﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻛﻞ ﺩﻩ ؟ .. ﺍﺯﺍﺍﻱ ﺗﺴﻴﺒﻬﺎﻟﻪ ﺍﺻﻼ ؟؟ .. ﺍﺯﺍﻱ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺩﻩ ﻗﺪﺭ ﻳﺎﺧﺪﻫﺎ ﻣﻨﻚ ؟ .. ﻭ ﺍﺯﺍﻱ ﻣﺎﻗﺪﺭﺗﺶ ﺗﺮﺟﻌﻬﺎ ؟ .. ﻣﺎﻓﻜﺮﺗﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻳﻪ ؟؟؟
ﺃﺣﺲ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ ، ﻓﺼﺎﺡ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭ ﻗﺪ ﺗﻮﺭﻡ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﻋﻨﻘﻪ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭ ﺍﻟﻬﻴﺠﺎﻥ :
- ﺧﺮﺟﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺣﺎﻻ .. ﺍﻧﺎ ﻫﺮﻭﺣﻠﻪ ﺍﺑﻦ ﺍﻟـ *** ﺩﻩ ﻭ ﻳﺎ ﺍﻧﺎ ﻳﺎ ﻫﻮ ، ﻭ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻌﻼ ﺁﺫﺍﻫﺎ ﻭ ﻻ ﻣﺲ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻌﺮﺓ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻧﻲ ﻣﺶ ﻫﺘﻄﻠﻊ ﻋﻠﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﻨﺎ .. ﺧﺮﺟﻨﻲ ﻣﻦ ﻫﻨـــﺎ !
ﻭ ﻛﺎﺩ ﻳﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺣﻘﺎ ، ﻓﻬﺐ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻧﺤﻮﻩ ﻭ ﺃﺑﻘﺎﻩ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻗﺎﻯﻼ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻣﺘﻮﺗﺮ :
- ﻳﺎﺑﻨﻲ ﺍﻫﺪﺍ .. ﺣﺎﺿﺮ ﻫﺨﺮﺟﻚ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭ ﺍﻭﻋﺪﻙ ﻫﻨﺮﻭﺡ ﻧﺠﻴﺒﻬﺎ ﺳﻮﺍ ، ﺧﻼﺹ ﺑﻘﻲ ﺍﻫﺪﺍ .
ﺳﻜﻦ ﺟﺴﺪﻩ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﺪﺃ .. ﺑﻞ ﻇﻞ ﻳﺘﺂﺟﺞ ﻓﻲ ﻏﻴﻆ ﻭ ﻏﻀﺐ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ :
- ﻳﺎﺑﻦ ﺍﻟـ *** ... ﻳﺎﺑﻦ ﺍﻟـ ***
**********************************
ﺃﻣﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺇﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﻮﻋﻮﺩ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻣﻊ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻲ ﺭﺑﺎﻁ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻄﻬﻤﺎ ﺍﻵﻥ ، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺃﻣﺎﻡ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﺘﺮﺍﺟﻊ ..
ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺘﻦ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﺩﻓﺘﻬﺎ ، ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻬﺎ ﻫﻮ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﻨﻌﻪ ﺃﻭ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ..
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ ، ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺤﻢ .. ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﻓﻲﺀ ﻳﻨﻌﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﻭ ﻳﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﺞ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻬﺎ ..
ﻭﺿﻌﺖ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺻﺎﺑﻮﻥ ﺍﻹﺳﺘﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻮﺭﺩﻱ ﺍﻟﻠﻮﻥ ، ﺛﻢ ﺇﻧﺰﻟﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﻄﺲ ﺣﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺮﻏﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻘﺎﻗﻴﻊ ﺇﻟﻲ ﻋﻨﻘﻬﺎ ..
ﻭ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺮﻳﺢ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﻛﻬﺎ .. ﻇﻠﺖ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻲ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺑﻼ ﺭﺣﻤﺔ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻧﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﺣﺘﻲ ﺃﻋﻤﻖ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺪﺭ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ ..
ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺤﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﻔﺎﺋﺘﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻜﺮﻫﻪ !
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ .. ﺃﺟﻞ ﺗﺤﺒﻪ !!
ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺗﺤﺒﻪ ..
ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﺤﻔﻆ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ ﻭﻗﻊ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﺡ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﻬﺎ ﻗﺮﺏ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻭ ﺧﺪﻫﺎ ﻟﻴﺤﺎﻭﻝ ﺇﺳﺘﻤﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻳﺎﺋﺴﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﻀﻴﺎﻫﺎ ﻛﺰﻭﺟﻴﻦ ..
ﺃﻃﻠﻘﺖ ﺯﻓﺮﺓ ﻧﺎﺋﺤﺔ ، ﻭ ﺷﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ..
ﻛﻴﻒ ﺃﺣﺒﺘﻪ ؟ .. ﻣﺘﻲ ﺃﺣﺒﺘﻪ ؟ .. ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ .. ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ..
ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .. ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺮﻏﺒﻪ ﻋﺪﻭﺍ ، ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ .. ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺼﺎﺭﺡ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﺑﺪﺍ ..
ﺗﺤﻘﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺤﺒﻪ ﺑﻌﻤﻖ .. ﻛﻤﺎ ﺇﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﺬﻋﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻷﻭﻝ ، ﺷﻌﺮﺕ ﺗﺠﺎﻫﻪ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻹﻧﺠﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﻳﻜﺒﺮ ﻭ ﻳﻨﻤﻮ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺿﺤﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻟﺨﻄﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺣﺘﻲ ﺗﻌﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻧﺤﻮﻩ ..
ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺒﺎﻏﺖ ﻫﺰ ﺣﻮﺍﺳﻬﺎ ﻫﺰﺍ ﻋﻨﻴﻔﺎ .. ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﻘﻮﻱ ؟
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻳﺼﺎﺭﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ..
ﺁﻩ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻗﻨﻌﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺈﻧﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺗﺠﺎﻫﻪ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻙ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮﻫﺎ ﻣﻌﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻜﺮﻩ ﻓﻘﻂ ..
ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻐﻀﺐ .. ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ..
ﺃﺻﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻣﻦ ﺩﻓﻖ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻧﺔ ، ﻓﺈﻧﺘﺼﺒﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻭ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﻤﻐﻄﺲ ..
ﺟﺎﻟﺖ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻛﺎﻟﺘﺎﺋﻬﺔ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻤﻨﺸﻔﺔ ﻭ ﻟﻔﺖ ﺑﻬﺎ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﺮﺭ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ..
ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺇﻟﻲ ﺷﺮﻧﻘﺘﻬﺎ ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﺤﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭ ﻓﻮﺭﺍ ..
ﺇﺫ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺤﺒﻪ .. ﻓﻠﻮ ﻓﻌﻠﺖ ، ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﻟﺬﻛﺮﻱ ﺃﺑﻴﻬﺎ ... ﻫﺰﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﻟﺘﻨﻔﺾ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻋﻨﻬﺎ ..
ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﻧﻔﺴﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻭ ﺯﻓﺮﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﻬﻞ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﻣﺠﺪﺩﺍ .. ﻭ ﻗﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ....
**********************************
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ..
ﻛﺎﻥ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﻬﺎﺗﻔﻬﻪ ﺑﻴﺪ ﻣﺮﺗﺠﻔﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻣﺘﺮﺩﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻡ ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ..
ﺇﻧﻤﺎ ﺣﺜﻪ " ﻭﻟﻴﺪ " ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻳﻼ ﻳﺎ ﺍﻳﺎﺩ .. ﻣﺴﺘﻨﻲ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺍﻟﺪﻛﺎﺗﺮﻩ ﻣﺶ ﺭﺍﺿﻴﻴﻦ ﻳﺒﺪﺃﻭﺍ ﺷﻐﻠﻬﻢ ﺍﻻ ﺍﻣﺎ ﺗﻴﺠﻲ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ !
ﺇﺯﺩﺭﺩ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺭﻳﻘﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ .. ﻭ ﻋﺒﺜﺎ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻦ ﺫﺭﻑ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ، ﻓﻘﺪ ﺟﻔﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﻣﺎ ﺳﻔﺤﻪ ﻣﻨﺬ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ ﻭ ﺣﺘﻲ ﺍﻵﻥ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻌﻠﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ..
ﺿﻐﻂ ﺯﺭ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ، ﻭ ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺮﺩ ...
ﻳﺘﺒــﻊ ...
أنت تقرأ
المظفار والشرسة
Romanceﺃﻃﻠﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺷﻬﻘﺔ ﺭﻋﺐ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﻗﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺤﻨﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ، ﻭ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺂﺟﺠﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺗﻌﻘﻠﻪ .. ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮﻑ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺩﻓﻖ ﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ...