ﺗﺼﺒﺐ ﺟﺴﺪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻛﻠﻪ ﻋﺮﻗﺎ ﺑﺎﺭﺩﺍ ،،
ﻭ ﻗﺪ ﻓﻘﺪ ﻧﺼﻒ ﻭﻋﻴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻄﻌﻨﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺧﺴﺎﺭﺗﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻮﻳﻬﺎ ﺟﺴﺪﻩ ، ﺳﺤﺐ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻧﺼﻞ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻨﺐ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﺒﻂﺀ ، ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺈﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮﻛﻪ " ﺳﺎﻟﻢ " ﻳﺴﻘﻂ ﺃﺭﺿﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ .. ﻛﺎﻥ ﺟﺴﺪﻩ ﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﺲ ﺟﺮﺍﺀ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﻣﻲ ﺑﺼﺮﻩ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺎﺭﻙ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ .. :
- ﻳﻼ ﺑﻴﻨﺎ ﺑﻘﻲ ﻳﺎ ﻋﺒﻴﺪ .
ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﺳﺎﻟﻢ " ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻙ ، ﻓﻬﺰ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﺪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﻋﻦ ﺟﺜﺔ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺍﻟﻤﻨﺴﺪﺣﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ..
ﺇﻛﺘﻔﻲ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺟﺜﺔ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺑﻌﻘﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺣﺘﻲ ﻳﻌﺎﻭﺩ ﺇﺳﺘﺬﻛﺎﺭﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﺘﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺰﻱ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ..
ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ ﺇﺗﺠﻪ ﺇﻟﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺸﻘﺔ .. ﺃﺣﻀﺮ ﻛﻴﺴﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻣﺼﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺶ ، ﺛﻢ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﻓﻮﻕ ﺟﺜﺔ ﺣﻨﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺪﺓ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ، ﻭ ﺧﺎﻃﺐ " ﺳﺎﻟﻢ " ﺑﺈﻗﺘﻀﺎﺏ :
- ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺷﻴﻞ ﺍﺧﺘﻚ ﻭ ﺣﻄﻬﺎ ﺟﻮﺍ ﺍﻟﺸﻮﺍﻝ ﺩﻩ .
ﻗﻄﺐ " ﺳﺎﻟﻢ " ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻪ :
- ﺍﺷﻤﻌﻨﺎ ؟ .. ﺍﺣﻨﺎ ﺧﻼﺹ ﺭﺩﻳﻨﺎ ﺷﺮﻓﻨﺎ ﻭ ﻣﺎﻋﺪﻧﺎﺵ ﻋﺎﻳﺰﻳﻨﻬﺎ .
ﺷﺒﺖ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﻣﺠﺪﺩﺍ ، ﻭ ﺭﻗﺺ ﺍﻟﻠﻬﺐ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻠﻒ ، ﻭ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻞ :
- ﺍﻧﺎ ﺣﺎﻟﻒ ﻷﺭﻣﻴﻬﺎ ﺑﺈﻳﺪﻱ ﻭ ﻫﻲ ﻣﻴﺘﺔ ﻭ ﻏﺎﺭﻗﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺩﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺰﺑﺎﻟﺔ .
***********************************
- ﻳﺎ ﻟﻬﻮﻱ .. ﺍﻧﺎ ﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﺷﻔﺖ ﺑﺠﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺩﻩ !!
ﺗﻔﻮﻫﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻣﺎﻡ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﺑﻤﻨﺰﻟﻬﺎ ﻣﻐﺘﺎﻇﺔ ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺕ ﺧﻄﻴﺐ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ، ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ " ﺇﻳﺎﺩ ﺭﺍﺷﺪ " ﻓﻴﻤﺎ ﻗﻬﻘﻬﺖ " ﻫﻨﺎ " ﺑﻤﺮﺡ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ :
- ﻃﺐ ﻫﻨﻌﻤﻠﻪ ﺍﻳﻪ ﺑﺲ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﻫﻨﻄﺮﺩﻩ ﻳﻌﻨﻲ ؟ ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﺲ ﻳﺎ ﻗﻮﺕ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻲ ﻛﻨﺘﻲ ﺑﺘﺤﺒﻴﻪ !!
ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻨﻖ ﺭﺩﺕ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ :"
- ﺣﺒﻪ ﺑﺮﺹ ، ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻣﺶ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺑﻴﻨﻄﻠﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ، ﻷ ﻭ ﺑﻴﻘﻌﺪ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻟﻨﺺ ﺍﻟﻠﻴﻞ ! .. ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﻛﻤﻤﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻓﻤﻬﺎ ﺑﻜﻔﻴﻬﺎ ﺗﻤﻨﻊ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺠﻠﺠﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺳﺘﺸﺎﻃﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻏﻴﻈﺎ ﻣﻀﺎﻋﻔﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﺍﻧﺘﻲ ﻳﺎ ﺑﺖ ﻣﺎﺗﻐﻈﻨﻴﺶ .. ﻣﺶ ﻋﻠﻲ ﺍﺳﺎﺱ ﻣﺎﻛﻨﺘﻴﺶ ﻃﺎﻳﻘﺎﻩ ﻟﻤﺎ ﺟﻪ ﻳﺘﻘﺪﻣﻠﻚ ؟ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺑﻘﻲ ﻋﺴﻞ ﻋﻠﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﻳﺎﺧﺘﻲ !!
ﺛﻢ ﺃﻣﺮﺗﻬﺎ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ :
- ﺍﺗﻔﻀﻠﻲ ﺧﺸﻲ ﺳﺮﺑﻴﻪ ﻭ ﺑﺎﻟﺬﻭﻕ ﻛﺪﻩ ﺍﺑﻘﻲ ﻓﻬﻤﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺎﺧﺪﻭﺵ ﺍﻟﻌﺸﻢ ﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻌﺪﺓ ﻋﻨﺪﻧﺎ .
ﺇﺯﺩﺍﺩﺕ ﺿﺤﻜﺎﺕ " ﻫﻨﺎ " ﻓﺮﺩﺩﺕ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻣﻬﺎ :
- ﺍﺳﺮﺑﻪ ! .. ﺣﺎﺿﺮ ﻳﺎ ﻗﻮﺕ ﻫﺪﺧﻞ ﺍﺳﺮﺑﻪ .
ﻭ ﺇﺗﺠﻬﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻧﺤﻮ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻳﺠﻠﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻮﻕ ﺍﻵﺭﻳﻜﺔ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ، ﻣﻨﻜﻤﺶ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭ ﻗﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺳﺘﺤﺎﻝ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻐﺒﻄﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻱ " ﻫﻨﺎ " ﻣﻘﺒﻠﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ..
ﺑﺎﺩﻟﻬﺎ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺑﺪﻭﺭﻩ ، ﻭ ﻧﻬﺾ ﻟﻤﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ :
- ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻫﻨﺎ .. ﺑﺘﺮﻭﺣﻲ ﻓﻴﻦ ﻭ ﺑﺘﺴﺒﻴﻨﻲ ؟ ﻫﻮ ﺍﻧﺎ ﺟﺎﻱ ﺍﻗﻌﺪ ﻣﻊ ﻋﻔﺸﻜﻮﺍ ﻭ ﻻ ﺟﺎﻱ ﺍﻗﻌﺪ ﻣﻌﺎﻛﻲ ؟؟ !
ﺇﺣﺘﻘﻨﺖ ﻭﺟﻨﺘﻴﻬﺎ ﺑﺪﻓﻘﺎﺕ ﺩﻣﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﻋﺘﺬﺭﺕ ﻣﻨﻪ ﻣﻄﺮﻗﺔ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻟﺘﺘﺠﻨﺐ ﺇﺷﺘﺒﺎﻙ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺑﻨﻈﺮﻩ :
- ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﺇﻳﺎﺩ ﻛﻨﺖ ﺑﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻊ ﻣﺎﻣﺎ ﺑﺲ .
- ﻣﺎﺷﻲ ﻳﺎ ﺳﺘﻲ ، ﺧﻼﺹ ﻣﺴﺎﻣﺤﻚ .. ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺑﻘﻲ ﺍﻗﻌﺪﻱ ﺟﻨﺒﻲ ﻫﻨﺎ ، ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻛﻠﻤﻚ ﺷﻮﻳﺔ .
ﺗﻠﻌﺜﻤﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻗﻠﻴﻼ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﻟﻞ ﻷ ﻣﺎ ﻣﺎﻫﻮ ﻣﺎﻫﻮ ..
ﻋﻘﺪ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻣﺎﻫﻮ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻫﻨﺎ ؟ .. ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺿﻐﻄﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺔ ﺣﻴﻠﺔ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻠﻄﻒ ﺁﺳﻔﺔ :
- ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﺇﻳﺎﺩ .. ﺍﻧﺖ ﻻﺯﻡ ﺗﻤﺸﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ، ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻋﺪﺕ 12 ﻭ ﻣﺶ ﺣﻠﻮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺸﻮﻓﻚ ﻧﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺑﻌﺪ ﻧﺺ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻛﺪﻩ .
- ﺍﺍﺍﺍﺍﻩ .
ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻣﺘﺪﺍﺭﻛﺎ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ، ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ :
- ﻫﻲ ﻣﺎﻣﺘﻚ ﺑﻘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺘﻨﺎﺩﻳﻠﻚ ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﻩ ، ﻋﺸﺎﻥ ﺗﺴﺮﺑﻴﻨﻲ .
ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ، ﺇﻧﻔﺠﺮﺕ " ﻫﻨﺎ " ﺿﺎﺣﻜﺔ ، ﻓﻌﺎﺩ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﺑﻐﻴﻆ :
- ﺑﺘﻀﺤﻜﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺿﺤﻜﻬﺎ :
- ﺍﺻﻠﻬﺎ ﻗﺎﻟﺘﻠﻲ ﺳﺮﺑﻴﻪ ﻓﻌﻼ .
ﺭﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻣﺪﻫﻮﺷﺎ ، ﻓﻬﺪﺃﺕ " ﻫﻨﺎ " ﻧﻮﺑﺔ ﺿﺤﻜﻬﺎ ، ﻭ ﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻭ ﺭﺑﺘﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻒ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻗﺎﺋﻠﺔ :
- ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ ﺇﻳﺎﺩ .. ﻣﺎﺗﺰﻋﻠﺶ ﻋﺸﺎﻥ ﺧﺎﻃﺮﻱ .
ﺇﺑﺘﺴﻢ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺨﻔﺔ ، ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻷ ﻳﺎ ﺳﺘﻲ ﻣﺶ ﺯﻋﻼﻥ ، ﺍﻫﻮ ﻛﻠﻬﺎ ﺷﻬﺮ ﻭ ﻫﺘﺒﻘﻲ ﻣﺮﺍﺗﻲ ﻭ ﻫﺎﺧﺪﻙ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺧﺎﻟﺺ ﺑﻘﻲ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻻ ﺣﺪ ﻳﻘﻮﻟﻚ ﺳﺮﺑﻴﻪ ﻭ ﻻ ﻏﻴﺮﻩ .
ﺃﻫﺪﺗﻪ " ﻫﻨﺎ " ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ، ﺫﻛﺮﺗﻪ ﺑﺄﻭﻝ ﻟﻘﺎﺀ ﻟﻬﻤﺎ ، ﻓﻀﺤﻚ ﺑﻘﻮﺓ ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺑﺈﺳﺘﻐﺮﺍﺏ :
- ﺑﺘﻀﺤﻚ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﻣﺸﺎﻛﺴﺎ :
- ﺍﻓﺘﻜﺮﺕ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺍﺗﻘﺎﺑﻠﻨﺎ .. ﺍﻟﻠﻲ ﻳﺸﻮﻑ ﻭﺵ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﺑﺘﺎﻋﻚ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ، ﻣﺎﻳﺸﻮﻑ ﺍﻟﻮﺵ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﺍﻟﻠﻲ ﺻﺪﺭﺗﻴﻬﻮﻟﻲ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ .
ﺛﻢ ﻏﻤﺰ ﻟﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻓﺎﻛﺮﺓ ؟؟
ﻭ ﺗﺎﺑﻊ ﺿﺤﻜﻪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻏﺘﺎﻇﺖ " ﻫﻨﺎ " ﻣﻨﻪ ، ﻓﻜﻮﺭﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻭ ﺿﺮﺑﺘﻪ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
- ﺑﻘﻲ ﻛﺪﻩ ؟ ﺑﻘﻲ ﺍﻧﺎ ﺻﺪﺭﺗﻠﻚ ﻭﺵ ﺧﺸﺐ ؟ .. ﻣﺎﺍﺷﻲ .
ﺃﻃﻠﻖ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺁﻫﺔ ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺪﻟﻚ ﻣﻜﺎﻥ ﺿﺮﺑﺘﻬﺎ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
- ﻳﺎ ﻣﻔﺘﺮﻳﺔ .. ﺑﺘﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟ ﺍﻭﻣﺎﻝ ﻟﻤﺎ ﻧﺘﺠﻮﺯ ﻫﺘﻌﻤﻠﻲ ﻓﻴﺎ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺭﺩﺕ " ﻫﻨﺎ " ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﺓ :
- ﻣﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻴﻔﺘﺮﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺘﺎﺗﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟؟
ﺇﺗﺴﻌﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﻄﻒ :
- ﺧﻼﺹ ﻳﺎ ﺳﺘﻲ ، ﺍﻧﺎ ﺍﺳﻒ ﺣﻘﻚ ﻋﻠﻴﺎ .
ﻭ ﻫﻨﺎ ، ﺩﻕ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻓﺈﺳﺘﺬﻧﺖ ﻣﻨﻪ " ﻫﻨﺎ " ﻟﺘﺬﻫﺐ ﻭ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﻄﺎﺭﻕ ، ﻓﺈﺳﺘﻮﻗﻔﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
- ﺍﺳﺘﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ، ﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻛﺪﻩ ﻛﺪﻩ ﻣﺘﺴﺮﺏ .. ﺧﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻳﺪﻙ .
ﻋﺎﻭﺩﺕ " ﻫﻨﺎ " ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﻘﺪﻣﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .. ﻓﺘﺤﺖ " ﻫﻨﺎ " ﺍﻟﺒﺎﺏ ..
ﻟﺘﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ .. ﺑﻬﺘﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﻫﻨﺎ " ﺣﺘﻲ ﺇﺧﺘﻔﺖ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺗﻨﺘﺰﻉ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﺧﺮﻱ ﻟﺘﻐﻠﻒ ﺑﻬﺎ ﻣﺠﺎﻣﻠﺘﻬﺎ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ :
- ﻋﻤﺘﻲ ﻫﻮﻳﺪﺍ .. ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﺤﻠﻮﻩ ﺩﻱ ؟ ﺍﺯﻳﻚ ﻳﺎ ﻋﻤﺘﻲ ؟ ﺍﺯﻳﻚ ﻳﺎ ﺳﻤﻴﻪ ؟ ﺍﺗﻔﻀﻠﻮﺍ ﺍﺗﻔﻀﻠﻮﺍ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﻟﻴﻪ ؟؟
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﻲ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑـ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺣﻴﺚ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺘﻔﺤﺼﻪ ﺑﺪﻗﺔ .. ﺛﻢ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻧﻄﻘﺖ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ :
- ﺍﺯﻳﻚ ﺍﻧﺘﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﺧﻮﻳﺎ ؟؟
- ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻋﻤﺘﻲ ﻛﻮﻳﺴﺔ .
ﺛﻢ ﺗﻨﻘﻠﺖ ﺑﺒﺼﺮﻫﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭ ﺑﻴﻦ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﺍﺗﻔﻀﻠﻲ ﻳﺎ ﻋﻤﺘﻲ ﺍﺩﺧﻠﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﻭ ﺳﻤﻴﻪ ، ﺩﻩ ﺇﻳﺎﺩ ﻛﺎﻥ ﻟﺴﺎ ﻫﻴﻨﺰﻝ ﺣﺎﻻ .
ﺭﺩﺕ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ :
- ﻧﺎﺯﻝ ﻟﻴﻪ ﺑﺲ ؟ .. ﺍﺩﺍ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻳﻌﻨﻲ ؟؟
ﺇﺑﺘﺴﻢ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻓﻲ ﺗﻬﺬﻳﺐ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺈﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﺮﺟﻮﻟﻲ :
- ﻻ ﺍﺑﺪﺍ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻣﺶ ﻛﺪﻩ ﺧﺎﻟﺺ ، ﺑﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﺗﺄﺧﺮ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻻﺯﻡ ﺍﺭﻭﺡ ﺍﻧﺎﻡ ﻋﺸﺎﻥ ﻭﺭﺍﻳﺎ ﺷﻐﻞ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺑﺪﺭﻱ .
ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺄﺫﻥ ﻣﻨﻬﻦ ﻭ ﺭﺣﻞ ..
ﺭﺍﻗﺒﺘﻪ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻷﻡ ﻭ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺒﻂ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﺑﺨﻔﺔ ﺣﺘﻲ ﺗﻮﺍﺭﻱ ﻋﻦ ﺃﻧﻈﺎﺭﻫﻤﺎ .. :
- ﺍﻟﻠﻪ ! ﻣﺎ ﺗﺪﺧﻠﻮﺍ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﻋﺎﻟﺒﺎﺏ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟؟
ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ ﻋﻤﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻟﺒﺖ ﺩﻋﻮﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ .. ﺗﺒﻌﺘﻬﺎ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻨﺤﻨﺤﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﺘﺸﺪﻗﺔ :
- ﻣﻌﻠﺶ ﺑﻘﻲ ﻳﺎ ﻫﻨﺎ ﻃﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻜﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﻏﻔﻠﺔ ، ﺑﺲ ﺍﺻﻠﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﺸﻮﺍﺭ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻜﻮﺍ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ ، ﻓﻘﻠﺖ ﻟﺴﻤﻴﻪ ﻧﺮﻭﺡ ﺑﻴﺖ ﺧﺎﻟﻚ ﻧﺒﻴﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻧﺒﻘﻲ ﻧﺮﻭﺡ .
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ، ﻣﻸ " ﻫﻨﺎ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﻀﻴﻖ ﻭ ﺍﻟﺘﺄﻓﻒ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺃﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻮﻱ :
- ﻫﺘﻨﻮﺭﻭﻧﺎ ﻳﺎ ﻋﻤﺘﻲ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭ ﺍﻟﻠﻪ .
- ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺨﻠﻴﻜﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .. ﺍﻭﻣﺎﻝ ﻓﻴﻦ ﺍﻣﻚ ؟؟
- ﻫﺪﺧﻞ ﺍﻧﺪﻫﻠﻬﺎ ﺍﻫﻮ .. ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺑﻴﺘﻜﻮﺍ ﻃﺒﻌﺎ .
ﻭ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻋﻨﻬﻢ ، ﺣﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﻨﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻌﺘﻤﻞ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ...
***********************************
ﻛﺎﻥ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻧﺼﻒ ﻭﺍﻋﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ..
ﻓﻘﺪ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﺍﺭ ﻛﻠﻪ ﺑﻴﻦ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ " ﺳﺎﻟﻢ " .. ﻇﻞ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﺑﻼ ﺣﺮﺍﻙ ﺣﺘﻲ ﺇﻧﺘﻬﻴﺎ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻋﺰﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﻓﻌﻠﻪ ، ﻭ ﺗﺮﻛﺎ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﻟﻴﺔ ، ﺇﻻ ﻣﻦ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺕ ﻻ ﺣﻮﻝ ﻟﻪ ﻭ ﻻ ﻗﻮﺓ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ، ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻙ ﻳﺪﻩ .. ﻭ ﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ..
ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺸﺔ ﺇﻟﻲ ﺟﻴﺐ ﺳﺮﻭﺍﻟﻪ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ، ﻭ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺃﻳﻀﺎ ، ﺟﺎﻫﺪ ﺣﺘﻲ ﺃﺧﺮﺝ ﻫﺎﺗﻔﻬﻪ ..
ﻓﻔﺘﺤﻪ ﻭ ﺿﺮﺏ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻒ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﺄﺻﺎﺑﻊ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻣﺮﺗﺠﻔﺔ ﻭ ﻣﻠﻄﺨﺔ ﺑﺪﻣﺎﺋﻪ .. ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻈﻪ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻬﻪ ﻣﺆﺧﺮﺍ ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺭﺃﻱ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺭﻗﻤﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﺷﺔ ﻫﺎﺗﻔﻬﻪ ، ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺠﻴﺐ ﺇﺗﺼﺎﻟﻪ ﺃﺑﺪﺍ ..
ﻭﺿﻊ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻋﻠﻲ ﺃﺫﻧﻪ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺮﺩ ..
ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ، ﺃﺗﺎﻩ ﺻﻮﺕ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺎﺕ :
- ﺍﻟﻮ !
ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ ﻋﻠﻲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻧﺎﺿﻞ ﺣﺘﻲ ﺧﺮﺝ ﺻﻮﺗﻪ ﺿﻌﻴﻔﺎ ﻣﺒﺤﻮﺣﺎ ﻣﺘﺤﺸﺮﺟﺎ :
- ﺑـ .. ﺑـ ، ﺑﺎﺑﺎ .
ﺟﺎﺀ ﺭﺩ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻣﺘﻮﺟﺴﺎ :
- ﻣﺮﻭﺍﻥ ! ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ﻣﺮﻭﺍﻥ ؟ ﻣﺎﻟﻚ ؟؟ !
ﺿﻌﻒ ﻣﻌﺪﻝ ﺗﻨﻔﺲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " .. ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺳﻮﻱ ﺃﻥ ﻳﻬﻤﺲ ﺑﺄﺧﺮ ﺟﻤﻠﺔ :
- ﺍﻟـ ﺍﻟﺤﻘﻨﻲ ﻳﺎ ﺑﺎﺑﺎ .
ﺛﻢ ﻓﻘﺪ ﻭﻋﻴﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ...
.................................................. ...........
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ..
ﺇﻧﺘﻔﺾ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﺈﺑﻨﻪ :
- ﻣﺮﻭﺍﺍﺍﻥ .. ﻣﺮﻭﺍﺍﺍﺍﺍﻥ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﺎ !!
ﻛﺎﻥ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻗﺒﻞ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﺇﺑﻨﻪ ﻳﻌﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻨﻮﻡ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻷﻥ ، ﺃﺧﺬ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻼ ﺟﺪﻭﻱ ،
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺭﺩﻩ ، ﺃﺟﺮﻱ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﺰﻭﺟﺘﻪ ..
ﻭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺛﻮﺍﻥ ﺣﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺻﻮﺗﻬﺎ ، ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻬﺎ :
- ﺍﺑﻨﻲ ﻓﻴﻴﻦ ﻳﺎ ﺩﻳﻨﺎﺍﺭ ؟ ﻣﺮﻭﺍﺍﻥ ﻓﻴﻴﻴﻦ ؟؟؟
************************************
ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﻄﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ " ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﻼﻡ " .. ﺩﻭﺕ ﺃﺑﻮﺍﻕ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ..
ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻞ ﻓﻴﻬﺎ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺇﻟﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺒﻞ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " .. ﺭﻛﺾ ﺻﻮﺏ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻣﻨﻌﻮﻩ ﻋﻦ ﺑﻠﻮﻍ ﻫﺪﻓﻪ ..
ﻓﺄﺧﺬ ﻳﺼﻴﺢ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻀﺮﺍﻭﺓ :
ﺍﻭﻋﻮﺍ .. ﺳﻴﺒﻮﻧﻲ .. ﺍﺑﻨﻲ ﻓﻮﻕ ، ﺳﻴﺒﻮﻭﻧﻲ .
ﻭ ﻫﻨﺎ ، ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ، ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﻬﺪﺋﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
- ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ .. ﻳﺎ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﺍﻫﺪﺍ ، ﻣﺶ ﻫﻴﻨﻔﻊ ﺗﻄﻠﻊ ، ﺩﻩ ﻣﺴﺮﺡ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻭ ﻓﻲ ﻧﺎﺱ ﺑﺘﺸﻮﻑ ﺷﻐﻠﻬﺎ ﻓﻮﻕ .
ﺇﻟﺘﻔﺖ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭ ﺳﺎﺭﻉ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻴﻪ ﺑﻜﻞ ﺟﻨﻮﻧﻪ :
- ﺍﺑﻨﻲ ﺑﻴﻤﻮﻭﻭﺕ .
ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﺑﺄﻥ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻋﻠﻲ ﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﻳﻔﻘﺪ ﻋﻘﻠﻪ ، ﻓﺄﺳﺮﻉ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺇﺷﻔﺎﻕ :
- ﻓﻲ ﻣﺴﻌﻔﻴﻦ ﻣﻌﺎﻩ ﻓﻮﻕ ﻳﺎ ﺍﺳﺘﺎﺫ ، ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﺶ .. ﺧﻴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ، ﺗﻨﺎﻫﻲ ﺇﻟﻲ ﺳﻤﻊ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺻﻮﺕ ﺻﺮﺍﺥ " ﺩﻳﻨﺎ " ﻭ ﻋﻮﻳﻠﻬﺎ ، ﻓﺈﺳﺘﺪﺍﺭ ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﺗﺮﻛﺾ ﺻﻮﺑﻪ ﻭ " ﺭﺿﻮﻱ " ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﻨﺰﻓﺎﻥ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻱ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻮﺳﻠﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ :
- ﻓﻴﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ، ﻗﻮﻟﻲ ﻓﻴﻦ ﺍﺑﻨﻲ؟ ﺟﺮﺍﻟﻪ ﺍﻳﻪ ؟؟
- ﺍﻫﻮ !
ﺻﺎﺣﺖ ﺑﻬﺎ " ﺭﺿﻮﻱ " ﻭ ﻫﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺑﺈﺻﺒﻌﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻞ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻓﻮﻗﻪ .. ﻗﻔﺰ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺟﺮﻳﺎ ﻧﺤﻮ ﺇﺑﻨﻪ ، ﻭ ﺻﻮﺑﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻧﻈﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺬﻋﻮﺭ ﺗﺠﺎﻫﻪ ، ﻓﻐﻄﺖ ﻓﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﻣﺔ ﻣﻤﺎ ﺭﺃﺕ ..
ﺍﻟﻤﻼﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻓﺘﺮﺷﺖ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻟﺘﺤﻒ ﺑﻬﺎ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻏﺎﺭﻗﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻛﺜﻴﻔﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ، ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺷﻌﺮ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﻹﻃﻼﻕ ﺻﻮﺗﻪ ﺑﺎﻟﺼﺮﺍﺥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﺎﺋﻘﻴﻦ ﻭ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻐﻠﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺩﻭﻥ ﻣﺒﺮﺭ ..
ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ، ﻓﻘﺪ ﺧﻴﻢ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﺇﺑﻨﺘﻪ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺟﻠﺴﺘﺎ ﺇﻟﻲ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﺮﺑﺔ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﻣﻊ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " .. ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻷﻥ ، ﻓﻘﻂ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻗﺐ ﻭ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ..
ﺗﺄﻣﻞ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺇﺑﻨﻪ ﺍﻟﻐﺎﺋﺐ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺸﺎﻣﺦ ﺍﻟﻤﻤﺸﻮﻕ ﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﻃﺮﻳﺢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻫﻜﺬﺍ ..
ﻭﺟﺪ ﺳﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻠﺘﻮﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ، ﻓﺄﺳﺮﻉ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻹﺳﻌﺎﻑ ﺑﻨﻘﻞ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ..
ﻭ ﺗﻤﺖ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ، ﻭ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻣﺎﺕ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻃﺎﻗﻢ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺑﺎﻟﻤﺸﻔﻲ ﻟﻌﻼﺝ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ..
ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻤﺮﺿﺔ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﺳﺮﻳﻌﺔ ، ﻭ ﻗﺎﺩﺕ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻭ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ، ﻭ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺍﻷﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ..
ﻭ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﺎ ﻭﺳﻂ ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ، ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻲ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﻭ ﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺏ ، ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻊ " ﺭﺿﻮﻱ " ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻲ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺘﺸﺠﻴﻌﻬﺎ ﻭ ﺗﻬﺪﺋﺔ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ..
ﻣﻀﺖ ﻋﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺭﺟﻞ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻌﻤﺮ ، ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺮﺩﺍﺀ ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭ ﻓﻮﻗﻪ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻤﻌﻘﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ..
ﺭﻛﺾ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ ﻓﻮﺭﺍ ، ﻭ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺨﻔﻖ ﺑﺸﺪﺓ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ ﻣﺼﻄﻨﻌﺔ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻪ :
- ﺍﺑﻨﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ ؟؟
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻛﺎﻧﺖ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﺗﻘﻒ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺐ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺰ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺂﺳﻒ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻟﻸﺳﻒ .. ﺍﺑﻦ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺳﻴﺌﺔ ﺟﺪﺍ ﺟﺪﺍ .. ﻭ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺘﻮﻗﻌﻴﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ .
ﺇﺧﺘﻞ ﺗﻮﺍﺯﻥ " ﺩﻳﻨﺎﺭ " ﻓﺠﺄﺓ ﻟﺪﻱ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﺫﻟﻚ ، ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ " ﺭﺿﻮﻱ " ﻹﺳﻨﺎﺩﻫﺎ ﻭ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻓﺰﻋﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﺧﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ..
ﻫﺰ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺭﺃﺳﻪ ﺭﻓﻀﺎ ، ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻷ .. ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ .. ﺍﻛﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﻞ ، ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻳﻤﻮﺕ .
ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻒ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻟﻤﻮﺍﺳﺎﺗﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﻄﻒ :
- ﺍﻟﻄﻌﻨﺎﺕ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺗﻌﺮﺿﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻛﺘﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺧﻄﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ، ﻭ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻴﺒﻘﻲ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻛﺒﺮ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺍﻧﻪ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻭ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺷﻔﺎﺋﻬﺎ .. ﻭ ﺍﺑﻦ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻭﺍﺧﺪ 3 ﻃﻌﻨﺎﺕ ﻓﻲ 3 ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺧﻄﺮ ﻣﺎﻧﻘﺪﺭﺵ ﺍﺣﻨﺎ ﻧﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻﻣﻌﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﺪ ﻭ ﺍﻟﻜﻠﻲ ، ﺍﻹﺻﺎﺑﺎﺕ ﻓﻴﻬﻢ ﻋﻤﻴﻘﺔ .
ﺛﻢ ﺗﻨﻬﺪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺨﻠﻊ ﺍﻟﻘﻔﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﻳﺪﻩ ، ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﺍﺣﻨﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ .. ﻭ ﻟﻮ ﻃﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭ ﻫﻮ ﻟﺴﺎ ﻋﺎﻳﺶ ، ﺍﻥ ﺷﺎﺀ . ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻩ ﻫﻴﻜﻮﻥ ﻣﺆﺷﺮ ﻛﻮﻳﺲ .. ﺍﺩﻋﻮﻟﻪ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺑﺲ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﻠﻄﻒ ﺑﻴﻪ .
ﻭ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ، ﺗﺎﺭﻛﺎ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺟﺎﻣﺪﺍ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻛﻤﻦ ﻫﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ..
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺳﻮﺩﺍﻭﻳﺔ ، ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻏﺸﻴﺖ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " .. ﻓﺈﺳﺘﺒﺪ ﺑﻪ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻵﻟﻢ ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﺤﺴﺮﺓ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻨﻬﺶ ﻗﻠﺒﻪ .. ﻓﺈﻥ ﻭﻟﺪﻩ ﺍﻷﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭ ﻣﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻡ ﻣﺘﻮﻗﻒ ﻋﻠﻲ ﻗﻀﺎﺋﻪ ﻭ ﻗﺪﺭﻩ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ..
ﺇﺫﻥ ، ﻓﺎﻷﻥ ﻫﻮ ﻻ ﻳﻤﻠﻚ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻴﻔﻌﻠﻪ ، ﻭ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮﻱ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﺘﻀﺮﻉ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻠﻪ ..
***********************************
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ..
ﺃﻃﻞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﺸﺮﻗﺎ ﺩﺍﻓﺌﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺣﻠﺖ ﻏﻴﻮﻡ ﺍﻷﻣﺲ ﺑﻌﻴﺪﺍ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺇﺳﺘﻴﻘﻈﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻗﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ، ﻭ ﻗﺪ ﺷﺪﺕ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﺣﺘﻲ ﻋﻨﻘﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻄﺎﻧﻴﺎﺕ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺪﻓﺌﺔ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ..
ﻓﻘﺪ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺑﺎﺭﺩﺓ ، ﺧﺎﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﻤﻠﻖ ﺇﻟﻲ ﺃﻋﻠﻲ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ..
ﺗﺠﻤﺪﺕ ﺩﻣﻌﺔ ﻓﻮﻕ ﺃﻫﺪﺍﺑﻬﺎ ، ﺣﻤﻠﺖ ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺗﺴﺎﺅﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻌﻘﻠﻬﺎ ..
ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ؟ .. ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﻕ !
ﻓﻬﻲ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﻱ ﻓﻴﻪ ﺃﻱ ﻧﺰﻋﺔ ﺷﺮﻳﺮﺓ .. ﻣﻌﻘﻮﻝ ؟ ! .. ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ؟ .. ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ " ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ " ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ؟ .. ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻋﺎﻫﺎ ، ﻭ ﺃﺣﺒﻬﺎ ، ﻭ ﺳﺎﻧﺪﻫﺎ ، ﻭ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﺍﻷﺏ ﺇﻟﻲ ﺇﺑﻨﺘﻪ ؟ ! ..
ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺇﻧﺨﺪﻋﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ؟ .. ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮ ؟ .. ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺛﻌﺒﺎﻧﺎ ﻣﺤﺸﻮﺍ ﺑﺴﻢ ﺍﺳﻮﺩ ؟؟ !
ﺃﻡ ﺃﻥ ﻫﺪﺍ ﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻱ ﻣﺤﺾ ﺇﻓﺘﺮﺍﺀ !
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻭ ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻭ ﻻ ﺗﺴﻤﻌﻪ ؟
ﺳﺮﺕ ﺭﺟﻔﺔ ﻣﺘﻘﻠﺼﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻬﺎ ﺇﺻﻄﺤﺒﺖ ﺳﻴﻞ ﺟﺎﺭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻓﺪﻓﻨﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ ، ﻭ ﺗﺤﻮﻝ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﻛﺮﺓ ﻣﺸﺪﻭﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻢ ..
ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﻤﻨﻲ ﻟﻮ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﺣﻠﻤﺎ ﻣﺰﻋﺠﺎ ﻭ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﻣﻨﻪ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ .. ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻴﺸﻪ ﺣﻠﻤﺎ ﺃﺑﺪﺍ ..
ﻛﺒﺤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻧﻮﺑﺔ ﺍﻟﻐﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺯﺣﻔﺖ ﻋﻠﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ، ﻭﺃﺛﻘﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ ..
ﺇﻧﺘﺰﻋﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ .. ﻭ ﺩﻟﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ، ﻏﺴﻠﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ، ﻭ ﻧﻈﻔﺖ ﺃﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﺠﺪﺩﺍ ..
ﻭﻗﻔﺖ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﻤﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﻞ ﺳﺮﻳﻊ ، ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺷﺮﻧﻘﺘﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﻭ ﺗﻨﺪﻣﺞ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻫﻨﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﺣﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺤﻜﻢ ﺣﻜﻤﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ، ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﺟﺰﺍﻓﺎ ، ﺇﺫﻥ ﻓﻌﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻄﺮﻕ ..
ﺇﺭﺗﺪﺕ ﺳﺘﺮﺓ ﺻﻮﻓﻴﺔ ﺑﻴﻀﺎﺀ ، ﻋﻠﻲ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﺃﺯﺭﻕ ﺳﻤﺎﻭﻱ ﺑﻠﻮﻥ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻭ ﺇﻧﺘﻌﻠﺖ ﺣﺬﺍﺀً ﺃﺑﻴﺾ ﻣﺴﻄﺤﺎ ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﺖ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻣﻨﺴﺪﻻ ﺣﺮﺍ ..
ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ، ﻟﻤﺴﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﻤﺮ ﺍﻟﺸﻔﺎﺓ ، ﻭ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﺍﻷﻥ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮﻋﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺎﺏ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ، ﻟﺘﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺻﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ :
- ﺍﻓﻨﺪﻡ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻫﺎﻧﻢ ؟؟ !
ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻣﻬﺬﺑﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ، ﻗﺎﻟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ :"
- ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﻳﺎ ﺳﻨﺎﺀ ﺭﻭﺣﻲ ﺑﻠﻐﻲ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ ﺍﻧﻲ ﺣﺎﺑﺔ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﻓﻄﺮ ﻣﻌﺎﻩ .
ﺃﻃﺎﻋﺘﻬﺎ " ﺳﻨﺎﺀ " ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭ ، ﻭ ﺫﻫﺒﺖ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻭ ﻟﻢ ﻳﻤﺮ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻲ ﻋﺎﺩﺕ ، ﻓﺴﻤﻌﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻔﻞ ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﺳﺘﺠﺎﺏ ﺑﺸﺪﺓ ﻭ ﺣﻤﺎﺱ ﻟﻄﻠﺒﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﺖ ..
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻫﺎﺯﺋﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺳﺮﻋﺖ ﺗﺪﺍﺭﻱ ﺇﺳﺘﻬﺰﺍﺋﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺣﺘﻲ ..
ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﻚ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪ .. ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﺃﻟﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺧﻴﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﺛﻢ ﺃﻃﻔﺄﺕ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ، ﻭ ﻧﺰﻟﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ..
ﻭﺟﺪﺕ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻳﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﻭ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﺗﺤﺘﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻪ ..
ﺿﺤﻜﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻲ ﺳﺮﻫﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﺬﻫﻮﻻ ﻫﻜﺬﺍ ﻭ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ .. ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺼﺮ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻈﻔﺎﺭ ﺍﺑﺪﺍ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﻷﻥ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺑﺠﺖ ﺃﻟﻒ ﻣﻌﺮﻛﺔ ..
ﺇﺫ ﻳﻜﻔﻲ ﺫﻫﻮﻟﻪ ﻫﺬﺍ .. ﻧﺠﺤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ ! ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺯﺍﺩﺗﻪ ﺩﻫﺸﺔ ، ﻓﻘﻄﺐ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ، ﻭ ﺃﺧﺬ ﻳﻄﺮﻑ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻕ .. :
- ﻧﺰﻟﺘﻲ ﺍﺧﻴﺮﺍ !
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﺇﻧﺘﻈﺮﻫﺎ ﻃﻮﻳﻼ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﺩ ، ﻓﻘﻂ ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻡ ، ﻭ ﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻧﺤﻮ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻷ .. ﺍﻟﻔﻄﺎﺭ ﻣﺶ ﻫﻨﺎ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ .
ﻋﺎﺩﺕ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺈﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ، ﻓﺈﺑﺘﺴﻢ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﺍﻟﻔﻄﺎﺭ ﺟﺎﻫﺰ ﺑﺮﺍ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻨﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ .. ﻭ ﻟﻮ ﻣﺶ ﻫﺘﻀﺎﻳﻘﻲ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻭ ﺑﻨﺖ ﺯﻣﻴﻠﺘﻪ ﻫﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻌﺎﻧﺎ .. ﻭ ﻻ ﻫﺘﻀﺎﻳﻘﻲ ؟؟
ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻧﻔﻴﺎ ، ﻓﺴﺮ ﻟﻤﺰﺍﺟﻬﺎ ﺍﻟﻠﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﻥ ، ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎﻝ :
- ﻃﺐ ﻳﻼ ﺑﻴﻨﺎ .
ﺷﺪﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻋﻠﻲ ﻳﺪﻩ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﺍﺳﺘﻨﻲ .
ﺗﻮﻗﻒ ﺑﻤﻜﺎﻧﻪ ، ﻭ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻄﺎﻟﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺴﺎﺅﻝ ، ﺗﻨﻬﺪﺕ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺧﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺗﺪﻟﺖ ﻓﻮﻕ ﻋﻴﻨﻬﺎ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﺗﻜﻠﻢ ﻣﻌﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻻﻭﻝ .. ﻣﻤﻜﻦ ؟؟
ﺃﻭﻣﺄ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﻃﺒﻌﺎ .. ﺗﻌﺎﻟﻲ .
ﻭ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﺓ ﻣﻜﺘﺒﻪ .. ﺃﺟﻠﺴﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﻛﺮﺳﻲ ﻭﺛﻴﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺰﺍﻫﻴﺔ ، ﻭ ﺟﻠﺲ ﻗﺒﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﺠﺎﻭﺭ ، ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ :
- ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ؟؟
ﺗﻨﺤﻨﺤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﺇﺻﻄﻨﻌﺖ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﺍﻧﺎ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺍﻧﻚ ﻫﺘﺠﻴﺐ ﻣﺄﺫﻭﻥ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ .
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ، ﺗﺠﻬﻢ ﻭﺟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﺃﻇﻠﻤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﻻ ﻳﺜﻮﺭ ﺩﻭﻥ ﺩﺍﻉ :
-- ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻳﺔ ﺍﻗﻮﻟﻚ ﺍﻧﻲ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ .
ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ، ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺇﻥ ﺗﺬﻫﻠﻪ .. ﺇﺫ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺸﺪﻭﻫﺎ ، ﻓﻀﺤﻜﺖ ﻫﻲ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﻣﺎﻟﻚ ؟ ﺑﺘﺒﺼﻠﻲ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟ .. ﻣﺶ ﻣﺼﺪﻗﻨﻲ ؟؟
ﺃﻭﻣﺄ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﺪﺟﻬﺎ ﺑﺸﻚ ، ﻓﻘﻬﻘﻬﺖ ﺑﻤﺮﺡ ، ﻭ ﺭﺩﺩﺕ :
- ﻷ ﺻﺪﻕ .. ﺍﻧﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺍﺗﺠﻮﺯﻙ ، ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺎ ﺷﺮﻃﻴﻦ .
ﺑﻔﻀﻮﻝ ﻭ ﺛﺒﺎﺕ ، ﺳﺄﻟﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ :"
- ﺍﻳﻪ ﻫﻤﺎ ؟؟
ﻏﺮﺳﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻧﻈﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻟﻮﻫﻠﺔ ، ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻓﺖ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻣﺘﺄﻧﻴﺔ :
- ﺷﺮﻃﻲ ﺍﻻﻭﻝ .. ﻻﺯﻡ ﺗﺪﻳﻨﻲ ﻭﻗﺖ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺍﻧﺴﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻓﻴﺎ ، ﻭ ﻣﺎﺗﻀﻐﻄﺶ ﻋﻠﻴﺎ ﺯﻱ ﻋﺎﺩﺗﻚ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺶ ﻫﺘﻠﻤﺴﻨﻲ ﺍﻻ ﻟﻤﺎ ﺍﺻﻔﺎﻟﻚ ﺧﺎﻟﺺ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎﻛﺮﻫﻜﺶ .
- ﻭ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺘﺎﻧﻲ ؟؟
ﺗﺴﺎﺀﻝ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺈﺻﻐﺎﺀ ، ﻓﺼﻤﺘﺖ ﻟﻬﻨﻴﻬﺔ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺑﺖ :
- ﺍﻟﺸﺮﻁ ﺍﻟﺘﺎﻧﻲ ﺍﻥ ﻳﺒﻘﻲ ﻟﻴﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ . ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻗﺪﺭ ﺍﺧﺮﺝ ﻭ ﺍﺭﻭﺡ ﻭ ﺍﺟﻲ ﺑﺮﺍﺣﺘﻲ ﻣﺶ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﺑﻘﻲ ﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ .
ﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺛﻘﻴﻼ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺗﺮﻗﺒﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻗﺮﺍﺭﻩ ﺧﻼﻟﻬﺎ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻫﺘﻒ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ :
- ﻣﻮﺍﻓﻖ .
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺈﻧﺘﺼﺎﺭ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺗﺎﺑﻊ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﻭ ﺇﺻﺮﺍﺭ :
- ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺩﻩ ﺍﻛﻴﺪ ﻣﺶ ﻫﺴﻴﺒﻚ ﺗﺨﺮﺟﻲ ﻟﻮﺣﺪﻙ ، ﻭ ﻻ ﻫﻘﺪ ﺃﺋﺘﻤﻦ ﺣﺪ ﻋﻠﻴﻜﻲ .. ﺍﻧﺎ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺎﺧﺪﻙ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻌﻮﺯﻱ ﺗﺮﻭﺣﻴﻪ .
ﺷﻌﺮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺎﻟﻐﻴﻆ ﻣﻦ ﺗﺤﻜﻤﻪ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻓﺤﺘﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﻭﻃﻬﺎ ﻭ ﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ، ﺃﺻﺮ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺒﺼﻤﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ..
ﻭﺍﻓﻘﺘﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺻﻔﺮﺍﺀ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
- ﻣﺎﺷﻲ .. ﻭ ﺍﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ .
- ﻋﻈﻴﻢ .. ﻳﺒﻘﻲ ﻣﺘﻔﻘﻴﻦ ، ﻳﻼ ﺑﻴﻨﺎ ﺑﻘﻲ ، ﻛﺪﻩ ﻣﺶ ﻫﻨﻠﺤﻖ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻄﺎﺭ .
ﺇﻏﺘﺼﺒﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺿﺨﻜﺔ ﻣﺮﺣﺔ ، ﻭ ﺃﻭﺩﻋﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺣﻀﻦ ﻛﻔﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺩ ..
ﻓﺴﺎﺭ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺭﻭﻗﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﺣﺘﻲ ﺧﺮﺟﺎ ﺇﻟﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ . ﺃﻗﺒﻼ ﻋﻠﻲ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻭ ﺯﻣﻴﻠﺘﻪ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﺔ ﺇﻟﻲ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻋﻠﻲ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻣﺮﺑﻌﺔ ، ﻣﺮﻓﻘﺔ ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻣﻘﺎﻋﺪ ..
ﺗﻘﺪﻣﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻭ ﻳﺪﻫﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻲ ﻳﺪ " ﻋﺎﺻﻢ " .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﻬﻀﺎ ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﻤﺮﺡ ﻟﻤﻼﻗﺎﺗﻬﻤﺎ ، ﻓﺒﺪﺃ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺃﻭﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ :
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺮﻗﺔ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﻳﺎ ﺷﻬﺎﺏ .
- ﺍﻋﺮﻓﻚ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻲ ﺯﻣﻴﻠﺘﻲ ﺍﻟﺸﻌﻨﻮﻧﺔ .
ﻟﻜﺰﺗﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻪ ﺑﺨﻔﺔ ﻣﻌﺎﺗﺒﺔ ، ﻓﻀﺤﻚ ﻣﺪﺍﻋﺒﺎ ، ﻭ ﻋﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﻗﺼﺪﻱ ﺍﻋﺮﻓﻚ ﺑﺰﻣﻴﻠﺘﻲ ﺍﻟﺸﻘﻴﺔ ، ﺣﻠﻮ ﻛﺪﻩ ؟؟
ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺈﺳﺘﺤﺴﺎﻥ ، ﻓﺄﻋﻠﻦ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻋﻦ ﺇﺳﻤﻬﺎ :
- ﺍﻻﻧﺴﺔ ﻫﺎﺟﺮ ﺍﻟﻄﺤﺎﻥ .
ﻳﺘﺒﻊ ...
أنت تقرأ
المظفار والشرسة
Romanceﺃﻃﻠﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺷﻬﻘﺔ ﺭﻋﺐ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﻗﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺤﻨﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ، ﻭ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺂﺟﺠﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺗﻌﻘﻠﻪ .. ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮﻑ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺩﻓﻖ ﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ...