ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺗﺠﻮﺩ ﺑﻜﻞ ﻣﻄﺮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﻠﻜﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﻘﻠﻴﻞ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﻗﻒ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻳﻌﺪﻝ ﻫﻨﺪﺍﻡ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮﺓ ، ﻭ ﻳﺮﺵ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﻋﻨﻘﻪ ﻋﻄﺮﻩ ﺍﻟﺰﻛﻲ ﺍﻟﻨﻔﺎﺫ ..
ﻛﺎﻧﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﺠﻠﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻮﻕ ﺍﻵﺭﻳﻜﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ، ﺗﻄﺎﻟﻊ ﺇﺣﺪﻱ ﻣﺠﻼﺕ ﺍﻷﺯﻳﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺿﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﻠﺒﺘﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻟﺘﺴﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺃﺣﻀﺮﻫﺎ ﻟﻬﺎ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻗﺒﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻼﺣﻆ ﻫﻮ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻠﺼﺼﺘﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻭ ﻛﻢ ﺇﻏﺘﺎﻇﺖ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ، ﻓﺪﺍﺭﺕ ﺑﻌﻘﻠﻬﺎ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ..
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ؟ .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﻮ ﻣﺘﺂﻧﻖ ﻫﻜﺬﺍ ؟ .. ﻟﻤﺎ ﻳﻨﺜﺮ ﻋﻄﺮﻩ ﺍﻟﺠﺬﺍﺏ ﺑﻐﺰﺍﺭﺓ ﺣﻮﻝ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﻋﻨﻘﻪ ؟؟
ﺃﻫﻮ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻮﻋﺪ ؟ .. ﻭ ﻟﻜﻦ ﺃﻱ ﻣﻮﻋﺪ ؟؟
ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺂﺧﺮ ﺟﺪﺍ ﺍﻵﻥ .. ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻣﺘﺠﻬﻤﺔ ﻭ ﺗﻤﻄﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭ ﺍﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﺗﻌﻢ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ..
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﻋﻤﻞ .. ﺇﺳﺘﺒﻌﺪﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ..
ﻭ ﺗﺸﺒﺜﺖ ﺑﺎﻹﺣﺘﻤﺎﻝ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ .. ﺇﻧﻪ ﺳﻴﺬﻫﺐ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪﺍ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﺮﻱ ﻣﺎ ﻛﻴﻨﻮﻧﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ؟ .. ﺃﻫﻲ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺃﻡ ﺭﺟﻞ ؟؟
ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺇﻣﺮﺃﺓ .. ﻭ ﺇﻻ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻗﺔ ؟؟ !!
ﺇﺳﺘﺸﺎﻁ ﻋﻘﻠﻬﺎ ﻏﻴﻈﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ..
ﻓﺘﺤﻔﺰﺕ ﻓﻲ ﺇﺗﻜﺎﺀﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺨﻤﻠﻴﺔ ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻟﻴﺴﻤﻊ ﻭ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺟﺎﻓﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﺎﺭﺡ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ :
- ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ﺭﺍﻳﺢ ﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺩﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺩﻱ ﻭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺘﺸﺘﻲ ﺑﺮﺍ ؟؟ !
ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﺪﻝ ﻳﺎﻗﺔ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺍﻟﻜﺤﻠﻲ ﺍﻟﻀﻴﻖ ، ﺛﻢ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﻨﺒﺮﺗﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ :
- ﺑﺘﻘﻮﻟﻲ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟ !
ﺗﺂﻓﻔﺖ ﺿﺠﺮﺓ ، ﻭ ﻛﺮﺭﺕ ﺳﺆﺍﻟﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺑﺘﻜﺒﺮ ﻭ ﻋﻨﻔﻮﺍﻥ :
-- ﻛﻨﺖ ﺑﻘﻮﻝ ﻫﺘﺨﺮﺝ ﺗﺮﻭﺡ ﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺩﻩ ﻭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺘﺸﺘﻲ ﺑﺮﺍ ؟ !
ﺇﻟﺘﻮﻱ ﻃﺮﻑ ﻓﻤﻪ ﻓﻲ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﻟﻴﻪ ؟ .. ﺍﻗﺼﺪ ﻣﻦ ﺍﻣﺘﻲ ﺑﺘﻬﺘﻤﻲ ﻳﻌﻨﻲ ؟؟ !!
ﻟﻢ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ .. ﻓﻘﻂ ﺣﻤﻠﻘﺖ ﻓﻴﻪ ﺻﺎﻣﺘﺔ ، ﻓﺈﺗﺨﺬ ﺍﻟﺨﻄﻲ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﺣﺘﻲ ﺟﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻵﺭﻳﻜﺔ ..
ﺛﻢ ﻣﺎﻝ ﺻﻮﺑﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﺪﺍﻋﺒﺎ :
- ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺑﺘﻐﻴﺮﻱ ﻋﻠﻴﺎ ﻣﺜﻼ !
ﺑﺈﺳﻠﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺘﻐﻄﺮﺱ ﺭﺩﺕ :
- ﻫﻪ ! .. ﺍﻧﺎ ﺍﻏﻴﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻧﺖ ؟؟ !!
ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻲ ﺷﻌﺮﻫﺎ ، ﻭ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺇﺣﺪﻱ ﺧﺼﻴﻼﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﻘﺮﺍﺀ ، ﻭ ﻳﻠﻔﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﺇﺻﺒﻌﻪ ، ﺛﻢ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﻣﺜﻴﺮ :
- ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﺭﺍﻳﺢ ﺍﺧﻮﻧﻚ ﻓﻲ ﺣﺘﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻧﺎ ﻣﻮﺍﻋﺪ ﻓﺘﺎﺓ ﻟﻴﻞ ﺍﻧﺰﻝ ﺍﻗﺎﺑﻠﻬﺎ ﺗﺴﺪﻟﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﺑﺪﺍﻟﻚ .. ﺍﻧﺎ ﺭﺍﻳﺢ ﻣﺸﻮﺍﺭ ﻣﻬﻢ ﺍﻭﻱ ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ ﺁﺟﻠﻪ ﺍﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﻛﺪﻩ .
ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﺃﺧﺮ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ، ﻭ ﺭﺩﺕ ﺑﻠﺒﺎﻗﺔ ﻭﻗﺤﺔ :
- ﺍﻧﺖ ﺳﺎﻓﻞ ﻭ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻻﺩﺏ !
ﺿﺤﻚ ﺑﻤﺮﺡ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
- ﺷﻜﺮﺍ .
ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻤﺴﻬﺎ ﺑﻄﺮﻑ ﺇﺻﺒﻌﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ :
- ﻗﻮﻟﺘﻴﻠﻲ ﺍﺟﻴﺒﻠﻚ ﻣﺠﻼﺕ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﻬﺎ ، ﻗﻠﺖ ﻭ ﻣﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻲ ﻧﺼﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎﻭﻱ ﻭ ﺍﻛﻴﺪ ﺛﻘﺎﻓﺘﻚ ﻓﺮﻧﺴﺎﻭﻱ ﺑﺮﺩﻭ .. ﻟﻜﻦ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺑﻴﻜﺘﺒﻮﺍ ﺑﺎﻟﺸﻘﻠﻮﺏ !
ﺇﻧﺘﺒﻬﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ..
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻭ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺗﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﺗﺒﺎﻙ ، ﻓﻜﺘﻢ ﺿﺤﻜﺔ ﺃﺧﺮﻱ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺎﻫﻪ ، ﻟﺘﻘﺬﻑ ﺑﺎﻟﻤﺠﻠﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﻐﺘﺎﻇﺔ ﻭ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ..
ﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﺼﺮﺍﻋﻴﻪ ، ﻟﻴﺼﻄﺪﻡ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﻬﻮﺍﺋﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ..
ﺃﻗﺸﻌﺮ ﺑﺪﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻘﻴﻊ ﺍﻷﺷﻴﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺧﺘﺮﻕ ﺟﻠﺪﻫﺎ ﻭ ﻟﺤﻤﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﺑﻠﻎ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎﻧﺪﺕ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺑﻘﻴﺖ ﺭﺍﺳﺨﺔ ﺑﻤﻜﺎﻧﻬﺎ .. ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﻈﻠﻤﺘﻪ ﻭ ﻻ ﻳﺸﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ..
ﺁﺗﻲ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﻭ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻜﺘﻔﻴﻬﺎ ﺻﺎﺋﺤﺎ :
- ﺑﺘﻌﻤﻠﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ؟ .. ﺍﺩﺧﻠﻲ ﺟﻮﺍ ﻫﺘﺎﺧﺪﻱ ﺑﺮﺩ ﻛﺪﻩ .
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ ، ﻓﺘﻤﻠﺼﺖ ﻣﻨﻪ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻐﻤﻐﻢ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺨﻨﻮﻕ :
- ﺍﻭﻋﻲ ﻛﺪﻩ .. ﺍﻧﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﺻﻼ ؟ .. ﺳﻴﺒﻨﻲ .
- ﺍﻳﻪ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻟﻲ ﺩﻱ ؟ .. ﻷ ﻣﺎﻟﻲ ﻭ ﻧﺺ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺘﻲ .
ﻭ ﻃﻮﻕ ﺧﺼﺮﻫﺎ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ، ﺛﻢ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﺳﺤﺒﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ..
ﺣﺎﻭﻟﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺃﻥ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻭ ﺗﺸﺪ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﻋﺪﻳﻪ ﻟﺘﻐﺮﺯ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷﺭﺽ ، ﺃﻭ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ .. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﻮﻳﺎ ﻛﺎﻟﻮﺣﺶ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻟﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﻓﺄﺓ ، ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻟﻴﻐﻠﻖ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ..
ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ .. ﻓﺘﻮﻗﻌﺖ ﻛﻼﻡ ﻓﻮﻻﺫﻱ ﻣﻨﻪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﺎﺟﺌﻬﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
- ﺑﻄﻠﻲ ﺗﺂﺫﻱ ﻧﻔﺴﻚ .
ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺠﺪﻳﺔ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﻭ ﻻ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﻠﻤﺰﺍﺡ ﻓﻲ ﻧﺒﺮﺓ ﺻﻮﺗﻪ ..
ﺇﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻜﺮﺭﻫﺎ :
- ﺑﻄﻠﻲ ﺗﺂﺫﻱ ﻧﻔﺴﻚ .
ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻋﺔ ، ﻭ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ .. ﻟﻴﻮﺍﺻﻞ ﺑﺒﺤﺔ ﻣﺆﺛﺮﺓ :
- ﺍﻧﺎ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻗﺪﺭ ﺍﺗﺤﻤﻞ ﺍﺷﻮﻓﻚ ﺗﻌﺒﺎﻧﺔ ﺍﻭ ﻓﻴﻜﻲ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﺍﺧﺴﺮﻙ ﺍﺑﺪﺍ ، ﺍﺑﺪﺍ .. ﺍﺭﺟﻮﻛﻲ ﺣﺎﻓﻈﻲ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻚ .. ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻜﻲ .
ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﺧﺪﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻣﺴﺒﻘﺎ ﻟﻴﺰﻳﺪﻫﺎ ﺣﻤﺮﺓ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﺑﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﻴﻮﻧﻪ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﺍﻟﻼﻣﻌﺔ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺷﻲﺀ ﺭﺁﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻃﻼﻕ ، ﻭ ﻫﻲ ﺣﻘﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻪ .. :
- ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﻭ ﺍﻟﻠﻪ !
ﻫﻤﺲ .. ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ، ﺛﻢ ﺇﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﺍﻩ ، ﻭ ﺃﺣﺎﻁ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻜﻔﻴﻪ ..
ﺛﻢ ﻃﺒﻊ ﺑﺮﻓﻖ ﻗﺒﻠﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺟﺪﺍ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺭﺩﻳﺘﻴﻦ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﺧﺎﺋﻒ ﺃﻥ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﻣﻨﻪ ..
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺤﺐ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﺭﻗﺎﻭﻳﻦ :
- ﺍﻧﺎ ﺑﺤﺒﻚ .. ﺑﺤﺒﻚ .
ﻭ ﻃﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ ﺃﺧﺮﻱ ﻋﻠﻲ ﺟﺒﻬﺘﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻠﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻭ ﻣﻄﻮﻟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ..
ﺇﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﺧﻴﺮﺍ .. ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﻐﻤﻀﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ، ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ..
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ .. ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻣﻌﻄﻔﻪ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ، ﺛﻢ ﻳﺮﺗﺪﻳﻪ ﻭ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺬﺑﺔ :
- ﻣﺶ ﻫﺘﺂﺧﺮ .. ﺳﺎﻋﺘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻜﺘﻴﺮ ﻭ ﻫﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎ ، ﻧﺎﻣﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﻛﻮﻳﺲ ﻭ ﺯﻱ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻚ .. ﺧﺪﻱ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ .
******************************************
ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻲ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺗﺠﻒ ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻋﺒﺮ ﻫﺎﺗﻔﻬﻪ ﻓﻲ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭ ﺍﻟﺘﺂﺛﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﻨﻒ ..
ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺇﻧﺘﻬﺖ ، ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻬﺎ :
- ﺍﺯﺍﻱ ﻳﻔﻀﻞ ﺣﺎﺑﺴﻚ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺩﻱ ﻛﻠﻬﺎ ؟ .. ﻭ ﺑﺘﻘﻮﻟﻲ ﻳﺎﺑﺎﻛﻲ ﻭﺍﻓﻘﻪ ؟ ﻟﻴﻪ ؟ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻗﺎﺻﺮ ﻭ ﻻ ﻃﻔﻠﺔ ؟ .. ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﺯﺍﻱ ﻳﻤﺪ ﺍﻳﺪﻩ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﺑﺎﻟﻬﻤﺠﻴﺔ ﺩﻱ ؟؟ !!
ﻭﺍﺻﻠﺖ ﺑﻜﺎﺀﻫﺎ ﺍﻟﺤﺎﺭ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻬﻘﺎﺗﻬﺎ :
- ﺍﻧﺎ ﺑﺲ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻀﻴﻘﻨﻲ ﺍﻧﻪ ﺳﺤﺐ ﻣﻨﻲ ﺍﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻗﺪﺭ ﺍﻭﺻﻠﻚ ﺑﻴﻬﺎ .. ﺍﻧﺎ ﺑﻜﻠﻤﻚ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻣﻦ ﺗﻠﻴﻔﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﺮﻋﻮﺑﺔ ﻳﺎ ﺷﻬﺎﺏ ، ﻭ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﺨﻮﻓﻨﻲ ﺍﻛﺘﺮ ﺗﻬﺪﻳﺪﻩ .. ﺩﻩ ﺣﺎﻟﻒ ﺍﻧﻪ ﻟﻮ ﻭﺻﻠﻚ ﻫﺎﻳﺂﺫﻳﻚ ... ﺍﺣﻨﺎ ﻻﺯﻡ ﻧﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻳﺎ ﺷﻬﺎﺏ ﻭ ﺍﻻ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻫﺘﻜﺒﺮ ﻭ ﺍﺧﻮﻳﺎ ﻣﺶ ﻫﻴﺴﻜﺖ ﺍﻧﺎ ﻋﺎﺭﻓﺎﻩ .
ﺇﺯﺩﺍﺩﺕ ﺣﺪﺓ ﻏﻀﺒﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩ :
- ﺑﻼﺵ ﻛﻼﻡ ﻓﺎﺭﻍ ﻧﺴﻴﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﻭ ﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﺧﻮﻛﻲ ﺩﻩ ﻣﺎﻳﻘﺪﺭﺵ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﺻﻼ ، ﺍﻧﺘﻲ ﻟﺴﺎ ﻣﺎﺗﻌﺮﻓﻴﺶ ﺍﻧﺎ ﻣﻴﻦ .. ﻃﺐ ﺧﻠﻴﻪ ﻳﻬﻮﺏ ﻧﺎﺣﻴﺘﻲ ﻛﺪﻩ ﺑﺲ ﺍﻭ ﻧﺎﺣﻴﺘﻚ ﺍﻧﺘﻲ ﻛﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭ ﺭﺍﻳﺢ .
- ﻗﺼﺪﻙ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﺑﺘﻮﻫﺎﻥ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺁﻣﺮﺓ :
- ﺍﺳﻤﻌﻴﻨﻲ ﻛﻮﻳﺲ ﻋﺸﺎﻥ ﻫﺘﻨﻔﺬﻱ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﻘﻮﻟﻚ ﻋﻠﻴﻪ .
- ﻧﺎﻭﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺷﻬﺎﺏ ؟ .. ﺻﺪﻗﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺩﻱ ﺧﺎﻳﻔﺔ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﺧﺎﻳﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﻧﻔﺴﻲ .
- ﻣﺎﺗﺨﺎﻓﻴﺶ ﻗﻮﻟﺘﻠﻚ ﻣﺎﻳﻘﺪﺭﺵ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺣﺎﺟﺔ ، ﻭ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻣﺎﻧﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻧﺎ ﺑﻘﻲ ﻫﻌﺮﻓﻪ ﺍﻧﻪ ﻣﺎﻃﻠﻌﺶ ﺍﺫﻛﻲ ﺍﺧﻮﺍﺗﻪ .. ﺑﺲ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺗﻨﻔﺬﻱ ﻛﻼﻣﻲ ﻛﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ .
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓﻲ ﺇﺻﻐﺎﺀ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻤﺴﺢ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺑﻈﻬﺮ ﻳﺪﻫﺎ :
- ﻋﺎﻳﺰﻧﻲ ﺍﻋﻤﻞ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺘﻨﺼﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺎﻟﻤﺘﻬﻤﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ...
.................................................. ......................
ﻛﺎﻥ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻳﺠﻠﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺍﺧﻞ ﺣﺠﺮﺓ ﻣﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺪﻩ ..
ﻳﺴﻨﺪ ﺳﺎﻗﻴﻪ ﺍﻟﻤﻤﺪﻭﺩﺗﻴﻦ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻭﻟﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ، ﻭ ﻳﺪﺧﻦ ﺳﻴﺠﺎﺭﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭ ﺍﻹﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ..
ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺘﺠﺰ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﺘﻔﻪ ﻭ ﺃﺫﻧﻪ ﻟﻴﺴﺘﻤﻊ ﺇﻟﻲ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﺷﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ ، ﻓﻘﺪ ﻧﺼﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭ ﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺟﻬﺪ ﻳﺬﻛﺮ ..
ﺃﻧﻪ ﺍﻵﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻦ ﻣﺨﻄﻄﻬﻢ ، ﻭ ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ..
ﺗﺮﻙ ﺳﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ، ﻭ ﺇﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺎﺟﻲ ﺍﻟﻀﺨﻢ ..
ﺃﻟﻘﻲ ﺑﺜﻘﻠﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺘﻮﻳﺪ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ ، ﺛﻢ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺑﺘﻜﺎﺳﻞ ﻭ ﺇﻟﺘﻘﻂ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺍﻟﻮﺭﻗﻲ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻘﺮﺍﺀﺗﻪ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﻋﺸﺮﻭﻥ ﻣﺮﺓ ﺣﺘﻲ ﺍﻵﻥ . .
ﺃﻃﻔﺄ ﺳﻴﺠﺎﺭﻩ ﺑﺎﻟﻤﻨﻔﻀﺔ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﺍﻷﻧﻴﻘﺔ ، ﺛﻢ ﺭﺍﺡ ﻳﻄﺎﻟﻊ ﻣﺤﺘﻮﻱ ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻐﻤﻀﺘﻴﻦ ..
ﻟﻴﺮﺩﺩ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺧﺎﻣﻠﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ :
- ﺷﻬﺎﺏ ﻃﺎﻳﻊ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ .. ﺍﺧﻮ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺟﺎﺳﺮ ﻳﺎ ﻃﺤﺎﻥ ، ﻭ ﻛﻤﺎﻥ ﻃﻠﻊ ﻣﺘﺠﻮﺯ ﺍﻟﺤﺘﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺨﺼﻚ .
ﺛﻢ ﺇﺳﺘﻄﺮﺩ ﺑﻌﻨﻒ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺤﻖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ :
- ﺑﺎﻋﺖ ﺍﺧﻮﻩ ﻷﺧﺘﻲ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﻘﻔﻞ ﺍﻟـ Game ؟ .. ﻃﺐ ﻭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻣﻲ ﻟﻬﻼﻋﺒﻪ ﺍﻧﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ ﻭ ﺍﺧﻠﻴﻪ ﻳﺘﺤﺴﺮ ﺑﻘﻴﺔ ﻋﻤﺮﻩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺱ ﺍﺧﻮﻩ .
***********************************
ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻲ ﺯﺭ ﺟﺮﺱ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺇﺳﺘﻔﺰﻩ ، ﻭ ﺟﻌﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻏﻀﺒﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﺠﺎﻫﻪ ..
ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻭ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺗﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻨﻖ ﻭ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ، ﺛﻢ ﺟﺬﺏ ﻣﻘﺒﺾ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﻴﺢ :
- ﺍﻳـﻪ ﻗﻠـﺔ ﺍﻟـﺬﻭﻕ ﺩﻱ !
ﻟﻴﺘﻔﺎﺟﺄ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ..
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ .. ﺣﺪﺟﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﺍﺯﻳﻚ ﻳﺎ ﺯﻳﻦ ؟؟
ﻋﻘﺪ " ﺯﻳﻦ " ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻣﻨﺰﻋﺠﺎ ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺟﻠﻔﺔ :
- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺟﺎﺑﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ؟؟؟
ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺭﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﻪ ﻣﺘﻌﺠﺒﺎ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻪ :
- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺩﻱ ؟ .. ﺩﻩ ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﺍﺗﻔﻀﻞ ؟؟ !
ﺻﻤﺖ " ﺯﻳﻦ " ﻭ ﻟﻢ ﻳﺮﺩ .. ﺗﺤﺮﻙ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ..
ﻓﻬﺰ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻛﺘﻔﻴﻪ ﺑﻼ ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ، ﻭ ﺗﺒﻌﻪ ﻟﻠﺪﺍﺧﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ..
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﻮﻥ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻔﺨﻢ ..
ﺟﻠﺲ " ﺯﻳﻦ " ﻋﺎﺑﺲ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻓﻮﻕ ﺁﺭﻳﻜﺔ ﻣﻦ ﻗﻤﺎﺵ ﺍﻟﭽﻮﺕ ، ﻓﺠﻠﺲ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﻟﻲ ﺟﻮﺍﺭﻩ ﻣﺘﻨﻬﺪﺍ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺘﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻪ ﻣﺘﻔﺤﺼﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ، ﺛﻢ ﺗﻤﺘﻢ ﺑﻬﺪﻭﺀ :
- ﺷﻘﺘﻚ ﺣﻠﻮﺓ ﺍﻭﻱ ﻳﺎ ﺯﻳﻦ .. ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﻥ ﺫﻭﻗﻚ ﻋﺎﻟﻲ ﺍﻭﻱ ﻛﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻜﻮﺭﺍﺕ !
ﻭ ﻫﻨﺎ .. ﺃﺩﺍﺭ ﺇﻟﻴﻪ " ﺯﻳﻦ " ﻭﺟﻬﺎ ﻭﺍﺟﻤﺎ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻪ ﺑﺈﻗﺘﻀﺎﺏ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ :
- ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ؟ ﺟﺎﻳﻠﻲ ﻟﻴﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟؟
- ﻳﺎﺑﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻌﻔﺎﻧﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻛﺘﺴﺒﺘﻬﺎ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺩﻱ ؟ .. ﺑﻘﻲ ﺍﻧﺎ ﺟﺎﻱ ﺍﺯﻭﺭﻙ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻚ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﻘﻮﻡ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﺟﺎﻱ ﻟﻴﻪ ﻭ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺩﻩ ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﺗﻬﺰ ﻃﻮﻟﻚ ﻭ ﺗﻘﻮﻡ ﺗﻘﺪﻣﻠﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﺷﺮﺑﻬﺎ ؟ .. ﻳﻼ ﻗﻮﻡ ﺍﻋﻤﻠﻲ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺓ ﺍﺣﺴﻦ ﺩﻣﺎﻏﻲ ﻣﻘﻠﻮﺑﺔ ﻋﺎﻷﺧﺮ .
- ﻣﺶ ﻗﺎﻳﻢ ﺍﻋﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻻ ﺍﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺟﺎﺑﻚ ؟؟ !
ﺇﻋﺘﺼﻢ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ﻟﺜﻮﺍﻥ ، ﺛﻢ ﺃﺟﺎﺑﻪ ﺑﻠﻄﻒ ﻫﺎﺩﺉ :
- ﺟﺎﻱ ﺍﺻﺎﻟﺤﻚ ﻭ ﺍﺭﺍﺿﻴﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ .. ﺍﻧﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻛﻨﺖ ﺍﻗﺪﺭ ﺍﺳﻴﺒﻚ ﺯﻋﻼﻥ ﻣﻨﻲ ﺍﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﻛﺪﻩ .
ﺟﺎﺀ ﺭﺩ " ﺯﻳﻦ " ﻣﻨﺪﻓﻌﺎ ﺑﻐﻀﺐ :
- ﻭ ﻣﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﺍﻧﻲ ﻋﺎﻳﺰﻙ ﺗﺼﺎﻟﺤﻨﻲ ﺍﻭ ﺗﺮﺍﺿﻴﻨﻲ ؟ .. ﺧﻼﺹ ﺧﻠﺼﺖ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ .
ﺿﺮﺑﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻋﻠﻲ ﻣﺆﺧﺮﺓ ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺨﻔﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻌﻨﻔﺎ :
- ﻣﺎ ﺗﺒﻄﻞ ﻏﺘﺎﺗﺔ ﺑﻘﻲ .. ﻫﻲ ﺍﻳﻪ ﺩﻱ ﺍﻟﻠﻲ ﺧﻠﺼﺖ ؟ ﻫﻮ ﺍﻧﺎ ﺍﻋﺮﻓﻚ ﻣﻦ ﺍﻣﺒﺎﺭﺡ ؟ .. ﺩﻱ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﻴﻦ .. ﺃﻭﺍﻡ ﻧﺴﻴﺖ ﺍﻳﺎﻡ ﻛﻔﺮ ﺍﻟﺰﻳﺎﺕ ؟ .. ﻳﺎ ﺍﻫﺒﻞ .. ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﻭﺛﻘﺖ ﻓﻲ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺭﺽ ﺍﺩ ﻣﺎ ‘ ﺛﻘﺖ ﻓﻴﻚ ﺍﻧﺖ .. ﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﺳﻠﻤﺖ ﺭﻗﺒﺘﻲ ﻭ ﻻ ﻓﻠﻮﺳﻲ ﻭ ﻻ ﺷﺮﻛﺘﻲ ﻟﺤﺪ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﻄﻤﻦ ﺍﻻ ﻟﻴﻚ ﺍﻧﺖ !
ﺇﺑﺘﺴﻢ ﺑﺈﺳﺘﺨﻔﺎﻑ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻫﺎﺯﺋﺎ :
- ﻭ ﻣﺎﻗﻮﻟﺘﺶ ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻦ ﺩﻭﻝ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻟﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﻓﻜﺮﺕ ﺗﻐﻠﻂ ﻓﻴﺎ ﻭ ﺗﻬﻴﻨﻲ ؟؟
ﺃﻧﻜﺚ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺧﺰﻱ ، ﻭ ﺗﻤﺘﻢ :
- ﺧﻼﺹ ﺑﻘﻲ ﻣﺎﺗﻔﻜﺮﻧﻴﺶ .. ﺍﻧﺎ ﻟﺤﺪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻣﺶ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﺎ ﻗﻠﺖ ﻛﺪﻩ ﺍﺯﺍﻱ ؟؟ !!
ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻭﺟﻬﻪ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭ ﺗﺎﺑﻊ :
- ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﺩﻩ ﺧﺮﺝ ﻏﺼﺐ ﻋﻨﻲ .. ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺍﻗﺼﺪ ، ﻛﻨﺖ ﻫﺘﺠﻨﻦ ﻳﺎ ﺯﻳﻦ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻨﺪﺍﻧﻲ ﺍﻭﻱ ، ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻗﺎﺩﺭ ﺍﻟﻴﻦ ﺩﻣﺎﻏﻬﺎ .. ﻭ ﺍﻧﺖ ﻛﻤﺎﻥ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﻗﻒ ﻗﺼﺎﺩﻱ ﻭ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺗﻤﻨﻌﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ !
- ﻭ ﻫﻔﻀﻞ ﺍﺣﺎﻭﻝ ﺍﻣﻨﻌﻚ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ .. ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺩﻱ ﻣﺎﻟﻬﺎﺵ ﺫﻧﺐ ﻓﻲ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻬﺎ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻇﻠﻤﻚ ﻭ ﻇﻠﻢ ﻋﻴﻠﺘﻚ .. ﻭ ﻣﺶ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﻔﺴﻚ ﺭﺍﺣﺘﻠﻬﺎ ﻭ ﺣﺒﻴﺖ ﺗﺜﺒﺖ ﺭﺟﻮﻟﺘﻚ ﻣﻌﺎﻫﺎ ﺑﻤﺎ ﺍﻧﻚ ﻣﺎﻟﻜﺶ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺪﻩ ، ﻭ ﻟﻮ ﺣﺼﻞ ﻭ ﺍﺗﺠﻮﺯﺗﻬﺎ ﻏﺼﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯﺓ ﻫﺘﺒﻘﻲ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻭ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻫﺘﺤﺼﻞ ﺑﻴﻨﻜﻮﺍ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺶ ﻫﻴﺒﻘﻲ ﻟﻴﻬﺎ ﻣﺴﻤﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﻋﺘﺪﺍﺀ ﺍﻭ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻭ ﺩﻭﻝ ﻋﻘﻮﺑﺘﻬﻢ ﻣﺶ ﺳﻬﻠﺔ .
ﺻﺮ ﻋﻠﻲ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﺤﺎﻭﻻ ﻛﺒﺖ ﺇﻧﻔﻌﺎﻟﻪ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻓﻠﺖ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺎﻃﻊ ﻓﺠﺄﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻔﺎﻫﻪ :
- ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﺣﺼﻞ ﺧﻼﺹ .. ﺍﻧﺎ ﺍﺗﺠﻮﺯﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳﻦ .
ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ " ﺯﻳﻦ " ﻓﻲ ﺻﺪﻣﺔ ﻭ ﻫﻠﻊ ، ﻓﺴﺘﺎﺀﻝ ﻣﻔﻐﺮﺍ ﻓﺎﻫﻪ :
- ﺍﻭﻋﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ !!
ﻋﺒﺲ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺘﻀﺎﻳﻘﺎ ، ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻃﺒﻌﺎ ﻗﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻣﺶ ﺑﻘﺖ ﻣﺮﺍﺗﻲ .
ﻭ ﻫﻨﺎ ، ﺻﺎﺡ ﺑﻪ " ﺯﻳﻦ " ﻓﻲ ﻋﻨﻒ ﻏﺎﺿﺐ :
- ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺨﺮﺑﻴﺘﻚ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ .. ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺨﺮﺑﻴﺘﻚ ، ﺍﻧﺖ ﻣﺼﻤﻢ ﺗﻮﺩﻱ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺳﺘﻴﻦ ﺩﺍﻫﻴﺔ ؟ .. ﺍﻭﻋﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺎﻛﺮ ﺍﻥ ﻋﻤﻬﺎ ﻫﻴﺴﻜﺖ ﻭ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ ﻭ ﺧﻼﺹ ﻫﻮ ﻧﺴﻴﻬﺎ .. ﻷ ، ﻣﺴﻴﺮﻩ ﻫﻴﺎﺧﺪﻫﺎ ﻣﻨﻚ ﻭ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻫﻴﻨﺘﻘﻤﻮﺍ ﻣﻨﻚ ﻫﻤﺎ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ ﻭ ﻣﺶ ﻫﺘﻜﻔﻴﻬﻢ ﺍﻣﻼﻛﻚ ﻭ ﻓﻠﻮﺳﻚ .. ﻭ ﻫﻴﺒﻘﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻤﻠﻨﺎﻩ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﺎﺗﺖ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﺠﻴﺒﻠﻚ ﺣﻘﻚ ﻣﻦ ﻣﺼﻄﻔﻲ ﻋﻼﻡ ﻃﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍ .
ﺭﺩ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ :
- ﻣﺤﺪﺵ ﻳﻘﺪﺭ ﻳﺎﺧﺪﻫﺎ ﻣﻨﻲ .. ﺑﻘﺖ ﻣﻠﻜﻲ ﺧﻼﺹ ، ﻭ ﻋﻤﻬﺎ ﺩﻩ ﺑﻌﻘﺪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﻣﺎﻳﻘﺪﺭﺵ ﻳﺸﻮﻓﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻳﻠﻤﺤﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﻣﻨﻐﻴﺮ ﺍﺫﻥ ﻣﻨﻲ .
ﻛﺎﺩ " ﺯﻳﻦ " ﻳﻔﺘﺢ ﻓﻤﻪ ﻭ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﺠﺪﺩﺍ ، ﻓﻘﺎﻃﻌﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ :
- ﺧﻼﺹ ﻳﺎ ﺯﻳﻦ .. ﺍﻧﺘﻬﻲ .. ﻓﻲ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺮ ﺍﻧﺎ ﻟﻮﺣﺪﻱ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻲ .
ﺣﺪﺟﻪ " ﺯﻳﻦ " ﺑﻨﻔﺎﺫ ﺻﺒﺮ ، ﻟﻴﺴﺘﻄﺮﺩ ﻫﻮ ﻣﺘﺠﻬﻤﺎ :
- ﻣﻦ ﺑﻜﺮﺓ ﺑﻘﻲ ﺗﺮﺟﻊ ﺗﻤﺴﻚ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺗﺎﻧﻲ .. ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﺍﺗﺪﻣﺮﺕ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺳﻴﺒﺘﻬﺎ .
- ﻭ ﺍﻧﺖ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﺑﺘﺮﻭﺡ ﺗﺘﺎﺑﻌﻬﺎ ﻟﻴﻪ ؟؟
ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺎﻫﻤﺎ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ، ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﻭﺟﻬﻪ ﻭ ﻣﺮﺭ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻓﻮﻕ ﻧﺪﺑﺘﻪ ﺍﻟﺨﺸﻨﺔ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺼﻼﺑﺔ :
- ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﺭﻑ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺑﻈﻬﺮﺵ ﻗﺪﺍﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
***********************************
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ..
ﺑﻠﻐﻪ ﺃﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻟﻠﻤﺜﻮﻝ ﺃﻣﺎﻣﻪ .. ﻓﻠﺒﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭ ﺫﻫﺐ ﻟﻤﻘﺮ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﺍﻵﻣﻦ ..
ﻭﺻﻞ ﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ، ﻭ ﻭﻟﺞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﺳﻤﻊ ﺇﺫﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ..
ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺷﺘﻌﻞ ﺭ ﺃﺳﻪ ﺷﻴﺒﺎ ، ﻳﻘﻒ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻋﺎﻗﺪﺍ ﻳﺪﺍﻩ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻩ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺘﻈﺮﻩ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺣﺘﻲ ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ ﻭ ﻳﻮﺍﺟﻬﻪ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ، ﻓﺘﻨﺤﻨﺢ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻟﻴﻨﺒﻬﻪ ﺑﺤﻀﻮﺭﻩ ﻟﻌﻠﻪ ﺷﺮﺩ ﻗﻠﻴﻼ ..
ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ، ﺇﺳﺘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺒﻂﺀ .. ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺭﺩﺍ ..
ﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺘﺤﻔﺰﺍ ﺻﺎﺭﻣﺎ ﻭ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻲ " ﺇﻳﺎﺩ " ..
ﺃﺩﻱ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻪ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎﻓﻨﺪﻡ .. ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺍﻥ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻋﺎﻭﺯﻧﻲ ، ﺧﻴﺮ ؟؟ !
- ﺍﻗﻌﺪ ﻳﺎ ﺇﻳﺎﺩ !
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺑﺠﻤﻮﺩ ، ﻭ ﺃﺭﺩﻑ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻹﺳﻠﻮﺏ :
- ﺩﻗﺎﻳﻖ ﻭ ﺯﻣﺎﻳﻠﻚ ﻭ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻫﻴﻮﺻﻠﻮﺍ ، ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻠﻐﻮﻙ ﻧﺴﻴﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻟﻚ ﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ .
- ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ؟ .. ﺧﻴﺮ ﺳﻴﺎﺩﺗﻚ ؟ ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻬﻤﺔ ؟؟ !
ﺭﻣﻘﻪ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻣﺒﻬﻤﺔ ﻣﻄﻮﻝ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
- ﻫﺘﻌﺮﻑ ﺣﺎﻻ !
***********************************
ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﻐﺮﻓﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻘﺎﺳﻤﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﻏﺪﺕ ﺯﻭﺟﺘﻪ ..
ﺇﻛﺘﺸﻔﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺇﺣﺪﻱ ﺃﺩﺭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ..
ﻓﻔﺘﺤﺘﻪ ، ﻟﺘﺠﺪ ﺑﻪ ﺇﻃﺎﺭ ﺧﺸﺒﻲ ﺃﺑﻴﺾ ﺍﻟﻠﻮﻥ ، ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﺬﻭﻕ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﺻﻮﺭﺓ ﻟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﺘﻲ ﺻﻔﻴﺮﺍ ..
ﻗﺪﺭﺕ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﺸﺮ ، ﻛﺎﻥ ﻓﺘﻲ ﻭﺳﻴﻢ ﺑﺤﻖ ..
ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺪﻱ ﺃﺛﻤﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ، ﻭ ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺮﻏﺪ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻑ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ... ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺬﺏ ﺇﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺟﺬﺑﻬﺎ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺪﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﻧﻐﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻭ ﻟﻴﺎﻟﻴﻪ ..
ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻳﺎ .. ﺗﺤﺴﺴﺖ ﺑﺄﻧﺎﻣﻠﻬﺎ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﺗﺂﺛﺮ ﺣﺰﻳﻦ ، ﻟﺘﻌﻮﺩ ﻟﻬﺎ ﺫﻛﺮﻱ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻟﻬﺬﺍ ...
.................................................. ...........
ﺣﻴﻦ ﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺘﺂﺧﺮﺓ ..
ﺗﻈﺎﻫﺮﺕ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﻨﻮﻡ ، ﻭ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺁﺑﻲ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻈﻬﺎ ، ﻓﺘﺮﻛﻬﺎ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﻐﻔﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﻘﻬﺎ ، ﻭ ﺣﺮﺹ ﺃﻳﻀﺎ ﻋﻠﻲ ﺃﻻ ﻳﻔﺘﻌﻞ ﺃﻱ ﺿﻮﺿﺎﺀ ﻟﺌﻼ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﻭ ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ..
ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ، ﺑﺪﻝ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭ ﺇﺣﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺇﻟﻲ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ...
ﻭ ﻣﺎﻫﻲ ﺇﻻ ﺩﻗﺎﺋﻖ ..... ﺣﺘﻲ ﺇﻧﺘﻈﻤﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﻭ ﻏﻂ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴــﻖ ..
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ .. ﺇﻃﻤﺌﻨﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻭ ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﺘﻘﺎﺑﻼ ﻭﺟﻬﻪ ..
ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺮﻧﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﺩﻭﻥ ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺨﺖ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺨﺎﻓﺖ ﻟﻠﻐﺮﻓﺔ .. ﺗﺂﻣﻠﺘﻪ ﻣﻠﻴﺎ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ..
ﻓﻠﻢ ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻮﻱ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻭﺣﻴﺪ ﺑﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﺪﻓﻴﻦ ﻟﻪ .. ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﻣﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺤﺐ ..
ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺒﺘﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﺩﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ..
ﺗﺂﻓﻔﺖ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ ﻭ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﺎ ﺯﻟﺘﺎ ﺗﺤﺪﻗﺎﻥ ﻓﻴﻪ .. ﻭ ﺑﺤﺬﺭ ، ﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﻭ ﻭﺿﻌﺖ ﻛﻔﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺧﺪﻩ ﺍﻟﻤﺸﻮﻩ ..
ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ، ﺩﻭﺕ ﺑﺄﺫﻧﻴﻬﺎ ﻋﺒﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺭﺣﻴﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﻋﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ .. " ﺍﻧﺎ ﺑﺤﺒﻚ .. ﺑﺤﺒﻚ " ..
ﻓﺈﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺠﺴﺪﻫﺎ ﺣﺘﻲ ﺧﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﻘﺒﻠﻪ
.. ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻫﻤﺴﺖ ﺑﺈﻧﻬﺰﺍﻡ :
- ﻭ ﺍﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﺑﺤﺒﻚ !
.................................................. ............
ﻓﻜﺮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺑﺤﻞ ﻟﻘﺼﺘﻬﺎ ﻣﻌﻪ ، ﻭ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ..
ﻓﺘﻮﺻﻠﺖ ﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭ ﺇﻋﺘﺰﻣﺖ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ... ﻭ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭ ﺗﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻨﻪ ..
ﻗﺎﺑﻠﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺎﺕ ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺃﺕ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻓﺄﺟﺎﺑﺘﻬﺎ :
- ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟـ Gym studio ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .. ﻫﺘﻼﻗﻴﻪ ﻓﻲ ﺍﺧﺮ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻩ .
ﻭ ﺁﺷﺎﺭﺕ ﻟﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ... ﺷﻜﺮﺗﻬﺎ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺛﻢ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻌﺪﻭ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﺣﺘﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻲ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺧﺎﺻﺘﻪ ..
ﻭﻗﻔﺖ ﻣﺘﺮﺩﺩﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻋﺘﺎﺏ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻤﺰﻭﺩﺓ ﺑﺄﺣﺪﺙ ﺍﻵﻻﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ..
ﻭ ﻣﺎ ﺃﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﻮﺗﺮﻫﺎ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﺗﻪ ﻳﺘﺮﻳﺾ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ..
ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻮﻕ ﻣﻘﻌﺪ ﻣﻌﺪﻧﻲ ﻣﺮﻓﻖ ﺑﺂﺩﻭﺍﺕ ﺍﻷﺛﻘﺎﻝ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﻭﺯﺍﻧﻬﺎ .. ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺮﻱ ﺃﻧﻪ ﺇﺧﺘﺎﺭ ﺃﺛﻘﻞ ﻭﺯﻥ ..
ﻭﻗﻔﺖ ﺗﺮﺍﻗﺒﻪ ﻣﺸﺪﻭﻫﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻋﺎﺭﻱ ﺍﻟﺼﺪﺭ ، ﻭ ﺟﺴﺪﻩ ﻛﻠﻪ ﻳﺘﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺬﻟﻪ ..
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﺑﺸﺮﺍﺳﺔ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ، ﺇﺫﺍ ﺭﺍﺡ ﻳﺸﺪ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻲ ﻋﻀﻼﺕ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﺍﻟﻔﺘﻮﻟﺔ ﻭ ﺳﺎﻋﺪﻳﻪ ﻟﻴﺠﺬﺏ ﺍﻷﺛﻘﺎﻝ ﺛﻢ ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻭ ﻳﻌﺎﻭﺩ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ..
ﺃﺧﺬ ﺻﻮﺕ ﺗﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻌﻨﻴﻒ ﻳﻌﻠﻮ ﻭ ﻳﺘﺴﺎﺭﻉ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻲﺀ ﻭ ﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺊ ﺑﺄﻱ ﺁﻟﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻩ .. ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻲ ﺗﻤﺮﻳﻨﻪ ﻭ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﺗﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻛﻤﻞ ﻭﺟﻪ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ..
ﺍﻵﻥ ﻓﻘﻂ ... ﻋﻠﻤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺳﺮ ﻟﻴﺎﻗﺘﻪ ﺍﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ، ﻭ ﺿﺨﺎﻣﺔ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﻭ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ..
ﺇﺫﻥ ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻲ ﺭﺷﺎﻗﺘﻪ ، ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻫﻮﺍﻳﺘﻪ .. ﻭ ﻛﻢ ﺃﺣﺴﻦ ﻓﻲ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻬﻮﺍﻳﺔ ...
ﺇﻧﺘﺒﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﻟﻲ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺑﻐﺘﺔ .. ﻓﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ، ﻭ ﻧﻬﺾ ﺑﻘﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻨﺎﺿﺤﺔ ﻛﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﻕ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ، ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﻘﺪ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻐﺮﺍﺏ :
- ﻫﺎﻧﻴﺎ ! .. ﺗﻌﺎﻟﻲ .. ﺍﺩﺧﻠﻲ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟؟
ﺃﻃﺎﻋﺘﻪ ﺑﺂﻟﻴﺔ ، ﻭ ﻣﺸﺖ ﺻﻮﺑﻪ ﺣﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ..
ﻟﻔﺤﺖ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺍﻟﺪﺍﻓﺌﺔ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺘﻔﺴﺮﻫﺎ ﺑﻠﻄﻒ ﻻﻫﺜﺎ :
- ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ؟ .. ﻋﺎﻭﺭﺓ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ؟؟ !
ﺗﺂﻣﻠﺘﻪ ﺑﺤﻮﺍﺱ ﻣﺘﺨﺪﺭﺓ ، ﻭ ﻛﻢ ﺁﺛﺎﺭﺗﻬﺎ ﺧﺼﻠﺔ ﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﻤﺘﻬﺪﻟﺔ ﻓﻮﻕ ﺟﺒﻬﺘﻪ ﻭ ﺃﻏﺮﺗﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺗﺮﻓﻌﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ..
ﺇﺯﺩﺍﺩ ﺇﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻘﻄﺒﺎ .. ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻣﻘﻪ ﺑﻐﺮﺍﺑﺔ ﻫﻜﺬﺍ !
ﻓﺄﻋﺎﺩ ﺳﺆﺍﻟﻪ ﺑﻘﻠﻖ :
- ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ؟ ﺍﻧﺘﻲ ﻛﻮﻳﺴﺔ ؟؟ !
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺎﺋﻬﺔ ﺑﺄﻧﻈﺎﺭﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﻫﻴﺌﺘﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ، ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺃﺳﻄﻮﺭﻳﺔ ﺧﺮﺝ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ..
ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﺮﻱ ﺭﺟﻼ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﺜﻠﻪ ﺃﺑﺪﺍ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻟﻤﺴﺤﻮﺭﺓ ، ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﺮﺍﻗﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻐﻒ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻋﺮﻗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﻌﻨﻘﻪ ﺛﻢ ﺇﻟﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﺍﻟﻌﻀﻠﻲ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻹﻧﺒﻬﺎﺭ ﺑﻪ ﻭ ﺑﻤﺜﺎﻟﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .. ﻣﺨﻄﻮﻓﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ، ﻭ ﺗﻬﻤﺲ ﺃﺧﻴﺮﺍ :
- ﻣﺶ ﺑﻜﺮﻫﻚ !
ﻳﺘﺒــﻊ ....
أنت تقرأ
المظفار والشرسة
Romanceﺃﻃﻠﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺷﻬﻘﺔ ﺭﻋﺐ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﻗﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺤﻨﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ، ﻭ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺂﺟﺠﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺗﻌﻘﻠﻪ .. ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮﻑ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺩﻓﻖ ﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ...