ﺗﺮﻭﻳﺾ ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ

9K 318 6
                                    


ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺸﻔﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ..
ﺩﻓﻌﺖ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " ﺁﺟﺮﺓ ﺳﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﻛﺴﻲ ، ﺛﻢ ﺗﺮﺟﻠﺖ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻟﺘﻠﺤﻖ ﺑـ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺮﻭﻟﺖ ﻓﻮﺭﺍ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ..
ﺩﺧﻠﺘﺎ ﺇﻟﻲ ﻗﺴﻢ ﺍﻹﺳﺘﻌﻼﻣﺎﺕ .. ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺠﻠﺲ ﺧﻠﻒ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ، ﻓﺈﺗﺠﻬﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻧﺤﻮﻫﺎ ، ﻭ ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻣﺘﻬﺪﺟﺔ ﺇﻧﻔﻌﺎﻻ :
- ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺘﻲ ﻳﺎﺑﻨﺘﻲ .. ﻣﺎﺗﻌﺮﻓﻴﺶ ﻓﻴﻦ ﺟﻨﺎﺡ ﺝ ؟؟
ﺗﻄﻠﻌﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ، ﻭ ﺇﺳﺘﻔﺴﺮﺗﻬﺎ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ :
- ﻗﺼﺪ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺟﻨﺎﺡ ﻣﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ؟؟
ﺑُـﻬﺘﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " .. ﻓﻨﻘﻠﺖ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺇﻟﻲ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺘﻠﻌﺜﻤﺔ :
- ﺗـ ﺗﺸﺮﻳﺢ ؟ .. ﺗﺸﺮﻳﺢ ﺍﻳﻪ ؟ ﺍﺣﻨﺎ ﻣﺎﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ ؟ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺘﺄﻛﺪﺓ ﻳﺎ ﻫﻮﻳﺪﺍ ﺍﻧﻪ ﻗﺎﻟﻚ ﺟﻨﺎﺡ ﺟﻴﻢ ؟؟ !
ﺃﻭﻣﺄﺕ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " ﻣﺆﻛﺪﺓ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ :
- ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎ ﻗﻮﺕ ﻗﺎﻟﻲ ﺟﻨﺎﺝ ﺟﻴﻢ ﻭ ﻗﺎﻟﻲ ﺍﺳﺄﻟﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﻣﺎﺕ .
ﺇﺯﺍﺩﺍﺩ ﺟﺰﻋﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻄﻴﻖ ﺻﺒﺮﺍ ﻭ ﺗﺠﻠﺪﺍ ، ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :
- ﻃﺐ ﺍﻳﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻨﺘﻲ ﺑﻤﻌﻤﻞ ﺍﻟﺰﻓﺖ ﺩﻩ ﻳﺎ ﻫﻮﻳﺪﺍ ؟؟
ﺗﺪﺧﻠﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﻠﻄﻒ :
- ﺑﺼﻮﺍ ﻳﺎ ﺣﻀﺮﺍﺕ ، ﺟﻨﺎﺡ ﺟﻴﻢ ﻫﻨﺎ ﺧﺎﺹ ﺑﻤﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻭ ﺗﻼﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻔﻆ .. ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﺖ ﻭﺍﺧﺪ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻛﻠﻪ .
ﻓﺰﻋﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻟﻘﻮﻟﻬﺎ ، ﻓﺼﺮﺧﺖ ﻓﻴﻬﺎ :
- ﺗﺸﺮﻳﺢ ﺍﻳﻪ ﻭ ﺗﻼﺟﺎﺕ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺍﺣﻨﺎ ﻣﺎﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺩﻱ ؟ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﻋﺮﻑ ﺑﻨﺘﻲ ﻓﻴﻦ ؟ ﺑﻨﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ ﻋﻨﺪﻛﻮﺍ ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺣﺎﺩﺛﺔ .. ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﻠﻤﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﻮﻳﺔ ﻭ ﻗﺎﻟﻲ ﻛﺪﻩ ، ﺑﺲ ﻛﻮﻳﺴﺔ .. ﻫﻮ ﻗﺎﻟﻲ ﻛﺪﻩ ﺑﺮﺩﻭ ، ﻗﻮﻟﻴﻠﻲ ﺑﻨﺘﻲ ﻓﻴﻦ ؟؟؟
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﺤﺘﺪﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ :
- ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ ﺣﻀﺮﺗﻚ .. ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﺻﻼ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﺎﺳﺘﻘﺒﻠﺶ ﺣﺎﻻﺕ ﺧﺎﻟﺺ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ ، ﻭ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻋﺮﻓﻪ ﻗﻮﻟﺘﻬﻮﻟﻚ ﺍﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﻛﺪﻩ ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ ﻛﻼﻡ ﺗﺎﻧﻲ .
ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻬﺎ ﻓﺈﻟﺘﻔﺘﺖ ﺇﻟﻲ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " .. ﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺎﺱ ﻣﺂﺧﻮﺫﺓ ، ﺫﺍﻫﻠﺔ :
- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻤﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ ﻫﻮﻳﺪﺍ !!
ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺻﺪﻣﺔ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺩﺕ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ :
- ﻭ ﻻ ﺍﻧﺎ ﻳﺎ ﻗﻮﺕ !!
- ﻣـ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺨﻴﺮ ! .. ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻣﺪﺍﻡ ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ؟؟ !
ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺇﻟﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺼﻮﺕ ، ﻟﺘﺠﺪ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺷﺎﺑﺎ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺯﻱ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ..
ﺃﻭﻣﺄﺕ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻠﻬﻔﺔ :
- ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﺍﻧﺎ .
ﺑﺈﺭﺗﺒﺎﻙ ﻇﺎﻫﺮ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﺏ :
- ﺍﻧﺎ ﻭﻟﻴﺪ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﺯﻣﻴﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺇﻳﺎﺩ ﺭﺍﺷﺪ ﺧﻄﻴﺐ ﺑﻨﺖ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺍﻻﻧﺴﺔ ﻫﻨﺎ .. ﻫﻮ ﺑﺎﻋﺘﻨﻲ ﺍﺷﻮﻑ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻭﺻﻠﺘﻲ ﻭ ﻻ ﻟﺴﺎ ، ﺍﺗﻔﻀﻠﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻫﺎﻭﺩﻳﻜﻲ ﻟﻲ !
**********************************
- ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺨﺮﺑﻴﺘﻚ ﻳﺎ ﺳﻤﻴﺔ .. ﻭﺩﺗﻴﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻦ ﺩﺍﻫﻴﺔ .
ﻗﺎﻝ " ﺇﺳﻼﻡ " ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺛﺎﺋﺮﺍ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻒ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺃﻣﺎﻡ " ﺳﻤﻴﺔ " ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ ..
ﻓﺰﺟﺮﺗﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﻣﻜﺘﻮﻣﺔ ﻟﺌﻼ ﻳﺴﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ :
- ﻭﻃﻲ ﺻﻮﺗﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺍﻧﺖ .. ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻤﺔ ﻣﻨﻚ ﺣﺎﺟﺔ ، ﻭﺿﺢ ﻛﻼﻣﻚ .. ﺩﺍﻫﻴﺔ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﻬﺎ ؟؟ !
ﻏﺪﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻛﺠﻤﺮﺗﻲ ﻧﺎﺭ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻐﻠﻈﺔ :
- ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺎﻗﻮﻟﺘﻠﻴﺶ ﻟﻴﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﺰﺑﻮﻧﺔ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﻳﺒﻘﻲ ﻇﺎﺑﻂ ؟؟
- ﻭ ﺍﻧﺖ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﻬﻤﻚ ﻓﻲ ﻛﺪﻩ ؟؟
ﺭﺩﺩﺕ ﺑﺒﻼﻫﺔ ، ﻓﺈﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﺍﻩ ، ﻭ ﻗﺒﻀﺘﺎ ﻋﻠﻲ ﺭﺳﻐﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ، ﺛﻢ ﻫﺪﺭ ﺑﻌﻨﻒ :
- ﻳﻬﻤﻨﻲ ﻛﺘﻴﺮ ﻳﺎ ﺣﻠﻮﺓ .. ﺍﻧﺎ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﺍﻋﺮﻑ ﻛﺪﻩ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻭﺍﻓﻘﺘﻚ ﻭ ﻃﻠﻌﺖ ﺍﻟﻄﻠﻌﺔ ﺩﻱ ، ﺍﻧﺘﻲ ﺧﺪﻋﺘﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺳﻤﻴﺔ .. ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﻣﺶ ﻫﻴﺴﻜﺖ ، ﻫﻴﻘﻠﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﻫﻴﻨﺨﻮﺭ ﻭﺭﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﻫﻴﺠﺒﻨﺎ .
ﺣﺎﻭﻟﺖ " ﺳﻤﻴﺔ " ﺃﻥ ﺗﻬﺪﺋﻪ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ :
- ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﺶ ﻳﺎ ﺍﺳﻼﻡ .. ﻭ ﻫﻮ ﻫﻴﻌﺮﻑ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ ﺍﺯﺍﻱ ﺑﺲ ؟؟ !
ﺇﺑﺘﺴﻢ " ﺇﺳﻼﻡ " ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻫﻴﻌﺮﻑ ﻳﺎ ﺳﻤﻴﺔ .. ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ ﻭ ﺍﺣﻨﺎ ﻃﺎﻟﻌﻴﻦ ﻧﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻧﺴﻴﻮﻥ ، ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻭﻝ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻥ ﻣﻮﺑﺎﻳﻠﻲ ﻭﻗﻊ ﻣﻨﻲ .. ﺍﺩﻋﻲ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﻘﻲ ﻣﺎﻳﻜﻮﻧﺶ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﻭﺿﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺒﺒﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍ ﺩﻱ .
ﺇﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﺣﺘﻲ ﻻﻣﺴﺖ ﺃﻫﺪﺍﺑﻬﺎ ﻗﻮﺱ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ .. ﺃﺻﺒﺢ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻳﺨﻔﻖ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺭﻫﻴﺒﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﺬﺭﻫﺎ " ﺇﺳﻼﻡ :"
- ﻭ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻚ ﻳﺎ ﺳﻤﻴﺔ ﻟﻮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﺗﻜﺸﻒ ﻭ ﻻﻗﻴﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻘﺒﻮﺽ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﺶ ﻫﺴﻜﺖ .. ﻫﻌﺘﺮﻑ ﻋﻠﻴﻜﻲ ، ﻫﻬﺪ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﻓﻮﻕ ﺩﻣﺎﻏﻲ ﻭ ﺩﻣﺎﻏﻚ ﻭ ﻋﻠﻴﺎ ﻭ ﻋﻠﻲ ﺍﻋﺪﺍﺋﻲ .
***********************************
ﺑﺪﻭﻥ ﻧﻘﺎﺵ .. ﺗﺒﻌﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺇﻟﻲ ﺣﻴﺚ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻭ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻳﻐﺘﺎﻟﻬﺎ ..
ﻭ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻭﻃﺄﺕ ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ﻃﺎﺑﻖ ﻣﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﺢ ﻭ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺠﺜﺚ ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻜﺴﺮﺓ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭ ﺍﻟﺠﻔﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺸﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺒﻴﺔ ..
ﺍﻟﻨﺤﻴﺐ ﺍﻟﻤﻤﺰﻕ ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ ، ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﺘﺼﻘﻮﻥ ﺑﻬﻢ ..
ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻋﺪﺳﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﻳﺔ ، ﻭ ﺁﻻﺕ ﺗﺴﺠﻞ ﻭ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻛﺒﺮ ﻟﻮﺣﺔ ﻟﻠﺤﺰﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﻳﻦ ، ﻭ ﺗﺤﺼﺮ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﻭ ﺷﻬﻘﺎﺕ ﺍﻵﻟﻢ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﻭ ﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﻮﺿﻬﺎ ﺷﻲﺀ ..
ﻭﺻﻠﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻋﻨﺪ ﻏﺮﻓﺔ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﺠﺜﺚ .. ﻭ ﻭﺟﺪﺕ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻳﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﺴﺘﻨﺪﺍ ﺑﻈﻬﺮﻩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ ، ﻭ ﻣﻨﻜﺲ ﺍﻟﺮﺃﺱ ، ﺗﻮﺍﺳﻴﻪ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻭ ﺗﻐﻠﻔﻪ ﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ، ﻭ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﻔﻬﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺒﺐ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻟﻬﺎ ..
ﻓﻬﻲ ﺃﻃﻴﺐ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻭ ﺃﻧﻘﺎﻫﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺭﺽ ..
ﺇﻧﺘﺒﻪ ﻟﺼﻮﺕ ﺯﻣﻴﻠﻪ " ﻭﻟﻴﺪ " .. ﻓﺮﻓﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻐﺎﺭﻕ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ..
ﺻﺪﻣﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻟﻠﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻭ ﺇﺟﺘﺎﺣﺘﻬﺎ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺬﻋﺮ ، ﻓﺴﺎﺭﻋﺖ ﺑﺴﺆﺍﻟﻬﺎ :
- ﺑﻨﺘﻲ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﺍﻳﺎﺩ ﺑﻴﻪ ؟ .. ﻫﻨﺎ ﻓﻴﻦ ؟؟
ﺿﻐﻂ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻜﺒﺖ ﻭ ﻣﻨﻊ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ ..
ﺗﺌﺰ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ، ﻭ ﻳﺌﻦ ﻗﻠﺒﻪ .. ﻓﻴﺨﻔﺾ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻭ ﻳﺠﻬﺶ ﺑﺒﻜﺎﺀ ﺣﺎﺭ ﺻﺎﻣﺖ ..
ﺇﺭﺗﺠﻒ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﻭ ﺷﺤﺒﺖ ﻛﻠﻴﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ، ﻓﺼﺮﺧﺖ ﻓﻴﻪ :
- ﺑﻨﺘـﻲ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ ﺇﻳﺎﺩ ﺑﻴـﻪ .. ﻫﻨــﺎ ﺑﻨﺘﻲ ﻓﻴــﻦ ؟؟؟
- ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻠﻪ !
ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﻭﻟﻴﺪ " ﺑﺂﺳﻒ ﺷﺪﻳﺪ .. ﻟﻴﺘﺮﺩﺩ ﺻﺪﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺁﺫﻧﻲ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ..
ﻭ ﻟﺘﺼﺮﺥ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺑﺄﻋﻠﻲ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻠﻄﻢ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻜﻔﻴﻬﺎ ، ﻭ ﺗﻨﻮﺡ ﻭ ﺗﺼﻴﺢ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
- ﻳـﺎ ﺣﺴــﺮﺓ ﻗﻠﺒـﻲ ﻋﻠﻴﻜـﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﺘــﻲ .. ﻳﺎ ﺣﺴﺮﺓ ﻗﻠﺒــﻲ .. ﻳﺎ ﺣﺮﻗﺘـﻲ ﻋﻠﻲ ﺷﺒـﺎﺑﻚ ﻳـﺎ ﻫﻨــﺎﺍﺍﺍ .. ﺁﺍﺍﺍﺍﺍﻩ ﻳـﺎ ﺑﻨـﺖ ﺍﺧﻮﻳـﺎﺍﺍﺍ .. ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻨﺪﻙ ﺍﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺏ ، ﺍﻟﻌﻮﺽ ﻋﻨﺪﻙ ﺍﻧﺖ ﻳﺎ ﺭﺏ .
ﻭ ﺇﻧﻜﺒﺖ ﻓﻮﻕ ﺭﺧﺎﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻋﻮﻳﻠﻬﺎ ﻭ ﻧﻮﺍﺣﻬﺎ ﻟﻌﻈﻤﺔ ﻓﺠﻴﻌﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ ﺍﻟﺼﺎﺩﻡ ..
ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻣﺘﺴﻤﺮﺓ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ، ﻻ ﺗﺒﺪﻱ ﺣﺮﻛﺔ ﻭ ﻻ ﺇﺷﺎﺭﺓ ..
ﻓﻘﺪ ﺗﺼﻠﺐ ﺟﺴﺪﻫﺎ ، ﻭ ﺗﺤﺠﺮﺕ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ .. ﻭ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻋﺪﺓ ، ﺣﺘﻲ ﺇﺳﺘﻮﻋﺒﺖ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ..
ﺻﺪﺣﺖ ﺑﻌﻨﻒ :
- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﻘﻮﻟﻮﻩ ﺩﻩ ؟ .. ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻫﺘﻬﺰﺭﻭﺍ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﻣﺮﺓ
ﺗﻘﻮﻟﻮﻟﻲ ﻛﻮﻳﺴﺔ ﻭ ﻣﺮﺓ ﺗﻘﻮﻟﻮﻟﻲ ﻣﺎﺗﺖ !!
ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺑﻨﺘﻲ .. ﻓﻴﻦ ﺑﻨﺘﻲ ؟؟؟
ﻟﻢ ﻳﺮﺩ " ﺇﻳﺎﺩ " .. ﻓﻘﻂ ﺇﺭﺗﻔﻊ ﺻﻮﺕ ﻧﺸﻴﺠﻪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﻡ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ..
ﻭ ﻫﻨﺎ .. ﺗﻜﻠﻢ " ﻭﻟﻴﺪ " ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻠﻄﻒ ﻫﺎﺩﺉ :
- ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ .. ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻫﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻳﺪﻳﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ، ﻣﺎﻓﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻳﺪﻳﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﻋﺎ .
ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻭ ﺻﺮﺧﺖ ﺑﻮﺟﻬﻪ :
- ﻷﺍﺍﺍ .. ﺑﻨﺘﻲ ﻣﺎﻣﺘﺘﺶ ﻷ .. ﻣﺎ ﻣﺎﺗﺘﺶ ، ﺍﺯﺍﻱ ﺗﻤﻮﺕ ؟ .. ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻤﻮﺕ ، ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺑﺘﻬﺮﺟﻮﺍ ؟؟
ﻗﺎﻝ " ﻭﻟﻴﺪ " ﺑﺘﻈﺮﺓ ﺇﺷﻔﺎﻕ :
- ﻃﺐ ﻣﻌﻠﺶ .. ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﺘﻌﺮﻓﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺲ !
ﻭ ﺃﺧﺬ ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﺑﺮﻓﻖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻤﺎﻧﻊ ﻫﻲ ، ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﻻ ﻣﺨﻴﺮﺓ ..
ﺩﺍﺧﻞ ﺧﺰﺍﻧﺔ ﺍﻟﻤﻮﺗﻲ .. ﺳﻜﻨﺖ ﺍﻷﺑﺪﺍﻥ ..
ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﻘﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ، ﻫﺎﻣﺪﺓ ..
ﻓﻼ ﺣﺮﻛﺔ ، ﻭ ﻻ ﺿﺠﻴﺞ ، ﻭ ﻻ ﺃﻧﻔﺎﺱ ..
ﺟﺎﻟﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﻣﻊ " ﻭﻟﻴﺪ " ﺃﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻟﻘﺪﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺗﻲ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﻘﻴﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻒ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﺣﺔ ..
ﻭ ﻓﺠﺄﺓ .. ﺗﻮﻗﻒ " ﻭﻟﻴﺪ " ﺃﻣﺎﻡ ﺩﺭﺝ ﻣﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ..
ﻓﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻘﺒﺾ ﺍﻟﻤﺮﻓﻖ ﺑﻪ ، ﻭ ﺳﺤﺒﻪ ﺑﺒﻂﺀ ..
ﺭﺃﺕ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻫﻴﺌﺔ ﺟﺜﺔ ﺗﺤﺖ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﺍﻷﺑﻴﺾ ، ﻓﺈﻧﻘﺒﺾ ﻗﻠﺒﻬﺎ ..
ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ .. ﺃﺯﺍﺡ " ﻭﻟﻴﺪ " ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ ﻋﻦ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺠﺜﺔ ، ﻓﻈﻬﺮ ﻭﺟﻪ " ﻫﻨﺎ " ﺍﻟﺸﺎﺣﺐ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ..
ﺗﻼﺣﻘﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺰﻋﺔ ﻣﻊ ﺇﺗﺴﺎﻉ ﺑﺆﺑﺆﻱ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻭ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻮﺡ ﻭ ﺗﺒﻜﻲ ﻣﺜﻞ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ .. ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﻷ .. ﻷ ﺩﻱ ﻣﺶ ﺑﻨﺘﻲ ، ﺩﻱ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺷﺒﻬﻬﺎ .. ﺩﻱ ﻣﺶ ﺑﻨﺘﻲ .. ﺑﻨﺘﻲ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻫﻨﺎ ، " ﻫﻨﺎ " ﻣﺴﺘﻨﻴﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻩ .. ﺍﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ .. ﻻﺯﻡ ﺍﺭﻭﺡ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺣﺎﻻ ﻋﺸﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﺗﻼﻗﻴﻨﻲ ، ﻭ ﻛﻤﺎﻥ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻋﻤﻠﻬﺎ ﻟﻘﻤﺔ ﺗﺎﻛﻠﻬﺎ ، ﺑﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺑﺮﺍ ﻭﺷﻬﺎ ﺍﺻﻔﺮ ﻭ ﺟﻌﺎﻧﺔ ، ﻭ ﺑﺘﺰﻋﻞ ﻟﻤﺎ ﺑﺄﺧﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﻛﻞ .
ﺛﻢ ﺇﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻋﻠﻲ ﻋﻘﺒﻴﻬﺎ ﻭ ﺭﻛﻀﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﻬﺴﺘﺮﻳﺔ :
- ﺩﻱ ﻣﺶ ﺑﻨﺘﻲ .. ﻣﺶ ﺑﻨﺘﻲ .. ﺩﻱ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺷﺒﻬﻬﺎ .. ﻫﻨﺎ ﻣﺎﻣﺘﺶ !
ﻭ ﻇﻠﺖ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﻔﻲ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﻫﻮ ﻭ " ﻫﻮﻳﺪﺍ " ..
***********************************
ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ..
ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﺠﻮ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻟﻴﺴﺖ ﺣﺎﺩﺓ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺍﻟﻠﻄﻒ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﻀﺪﺓ ﺍﻟﺰﻳﻨﺔ ﺷﺎﺭﺩﺓ ﺑﻔﻜﺮﻫﺎ ..
ﻓﻠﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺣﺴﺖ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻠﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ .. ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺩﻫﺎ ، ﻭ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﺇﻧﻌﻜﺎﺱ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ..
ﻓﺮﺃﺗﻪ ﻣﻤﺴﻜﺎ ﺑﺎﻟﻤﺸﻂ ، ﻭ ﻳﻌﺘﺰﻡ ﺗﻤﺸﻴﻂ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ..
ﺭﻓﻌﺖ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﺑﺪﻫﺸﺔ ، ﻭ ﺳﺄﻟﺘﻪ :
- ﺑﺘﻌﻤﻞ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺸﻐﻒ :
- ﻫﺴﺮﺣﻠﻚ ﺷﻌﺮﻙ !
ﻫﻤﺴﺖ ﺑﺘﻌﺐ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﺪﻝ ﺃﻫﺪﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ :
- ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ .. ﺍﺑﻌﺪ ﻋﻨﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .
- ﺍﻫﺪﻱ ﺑﺲ .. ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ .
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ، ﺛﻢ ﺭﺍﺡ ﻳﻤﺸﻂ ﺧﺼﻼﺕ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺮﻗﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺷﻲﺀ ﺛﻤﻴﻦ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ..
ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺑﺈﻋﺠﺎﺏ :
- ﺷﻌﺮﻙ ﺟﻤﻴﻞ ﺟﺪﺍ .. ﻧﺎﻋﻢ ﺍﻭﻱ ﻭ ﻃﻮﻳﻞ ... ﻭ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﻛﻤﺎﻥ ؟ .. ﻟﻪ ﺭﻳﺤﺔ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻛﺪﻩ ، ﺑﺘﻨﻌﺸﻨﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﻗﺮﺏ ﻣﻨﻚ .
ﻭﺗﺮﺗﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﻓﻬﺒﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻼﺑﺔ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺇﺿﻄﺮﺍﺑﻬﺎ :
- ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻴﻚ .. ﺷﻌﺮﻱ ﻣﺘﺴﺮﺡ ﻣﺶ ﻣﺤﺘﺎﺝ .
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺮﺕ ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺗﻪ ﻟﺘﺨﻠﺪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ، ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺼﻤﻬﺎ ، ﻭ ﺃﻋﺎﺩﻫﺎ ﻟﺘﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ..
ﺛﻢ ﻋﻘﺪ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ، ﻭ ﻗﺎﻝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻬﺎ :
- ﻣﺎﻟﻚ ؟ .. ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﺘﻪ ﻋﺎﺑﺴﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﻛﻮﻳﺴﺔ .. ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ .
ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺑﺠﻮﺍﺑﻬﺎ ، ﻓﺘﻨﻬﺪ ﺑﻌﻤﻖ ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻃﺐ ﺗﻌﺎﻟﻲ .. ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﺷﻮﻳﺔ .
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺴﺤﺐ ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﻧﺎﻡ .. ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺍﺗﻜﻠﻢ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .
ﻗﺎﻝ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ :
- ﻣﺶ ﻫﻨﺎﻗﺸﻚ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﻃﻮﻳﻞ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺑﺲ .
ﺇﻳﺠﺒﺎﺭﻳﺎ .. ﺳﺎﺭﺕ ﻣﻌﻪ ﺣﺘﻲ ﺃﺟﻠﺴﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﺭﻳﻜﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ..
ﻃﺎﻟﻌﻬﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ .. ﺛﻢ ﺑﺪﺃ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ :
- ﺣﺎﺳﻚ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺢ !
ﻟﻢ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺑﻞ ﺗﻈﺎﻫﺮﺕ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺩ ﻭ ﺇﻋﺘﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ، ﻓﻮﺍﺻﻞ ﻛﻼﻣﻪ :
- ﺍﻟﻜﺎﺑﻮﺱ ﺍﻟﻠﻲ ﺷﻮﻓﺘﻴﻪ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭ ﻗﻤﺘﻲ ﺗﺼﺮﺧﻲ ﻣﻨﻪ .. ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻪ ؟ .. ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺧﻠﻴﺘﻚ ﺗﺼﺮﺧﻲ ؟؟
ﺭﻓﻌﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻗﺎﻭﻳﻦ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻘﻮﺓ .. ﺑﻘﻴﺖ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﺪﺟﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ﺇﻟﻲ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﻭ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﻨﻔﺴﻪ ..
ﻭ ﻟﻠﺤﺎﻝ ﻓﻄﻦ ﻟﻌﺰﻣﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ ، ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ، ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻫﻮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻭ ﺇﻋﺘﻘﻞ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺠﺪﻳﺔ :
- ﺟﺎﻭﺑﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺧﻠﻴﺘﻚ ﺗﺼﺮﺧﻲ ؟ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻟﺴﺎ ﺑﺘﺨﺎﻓﻲ ﻣﻨﻲ ؟؟ !

- ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺑﺨﺎﻓﺶ ﻣﻦ ﺣﺪ !
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﻀﺘﻪ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻱ ..
ﺭﺍﻗﺐ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻫﺎﺯﺋﺔ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
- ﺍﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺎﺑﺘﻌﺮﻓﻴﺶ ﺗﻜﺪﺑﻲ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻻﺣﻈﺖ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺗﺘﺂﻣﻼﻥ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺘﻴﻦ :
- ﻃﻴﺐ .. ﺍﻧﺎ ﺑﻜﺪﺏ ، ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺖ ﺷﺎﻳﻔﻪ .. ﺳﻴﺒﻨﻲ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ .
ﺭﺩ ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﻗﻮﻱ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺧﺎﻓﺘﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻧﺎﻭﻱ ﺍﺳﻴﺒﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﻱ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺘﻲ !
ﺃﺷﺎﺣﺖ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :
- ﺍﻣﻮﺭ ﺟﻨﺎﻧﻚ ﺩﻱ ﻣﺎﺗﻄﻠﻌﺶ ﻋﻠﻴﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .. ﺳﻴﺒﻨﻲ ﺑﻘﻲ .
- ﺍﺳﻴﺒﻚ ﻟﻴﻪ ؟ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺮﺍﺗﻲ ﻭ ﺣﻘﻲ .
ﻗﺎﻟﺖ ﻭ ﻓﻤﻬﺎ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﺑﺸﺪﺓ :
- ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﺑﺤﺒﻚ !
ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻴﻤﻨﻲ ﺇﻟﻲ ﻗﻠﺒﻪ ، ﻭ ﺿﻐﻄﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻫﺎﻣﺴﺎ :
- ﺑﺲ ﺩﻩ ﺑﻴﺤﺒﻚ .
ﺗﺂﻣﻠﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﻭ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ، ﻟﻤﺤﺖ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﻣﻼﻣﺤﻪ ..
ﻭ ﺑﻐﺘﺔ ، ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻤﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﻗﻠﺒﻪ .. ﻓﻠﻤﺤﺖ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﺣﻘﻮﻗﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﻧﺘﻔﻀﺖ ﻓﻲ ﺗﻤﺮﺩ ، ﻭ ﺻﺎﺣﺖ ﺑﻌﻨﺎﺩ :
- ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ .. ﺍﻧﺎ ﺑﻜﺮﻫﻚ ، ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﻫﺤﺒﻚ ﺍﺑﺪﺍ .
- ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ .. ﻣﺎﺑﻘﺘﺶ ﺍﻫﺘﻢ ، ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻧﺎ ﺑﺤﺒﻚ ﻭ ﺑﺎﺧﺪ ﺑﺎﻟﻲ ﻣﻨﻚ .
ﻭ ﻧﻬﺾ ﺛﻢ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﺣﻤﻠﻬﺎ ﻛﻄﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻬﺚ ﻭ ﺗﻠﺒﻂ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺑﻘﺪﻣﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻤﺎ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜﺎﻙ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﺘﺠﺄﺕ ﺇﻟﻲ ﺍﻹﻫﺎﻧﺎﺕ ، ﻓﻬﺘﻔﺖ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﻣﺠﻴﺐ :
- ﺍﻧﺖ ﺣﻴﻮﺍﻥ .. ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻭ ﻏﺒﻲ ﻭ ﻣﺘﺨﻠﻒ .. ﺑﻜﺮﻫﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ﻳﺎ ﺻﺒﺎﻍ .. ﺑﻜﺮﻫـــــﻚ .
ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻭ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺂﺳﺮﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ..
ﻇﻠﺖ ﺫﺭﺍﻋﺎﻩ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺗﻄﻮﻗﺎﻧﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ .. ﺣﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﺐ ﻭ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ..
ﻭ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ .. ﺃﺭﺍﺩﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻋﻠﻲ ﺣﻮﺍﺳﻬﺎ ..
ﻟﻜﻦ ﻟﻬﻔﺔ ﺣﺒﻪ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﻨﻌﺔ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻣﺤﺖ ﺃﻱ ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﺷﺨﺼﻲ ..
ﻣﺎ ﻋﺎﺩﺕ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﺎ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺃﺧﺮﻱ ، ﻓﺒﺎﺩﻟﺘﻪ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺑﻄﻮﺍﻋﻴﺔ ﻭ ﺳﻜﻨﺖ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ .. ﻫﻤﺴﺖ ﺑﺈﻧﻬﺰﺍﻡ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﺴﺘﻠﺬﻩ :
- ﺣﻠﻤﺖ ﺍﻧﻲ ﻗﺘﻠﺘﻚ !
ﻓﻐﻤﻐﻢ ﺑﻤﺮﺡ ﺳﺎﺧﺮ ﻭ ﻓﻤﻪ ﻻﺻﻖ ﺑﺨﺪﻫﺎ :
- ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻛﺮ ﺍﻥ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﺁﺫﻳﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻢ !
ﻳﺘﺒــﻊ ...

المظفار والشرسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن