ﻫﺰﻳﻤﺔ ﻧﻜﺮﺍﺀ

8.4K 287 5
                                    


ﺇﺧﺘﻠﺞ ﻗﻠﺐ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻟﺤﻈﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﻭ ﻟﻠﺤﺎﻝ ، ﻫﺮﻭﻝ ﺻﻮﺑﻬﺎ ﻣﻠﻬﻮﻓﺎ ... ﻓﺄﻣﺴﻚ ﺑﻜﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻫﻒ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺤﺒﻮﺭ ﻭ ﺍﻹﺷﺘﻴﺎﻕ ، ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ... ﻳﺎﺍﺍﺍﺍﻩ ، ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﺼﺪﻕ ﻋﻨﻴﺎ ! ... ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻛﺮ ﺍﻧﻲ ﻣﺶ ﻫﺸﻮﻓﻚ ﺗﺎﻧﻲ .. ﺑﺲ ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﻴﺶ ، ﺍﻧﺎ ﻣﻌﺎﻛﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻭ ﻫﺎﺧﺪﻙ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ .. ﻣﺤﺪﺵ ﻫﻴﻘﺪﺭ ﻳﺒﻌﺪﻙ ﻋﻨﻲ ﺍﻭ ﻳﺎﺧﺪﻙ ﻣﺘﻲ ﺗﺎﻧﻲ .
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺴﻤﻌﻪ ... ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺮﻣﻖ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺷﺰﺭﺍ ، ﻓﻘﺪ ﺁﺛﺎﺭ ﻣﻨﻈﺮ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﻮﺍﻫﻦ ﺍﻟﺪﺍﻣﻲ ﺟﻨﻮﻧﻬﺎ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﻗﺪﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﻫﺪ ﻟﻴﻜﺘﺒﺴﻪ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﺴﺪﻩ ﻳﺘﺮﺩﻱ ﻟﻴﺴﻘﻂ ﻣﺼﻄﺪﻣﺎ ﺑﺎﻷﺭﺽ ..
ﺃﺯﺍﻟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻋﻨﻬﺎ ﻳﺪﻱ ﻋﻤﻬﺎ ، ﻭ ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﻧﺤﻮ ﺇﺑﻨﻪ ﻛﺎﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺠﺂﺭ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ :
- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﻌﻤﻠﻪ ﺩﻩ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ؟ .. ﺟﺎﻳﺐ ﻟﻤﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ ﺩﻭﻝ ؟ .. ﻭ ﻟﻴﻪ ؟؟؟
ﺣﻤﻠﻖ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﺪﻭﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻨﺘﻪ ﺿﺪﻩ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻭ ﺭﺩﺩ ﺫﺍﻫﻼ :
- ﺍﻟﺒﻠﻄﺠﻴﺔ ﺩﻭﻝ ﺍﻧﺎ ﺟﺎﻳﺒﻬﻢ ﻋﺸﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻲ .. ﻋﺸﺎﻥ ﺍﺧﺮﺟﻚ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭ ﺍﺧﺪﻟﻚ ﺣﻘﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺩﻩ !
ﻭ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻧﺤﻮ ﺟﺴﺪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ، ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ :
- ﺍﺑﻘﻲ ﻏﻠﻄﺎﻥ ؟؟؟ !
- ﺍﻩ ﻏﻠﻄﺎﻥ !
ﻫﺘﻔﺖ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﺘﻘﺒﺢ ﻋﺬﺭﻩ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ، ﻭ ﺃﺭﺩﻓﺖ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ :
- ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺍﺻﻼ ﺍﻓﺘﻜﺮﺕ ﺍﻧﻲ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻚ ؟ .. ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻝ ؟ ... ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﺟﻴﺘﻠﻚ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ ﻭ ﻟﺠﺂﺗﻠﻚ ؟ .. ﻋﻤﻠﺘﻠﻲ ﺍﻳﻪ ؟ ﻭ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ .. ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﺍﻧﺖ ﻛﻨﺖ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﺍﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺣﺘﻲ ... ﻓﺎﻛﺮ ؟ .. ﻓﺎﻛﺮ ﻗﻮﻟﺘﻠﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ؟؟؟
.................................................. .........
- ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺍﻧﺎ ﺭﻓﻌﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻮﻳﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻟﻴﻪ ؟ ... ﻋﺸﺎﻥ ﺑﻄﻴﺒﺔ ﻗﻠﺒﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻳﺰ ﻳﻐﺮﻑ ﻣﻦ ﻓﻠﻮﺳﻨﺎ ﻭ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﺑﻮﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﺐ ﺍﻟﻠﻲ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﻭ ﺟﺎﺑﻪ ﺍﻻﺭﺽ ..
ﺍﺑﻮﻛﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺍﻏﺘﻨﻲ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﻘﺪﺭﺓ ﻗﺎﺩﺭ ﻣﺎﻓﻜﺮﺵ ﻳﻤﺪ ﺍﻳﺪﻩ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻻﺧﻮﻩ ... ﻓﺘﻔﺘﻜﺮﻱ ﺑﻘﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺍﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻫﺴﻤﺢ ﻻﺑﻮﻳﺎ ﻳﺪﻱ ﻣﻠﻴﻢ ﻭﺍﺣﺪ ﻻﺑﻮﻛﻲ ؟؟؟
ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻔﻆ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺇﺳﺘﻤﺮ ﻳﺘﺂﻣﻞ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﻭ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺗﺠﻔﺘﻴﻦ ﻣﺘﻠﺬﺫﺍ ..
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﺧﺎﻓﺘﺔ :
- ﺑﺲ ﻋﻠﻲ ﺍﻱ ﺣﺎﻝ ﺍﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺍﺳﺎﻋﺪﻙ ﻳﺎ ﻫﻨﻲ .. ﺷﻘﺘﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﻓﺎﺿﻴﺔ ، ﺍﻳﻪ ﺭﺃﻳﻚ ﺗﻘﻌﺪﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﺑﻘﻲ ﺍﺟﻲ ﺍﻗﻀﻲ ﻣﻌﺎﻛﻲ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻛﺪﻩ ﻛﻞ ﻓﺘﺮﺓ ؟؟
ﺇﺷﺘﻌﻠﺖ ﺯﺭﻗﺔ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻣﻘﻪ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻧﺎﺭﻳﺔ ﺣﺎﺭﻗﺔ ، ﻓﺮﻓﻌﺖ ﻛﻔﻬﺎ ﻭ ﻫﻤﺖ ﻟﺘﻬﻮﻱ ﺑﻪ ﻋﻠﻲ ﺧﺪﻩ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺪﺭ ﺑﻌﻨﻒ :
- ﻳـﺎ ﺣﻴـﻮﺍﺍﺍ ...
ﻭ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﻜﻤﻞ ..
ﺇﺫ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻤﻌﺼﻤﻬﺎ ، ﻭ ﺟﻤﺪﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺟﻬﺪ ﻳﺬﻛﺮ .. ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭﺍﺳﻌﺘﻴﻦ ﻣﺘﻔﺤﺼﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺑﺠﺮﺃﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺈﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﻮﻗﺢ :
- ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻫﻨﻲ ! .. ﻣﺎﻟﻚ ﺑﺲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ؟ ﺍﻧﺘﻲ ﺯﻋﻠﺘﻲ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟ ... ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻗﺼﺪﻱ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﺲ ﺻﻌﺒﺎﻥ ﻋﻠﻴﺎ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺩﻩ ﻛﻠﻪ ﻳﺘﺒﻬﺪﻝ ﻋﻠﻲ ﺍﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻭ ﻳﺘﻤﺮﻣﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﻟﺮﺻﻔﺔ .. ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﺍﻭﻟﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ، ﻣﺶ ﺑﻴﻘﻮﻟﻮﺍ ﺟﺤﺎ ﺍﻭﻟﻲ ﺑﻠﺤﻢ ﺗﻮﺭﻩ ؟؟ !
ﺩﻓﻌﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻌﻨﻒ ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺪﺟﻪ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻣﺸﺘﻌﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﻆ ﻭ ﺍﻹﺣﺘﻘﺎﺭ ، ﻭ ﺻﺎﺣﺖ :
- ﺍﻟﻘﺬﺍﺭﺓ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺶ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ !
ﺃﻓﺘﺮ ﺛﻐﺮﻩ ﻋﻦ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺮﺣﺔ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺇﻣﺘﺪﺣﺘﻪ ﺑﺈﻃﺮﺍﺀ ، ﻓﺸﻜﺮﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﻔﻈﻚ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺷﻜﺮﺍ .
.................................................. .........
ﺃﺟﻔﻞ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻣﻄﺮﻗﺎ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺧﺠﻞ ﻋﻨﺪ ﺇﺳﺘﺬﻛﺎﺭﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺨﺰﻱ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﻧﺎﺩﻣﺎ :
- ﺣﻘﻚ ﻋﻠﻴﺎ ... ﺍﻧﺎ ﻏﻠﻄﺖ ، ﻭ ﺍﺩﻳﻨﻲ ﺍﻫﻮ ﻗﺪﺍﻣﻚ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺍﻛﻔﺮ ﻋﻦ ﻏﻠﻄﺘﻲ ﻭ ﺍﻋﻤﻞ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺸﺎﻧﻚ .
ﻭ ﺃﺩﺍﺭ ﻭﺟﻬﻪ ﻧﺤﻮ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺴﺘﻜﻤﻼ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ :
- ﻫﺎﺟﻴﺒﻠﻚ ﺣﻘﻚ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺍﻟـ *** ﺩﻩ .. ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﻱ ﻣﺶ ﻫﺘﻌﺪﻱ ﺑﺎﻟﺴﺎﻫﻞ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻫﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﻣﻪ !
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺳﺎﺧﺮﺍ ﻣﻨﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻭ ﻫﻮ ﺗﻮﺍﺟﻬﻪ ﺑﻜﺮﺍﻫﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ :
- ﺗﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﺩﻡ ﻣﻴﻦ ؟ ... ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺖ ﺟﺎﻱ ﺗﺘﺸﻄﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺟﺎﻳﺒﻠﻪ ﺑﻠﻄﺠﻴﺔ ﺑﺘﺘﺤﺎﻣﻲ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺎﻋﻤﻠﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻣﺂﺫﻧﻴﺶ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻴﺸﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ، ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻌﺎﻣﻠﻨﻲ ﺑﻤﺘﺘﻬﻲ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻭ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ... ﻋﻤﺮﻩ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﺬﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻚ ﺍﻟﻠﻲ ﻗﻮﻟﺘﻬﻮﻟﻲ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ !
ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻣﻦ ﺩﻓﺎﻋﻬﺎ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﻭ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺒﺮﺭ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻣﺰﻣﺠﺮﺍ ﺑﻐﻀﺐ ﻣﺘﻔﺎﻗﻢ :
- ﺍﻧﺘﻲ ﺑﺘﺪﺍﻓﻌﻲ ﻋﻨﻪ ؟ ... ﺑﺘﺪﺍﻓﻌﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺳﺎﺭﻗﻚ ﻭ ﺭﻣﺎﻛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ؟ .. ﺑﺘﺪﺍﻓﻌﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﺧﻄﻔﻚ ﻭ ﺣﺒﺴﻚ ﻭ ﺍﺗﺠﻮﺯﻙ ﻏﺼﺐ ﻋﻨﻚ ؟ ... ﺑﺘﺪﺍﻓﻌﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺩﻩ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﻮﺕ ﺍﺑﻮﻛﻲ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ؟؟؟
ﺭﻣﻘﺘﻪ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻣﺤﺘﻘﻨﺔ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ... ﺛﻢ ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ ﺇﻟﻲ ﻋﻤﻬﺎ ، ﻭ ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺒﻂﺀ ﻣﺮﺩﺩﺓ :
- ﺍﻧﻜﻞ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺭﻑ ﻧﺺ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ... ﺍﻣﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺘﺎﻧﻲ ، ﻓﻌﺮﻓﺘﻪ ﺍﻧﺎ ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﻓﻮﺍﺻﻠﺖ ﺑﺘﻬﻜﻢ ﻣﺮﻳﺮ :
- ﻟﻶﺳﻒ ﺍﻛﺘﺸﻔﺖ ﺍﻥ ﺍﺑﻮﻳﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﺍﻣﻲ ... ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﺳﺮﻕ ﻭ ﻧﻬﺐ ﺣﻖ ﻣﺶ ﺣﻘﻪ ، ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﺩﻣﺮ ﺣﻴﺎﺓ ﻋﻴﻠﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻳﺎ ﻋﻤﻲ ... ﺑﺲ ﻋﺸﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﺑﻮﻳﺎ ﻭ ﺍﻧﺎ ﺑﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺻﻠﺒﻪ ، ﻋﻤﻠﺖ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻧﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﻋﻤﻞ ﻫﻴﻔﻀﻞ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺭﺑﺎﻧﻲ ﻭ ﻛﺒﺮﻧﻲ ، ﻫﻴﻔﻀﻞ ﻟﻪ ﻓﻀﻞ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ... ﺣﻴﺎﺗﻲ ﻣﻊ ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﺭﻓﺔ ، ﻭ ﻋﺎﺭﻓﺔ ﺍﻧﻲ ﻻﺯﻡ ﺍﺳﻴﺒﻪ ﻭ ﺍﺑﻌﺪ ﻋﻨﻪ .. ﻟﻜﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﻫﻔﻜﺮ ﺁﺫﻳﻪ .. ﻭ ﻻ ﻫﺴﻤﺢ ﻟﺤﺪ ﻳﺂﺫﻳﻪ !
ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺩﻫﺸﺔ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻋﻦ ﺩﻫﺸﺔ ﺇﺑﻨﻪ ﻭ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺇﺳﻠﻮﺏ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .. ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺑﻜﻠﻤﺔ ، ﻟﻴﻨﻮﺏ ﻋﻨﻪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﻳﺨﻄﻮ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻣﺴﺮﻋﺎ ، ﺛﻢ ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﺭﺳﻐﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺻﺎﺋﺤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :
- ﺍﻳـﻪ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻔـﺎﺭﻍ ﺩﻩ ؟ .. ﺍﻧﺘﻲ ﺍﺗﺠﻨﻨﺘـﻲ ؟ ... ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺩﻩ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻜﻲ ﺍﻳـﻪ ؟ .. ﺍﺯﺍﻱ ﻗﺪﺭ ﻳﻐﻴﺮﻙ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺩﻩ ؟ ﺍﺯﺍﻱ ﻗﺪﺭ ﻳﺒﺪﻟﻚ ﻛـﺪﻩ ؟ ... ﻗﻮﻟﻴﻠﻲ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻜﻲ ﺍﻳـﻪ ؟؟؟
ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺇﺳﺘﻤﺮ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺟﻨﻮﻧﻪ ﻭ ﺇﻧﻔﻌﺎﻟﻪ ... ﻓﺈﺫﺍ ﺑﺼﻴﺤﺔ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻨﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺸﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺑﻘﻮﺓ :
- ﻋﻤﻞ ﻓﻴﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻻ ﻗﺪﺭ ﻭ ﻻ ﻫﻴﻘﺪﺭ ﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻌﻤﻠﻪ ... ﺧﻼﻧﻲ ﺍﺣﺒﻪ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ !
ﻛﺎﻥ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺻﻌﻖ ﻟﺘﺼﺮﻳﺤﻬﺎ ﻫﺬﺍ ..
ﻓﺘﺎﺑﻌﺖ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻹﺳﻠﻮﺏ ، ﻭ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻭ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻳﻌﻠﻮ ﻳﻬﺒﻂ ﺑﺴﺮﻋﺔ :
- ﻣﺎﻋﺮﻓﺶ ﺍﺯﺍﻱ ﺑﺲ ﺍﻫﻮ ﺣﺼﻞ .. ﺣﺒﻴﺘﻪ ، ﺣﺒﻴﺘﻪ ﺍﻭﻱ ... ﻭ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻴﺎ ﺍﻣﺸﻲ ﻭ ﺍﺳﻴﺒﻪ ، ﺑﺲ ﻟﻶﺳﻒ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﻗﺪﺍﻣﻲ ﺣﻞ ﺗﺎﻧﻲ .
- ﻃﺐ ﻳﻼ !
ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ، ﻧﻄﻖ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " .. ﻓﺈﻟﺘﻔﺘﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔً ، ﻭ ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ :
- ﻳﻼ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ !!
ﺑﻮﺟﻪ ﻗﺎﺗﻢ ، ﻭ ﻟﻬﺠﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ :
- ﻳﻼ ﻫﻨﻤﺸﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ .
- ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻦ ﻳﻌﻨﻲ ؟؟ !
ﺗﺪﺧﻞ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻫﻨﺎ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺴﺘﻬﺠﻨﺎ :
- ﻫﻮ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻦ ؟ .. ﻋﻠﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻃﺒﻌﺎ ، ﺳﻴﺎﺩﺗﻚ ﻫﺘﻴﺠﻲ ﺗﻘﻌﺪﻱ ﻋﻨﺪﻧﺎ .
ﺇﻋﺘﺮﺿﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﺓ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
- ﻷ .. ﻣﺶ ﻫﻴﻨﻔﻊ ، ﺍﻧﺎ ﻻﺯﻡ ﺍﺧﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎﻳﻘﺪﺭﺵ ﻳﻮﺻﻠﻲ ﻓﻴﻪ !
ﻃﻤﺌﻨﻬﺎ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﺼﻼﺑﺔ :
- ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﻴﺶ ... ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺩﻱ ﻣﺤﺪﺵ ﻫﻴﻘﺪﺭ ﻳﻬﻮﺏ ﻧﺎﺣﻴﺘﻚ ، ﻭ ﺍﻧﺎ ﻫﻌﺮﻑ ﺍﺷﻮﻓﻠﻲ ﺻﺮﻓﺔ ﻣﻌﺎﻩ ، ﻭ ﻋﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻫﺘﻜﻮﻧﻲ ﺣﺮﺓ ﺗﻤﺎﻣﺎ ... ﻭ ﻫﻨﺒﻘﻲ ﻧﺘﻨﺎﻗﺶ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻛﺪﻩ !
ﺛﻢ ﻫﺘﻒ ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ :
- ﻳﻼ ﺑﻘﻲ .
ﺃﺟﻔﻠﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﻫﻲ ﺗﺰﺩﺭﺩ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺑﺘﻮﺗﺮ ، ﻭ ﺣﺎﺭﺕ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ..
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﻟﻚ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ، ﻓﺤﺪﺍﻫﺎ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ .. ﺑﻞ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﺒﺪﻱ ﺣﺮﻛﺔ .. ﺃﻣﺴﻚ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﺬﺭﺍﻋﻬﺎ ، ﻭ ﻫﻢ ﻳﺸﻖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ..
ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺍﻹﺑﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺳﻴﺮﻩ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺪﻳﺮ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﻭﺻﻔﻴﺘﻬﺎ " ﺳﻨﺎﺀ " ﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ :
- ﺳﻨﺎﺀ .. ﻛﻠﻤﻲ ﺍﻱ ﺣﺪ ﻳﺠﻲ ﻳﺸﻮﻑ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ ، ﻛﻠﻤﻲ ﺷﻬﺎﺏ ﺍﻭ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺯﻳﻦ ، ﺧﻠﻴﻬﻢ ﻳﻴﺠﻮﺍ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺣﺎﻻ ﻳﺎ ﺳﻨﺎﺀ ، ﻭ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﺗﻔﻮﻗﻮﻩ !
ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻴﺪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺿﻐﻄﺎ ﺣﻮﻝ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ، ﻭ ﻣﻌﻬﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻛﻢ ﻫﻮ ﻏﺎﺿﺐ ﺍﻵﻥ ..
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺂﺑﻪ ﻟﻐﻀﺒﻪ ﺍﻟﺒﺘﺔ ... ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺷﻐﻞ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﻭ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ..
ﻭ ﺗﻤﻨﺖ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻜﻮﺙ ﺇﻟﻲ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﺣﺘﻲ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﻗﻞ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻤﺸﻲ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﻭ ﺇﺑﻨﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺷﺒﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ ...
***********************************
ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﻘﺮﻱ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ..
ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﺩﺍﺧﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ... ﻛﺎﻥ " ﺯﻳﻦ " ﻳﺠﺎﻟﺲ ﺃﺑﻮﻳﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ..
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺒﻨﺪﻭﻝ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﺣﺸﺮﺟﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ، ﺇﻟﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮ ﻟﻄﻴﻒ ، ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺮﺑﻴﻌﻴﺔ ﺗﻬﺐ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺓ ﻭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻄﺮﺓ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ " ﺯﻳﻦ " ﻳﺤﺘﺴﻲ ﻓﻨﺠﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺘﺮﺧﻲ ﻓﻮﻕ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﺑﺂﺭﻳﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ..
ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺃﻋﺼﺎﺑﻪ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﺍﻵﻥ ، ﻭ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺚ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻭ ﻣﺘﺎﻋﺒﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺫﺍ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺨﻼﺑﺔ ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻭ ﺣﻴﻮﻳﺘﻪ ...
ﺻﺪﺡ ﻓﺠﺄﺓ ﻫﺎﺗﻒ " ﺯﻳﻦ " ﺑﻨﻐﻤﺘﻪ ﺍﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ، ﻟﻴﺘﺂﻓﻒ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺿﺠﺮ ﻭ ﻳﻀﻄﺮ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ :
- ﺍﻟﻮ !
ﻫﻜﺬﺍ ﺃﺟﺎﺏ " ﺯﻳﻦ " ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻓﺎﺗﺮﺓ ، ﻟﻴﺠﻴﺐ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ﻟﻠﺤﺎﻝ :
- ﺯﻳﻦ ﺑﻴﻪ .. ﻣﻌﺎﻙ ﻣﺂﻣﻮﻥ ﺍﻟﻘﻨﺎﻭﻱ ، ﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ !
ﻋﻘﺪ " ﺯﻳﻦ " ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﺍﻳﻮﻩ .. ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎ ﻋﻢ ﻣﺂﻣﻮﻥ ، ﺍﺯﻳﻚ ؟ .. ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟ !
- ﻓﻲ ﻛﻮﺍﺭﺙ ﻳﺎ ﺑﻴﻪ .. ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﻫﻴﺘﻬﺪ ﻓﻮﻕ ﺩﻣﺎﻏﺘﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ !
ﻫﺐ " ﺯﻳﻦ " ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻫﺎﺗﻔﺎ ﺑﻪ :
- ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻋﻢ ﻣﺂﻣﻮﻥ ؟ .. ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻨﺪﻛﻮﺍ ؟؟؟ !
ﺣﻜﻲ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮ " ﻣﺂﻣﻮﻥ " ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ .... ﺛﻢ ﻭﺍﺻﻞ ﻓﻲ ﻭﺟﻞ :
- ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ ﻣﺶ ﺣﺎﻃﻂ ﻣﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ .. ﻣﺶ ﻋﺎﺭﻓﻴﻦ ﻧﻔﻮﻗﻪ !
ﺳﺄﻟﻪ " ﺯﻳﻦ " ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻣﻨﻔﻌﻠﺔ :
- ﻭ ﻫﻮ ﺷﻬﺎﺏ ﻓﻴﻦ ؟؟؟
- ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻴﻪ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭ ﺑﻨﺘﺼﻞ ﺑﻴﻪ ﺗﻠﻴﻔﻮﻧﻪ ﻣﻘﻔﻮﻝ ... ﺍﺗﺼﺮﻑ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺑﻴﻪ ، ﺩﻱ ﺍﻟﺴﺖ ﻫﺪﻱ ﻫﻲ ﻛﻤﺎﻥ ﻗﻠﻘﺎﻧﺔ ﺍﻭﻱ ﻭ ﻋﻤﺎﻟﺔ ﺗﺴﺄﻝ ﻋﻠﻲ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ ﻭ ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻴﻪ ﻭ ﻣﺤﺪﺵ ﻓﻴﻨﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ !!
ﺭﺩ " ﺯﻳﻦ " ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻹﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ، ﻭ ﺇﻥ ﺃﺿﺎﻑ ﻟﻪ ﺷﺤﻨﺔ ﻏﻀﺐ ﻭ ﻋﺼﺒﻴﺔ :
- ﺍﺗﺼﺮﻑ ﺍﺯﺍﻱ ﺍﻧﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟ .. ﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﻛﻔﺮ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ ، ﻗﺪﺍﻣﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺃﻭﺻﻞ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ، ﺑﺎﻟﻜﺘﻴﺮ ﻋﻠﻲ ﺑﻜﺮﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ .
ﻭ ﺑﺠﻬﺪ ﺟﻬﻴﺪ ، ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻓﻲ ﻧﺒﺮﺓ ﺻﻮﺗﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﺍﺳﻤﻊ ﻳﺎ ﻋﻢ ﻣﺂﻣﻮﻥ .. ﺗﺨﻠﻴﻚ ﻭﺭﺍ ﺷﻬﺎﺏ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻚ ، ﻭ ﺍﻧﺎ ﻫﻠﺒﺲ ﻭ ﻫﺤﺎﻭﻝ ﺍﺟﻴﻠﻜﻮﺍ ﺑﺴﺮﻋﺔ ، ﺑﺲ ﺧﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﻜﻮﺍ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻛﻮﻳﺲ ﻣﻦ ﻋﺎﺻﻢ !
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ...
ﻭﻗﻒ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺃﻣﺎﻡ ﻣﺮﺁﺓ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻣﻪ ... ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﻣﻼﺑﺲ ﺭﺳﻤﻴﺔ ، ﻟﻴﺮﺗﺪﻱ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﺣﺰﺍﻡ ﺍﻟﻜﺘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻵﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ..
ﺛﻢ ﺇﺭﺗﺪﻱ ﺳﺘﺮﺓ ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻟﻴﻮﺍﺭﻳﻪ ﺧﻠﻔﻬﺎ .. ﻓﻬﻮ ﻋﺎﻗﺪﺍ ﺍﻟﻌﺰﻡ ﺑﻘﻮﺓ ﺃﻥ ﻳﺜﺂﺭ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻭﻏﺎﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﻧﺤﺮ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﺑﺴﻜﻴﻦ ﺑﺎﺭﺩ ..
ﺃﻗﺴﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻟﻬﺎ ﺷﺮ ﺇﻧﺘﻘﺎﻡ ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﻠﺘﻪ ﺳﺘﻮﺩﻱ ﺑﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻫﻮ ﻋﻠﻲ ﺁﺗﻢ ﺍﻹﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ، ﻭ ﺑﺼﺪﺭ ﺭﺣﺐ ﺳﻴﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺕ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺜﺂﺭ ﻟﻬﺎ ..
ﺩﻭﻱ ﺻﻮﺕ ﺟﺮﺱ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻓﺈﺳﺘﺪﺍﺭ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﺑﺨﻄﻲ ﻭﺍﺳﻌﺔ ..
ﻭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮ ، ﻓﺘﺢ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻩ .. ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﺠﻼ ﻟﻠﺴﻌﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﻣﺨﻄﻄﺎﺗﻪ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻣﻴﺔ ..
ﻭﻗﻒ ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﺃﻣﺎﻡ ﺯﻣﻴﻠﻪ " ﻭﻟﻴﺪ " ... ﻓﺄﺟﻔﻞ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ :
- ﻭﻟﻴﺪ ! .. ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﻭﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟
ﻣﺮﺭ " ﻭﻟﻴﺪ " ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻠﻲ ﺟﺴﺪ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻣﻦ ﺃﻋﻠﻲ ﺇﻟﻲ ﺃﺳﻔﻞ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺳﺮﻳﻊ ... ﺛﻢ ﺃﻃﻠﻖ ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﺣﺎﺭﺓ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻪ :
- ﻻﺑﺲ ﻛﺪﻩ ﻭ ﺭﺍﻳﺢ ﻓﻴﻦ ﻭ ﻳﺎ ﺇﻳﺎﺩ ؟؟ !
ﺗﺠﻬﻢ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﺠﺄﺓ ... ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺟﺎﺏ :
- ﺭﺍﻳﺢ ﻣﺸﻮﺍﺭ ﻳﺎ ﻭﻟﻴﺪ ... ﻗﻮﻟﻲ ﺍﻧﺖ ﺍﻳﻪ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ؟ .. ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟
- ﺍﻩ ﻓﻴﻪ ... ﺍﺗﻔﻀﻞ ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺣﺎﻻ !
- ﻋﻠﻲ ﻓﻴﻦ ؟؟ !
- ﻳﺴﺮﻱ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺸﻮﻓﻚ .
ﺇﺑﺘﺴﻢ ﻫﺎﺯﺋﺎ ، ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻭ ﻣﻌﺎﻟﻴﻪ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺸﻮﻓﻨﻲ ﻟﻴﻪ ؟ .. ﺍﻧﺎ ﺳﻴﺒﺖ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺧﻼﺹ ، ﻭ ﻻ ﻫﻮ ﻟﺴﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺎﻧﻲ ؟؟ !
- ﺇﻳﺎﺩ ! .. ﻣﺎﺗﺒﻘﺎﺵ ﺣﻤﻘﻲ ﻛﺪﻩ ، ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﻋﺎﻳﺰﻙ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻬﻢ ، ﻭ ﻛﻠﻔﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺍﻓﻮﺕ ﺍﺟﻴﺒﻚ ﻭ ﺍﺻﻠﻚ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻨﻔﺴﻲ ... ﺗﻌﺎﻟﻲ ﺷﻮﻓﻪ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻳﻪ ، ﻣﺶ ﻫﺘﺨﺴﺮ ﺣﺎﺟﺔ .
ﻧﻈﺮ ﻟﻪ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺑﺮﻫﺔ ﻣﻔﻜﺮﺍ ... ﻓﻀﻐﻂ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﺩﻻﻟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺎﺫ ﺻﺒﺮﻩ ، ﻟﻴﺒﺘﺴﻢ " ﻭﻟﻴﺪ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻠﻄﻒ :
- ﻳﻼ .. ﻳﻼ ﻳﺎ ﺇﻳﺎﺩ !
***********************************
ﻟﻢ ﻳﺬﻕ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻟﻠﻨﻮﻡ ﻃﻌﻤﺎ ﻣﻨﺬ ﻟﻴﻠﺔ ﺃﻣﺲ ...
ﻣﻨﺬ ﺗﻢ ﺇﺧﺘﻄﺎﻓﻪ ﻭ ﻭﺿﻌﻪ ﻗﺴﺮﺍ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺣﺸﺔ ، ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻌﻔﻨﺔ ..
ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺒﻼ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﻭﻳﻂ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻲ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻋﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻡ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻮﻡ ﺳﻴﺌﺔ ﺟﺪﺍ ..
ﺑﺨﻼﻑ ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ، ﻓﺎﻟﺪﻳﻜﻮﺭ ﻣﻬﺘﺮﺉ ﻭ ﻣﺘﺴﺦ ، ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﺻﻮﺭ ﻳﺬﻳﺌﺔ ﻣﻘﺰﺯﺓ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ، ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻔﺮﻭﺝ ﻟﻨﺴﺎﺀ ﻋﺎﺭﻳﺎﺕ ، ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺧﺮ ﻟﺮﺟﺎﻝ ﻋﺮﺍﻳﺎ ﺃﻳﻀﺎ ..
ﺣﺎﻭﻝ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﺃﻥ ﻳﻔﻚ ﺁﺳﺮﻩ ﺑﻨﻔﺴﻪ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺒﻼ ﺑﺴﻼﺳﻞ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﺃﻋﺎﻗﺘﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﻠﻴﺔ ..
ﺣﻴﺚ ﺭﺑﻄﻮﺍ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺨﺸﺒﻲ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ، ﻭ ﺷﺪﻭﺍ ﻭﺛﺎﻕ ﺭﺟﻠﻴﻪ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻙ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ..
ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻭ ﺍﻟﻈﻤﺂ ، ﻣﻤﺎ ﺳﺒﺐ ﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ ..
ﻭ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﻠﻘﺎ ﺳﻮﻱ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ ..
ﻭ ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ .. ﺗﺮﻱ ﻛﻴﻒ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ؟ .. ﻭ ﻣﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ؟؟؟
ﻻﺣﺖ ﺃﻳﻀﺎ ﺻﻮﺭﺓ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻪ ، ﻓﺈﺑﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﻢ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﺨﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ..
ﻓﺘﺴﺎﺀﻝ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ... ﺗﺮﻱ ﻫﻞ ﺇﻛﺘﺸﻒ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ؟ .. ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺇﺫﻥ ﻟﻮ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﻣﻜﺮﻭﻩ ؟ ... ﻛﻴﻒ ﺳﻴﺘﺼﺮﻑ ﻣﻊ " ﺟﺎﺳﺮ " ؟ .. ﻭ ﻫﻞ ﺳﻴﺆﺫﻱ " ﻫﺎﺟﺮ " ﺇﻧﺘﻘﺎﻣﺎ ﻟﻪ ؟؟؟
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻨﻪ ... ﻟﻴﺲ ﺫﻧﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﺣﺪﺙ ...
ﻭ ﺑﻐﺘﺔ .. ﻗﻄﻊ ﻭﺻﻠﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ، ﺇﻧﻔﺘﺎﺡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﻳﻠﻴﻪ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﺟﻠﺒﺎﻩ ﺇﻟﻲ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ..
ﻭﻗﻔﺎ ﻋﻨﺪ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ .. ﻟﻴﻈﻬﺮ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺠﺄﺓ !
ﺷﻌﺮ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﺷﻚ ﺍﻹﻧﺤﻨﺎﺀ ﺗﺒﺠﻴﻼ ﻭ ﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻪ ..
ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻇﻬﻮﺭﻩ ﺍﻟﻤﺘﻐﻄﺮﺱ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﺴﻄﻮﺓ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻳﻬﺎﺑﺎﻫﺎ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻹﺛﺘﺎﻥ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ ...
ﺗﻘﺪﻡ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻣﻨﻪ ، ﻭ ﺃﺧﺬ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻣﺘﺒﺎﻃﺌﺔ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻲ ﺳﺮﻭﺍﻟﻪ ..
ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺃﺧﻴﺮﺍ ... ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭ ﺑﺮﻭﺩ ﺗـﺎﻡ :
- ﺍﺗﻤﻨﻲ ﺍﻻﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻭﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺠﺒﺘﻚ ﻳﺎ ﻣﺎﻳﺴﺘﺮﻭ .. ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺣﺮﻳﺺ ﺟﺪﺍ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺭﺍﺣﺘﻚ ، ﻭ ﺣﺘﻲ ﻭﺻﻴﺖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻟﺔ ﻣﺤﺪﺵ ﻓﻴﻬﻢ ﻳﻘﺮﺑﻠﻚ ... ﺍﻭﻣﺎﻝ ﻟﻴﻪ ، ﺩﻩ ﺍﻧﺖ ﺿﻴﻔﻨﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ، ﻓﺮﺑﺖ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻪ ﺑﺨﻔﺔ ، ﻟﻴﺮﺩ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻣﺤﺘﺪﺍ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﻔﺎﺭﻍ ﺃﻣﺎﻣﻪ :
- ﺍﻭﻋﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺎﻛﺮﻧﻲ ﺧﺎﻳﻒ ﻣﻨﻚ ! ... ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺑﺨﺎﻓﺶ ﺍﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﺧﻠﻘﻨﻲ ، ﺩﻩ ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻲ ﻣﺘﺂﻛﺪ ﺍﻧﻚ ﻣﺶ ﻫﺘﻌﺮﻑ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺣﺎﺟﺔ .
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ... ﺳﻤﻊ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺻﻮﺕ ﻗﻬﻘﻬﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ، ﺗﻌﻠﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﻋﺒﺮ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻀﺤﻚ ﺑﻘﻮﺓ ، ﺑﻘﻮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻭ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺴﻴﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺎﻭﻝ ..
ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﻲ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﺠﺎﻭﺭ ... ﺿﺤﻚ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﻣﻜﺸﺮﺍ ﻋﻦ ﺃﻧﻴﺎﺑﻪ ، ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻋﺎﺭﻑ ؟ .. ﺍﻧﺖ ﻋﻨﺪﻙ ﺣﻖ ، ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﻌﺮﻑ ﺍﻋﻤﻞ ﻣﻌﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻌﻼ ... ﺑﺲ ﻣﺶ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ ﺍﻭﻱ ﻳﻌﻨﻲ !
ﺣﺪﺟﻪ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻣﺘﺒﺮﻣﺎ ، ﻟﻴﺒﺘﺴﻢ ﺍﻵﺧﻴﺮ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻤﺮﺡ :
- ﻟﻮ ﻫﺘﺴﺂﻟﻨﻲ ﻳﺎ ﺟﺎﺳﺮ ﺍﻳﻪ ﺍﻛﺘﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﺘﺘﻤﻨﺎﻫﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟ .. ﻫﻘﻮﻟﻚ ﺑﺘﻤﻨﻲ ﺍﻃﻠﻊ ﺭﻭﺣﻚ ﻓﻲ ﺍﻳﺪﻱ ... ﺑﺲ ﺍﻧﺎ ﻓﻜﺮﺕ ، ﻻﻗﻴﺖ ﺍﻧﻲ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻋﻴﺸﻚ ﻣﻨﻐﻴﺮ ﺭﻭﺡ ﺍﺻﻼ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺗﻤﻮﺕ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭ ﺑﺎﻟﺒﻄﻲﺀ .. ﻭ ﻫﺘﺼﻴﺐ ﻳﺎ ﺻﺒﺎﻍ ﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﺶ ﻫﺘﺨﻴﺐ .
ﻭ ﺇﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﻧﺒﺮﺗﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﻨﻔﺎ ﺣﻴﻦ ﺃﺭﺩﻑ :
- ﺍﻧﺎ ﺭﻭﺣﺖ ﻷﺧﻮﻙ ﻭ ﻗﻮﻟﺘﻠﻪ ﻳﺤﺬﺭﻙ ﻭ ﻳﻘﻮﻟﻚ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻲ ، ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﻌﻨﻲ .. ﻟﻜﻦ ﺷﻜﻠﻪ ﻣﺎﺻﺪﻗﻨﻴﺶ ، ﺍﻭ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺐ ﻳﻐﺎﻣﺮ ﻣﻌﺎﻙ ... ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺤﺮﻣﻜﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺮﺓ ﺩﻱ ، ﺍﻧﺎ ﺭﺍﺟﻞ ﭼﻨﺘﻞ ﺍﻭﻭﻭﻱ ﻳﺎ ﺷﻬﺎﺏ .
ﻭ ﺁﺷﺎﺭ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ، ﻟﻴﺂﺗﻴﻪ ﺑﺼﻨﺪﻭﻕ ﻃﺒﻲ ﺻﻐﻴﺮ ..
ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻣﻦ ﻳﺪﻩ ، ﻭ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺘﺤﻪ .. ﺭﺍﺡ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻳﺮﺍﻗﺒﻪ ﻓﻲ ﻓﻀﻮﻝ ﻗﻠﻖ ..
ﻟﺘﺘﺴﻊ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻣﺤﺠﺮﻳﻬﻤﺎ ﻟﺪﻱ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺪﻣﺮﻩ ﻣﺴﺒﻘﺎ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﻠﻊ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ...
ﻭ ﻫﻨﺎ ، ﺇﺑﺘﺴﻢ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻓﻲ ﺷﺮ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﺎﻳﻦ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻤﺘﻘﻠﺼﺔ ، ﻭ ﺑﺈﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻻﺫﻉ ﻗﺎﻝ :
- ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﻭﺣﺶ ؟ .. ﺑﻠﻤﺖ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟ ... ﻫﻮ ﺍﻧﺎ ﻫﺪﻳﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺑﻄﺎﻟﺔ ؟ .. ﻻ ﻭﺣﻴﺎﺗﻚ ، ﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﻠﻲ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﺍﻭﻭﻱ .
ﺛﻢ ﻗﺮﺏ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻀﻴﻒ ﺑﻔﺤﻴﺢ ﻛﺮﻳﻪ :
- ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﻛﻨﺖ ﻣﺰﺟﺎﺟﻨﺠﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﺑﺮﺩﻭ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟؟؟
ﺧﺮﺳﺖ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ... ﻭ ﺍﻵﻥ ﺃﺩﺭﻙ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻧﻴﺘﻪ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ، ﻓﺸﺤﺐ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺮﻋﺒﺔ ، ﺇﺑﺘﺴﻢ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮﻫﺎ ﺑﻐﺒﻄﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺍﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻚ ﻣﺪﻣﻦ ﻣﺘﻌﺎﻓﻲ ... ﻭ ﻋﺎﺭﻑ ﻛﻤﺎﻥ ﺍﻥ ﺍﺧﻮﻙ ﺑﻘﺎﻟﻪ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﺑﻴﺼﺮﻑ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺒﺬﺥ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﻗﺪﺭ ﻳﻌﺎﻟﺠﻚ ﻭ ﻳﺨﻠﻴﻚ ﺗﺒﻄﻞ .. ﺑﺲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻟﻠﻪ ﺑﻘﻲ ﻫﻴﺮﺟﻌﻚ ﺗﺎﻧﻲ ﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺍﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻝ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺳﺮﻧﺠﺔ ﻃﺒﻴﺔ ، ﺣﻘﻨﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺴﺤﻮﻕ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻤﻤﺘﺰﺝ ﺑﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺤﺎﻣﺾ ، ﻭ ﻃﻠﺐ ﻣﻌﺎﻭﻧﺔ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑـ " ﺷﻬﺎﺏ " ..
ﻓﺈﻧﺪﻓﻌﺎ ﻧﺤﻮﻩ ﻟﻠﺤﺎﻝ ، ﻭ ﺃﻣﺴﻜﺎ ﺑﻪ ... ﺇﺭﺗﻌﺪﺕ ﻓﺮﺍﺋﺼﻪ ، ﻭ ﺑﺪﺃ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﻘﻮﺓ :
- ﺍﻭﻋـﻮﻭﻭﻭﻭﻭﺍ ... ﺳﻴﺒـﻮﻭﻭﻭﻧﻲ ، ﻧﺰﻝ ﺍﻳـﺪﻙ ﺍﻧﺖ ﻭ ﻫـﻮ .. ﺍﺧﻮﻳـﺎ ﻣﺶ ﻫﻴﺴﺒﻜـﻮﺍ ، ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﺴﻴﺒﻜـﻮﺍ ، ﺍﻭﻋـﻮﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﺍ ، ﺳﻴﺒﻮﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻭﻧﻲ !
ﻭ ﻣﻦ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻘﻬﻘﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ، ﺭﺁﻱ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ، ﺛﻢ ﻳﺠﺜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺸﻤﺮ ﻟﻪ ﻛﻢ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺣﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﺮﻭﻕ ﻣﻌﺼﻤﻪ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯﺓ ...
ﺛﺒﺖ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﺟﻴﺪﺍ ﻟﺌﻼ ﻳﻨﻜﺴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻓﻴﻪ ..
ﻓﻀﺮﺏ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺼﻤﻪ ﺿﺮﺑﺘﻴﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻐﺮﺱ ﺍﻟﻨﺼﻞ ﺍﻟﻤﺪﺑﺐ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺑﺠﻠﺪﻩ ...
ﻛﺎﻥ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎ ، ﻭ ﻳﺘﻨﻔﺲ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ ﺗﺴﺮﻱ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻣﻊ ﺩﻣﻪ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻪ ﻟﺘﺼﻞ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﺘﺨﺪﺭﻩ ..
ﻭ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ... ﺧﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﺇﺟﺘﺎﺣﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻭ ﺃﺣﺲ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺗﻀﻴﻖ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﺊ ، ﻭ ﺷﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻔﻘﺪ ﻭﻋﻴﻪ ..
ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﺻﻮﺭﺓ ﺃﺧﻴﻪ ... ﺻﻮﺭﺓ ﺃﻣﻪ .. ﺑﻴﺘﻪ ..
ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﺄﻟﻮﻓﺎ ﻟﻪ ، ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺧﺎﺋﻔﺎ ﺟﺪﺍ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺑﺄﻱ ﺷﻜﻞ ..
ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺷﺨﺼﺎ ﺃﺧﺮ ... ﻭﺍﻟـﺪﻩ .. ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻃﻔﻼ ﺭﺿﻴﻌﺎ ﻻ ﻋﻲ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻭ ﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺮﺍﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﻟﻮ ﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ..
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ... ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎ ، ﻭ ﻳﺒﺘﺴﻢ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﻭ ﺣﺐ ..
ﻓﺤﺎﻭﻝ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺣﻴﺎ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﺍﻟﺨﺪﺭ ، ﻟﻢ ﺗﻔﺘﺢ ﻟﻪ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺷﻲﺀ ..
ﻓﺈﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﺘﺮﻫﺎﺕ ﻭ ﺧﻴﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﺩﻧﻲ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ...
.................................................. ..........
ﺣﻴﻦ ﺇﻧﺘﻬﻲ ﻣﻨﻪ ... ﻭﻗﻒ ﻳﻔﺮﺩ ﻗﺎﻣﺘﻪ ﺑﺸﻤﻮﺥ ، ﻣﺰﻫﻮﺍ ﺑﺈﻧﺘﺼﺎﺭﻩ ، ﻣﻐﺘﺒﻄﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﺀ ..
ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻟﺮﻓﺎﻗﻪ ﺑﺘﻨﺒﻴﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻠﻬﺠﺔ :
- ﻣﺎﺗﻨﺴﻮﺵ ﻳﺎ ﺭﺟﺎﻟﺔ ... ﻛﻞ 4 ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻻﺯﻡ ﻳﺎﺧﺪ ﺣﻘﻨﺔ ﺯﻱ ﺩﻱ ﻟﻤﺪﺓ ﻳﻮﻣﻴﻦ ﻛﺪﻩ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺍﻗﻮﻟﻜﻮﺍ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﺍﻟﺘﺎﻧﻴﺔ ﻫﺘﻜﻮﻥ ﺍﻳﻪ !!
ﻳﺘﺒـﻊ

المظفار والشرسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن