ﺇﻧﻔﻄﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ

9.1K 333 9
                                    


ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺳﻮﺩﺍﺀ ،،
ﻣﺮﺻﻌﺔ ﺑﺎﻟﻨﺠﻮﻡ ، ﻭ ﺍﻟﺴﻜﻮﻥ ﻳﺨﻴﻢ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﻭ ﺍﻟﻤﻌﺰﻭﻝ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ..
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻢ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺃﺛﻘﻠﻬﺎ ﺁﺭﻳﺞ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﻭ ﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻋﻠﻲ ﺇﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻮﺍﻋﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻲ ﺃﻧﻒ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺷﺮﻓﺔ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺷﺎﺭﺩﺍ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ..
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺬﻭﺓ ﺍﻷﻣﻞ ﺑﻘﻀﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﻻ ﻳﻨﺴﻲ ﻏﺪﺍ ﻗﺪ ﺧﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺗﻮﺍ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻖ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ " ﺯﻳﻦ " ..
ﻟﻘﺪ ﺃﻫﺎﻧﻪ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻭ ﻫﻮ ﻧﺎﺩﻡ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻣﻨﺬ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﻗﻠﻴﻞ ، ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻚ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻣﺮﺿﺎﺓ ﺻﺪﻳﻘﻪ ..
ﻭ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺛﻘﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻭﻱ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ .. ﻓﺄﻱ ﺇﻋﺘﺬﺍﺭ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ " ﺯﻳﻦ " ﻳﻨﺴﻲ ﺃﻭ ﻳﺘﻨﺎﺳﻲ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " .. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻗﺎﺳﻲ ﻭ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺬﻫﻮﻝ ﻣﻦ ﺫﺍﺗﻪ .. ﻓﻜﻴﻒ ﻓﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ " ﺯﻳﻦ " ؟؟ ﻛﻴﻒ ؟ ..
ﺃﻓﺎﻕ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻣﻐﻤﻮﻣﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺸﺪ ﻋﻠﻲ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻐﻤﻀﺎ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻴﻄﻮﻝ ﻗﻠﻴﻼ ﺣﺘﻲ ﻳﺠﺪ ﺣﻼ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ..
ﺇﻧﺘﻘﻞ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺘﻔﻜﻴﺮﻩ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺇﻟﻲ ﺃﺳﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ .. " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ..
ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻐﻞ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﺇﺣﺘﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ ، ﻋﺪﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺰﻡ ﺑﻜﻞ ﻗﻮﺗﻪ ﻋﻠﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ، ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺴﻮﻣﺎ ﻭ ﺑﺸﺪﻩ ..
ﺇﺫ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﺑﻬﺎ ﻭ ﻏﺪﺍ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪﻫﺎ ، ﺣﺘﻲ ﻭ ﻟﻮ ﺗﻢ ﺫﻟﻚ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ، ﺇﻧﻬﺎ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻷﻥ ..
ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺬﻕ ﻟﻠﺤﺐ ﻃﻌﻤﺎ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﺣﺘﻲ ﺇﻟﺘﻘﻲ ﺑﻬﺎ ، ﻛﺎﻥ ﻗﺪﺭﻩ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻏﺮﺍﻣﻬﺎ ، ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﻭﺍﺕ ﺍﻟﻼﺋﻲ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻴﺮ ﺃﺟﻤﻠﻬﻦ ﻭ ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻪ ﺑﺄﻣﻮﺍﻟﻪ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﺰﻉ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﺧﺮ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻠﺌﻴﻢ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ..
ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻷﻥ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ، ﺭﻏﻢ ﻣﻌﺎﺭﺿﺘﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ، ﺭﻏﻢ ﻛﺮﻫﻬﺎ ﻭ ﻧﻔﻮﺭﻫﺎ ﻣﻨﻪ .. ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺐ ﺟﻨﻮﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘٍﺪﻡ ، ﻭ ﻗﺪ ﺇﻋﺘﺎﺩ ﺍﻟﺘﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ..
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻱ ﻛﻴﻒ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ !
ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻭﺣﺸﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺨﻀﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻹﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ﻭﻗﺘﻤﺎ ﺗﺸﺎﺀ ، ﻓﻘﻂ ﺇﺫﺍ ﺳﺎﻳﺮﺗﻪ ﻭ ﻟﺒﺖ ﻟﻪ ﺭﻏﺒﺎﺗﻪ ﺑﻄﻮﺍﻋﻴﺔ .. ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻟﻦ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﺗﻄﻠﺒﻪ ﺃﻭ ﺗﺘﻤﻨﺎﻩ ، ﻓﻘﺪ ﺗﺎﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺸﺪﺓ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺣﺎﺟﺔ ﻗﻠﺒﻪ ﻭ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﻨﻬﺎ .. :
- ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ !
ﺗﻨﺎﺛﺮﺕ ﻓﺠﺄﺓ ﺃﻓﻜﺎﺭ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺃﺷﻼﺀ ﻋﻠﻲ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﺪﻱ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ .. ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪﺓ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﺎﺑﺴﺎ :
- ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﻣﻨﻜﺜﺔ ﺭﺃﺳﻬﺎ :
- ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻫﺎﻧﻢ ﻛﺎﻥ ﺑﻘﺎﻟﻬﺎ ﺷﻮﻳﺔ ﺑﺘﺨﺒﻂ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻭﺿﺘﻬﺎ ﻭ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺗﺨﺮﺝ ، ﺍﻧﺎ ﺳﻴﺒﺘﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻫﺪﻳﺖ ﺧﺎﻟﺺ ﻭ ﺟﻴﺖ ﺍﺑﻠﻎ ﺣﻀﺮﺗﻚ ، ﻣﺎﺭﺿﺘﺶ ﺍﻓﺘﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺍﻣﺮﺕ .
ﻫﺰ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺭﺃﺳﻪ ، ﻭ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻷﺟﺶ ﻗﺎﻝ :
- ﻃﻴﺐ .. ﺭﻭﺣﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .
ﺃﻃﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺔ ﺑﺘﻬﺬﻳﺐ ، ﻭ ﺇﻧﺴﺤﺒﺖ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻇﻞ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺛﻢ ﺇﺗﺠﻪ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﺣﺠﺮﺓ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ...
************************************
ﺇﺗﺠﻬﺖ " ﺣﻨﺔ " ﺻﻮﺏ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺑﻮﺟﻪ ﻣﺸﺮﻕ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﺒﺨﺘﺮ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﻫﺎ ، ﻭ ﺗﺨﺘﺎﻝ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﻨﺞ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺃﻏﻠﺐ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺟﺴﺪﻫﺎ ..
ﻭ ﻣﻊ ﺇﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺩﻕ ﺍﻟﺠﺮﺱ ، ﻫﺘﻔﺖ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻻﻝ ﻭ ﺍﻟﺮﻗﺔ :
- ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ .. ﺍﻳﻮﻩ ﺟﺎﻳﺔ ﺍﻫﻮ .
ﻭ ﻓﺘﺤﺖ " ﺣﻨﺔ " ﺍﻟﺒﺎﺏ ..
ﻓﺼﻌﻘﺖ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﻣﺎ ﺭﺃﺕ .. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺸﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻟﻴﺲ ﺳﻮﻱ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭ ﺯﻭﺟﻬﺎ ..
ﻟﻘﺪ ﻗﻀﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ... ﻟﻮﻫﻠﺔ ، ﺗﺤﺠﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﻀﺮﻭﺑﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﻔﺰﻉ ..
ﺗﻼﺣﻘﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﻋﺐ ﻭﺟﻞ ، ﺛﻢ ﻓﺠﺄﺓ ﻭ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻣﻨﻬﺎ ، ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻴﻬﻤﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﺒﺜﺎ ﻓﺸﻠﺖ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ..
ﺇﺫ ﻛﺎﻥ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺃﺳﺮﻉ ﻣﻨﻬﺎ ، ﺣﻴﺚ ﻣﺪ ﻗﺪﻣﻪ ﻳﻤﻨﻊ ﺇﻛﺘﻤﺎﻝ ﺇﻏﻼﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻟﻢ ﺗﺠﺪ " ﺣﻨﺔ " ﺑﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ، ﻓﺈﺳﺘﺪﺍﺭﺕ ﻭ ﺇﻧﺪﻓﻌﺖ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺼﺮﺥ ﻭ ﺗﺼﻴﺢ ﻓﻲ ﻫﻠﻊ ..
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ " ﺳﺎﻟﻢ " ﻃﻮﻱ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﺴﺮﻋﺎ .. ﺇﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﺒﺮﻕ ﻭ ﻗﺒﻀﺖ ﻋﻠﻲ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﻴﻼﺕ ﺷﻌﺮﻫﺎ ، ﺛﻢ ﺇﺟﺘﺬﺑﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﺴﻘﻂ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻛﻬﺎ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﺍﺟﻬﻬﺎ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭﺟﻬﺎ ﻟﻮﺟﻪ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﻣﺮﻳﻊ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﺪﺟﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺑﺎﺳﻤﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺷﻤﺎﺗﺔ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﺪﻡ ﺻﻤﺘﻪ ﻃﻮﻳﻼ ، ﺇﺫ ﺭﺩﺩ ﺑﺼﻮﺕ ﻛﻔﺤﻴﺢ ﺍﻷﻓﻌﻲ :
- ﺍﻫﻼﺍﺍﺍ ﺑﺤﺒﻴﺒﺔ ﻗﻠﺒﻲ ﻭ ﻣﺮﺍﺗﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ .. ﻭﺣﺸﺘﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﻨﺔ .
ﻇﻠﺖ " ﺣﻨﺔ " ﺗﺤﺪﻕ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﻨﻴﻦ ﺟﺎﺣﻈﺘﻴﻦ ﺗﺸﻌﺎﻥ ﺟﻨﻮﻧﺎ ﻣﻔﺰﻋﺎ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺇﻧﻄﻠﻖ ﺻﻮﺕ ﺃﺧﻴﻬﺎ ﺍﻟﺨﺸﻦ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
- ﺍﻩ ﻳﺎ ﻓﺎﺟﺮﺓ ﻳﺎ **** .. ﻛﻨﺘﻲ ﻓﺎﻛﺮﺓ ﺍﻧﻨﺎ ﻣﺶ ﻫﻨﻌﺮﻑ ﻧﻮﺻﻠﻚ ؟ ﻛﻨﺘﻲ ﻓﺎﻛﺮﺓ ﺍﻧﻚ ﻫﺘﻔﻀﻠﻲ ﻫﺮﺑﺎﻧﺔ ﻣﻨﺎ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻌﻤﺮ ؟ ﻭ ﺩﻳﻨﻲ ﻭ ﺍﻳﻤﺎﻧﻲ ﻻﻛﻮﻥ ﺩﺑﺤﻚ ﺑﺈﻳﺪﻳﺎ ﻭ ﺟﺎﻳﺐ ﺧﺒﺮﻙ ﻳﺎ .******
ﺗﺜﻠﺠﺖ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ ﻭ ﺷﺤﺐ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﻠﻔﺖ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﺣﻈﺘﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺗﻌﺒﺘﻴﻦ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭ ﻳﺴﺎﺭﺍ ، ﺗﺎﺭﻛﺔ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ ﻳﻬﺬﻱ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﻣﺰﺭﻳﺔ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻹﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺗﺘﺴﺮﺏ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺇﻟﻲ ﺷﻔﺘﻲ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻩ ﺗﻨﻔﺮﺝ ﻭ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﻠﻤﻌﺎﻥ ﺑﺒﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺸﻮﺓ ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻩ ﻣﺎ ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺲ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻢ ﺗﻔﻜﺮ ﺃﻥ ﺗﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﻟﻪ ﻳﻮﻣﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ :
- ﺑﺲ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﻟﺒﺴﺎﻫﺎ ﺩﻱ ﻳﺎ ﺣﻨﺔ ؟ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻧﻚ ﺑﺘﻠﻴﻘﻲ ﺍﻭﻱ ﻛﺪﻩ ﻭ ﺑﺘﺒﻘﻲ ﻣﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻘﻄﻌﺔ !
ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺇﻟﻲ ﺿﺤﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﺃﻋﻘﺒﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻫﻮﻱ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻏﻬﺎ ﺑﺼﻔﻌﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ ﺗﺼﺮﺥ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻵﻟﻢ ، ﺛﻢ ﻗﺒﺾ ﺑﻘﻮﺓ ﺑﺈﺑﻬﺎﻣﻪ ﻭ ﺳﺒﺎﺑﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﻏﻴﻬﺎ ، ﻭ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻳﻬﺪﺭ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ :
- ﺑﺘﺨﻨﻴﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﻳﺎ ﺣﻨﺔ ؟ .. ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻋﺮﻑ ، ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻓﻬﻢ ﺍﺯﺍﻱ ﺟﺎﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﻛﺪﻩ ! ﻳﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻐﻼﺑﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﻴﻦ .. ﺑﻘﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﺯﻱ ﺍﺑﻦ ﺍﻝ *** ﺩﻩ ﻳﻀﺤﻚ ﻋﻠﻴﻜﻲ ؟ ﻳﺨﻠﻴﻜﻲ ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺯﻱ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﺰﺑﺎﻟﺔ ؟ .. ﻋﺸﻤﻚ ﺑﺈﻳﻪ ؟ ﻗﺎﻟﻚ ﻫﺎﻳﺪﻳﻜﻲ ﺍﻳﻪ ؟ ﻣﺎ ﺗﻨﻄﻘﻲ ﻭ ﻗﻮﻟﻲ ﻃﺎﻭﻋﺘﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻤﺘﻴﻠﻪ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﻴﻪ ؟ ﻫﺮﺑﺘﻲ ﻣﻌﺎﻩ ﻟﻴﻪ ؟؟
ﻭ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻟﺼﻔﻌﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﻮﺭﻡ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻭ ﺑﺮﺯﺕ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻜﺪﻣﺎﺕ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ..
ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ، ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ، ﻭ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ .. ﺷﻌﺮ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺃﻧﻪ ﻓﺮﻍ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺤﻨﺔ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﺤﻨﺎﺕ ﻏﻀﺒﻪ ﻭ ﻏﻴﻈﻪ ..
ﻓﻘﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﺭﺳﻐﻬﺎ ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﺠﺮﻫﺎ ﺟﺮﺍ ﺗﺠﺎﻩ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺭﺑﺾ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻫﺎﺗﻔﻬﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻝ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻥ " ﺳﺎﻟﻢ " ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻗﺎﺑﻀﺎ ﺑﻜﻔﻪ ﻋﻠﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ..
ﺇﻟﺘﻘﻂ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻫﺎﺗﻔﻬﻬﺎ ﻭ ﻓﺘﺤﻪ ، ﺃﺧﺬ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺭﻗﻢ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺣﺘﻲ ﻭﺟﺪﻩ .. ﺃﺟﺮﻱ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﻪ ، ﺻﻮﺏ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﺬﺭﻫﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
- ﺧﺪﻱ .. ﻛﻠﻤﻲ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﻭ ﺍﺳﺘﻌﺠﻠﻴﻪ ، ﻗﻮﻟﻴﻠﻪ ﻳﺠﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺣﺎﻻ ﻭ ﺍﻳﺎﻛﻲ ﺗﺤﺴﺴﻴﻪ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﺟﺔ .
ﻭ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻋﻠﻲ ﺃﺫﻧﻬﺎ ، ﻭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺣﺘﻲ ﺃﺗﺎﻫﺎ ﺻﻮﺕ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺍﻟﻌﺬﺏ :
- ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .. ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺍﻳﻪ ؟ ﻭﺣﺸﺘﻴﻨﻲ ﺟﺪﺍﺍ .
ﻧﻈﺮﺕ " ﺣﻨﺔ " ﺇﻟﻲ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺨﻮﻑ ، ﻓﻴﻤﺎ ﺭﻣﻘﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻣﺤﺬﺭﺓ ، ﻓﺠﺎﻫﺪﺕ ﻛﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﺩﻱ ﻭ ﻫﺎﺩﺉ :
- ﻛﻮﻳﺴﺔ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ .. ﻭ ﺍﻧﺖ ﻛﻤﺎﻥ ﻭﺣﺸﺘﻨﻲ ﺍﻭﻱ ، ﺁﻭ ﺍﻭﻣﺎﻝ ﺍﻧﺖ ﻓﻴﻦ ﻛﺪﻩ ؟؟
- ﺍﻧﺎ ﺟﺎﻱ ﻳﺎ ﻗﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻫﻮ ، ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺑﺲ ﻗﻮﻟﻴﻠﻲ ﺍﻻﻭﻝ .. ﻟﺒﺴﺘﻲ ﺍﻟﺒﻴﺒﻲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻠﻲ ﺟﺒﺘﻬﻮﻟﻚ ﻭ ﻻ ﻷ ؟؟
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ " ﺣﻨﺔ " ﺇﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻓﺼﺮﺧﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﺠﺄﺓ :
- ﻣﺎﺗﺠﻴﻴﻴﺶ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﺍﻥ ، ﺍﻭﻋﻲ ﺗﻴﺠﻲ ﻋﻠﻲ ﻫﻨﺎ ، ﺍﻣﺸﻲ ، ﺍﻫﺮﺏ .
ﻭ ﻫﻨﺎ .. ﺃﺳﺮﻉ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺑﻐﻠﻖ ﺍﻟﺨﻂ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﻐﻀﺐ ﻣﺪﻣﺮ ، ﺛﻢ ﺇﻧﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﻭ ﻗﺪ ﺇﻧﻀﻢ ﺇﻟﻴﻪ " ﺳﺎﻟﻢ " ..
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻮﻱ ﺃﻥ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻄﻠﻖ ﺻﺮﺍﺧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﺿﻌﻔﺖ ﺣﺘﻲ ﺧﺒﺖ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ...
************************************
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ..
ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﺗﺤﺬﻳﺮ " ﺣﻨﺔ " .. ﻓﺪﺏ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ، ﻭ ﺭﺍﺡ ﻳﻔﻜﺮ ، ﺗﺮﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﺎ ؟
ﺇﺯﺩﺣﻢ ﻋﻘﻠﻪ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺳﻴﺌﺔ ، ﺃﺑﺮﺯﻫﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﻤﻨﻲ ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﺎﺋﺒﺔ ، ﺃﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﻭ ﻗﺪ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺇﻟﻲ ﺁﻟﺔ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ﻣﺜﻠﻪ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺼﺪﺡ ﺑﺄﻋﻠﻲ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺭ ، ﺣﺘﻲ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﺓ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﺘﺤﻢ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻄﻦ ﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﺸﻴﻘﺘﻪ .. " ﺣﻨﺔ " ..
ﺇﻧﺪﻓﻊ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺪﺭﺝ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺨﺬ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ، ﺇﺭﺗﻘﻲ ﺍﻟﺪﺭﺟﺎﺕ ﻗﻔﺰﺍ ، ﺇﺛﻨﺘﻴﻦ ﺇﺛﻨﺘﻴﻦ ..
ﺣﺘﻲ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻲ ﻃﺎﺑﻖ ﺷﻘﺘﻪ ﻻﻫﺜﺎ .. ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻣﻮﺍﺭﺑﺎ ، ﻓﻘﻔﺰ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺟﺮﻳﺎ ﺻﻮﺑﻪ ﻭ ﺩﻓﻌﻪ ﺑﻘﻮﺓ ..
ﺩﻟﻒ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﻟﻴﺠﺪ ﺍﻵﺗﻲ .. " ﺣﻨﺔ " ﻣﻠﻘﺎﺓ ﺃﺭﺿﺎ ﻭﻣﺘﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻡ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭ ﺷﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭ ﻗﺪ ﺇﻧﺴﺎﺑﺖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻀﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﺪﻱ ﻛﻼ ﻣﻦ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ " ﺳﺎﻟﻢ " ..
ﺟﻦ ﺟﻨﻮﻥ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺟﺮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ، ﻓﺮﻛﺾ ﻧﺤﻮﻫﻢ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺰﻋﻖ ﺑﺄﻋﻠﻲ ﺻﻮﺗﻪ ﻛﺎﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ..
ﺇﻧﺘﺒﻪ ﺍﻹﺛﻨﺎﻥ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻓﺘﺮﻛﺎ " ﺣﻨﺔ " ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻭ ﺇﻧﺪﻓﻌﺎ ﻧﺤﻮﻩ ، ﺩﺍﺭﺕ ﺍﻟﻌﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻤﺪﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ ، ﺇﺳﺘﻄﺎﻉ ﻓﻴﻬﺎ " ﺳﺎﻟﻢ " ﻭ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺃﻥ ﻳﺘﻔﻮﻗﺎ ﻋﻠﻲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﺃﺧﺬﺍ ﻳﺘﻨﺎﻭﺑﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮﺏ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺮ ...
***************************************
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺸﻠﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻵﺳﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻧﺘﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﺍﻹﻧﺘﺤﺎﺭ ..
ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺣﻤﺎﻣﺎ ﺳﺎﺧﻨﺎ ﻋﻠﻬﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻓﻜﺎﺭ ﻣﺜﻤﺮﺓ ..
ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ، ﻭ ﺩﻟﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ..
ﻭﻗﻔﺖ ﺗﺤﺖ ﺻﻨﺒﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﻼ ﺣﺮﺍﻙ ، ﺗﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺴﺎﺧﻨﺔ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻋﻠﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ..
ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻔﻜﺮ .. ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺣﻼ ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﺃﺳﺮﻉ ﻭﻗﺖ ، ﺳﻴﻨﻔﺬ ﺳﺠﺎﻧﻬﺎ ﻭﻋﺪﻩ ﻭ ﻳﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻏﺪﺍ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻬﺎ ..
ﺳﻴﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻦ ﺗﺤﻆ ﻫﻲ ﺑﺤﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺧﺘﻴﺎﺭ ﻛﺈﻧﺴﺎﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻘﻞ ﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮ ، ﻭ ﺇﻥ ﻳﻜﻦ .. ﻓﺄﻳﻦ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻭ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ؟ .. ﻟﻘﺪ ﻣﺴﺦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺑﺄﺣﻘﺮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ، ﻭ ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ..
ﺇﻧﺘﻬﻚ ﻛﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺳﺮﻕ ﻃﻬﺎﺭﺗﻬﺎ ..
ﺳﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ .. ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ؟ .. ﺳﺘﻐﺎﻟﺒﻪ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ، ﺳﺘﻐﺎﻟﺒﻪ ﺑﺄﺷﺪ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﻱ ..
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻣﺴﻠﻚ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ، ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺿﻊ ؟
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﺷﺠﺎﻋﺘﻬﺎ ﻭ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻤﺮﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻜﺒﺮﺓ ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺸﺪ ﻛﻞ ﻗﻮﺍﻫﺎ ﻛﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ ، ﺑﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ..
ﻓﺮﻏﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻣﻬﺎ .. ﻟﻔﺖ ﺍﻟﻤﻨﺸﻔﺔ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺣﻮﻝ ﺟﺴﺪﻫﺎ ، ﻭ ﺷﻘﺖ ﺧﻄﺎﻫﺎ ﺣﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭ ﺍﻟﻤﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺄ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﺔ ..
ﺇﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻄﻮﻝ ﻭ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ، ﻭ ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ..
ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻌﺎﻳﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﺪﻗﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ .. ﺗﺮﻱ ﻫﻞ ﺣﻘﺎ ﺟﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺬﺑﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺟﺴﺪﻫﺎ ؟
ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺢ ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ؟ .. ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺴﻨﺎ ﻭ ﺟﻤﺎﻻ ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﺟﻤﻴﻼﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍﺕ ﻣﺜﻠﻬﺎ ، ﻳﺴﺘﻄﻌﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻦ ﻟﻪ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﻦ ﺑﻞ ﻭ ﻳﻌﻤﻠﻦ ﻋﻠﻲ ﺇﺭﺿﺎﺋﻪ ﻭ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﻃﺒﻌﺎ ..
ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ، ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺮﻱ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ؟ .. ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺠﺒﻪ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ؟ .. ﺇﻧﻬﺎ ﺗﻜﺮﻫﻪ ﻭ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻨﻪ ، ﻭ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﺼﺮﺡ ﻟﻪ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻨﺤﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺸﺪﻫﺎ ، ﺃﻡ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻲ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﺫﻻﻟﻬﺎ ؟ .. ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪﻩ ؟ .. ﻫﻞ ﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﻭ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﻟﻪ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺴﻜﻪ ﺑﻬﺎ ؟ ﻫﻞ ﻫﺪﺍ ﺷﻴﺌﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺪﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﻪ ؟؟
ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ .. ﺃﻃﺮﻗﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻫﻤﺎ ﻭ ﺣﺰﻧﺎ ، ﻭ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﺠﺪﺩﺍ ..
ﺇﺭﺗﺪﺕ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ، ﻭ ﻗﻤﻴﺺ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻘﻄﻨﻲ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ ﻋﻠﻲ ﺟﻠﺪﻫﺎ ، ﻭ ﺯﺣﻔﺖ ﺗﻌﺒﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ..
ﻭ ﻋﺒﺜﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻘﺪﺭ .. ﺭﻏﻢ ﺇﺟﻬﺎﺩﻫﺎ ﻭ ﺗﻌﺒﻬﺎ ، ﻇﻠﺖ ﺗﺘﻘﻠﺐ ﻭ ﺗﻐﻴﺮ ﺃﻭﺿﺎﻋﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ، ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻭﺿﻌﺎ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺍﻟﻨﻮﻡ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﺘﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻟﻨﻮﻡ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ..
ﻧﻌﻢ ، ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺤﻔﻆ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻪ ﻭ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ ، ﺣﺘﻲ ﺻﻮﺕ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ، ﺑﺎﺕ ﺷﻲﺀ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻤﻴﻴﺰﻩ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ..
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﻢ ﺗﻨﻔﺴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﺼﺖ ﺇﻟﻲ ﺗﺤﺮﻛﺎﺗﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﻌﺪ ﻫﻮ ﻭ ﺟﻠﺲ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﺘﻪ ..
ﻣﺮﺕ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﻗﺐ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﺩﻫﺮﺍ ، ﺗﺨﺸﻲ ﻣﺎ ﻳﻀﻤﺮ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻭ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﺗﺨﺸﻲ ﻟﻮ ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﻀﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻌﻪ ، ﻓﻬﻲ ﺍﻷﻥ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪﺓ ، ﻭ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻮﺿﻊ ﻳﺸﺠﻌﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺘﻪ ..
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺳﻮﻱ ﻳﺪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﻣﺘﺪﺕ ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻟﺘﺮﺑﺖ ﺑﺮﻗﺔ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﻋﻤﺔ ..
ﺑﺠﻬﺪ ﺟﻬﻴﺪ ، ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻲ ﻫﺎﺩﺋﺔ ، ﻭ ﻟﻢ ﺗﺒﺪﻱ ﺃﻱ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺔ ﻭ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ ..
ﻟﻤﺴﺔ ﻳﺪﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﺪﺋﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻳﺒﻌﺚ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺰﻋﺔ ﺗﺒﻌﺚ ﺍﻟﺬﻋﺮ ..
ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﺘﻨﻬﺪ ﺑﺜﻘﻞ ، ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﻔﻴﺾ ﻫﺎﺩﺉ :
- ﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﺍﺗﻤﻨﻴﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﺩ ﻣﺎ ﺍﺗﻤﻨﻴﺖ ﺍﻧﺘﻘﻢ ﻣﻦ ﺍﺑﻮﻛﻲ ، ﻣﺶ ﺑﺲ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﺼﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﺑﻮﻳﺎ ﻭ ﺧﺪ ﻣﻨﻪ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻭ ﺷﺮﺩﻧﺎ .. ﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎﻥ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻴﺎ .. ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺶ ﻗﺎﺑﻼﻧﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ، ﻭ ﻻ ﺣﺘﻲ ﺣﺪ ﻗﺒﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻘﺒﻠﻨﻲ .
ﺻﺪﻣﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ، ﻭ ﺃﺭﺍﺩﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﺳﻞ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ، ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ، ﺗﺎﺑﻊ ﻛﻼﻣﻪ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺸﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ :
- ﺍﺑﻮﻛﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﻣﻮﺕ ﺍﺑﻮﻳﺎ .. ﻭ ﻫﻮ ﺑﺮﺩﻭ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺦ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﺘﺨﺎﻓﻲ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺑﺘﻘﺮﻓﻲ ﺗﺒﺼﻲ ﻓﻲ ﻭﺷﻪ .. ﺍﺑﻮﻛﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻲ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .
ﺷﻌﺮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺮﺟﻔﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﺍﻷﻥ ﻭ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﺍﻟﻤﺂﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ..
ﺗﺮﻛﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ ، ﻭ ﺃﺻﻐﺖ ﺇﻟﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﻪ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﻮ ﺑﻘﺴﻮﺓ :
- ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﺕ ﺍﺛﺒﺖ ﻧﻔﺴﻲ ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺟﻤﻌﺖ ﻣﻼﻳﻴﻦ .. ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻳﺪﻱ ﺍﺭﺟﻊ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﺗﺎﻧﻲ .. ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻋﻤﻞ ﺗﺠﻤﻴﻞ ﻟﻠﺤﺮﻕ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻲ ﻭﺷﻲ .. ﺑﺲ ﺍﻧﺎ ﺭﻓﻀﺖ ، ﻣﺎﺭﺿﺘﺶ ﺍﻣﺤﻲ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻀﻠﺖ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺳﻨﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﻨﺖ ﺑﺒﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺍﻳﺎ ﻭ ﺃﺷﻮﻓﻬﺎ ، ﺑﻔﺘﻜﺮ ﺍﺑﻮﻳﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺎﺕ ﺑﺤﺴﺮﺗﻪ ﻭ ﺍﺑﻮﻛﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻧﺼﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺍﺳﺘﺤﻞ ﻓﻠﻮﺳﻪ .. ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻳﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﺎﺩﻱ ﻭ ﻻ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺫﺭﺓ ﺍﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ .. ﺍﺑﻮﻛﻲ ﻳﺴﺘﺎﻫﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻪ ، ﻭ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻠﻪ ﻛﻤﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﻴﻞ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻑ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻢ :
- ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﻟﻴﺎ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻣﻠﻜﻲ ﺍﻧﺎ ﻟﻮﺣﺪﻱ ، ﺍﻧﺘﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﺍﻟﻠﻲ ﻻﺯﻡ ﺍﺧﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺷﻔﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ، ﻭ ﻫﺎﺧﺪﻫﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﻲﺀ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻧﺒﺮﺗﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﺷﺮﺱ ، ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻋﺎﺩ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ :
- ﺍﻧﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ .. ﺍﻧﺎ ﺑﺤﺒﻚ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﺑﺤﺒﻚ ﻭ ﺍﻭﻋﺪﻙ ﻫﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻭ ﻫﻔﻀﻞ ﺍﺣﻤﻴﻜﻲ ﻻﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻱ ، ﺳﻮﺍﺀ ﺭﺿﻴﺘﻲ ﺍﻭ ﺭﻓﻀﺘﻲ ، ﻃﻮﻝ ﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻳﺶ ﻋﻠﻲ ﻭﺵ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ .. ﻣﺶ ﻫﺴﻤﺢ ﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻨﻚ ﺍﻭ ﻳﺂﺫﻳﻜﻲ ، ﻭ ﻻ ﺣﺘﻲ ﺍﻧﺎ .
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﺗﺪﺍﻫﻤﺖ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺗﺪﻓﻘﺖ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﺇﻟﻲ ﻋﻘﻞ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻬﺎ ، ﺣﺘﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﺒﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻨﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ..
ﺍﻷﻥ ﺇﺗﻀﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻤﺒﻄﻦ ، ﻭ ﻓﻲ ﻟﻤﺤﺔ ، ﻭﻣﻀﺖ ﺑﻤﺨﻴﻠﺘﻬﺎ ﺫﻛﺮﻱ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ " ﻛﻼﻣﻚ ﻣﺄﺛﺮﺵ ﻓﻴﺎ ، ﺇﻧﻤﺎ ﺇﺳﺘﻔﺰﻧﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ .. ﻭ ﻧﺼﻴﺤﺘﻲ ﻟﻴﻜﻲ ﻟﻮ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺗﺘﺼﺪﻣﻲ ﺍﻭﻱ ﻓﻲ ﺍﺑﻮﻛﻲ ﺑﻄﻠﻲ ﺗﺴﺘﻔﺰﻳﻨﻲ " ..
ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻨﻮﻡ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻥ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﻴﻘﻨﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻭ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﻟﻦ ﺗﺬﻕ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻨﻮﻡ ..
*************************************
ﺇﺳﺘﻌﺎﺩ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭﻋﻴﻪ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ، ﻭ ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺘﺜﺎﻗﻞ ﻋﻠﻲ ﺃﺛﺮ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﺧﺪﻳﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺼﺪﺭﻫﺎ ﻛﻒ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺍﻟﺨﺸﻦ ..
ﺗﺄﻭﻩ ﺑﺂﻟﻢ ، ﻭ ﺟﺎﺏ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﻟﻴﺠﺪ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ " ﺳﺎﻟﻢ " ﻳﻘﻔﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻨﻪ ، ﻭ " ﺣﻨﺔ " ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻼ ﺣﺮﺍﻙ ..
ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻥ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻪ ﺑﺎﻷﻋﻴﻦ ، ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻠﻘﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺴﺮﺓ ﻭ ﺁﻟﻢ ﻳﻤﺰﻗﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ، ﺣﺘﻲ ﺇﻧﺴﺎﺑﺖ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻏﺰﻳﺮﺓ ..
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺫﺍﺕ ﺩﻻﻟﺔ ﻭﺍﻫﻴﺔ ، ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻧﺎﺷﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺍﻹﺳﺘﻐﺎﺛﺔ .. ﺍﻹﺳﺘﻐﺎﺛﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﻴﺒﺘﻬﺎ ، ﻣﻦ ﺻﺪﻣﺘﻬﺎ ..
ﺭﺍﺣﺖ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻏﺰﺍﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺧﺪﻳﻬﺎ ، ﺣﺘﻲ ﻧﺸﺒﺖ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ..
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻫﺐ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﺒﺜﺎ ﺛﻤﺔ ﺷﻲﺀ ﺃﻋﺎﻕ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ..
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻧﻔﺴﻪ ، ﻓﺈﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺤﺒﻞ ﺳﻤﻴﻚ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ، ﺗﺸﻨﺠﺖ ﻋﻀﻼﺕ ﺟﺴﺪﻩ ﺇﻧﻔﻌﺎﻻ ، ﻭ ﺃﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻏﻀﺒﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﺑﻨﻈﺮﺍﺗﻪ ﺑﻴﻦ " ﺳﺎﻟﻢ " ﻭ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻡ ﻧﺤﻮﻩ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﻭ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ، ﺷﺎﻣﺘﺔ ﺗﻌﻠﻮ ﻭﺟﻬﻪ ..
ﺯﻣﺠﺮ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﻌﻨﻒ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﻤﻪ ﺍﻟﺪﺍﻣﻲ ، ﺃﺛﺮ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ :
- ﻫﺘﺪﻓﻌﻮﺍ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ ﺗﻤﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﺘﻮﻩ ﻓﻲ ﺣﻨﺔ ﻭ ﻓﻴﺎ ، ﻣﺶ ﻫﺴﻴﺒﻜﻮﺍ ، ﻣﺶ ﻫﺮﺣﻤﻜﻮﺍ .
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻋﻠﻴﻪ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﺠﻠﺠﻠﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻐﺮﺱ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺍﻟﺜﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﺒﺎﺳﻤﺔ ، ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﻛﻼﻣﻚ ﻭﺳﻊ ﻣﻨﻚ ﺍﻭﻱ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺩﻱ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﺎﺷﺎ .
ﻭ ﺇﺳﺘﺤﺎﻟﺖ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭ ﺍﻟﻐﻴﻆ ، ﻛﻤﺎ ﺇﻛﺘﺴﺒﺖ ﻧﺒﺮﺓ ﺻﻮﺗﻪ ﺭﻧﺔ ﺣﻘﺪ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻀﻴﻒ :
- ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺶ ﻫﺎﺳﻴﺒﻚ .. ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺶ ﻫﺮﺣﻤﻚ ، ﻻ ﺍﻧﺖ .. ﻭ ﻻ ﻫﻲ .. ﻫﺨﻠﺺ ﻋﻠﻴﻜﻮﺍ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ ﺑﺈﻳﺪﻳﺎ ﺩﻭﻝ .
ﺑﺼﻴﺤﺔ ﺟﺒﺎﺭﺓ ﻣﻦ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺣﺬﺭﻩ :
- ﻟﻮ ﻣﺪﻳﺖ ﺍﻳﺪﻙ ﺍﻟﻘﺬﺭﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﺑﺲ ﻫﻘﺘﻠﻚ ، ﺍﻧﺎ ﻫﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻟﺤﻤﻚ ﺣﺘﺖ ﻭ ﺍﺭﻣﻴﻪ ﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺗﺮﻣﺮﻡ ﻓﻴﻪ .
ﻋﺎﺩ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻭ ﻗﻬﻘﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻳﺴﺨﺮ ﻣﻦ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ..
ﺛﻢ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲ " ﺣﻨﺔ " ﻭ ﺳﺎﺭ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺑﺒﻂﺀ ..
ﺭﻣﻘﻪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻗﻠﻖ ﻭ ﺗﻮﺟﺲ ، ﻭ ﻗﺪ ﺳﺮﺕ ﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﺪﻧﻪ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺤﻨﻲ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺑﺠﺰﻋﻪ ﻭ ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ، ﻭ ﺇﻗﺘﻠﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺳﻂ ﺻﺮﺍﺧﻬﺎ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ..
ﺇﻧﻘﻠﺐ ﺗﻮﺟﺲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺧﻮﻓﺎ ، ﻭﺻﺎﺡ ﺑﻪ :
- ﻧﺰﻝ ﺍﻳﺪﻙ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺎ ﻛﻠﺐ ، ﺳﻴﺒﻬﺎ ، ﺣﺴﺎﺑﻚ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﻌﺎﻫﺎ .. ﺑﻘﻮﻟﻚ ﺳﻴﺒﻬﺎ .
ﺷﻌﺮ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﺃﻃﻔﺄﺕ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺻﺪﺭﻩ ﺍﻟﻤﺘﺂﺟﺠﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺣﻘﻖ ﻧﺼﻒ ﺇﻧﺘﻘﺎﻣﻪ ، ﻭ ﻫﻮ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻛﻼ ﻣﻦ " ﺣﻨﺔ " ﻭ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ..
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻷﺧﺮ .. ﺗﻘﺪﻡ " ﺳﺎﻟﻢ " ﻣﻦ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﻗﺎﻃﻌﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﺍﻭﻟﻲ ﺑﺪﻡ ﺍﺧﺘﻲ ﻳﺎ ﻋﺒﻴﺪ ، ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻻﺯﻡ ﺍﻏﺴﻞ ﻋﺎﺭﻱ ﺑﺈﻳﺪﻳﺎ .
ﺛﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻧﺤﻮ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﺃﺿﺎﻑ :
- ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ﺩﻩ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰﻩ .. ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻲ ﺩﻱ ﺗﺨﺼﻨﻲ ﺍﻧﺎ ، ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻘﺘﻠﻬﺎ ﺑﺈﻳﺪﻱ .
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺻﺎﻣﺘﺎ ﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ، ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ..
ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ، ﺇﺳﺘﻘﺮ ﺭﺃﻳﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻋﻠﻲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ..
ﻓﺘﺮﻙ " ﺣﻨﺔ " ﻟﺸﻘﻴﻘﻬﺎ ، ﻭ ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .. ﺩﺱ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻴﺐ ﺑﻨﻄﺎﻟﻪ ﺍﻟﺮﺙ ، ﻭ ﺃﺧﺮﺝ ﺁﻟﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻞ ..
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻣﺘﺸﻔﻴﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻠﻮﺡ ﺑﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻭﺟﻪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ :"
- ﺷﻔﺖ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻴﻪ ؟ .. ﺷﻔﺖ ؟ .. ﻋﻤﺮﻙ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺨﻴﻞ ﺍﻥ ﻧﻬﺎﻳﺘﻚ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﺯﻳﻲ ؟؟ !
ﻭ ﻫﻨﺎ ، ﺇﻧﺘﺒﻪ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺇﻟﻲ ﺻﻮﺕ " ﺣﻨﺔ " ﺍﻟﻤﺘﺤﺸﺮﺝ ﻭ ﺍﻟﻤﻤﺘﺰﺝ ﺑﺪﻣﻮﻋﻬﺎ ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﻣﺮﻭﺍﻥ .. ﺑﺤﺒﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ، ﻭ ﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﺣﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺣﺪ ﺍﺩﻙ ، ﻭ ﻣﺶ ﻧﺪﻣﺎﻧﺔ ﺍﻧﻲ ﺣﺒﻴﺘﻚ .
ﺃﺛﺎﺭﺕ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﻏﻀﺐ ﺃﺧﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﺭﻡ ﻭ ﺍﻟﺪﻓﻴﻦ ﺣﺘﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺇﻻ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ﺑﻨﻄﺎﻟﻪ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻛﺎﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﻳﺪ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺗﻤﺎﻣﺎ ..
ﻭ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ، ﺿﻐﻂ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻒ ﺷﻘﻴﻔﺘﻪ ﺣﺘﻲ ﺳﻘﻄﺖ ﺃﺭﺿﺎ ﻋﻠﻲ ﺭﻛﺒﺘﻴﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺇﺟﻨﺬﺏ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﻴﻼﺕ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ..
ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ﻭ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ، ﻏﺮﺱ ﺍﻟﻨﺼﻞ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﺑﻌﻨﻘﻬﺎ ، ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﻭﺭﻳﺪﻫﺎ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻭ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻮﺭﻳﺪ ﺍﻷﻳﺴﺮ ..
ﻛﺎﺩﺕ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺗﺬﻫﺐ ﺑﻌﻘﻞ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " .. ﺗﻘﻠﺼﺖ ﻗﺴﻤﺎﺕ ﻭﺟﻬﻪ .. ﻭ ﺟﺤﻈﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺟﺤﻮﻇﺎ ﻣﺨﻴﻔﺎ .. ﻭ ﺇﺭﺗﻌﺶ ﻓﻜﻪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﻤﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻕ !!!
ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﻖ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭ ﺻﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎ ﻫﺴﺘﻴﺮﻳﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩﻩ ﺑﻼ ﺟﺪﻭﻱ :
- ﻷﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍ ، ﻷﺍﺍﺍﺍﺍ .. ﺣﻨﺔ .. ﺣﻨﺔ ﻻﺍﺍﺍﺍﺍﺍ ، ﻳﺎ ﻭﻻﺩ ﺍﻟـ *** ﻳﺎ ****** ﻳﺎ ﻭﻻﺩ ﺍﻟـ *** ، ﻟﻴﻴﻴﻴﻴﻪ ؟ ﻟﻴﻴﻴﻪ ؟ ﺣﻨﺔ .. ﺣﻨﺔ ﻻﺍﺍﺍ !!!
ﺗﺮﻙ " ﺳﺎﻟﻢ " ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﺗﺴﻘﻂ ﺃﺭﺿﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﺰﻑ ﺩﻣﺎ ﻏﺰﻳﺮﺍ ﻣﻦ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻣﻸ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﺒﻘﻌﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ، ﻇﻠﺖ ﺗﺘﻠﻮﻱ ﻭ ﺗﺘﺸﻨﺞ ﻗﻠﻴﻼ ، ﺣﺘﻲ ﺧﺒﺖ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻭ ﻏﺎﺑﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﺑﺪ ..
ﺇﺗﺴﻌﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﻋﺒﻴﺪ " ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ، ﺛﻢ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﺒﺘﻬﺠﺎ :
- ﻣﻨﻈﺮ ﺣﻠﻮ .. ﺻﺢ ؟؟
ﻛﺎﻥ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﻴﺮ ﺍﻹﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻌﺼﺒﻲ ، ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺠﻦ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺎﺑﻊ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺑﻐﺒﻄﺔ :
- ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﺶ .. ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﻫﺘﻤﻮﺕ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺩﻱ .
ﻭ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻲ " ﺳﺎﻟﻢ " ﺣﺘﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻴﻌﺎﻭﻧﻪ ، ﻭ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ، ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻋﻦ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﻓﻚ ﺃﺳﺮﻩ ..
ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻣﺴﻜﻪ " ﺳﺎﻟﻢ " ﻣﻦ ﻛﻼ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭ ﺃﻭﻗﻔﻪ ﻋﻠﻲ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﻫﺼﻔﻴﻚ ﻋﺎﻷﺧﺮ .. ﻫﺴﻴﺒﻚ ﺗﻔﻀﻞ ﺗﻨﺰﻑ ﻛﺪﻩ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺗﻤﻮﺕ .. ﻫﺘﻤﻮﺕ ﺑﺎﻟﺒﻄﻲﺀ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻴﻪ .
ﻭ ﺑﻌﻨﻒ ، ﻏﺮﺱ ﺍﻵﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﺑﻤﻨﺘﺼﻒ ﻣﻌﺪﺗﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .. ﺃﻃﻠﻖ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺁﻧﺔ ﻣﺨﺘﻨﻘﺔ ، ﺧﺎﻓﺘﺔ .. ﻓﺒﺎﻏﺘﻪ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺑﻄﻌﻨﺔ ﺃﺧﺮﻱ ﺑﻤﻌﺪﺗﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ ﺑﻀﺤﻚ :
- ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﻧﻮﻟﺖ ﺷﺮﻑ ﻗﺘﻠﻚ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺑﻴﻪ .. ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺴﺠﻦ ، ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﺍﺗﻌﺪﻣﺖ ، ﺍﺩﻳﻨﻲ ﻧﻀﻔﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﻭﺳﺎﺧﺘﻚ ﻭ ﺟﺒﺮﻭﺗﻚ .. ﻭ ﺍﺑﻮﻙ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻪ ، ﺍﻟﻠﻲ ﺭﻓﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺤﺠﺮ ، ﺍﻛﻴﺪ ﻫﻴﺸﻜﺮﻧﻲ ﺍﻧﻲ ﻗﺘﻠﺘﻚ .. ﺍﻭﻣﺎﻝ ﺍﻳﻪ ، ﻣﺶ ﺭﻳﺤﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﻕ ، ﻋﺎﺻﻲ ﻭ ﺭﺟﻌﺘﻠﻪ ﻓﻠﻮﺳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﻧﻬﺒﺘﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭ ﺩﻭﺭﺕ ﺗﺘﺴﺮﻣﺢ ﺑﻴﻬﺎ ﻭ ﺗﻀﺤﻚ ﻋﻠﻲ ﻋﻘﻮﻝ ﺑﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ﻭ ﻫﻨﺎ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﺼﺎﺏ " ﺳﺎﻟﻢ " ﻗﺪ ﺃُﺗﻠﻔﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻓﺤﺚ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﺠﻒ ﻧﺴﺒﻴﺎ :
- ﻳﻼ ﻳﺎ ﻋﺒﻴﺪ .. ﺧﻠﺺ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺧﻠﻴﻨﺎ ﻧﻤﺸﻲ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺣﺪ ﻳﺠﻲ ﻳﻈﺒﻄﻨﺎ .
ﺇﻗﺘﺮﺏ " ﻋﺒﻴﺪ " ﺑﻔﻤﻪ ﻣﻦ ﺃﺫﻥ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻭ ﻫﻤﺲ ﺷﺎﻣﺘﺎ :
- ﻟﻤﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﺗﺸﻮﻓﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ .. ﺍﺑﻘﻲ ﺳﻠﻤﻠﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﺍﻟﺰﺍﻧﻴﺔ ، ﺍﻟﺨﺎﻳﻨﺔ !
ﻭ ﺳﺪﺩ ﻟﻪ ﺍﻟﻄﻌﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﻨﺒﻪ ﺍﻷﻳﺴﺮ ... !!!!
ﻳﺘﺒﻊ ...

المظفار والشرسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن