ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ..
ﺩﺍﺧﻞ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ، ﺍﻟﺘﻲ ﺇﻛﺘﻈﺖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻔﺘﻚ ﺑﻬﻢ ﺩﻫﺸﺘﻬﻢ ، ﻭ ﻛﺎﺩﻭﺍ ﻳﺘﻔﺠﺮﻭﻥ ﺳﺨﻄﺎ ﻭ ﻏﻀﺒﺎ ﻭ ﻧﻘﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺃﻏﺮﺏ ﻭ ﺃﺑﺸﻊ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﻣﺒﻨﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﻢ ﺇﻧﺸﺎﺋﻪ ..
ﻭ ﻣﻦ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ، ﺇﺣﺘﺸﺪﺕ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻣﺘﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻭﻗﺎﺋﻊ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﻔﺺ ﺍﻹﺗﻬﺎﻡ .. ﻭ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ، ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻛﻠﻪ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻳﺴﺘﺼﺮﺥ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺠﻞ ﺍﻟﻬﺎﺩﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺰﻟﺰﻝ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﺿﻤﺎﺋﺮ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻟﻠﻘﺼﺎﺹ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺒﻮﻥ ..
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﺘﻜﻮﺍ ﻋﺮﺽ ﻓﺘﺎﺓ ﻃﺎﻫﺮﺓ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﺑﺄﺑﺸﻊ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﻭﻃﻲﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﺭﺽ ..
ﻋﺬﺑﻮﻫﺎ ﺑﻘﻠﺐ ﺑﺎﺭﺩ ، ﺇﺳﺘﻨﺰﻓﻮﻫﺎ .. ﺇﻣﺘﺼﻮﺍ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻴﺎﻧﻌﺔ ﺑﺒﻂﺀ ﻭ ﻋﻨﻒ ﺣﺘﻲ ﺫﺑﻠﺖ ﻭ ﻣﺎﺗﺖ !
ﻣﻀﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻲ ﻳﺼﺮﺥ ﻭ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﺈﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻣﻨﺎﺷﺪﺍ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺃﻗﺴﻲ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﻔﻠﺔ ﺣﺘﻲ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﻋﺒﺮﺓ ﻷﻣﺜﺎﻟﻬﻢ ، ﻭ ﺣﺘﻲ ﺗﺮﺗﺎﺡ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺂﺫﺕ ﻭ ﺗﻮﺟﻌﺖ ﻣﻦ ﺑﺸﺎﻋﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺮﻡ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ..
ﻭ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺻﺮﺍﺥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻔﻠﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭ ﺍﻷﺧﺮ ﺍﻟﺼﻴﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﻣﻮﺟﻬﺎ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﻷﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﺬﻧﺒﻮﻥ ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ ﻭ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﺽ ﻟﻴﺴﻜﺘﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺤﺰﻡ ﺣﺘﻲ ﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻣﺮﺍﻓﻌﺘﻪ ..
ﺇﻧﻌﻜﺲ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻔﻴﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻗﻔﺺ ﺍﻹﺗﻬﺎﻡ ﺑﺎﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﺍﻟﺮﻋﺐ ..
ﻓﺒﻌﻀﻢ ﻣﻦ ﺇﻟﺘﺰﻡ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻮﺍﺟﻢ ، ﻭ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﺧﺮ ﺇﻧﻬﺎﻟﺖ ﻣﺪﺍﻣﻌﻬﻢ ﻭ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ﺍﻷﺳﻮﺩ ..
ﻓﺮﻍ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻓﻌﺘﻪ ، ﻭ ﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﺪﺍﻭﻟﺔ ، ﻫﺘﻒ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻱ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺭﻱ :
- ﻣﺤﻜﻤــــــﺔ !
ﻟﺤﻈﺎﺕ ... ﻭ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺈﺳﻢ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ، ﻓﻄﻔﻖ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺁﺟﺶ ﺻﺎﺭﻡ ﻭ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺣﺘﻲ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﺎﻣﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ :
- ﺑﻌﺪ ﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺪﺍﺕ ، ﻭ ﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻌﺎﺕ ... ﻭ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻫﻲ ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺤﻴﺰ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻒ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻏﺮﺏ ﻭ ﺃﺑﺸﻊ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻃﻼﻕ ..
ﺑﺨﻼﻑ ﺇﺧﺘﻄﺎﻑ ﺃﻧﺜﻲ ، ﻭ ﺇﻧﺘﻬﺎﻙ ﻭ ﺇﻫﺪﺍﺭ ﺷﺮﻓﻬﺎ ﻭ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ..
ﻟﻬﺬﺍ .. ﻭ ﻳﻘﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﺳﺎﺳﻪ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻓﻲ ﺃﺗﻢ ﺻﻮﺭﻩ .. ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﺘﺎ ﺇﺗﺨﺎﺫ ﺣﻜﻤﺎ ﺭﺍﺩﻋﺎ ، ﻭ ﺑﺎﺗﺮﺍ ﺿﺪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻮﻥ ﻭ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﺗﺰﺟﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻹﺭﺗﻜﺎﺏ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺮﻡ ﺍﻟﻤﺸﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻠﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ..
ﻟﺬﻟﻚ ... ﻭ ﺇﻋﻤﺎﻻ ﻟﻠﻤﺎﺩﺓ 267 ﻭ 290 ﻣﻦ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ..
ﺣﻜﻤﺖ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺣﻀﻮﺭﻳﺎ ، ﻭ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺍﻵﺭﺍﺀ .. ﻋﻠﻲ ﻛﻼ ﻣﻦ ..
ﺇﺳﻼﻡ ﺻﺎﺩﻕ ﺭﺷﻮﺍﻥ ، ﻛﺮﻳﻢ ﻧﺒﻴﻞ ﺻﻼﺡ ، ﻋﻤﺮ ﺣﺴﻴﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ، ﺷﻮﻗﻲ ﻋﺰﺕ ﺃﺑﻮ ﺭﺟﻴﻠﻪ ، ﻃﺎﺭﻕ ﻓﻮﺯﻱ ﺍﻟﻤﻼﺡ ، ﺣﺴﻴﻦ ﻳﺴﺮﻱ ﺭﺟﺐ ، ﺷﻜﺮﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ ﻋﻮﺽ ، ﻋﺎﺩﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ، ﻋﻠﻲ ﺑﻬﺠﺖ ﺟﺎﺑﺮ ... - ﺑﺎﻹﻋـــــﺪﺍﻡ ﺷﻨﻘــــﺎ - !
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﺇﻧﻔﺠﺮﺕ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺩﻓﻌﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﺼﺮﺍﺥ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ، ﻭ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺍﻟﻬﺘﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﺓ ، ﻭ ﺍﻟﺼﻴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺻﺪﺭ ﺻﺮﺍﺥ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺃﺧﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻐﺘﺼﺒﻮﻥ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﻭ ﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ..
ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ ﺍﻹﺗﻬﺎﻡ ﻭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺩﺍﺀ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺟﻴﻦ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ، ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺪﺟﺎﺝ ..
ﻳﺘﻘﺎﻓﺰﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ، ﻣﻌﺘﺮﺿﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ ..
ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ .. ﻭﻗﻒ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻳﻤﻠﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺣﻠﻢ ﺑﻪ ﻭ ﺇﻧﺘﻈﺮ ﺭﺅﻳﺘﻪ ..
ﺇﺑﺘﺴﻢ ﻣﻨﺘﺸﻴﺎ ﻟﻤﺮﺁﻱ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ، ﻭ ﺍﻟﺘﺸﻨﺠﺎﺕ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺇﺣﺘﻠﺖ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺮﺍﺧﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﺩﺣﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻲ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻵﺫﻧﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﺬﺑﺘﻴﻦ ..
ﻇﻞ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻳﺘﺎﻳﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ، ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻣﻄﺮﻭﻩ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﻭ ﺭﺅﺳﺎﺋﻪ ﻭﺍﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻨﺌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ، ﺇﺳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ، ﻭ ﻣﻼﻣﺢ ﻣﺮﺗﺎﺣﺔ ﻟﻢ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻲ ﻭﭼﻬﻪ ﻣﻨﺬ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ..
ﺇﺳﺘﺄﺫﻥ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭ ﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ..
ﻭﺻﻞ ﻋﻨﺪﻫﺎ ، ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺒﺮﻫﺎ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ :
- ﺧﻼﺹ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .. ﺣﻘﻚ ﺭﺟﻊ ، ﻭ ﻗﺮﻳﺐ ﺍﻭﻱ ﻫﺘﺮﺗﺎﺣﻲ ﻳﺎ ﻫﻨﺎ ، ﺍﻧﺎ ﻭﻓﻴﺖ ﺑﻮﻋﺪﻱ ... ﺟﺒﺘﻠﻚ ﺣﻘﻚ ، ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻲ ﻋﺬﺑﻮﻛﻲ ﻭ ﺁﺫﻭﻛﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﻧﻬﺎﺭﺩﺓ ﺯﻱ ﺍﻟﻔﺮﺍﺥ ﺟﻮﺍ ﺍﻟﻘﻔﺺ ، ﺁﺍﺍﺍﻩ ﻟﻮ ﻛﻨﺘﻲ ﺷﻮﻓﺘﻴﻬﻢ .. ﺣﺎﺳﺲ ﺍﻥ ﻧﺎﺭﻱ ﺑﺮﺩﺕ ﺷﻮﺑﺔ ﻳﺎ ﻫﻨﺎ .
ﻭ ﺇﻟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺴﺘﻄﺮﺩ :
- ﻷ .. ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻫﺘﺒﺮﺩ ، ﻃﻮﻝ ﻣﺎ ﺍﻧﺘﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ !
ﻭ ﻏﻠﺒﻪ ﺣﺰﻧﻪ ... ﻓﻬﻄﻠﺖ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻪ ..
*********************************
ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ..
ﻃﻮﻳﻠﺔ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻩ ، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎ ..
ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ ﻛﺂﺑﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ، ﺧﺎﻟﺖ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﺝ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻨﻬﺎ ..
ﺣﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ...
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﻋﺎﻫﺎ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﺑﺄﻓﺨﻢ ﻣﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻟﻜﻲ ﺗﺮﻳﺢ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻓﻘﻂ ..
ﻭ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻋﻠﻲ ﻣﺮﺍﻓﻘﺘﻪ ﺇﻻ ﺣﻴﻦ ﺃﺑﺪﻱ ﺗﺤﻮﻻ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﺍﻟﻔﺠﺔ ﻭ ﺍﻟﻔﻈﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﺮﺍﻓﻘﻪ ﺃﺑﺪﺍ ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ، ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻲ ﺇﺭﺗﻴﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﺣﺘﻲ ﻳﻔﺘﺢ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻟﻦ ﺗﻘﻮﻱ ﻋﻠﻲ ﻣﺠﺎﺩﻟﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻛﺘﺸﻔﺖ ﻟﻠﺘﻮ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻳﺠﻠﺴﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﻭﺣﺪﻫﻤﺎ !
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ .. ﻛﺎﻥ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﺑﺎﺳﻤﺎ ، ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻫﺎﺩﺋﺔ :
- ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ؟ .. ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟ ﻓﻜﻲ ﺷﻮﻳﺔ ، ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﺟﺎﻳﺒﻚ ﻫﻨﺎ ﻣﺨﺼﻮﺹ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﺮﻭﻗﻲ ﺍﻋﺼﺎﺑﻚ !
ﺃﺟﻔﻠﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﺍﻧﺎ ﻛﻮﻳﺴﺔ ﻳﺎ ﻣﺮﻭﺍﻥ .. ﺑﺲ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ !
- ﻣﺎﻟﻪ ؟؟
- ﻣﺎﻓﻴﻬﻮﺵ ﺣﺪ ﻏﻴﺮﻧﺎ !!
ﺇﺗﺴﻌﺖ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ، ﻟﻴﺮﺩ ﺑﺤﺒﻮﺭ ﺧﺒﻴﺚ :
- ﻣﺎ ﺩﻩ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻄﺔ !
ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭﺟﻼ ﻋﻨﺪ ﻧﻄﻘﻪ ﺑﻬﺎ ، ﻓﺠﻒ ﺣﻠﻘﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺴﺄﻟﻪ :
- ﺧﻄﺔ ﺍﻳﻪ ؟؟؟
ﻇﻞ ﻳﺤﺪﺟﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ... ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺤﻨﻲ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻗﻠﻴﻼ ، ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺒﻂﺀ ﻭ ﺧﻔﻮﺕ :
- ﺍﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻚ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺷﺎﻳﻔﺎﻧﻲ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺳﺎﻓﻞ ﻭ ﻣﺶ ﻣﺤﺘﺮﻡ ﻭ ﻻ ﺭﺍﺟﻞ ﻛﻤﺎﻥ ... ﺟﺎﻳﺰ ﻋﻨﺪﻙ ﺣﻖ ، ﺑﺲ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ﻻﺯﻡ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺑﺮﺩﻭ ﺍﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻗﻠﺐ ﻭ ﺑﺤﺲ ، ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻗﺪﺭ ﺍﺣﺲ ﺑﺸﻌﻮﺭﻙ ﻭ ﺍﻋﺮﻑ ﺍﺫﺍ ﻛﻨﺘﻲ ﻣﺪﺭﻛﺔ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻚ ﻓﻌﻼ ﻭ ﻻ ﻷ .
ﻭ ﺗﺎﺑﻊ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ ﺟﻠﻔﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﺧﻼﺹ ﻣﺎﻋﺪﺗﺶ ﻋﺎﻳﺰ ﻣﻨﻚ ﺣﺎﺟﺔ .. ﺑﺲ ﻻﺯﻡ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺍﻧﻲ ﻟﻤﺎ ﻓﻜﺮﺕ ﺍﺗﺠﻮﺯﻙ ، ﻛﻨﺖ ﺑﻔﻜﺮ ﻓﻴﻜﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺶ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ .. ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻧﻘﺬﻙ ﺑﺠﺪ ﻭ ﺍﺧﺪﻟﻚ ﺣﻘﻚ ، ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺎﻭﻝ ﺍﺗﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﺻﻠﺢ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻛﺘﻴﺮ ﻓﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻠﻂ .
ﻭ ﺻﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼ ، ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻑ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ :
- ﺑﺲ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﺎﺕ ﺍﻵﻭﺍﻥ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺩﻱ ﺑﻘﻲ ، ﺍﻧﺎ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﺍﻧﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺢ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺼﺢ !
ﺣﺪﻗﺖ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺇﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ، ﻓﺈﺑﺘﺴﻢ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻋﻦ ﺍﺫﻧﻚ .. ﻫﺮﻭﺡ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ، ﻣﺶ ﻫﺘﺄﺧﺮ ﻋﻠﻴﻜﻲ ... ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻄﻠﺒﻲ ﺍﻧﺘﻲ ﺍﻟﻌﺸﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺍﺟﻲ .
ﻭ ﻧﻬﺾ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ..
ﻫﺰﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﺑﻼ ﺇﻛﺘﺮﺍﺙ ، ﻭ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ، ﻭ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﻔﺤﺺ ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺮﺓ ﻟﺪﻳﻬﻢ ..
ﻭ ﻓﻲ ﺃﻭﺝ ﺇﻧﻬﻤﺎﻛﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ، ﺃﺣﺴﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﻴﺪ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﺤﻂ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﻭ ﺗﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻠﻄﻒ ﻭ ﺍﻟﻠﻴﻦ ..
ﺇﻧﺘﻔﺾ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺑﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ ، ﺇﺫ ﺷﻌﺮﺕ ﻏﺮﻳﺰﻳﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ..
ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﺬﺏ ﻧﻔﺴﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻤﺎﻣﺎ ..
ﻓﺄﺩﺍﺭﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺒﻂﺀ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ..
ﺗﻮﺳﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺼﺪﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﻣﺎﺛﻼ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ..
ﺇﺷﺘﺒﻜﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﻤﺎ ﻃﻮﻳﻼ ، ﺣﺘﻲ ﻟﻤﺴﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺧﺪﻫﺎ ﺑﺮﻗﺔ ، ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ :
- ﻭﺣﺸﺘﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻠﺘﻲ !
ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﺘﻤﻨﻊ ﺩﻣﻮﻋﺎ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﻣﺂﻗﻴﻬﺎ ..
ﻭ ﻟﻮﻫﻠﺔ ، ﺃﻋﺘﻘﺪﺕ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﻠﻢ ، ﺃﻭ ﺧﻴﺎﻝ .. ﻓﺘﻤﺘﻤﺖ :
- ﺍﻧﺖ ... ﺍﻧﺖ ﺑﺠﺪ ﻫﻨﺎ ؟؟ !
ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻟﻘﺖ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻬﺎ ﻭ ﺫﻗﻨﻬﺎ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﺑﺸﺪﺓ ..
ﻭ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺪﺍﻩ ﺗﻤﺴﻜﺎﻥ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ، ﻭ ﺗﻮﻗﻔﻬﺎ ﻭ ﺗﺪﻳﺮﺍﻧﻬﺎ ﺑﺮﻓﻖ ﻟﺘﻮﺍﺟﻬﻪ ..
ﻇﻠﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺼﺪﻗﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﺠﺪﺩﺍ ، ﺃﻧﻬﺎ ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻣﺠﺪﺩﺍ !
ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ :
- ﺍﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .. ﺍﻧﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﺧﻼﺹ ، ﻭ ﻋﻤﺮﻱ ﻣﺎ ﻫﺴﻴﺒﻚ ﺗﺒﻌﺪﻱ ﻋﻨﻲ ﺗﺎﻧﻲ ﺍﺑﺪﺍ .
ﺗﺮﻗﺮﻗﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ :
- ﻋـ .. ﻋﺎ ... ﻋﺎﺻﻢ !
ﻭ ﺃﻟﻘﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﻔﻪ ﺑﺎﻛﻴﺔ ..
ﻓﻌﺎﻧﻘﻬﺎ ﺑﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺗﻠﻮ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻬﻤﺲ ﻓﻲ ﺁﺫﻧﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺎﺱ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ :
- ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺘﻲ ، ﻭﺣﺸﺘﻴﻨﻲ ... ﻭﺣﺸﺘﻴﻨﻲ ﺍﻭﻭﻱ !
ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺒﻜﻲ ، ﻓﺘﺮﻛﻬﺎ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﺠﻴﺘﻬﺎ ﻣﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺘﺂﺭﺟﺤﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻄﻒ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭ ﻓﻤﻪ ﻓﻮﻕ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻷﺷﻘﺮ ..
ﻭ ﻟﻤﺎ ﻫﺪﺃﺕ ، ﺃﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻴﺮﺍﻫﺎ ﺃﻓﻀﻞ ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻭ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺤﺪﺟﺎﻧﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﺇﺷﺘﻴﺎﻕ ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ :
- ﺁﺍﺍﻩ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ .. ﻳﺎ ﻣﻌﺬﺑﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻚ ، ﻣﺎﺗﺘﺼﻮﺭﻳﺶ ﺍﺷﺘﻘﺘﻠﻚ ﺍﺩ ﺍﻳﻪ !!
ﺇﺻﻄﺒﻎ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﺍﻟﺒﺾ ﺑﺤﻤﺮﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ، ﻭ ﻫﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺨﺸﻮﻉ ﻫﺎﻣﺴﺔ :
- ﺍﻧﺖ ﻭﺣﺸﺘﻨﻲ ﺍﻛﺘﺮ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻲ ... ﻛﺪﻩ ؟ .. ﻛﺪﻩ ﺗﺴﻴﺒﻨﻲ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺩﻱ ﻭ ﻣﺎ ﺗﺴﺄﻟﺶ ﻓﻴﺎ ؟ ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﻗﻠﺖ ﻣﺶ ﻫﻴﻌﺪﻱ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﻮﻡ ﻭ ﻫﻼﻗﻴﻚ ﺟﺎﻱ ﺗﺎﺧﺪﻧﻲ ﻭ ﺗﺮﺟﻌﻨﻲ ﻟﻠﻘﺼﺮ ﺗﺎﻧﻲ !
ﺟﺬﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺻﺪﺭﻩ ﺛﺎﻧﻴﺔ ، ﻓﻨﺴﻴﺖ ﻋﺘﺎﺑﻬﺎ ﻭ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻄﺮﺟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﺇﺫ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﺣﺔ ﻭ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ..
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ :
- ﺍﺣﺴﺎﺳﻚ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻪ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ... ﺍﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﻛﻨﺖ ﻫﺎﺟﻲ ﺍﺭﺟﻌﻚ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ، ﺑﺲ ﻟﻮ ﻋﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﻫﺘﻌﺬﺭﻳﻨﻲ !
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﻔﻀﻮﻝ ﻋﺼﺒﻲ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻀﻐﻂ ﻋﻠﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﻜﻔﻴﻬﺎ :
- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﺼﻞ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ ؟ .. ﻭ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻓﺠﺄﺓ ﻟﻴﻪ ؟ ﻟﻴـﻪ ؟؟؟
ﺗﻨﻔﺲ ﺑﻌﻤﻖ ، ﺛﻢ ﺭﺍﺡ ﻳﺴﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﺈﺧﺘﺼﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺫﻛﺮ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻔﺼﻠﺔ ..
ﻓﺸﻬﻘﺖ ﺑﻔﺰﻉ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺮﺩ :
- ﻭ ﺷﻬﺎﺏ ﺑﻘﻲ ﻛﻮﻳﺲ ﻭ ﻻ ﻷ ؟؟
- ﺍﻟﺤﻤﺪﻟﻠﻪ ﺑﻘﻲ ﻛﻮﻳﺲ .
- ﻭ ﺍﻧﺖ ﺍﺯﺍﻱ ﻣﺎﺗﻘﻮﻟﻴﺶ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺩﻩ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﻬﺪﺩﻙ ﻭ ﺑﻴﻬﺪﺩ ﺍﺧﻮﻙ ؟؟ !
- ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻨﺘﻲ ﻫﺘﻌﻤﻠﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ !
- ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻛﺔ ﺍﻧﻬﺎ ﺍﺧﺘﻪ .. ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻗﺪﺍﻣﻲ ﻓﻲ ﺍﻭﻝ ﻣﺮﺓ ، ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﻗﻮﻟﻚ ﻭ ﺍﺣﺬﺭﻙ ، ﺑﺲ ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻧﺴﺘﻨﻲ ﺧﺎﻟﺺ .
ﻭ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﻏﺮﺓ .. ﻻﺣﺖ ﺻﻮﺭﺓ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ، ﻓﺘﺬﻛﺮﺕ ﺃﻧﻪ ﻫﻨﺎ ، ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺑﻮﺟﻞ :
- ﻋﺎﺻﻢ .. ﻣﺮﻭﺍﻥ ، ﻣﺮﻭﺍﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻲ ﻫﻨﺎ ، ﻳﻼ ﻧﻤﺸﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺟﻊ !
ﻭ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻴﺪﻩ ﻭ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ..
ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻭﻗﻔﻬﺎ ﺑﻘﺒﻀﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭﺍﺛﻘﺔ :
- ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻚ ﻣﺸﻲ ﻳﺎ ﻫﺎﻧﻴﺎ ... ﻫﻮ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺍﻧﻘﺬ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻨﻲ ، ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻧﺎﺯﻝ ﻣﺴﺘﺤﻠﻔﻠﻪ .. ﺑﺲ ﺍﺗﻔﺎﺟﺌﺖ ﺑﻴﻪ ﺑﻴﻜﻠﻤﻨﻲ ﺍﻭﻝ ﻣﺎ ﺭﺟﻌﺖ ، ﺍﻋﺘﺬﺭ ﻟﻲ ﻭ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﺗﻔﻖ ﻣﻌﺎﻳﺎ ﺍﻧﻲ ﺍﺟﻲ ﻫﻨﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﺧﺪﻙ ﻭ ﺍﺭﺟﻌﻚ ﻟﺒﻴﺘﻲ !
ﻭ ﻻﻣﺲ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺑﺮﻓﻖ ﻣﺘﻤﺘﻤﺎ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ :
- ﻗﺎﻟﻲ ﺍﻧﻚ ﻣﺶ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻨﻲ .. ﻭ ﺍﻧﻚ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺗﺮﺟﻌﻴﻠﻲ ، ﻭ ﺍﻧﻬﻢ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﻳﺨﻠﻮﻛﻲ ﺗﻨﺴﻴﻨﻲ ﻭ ﺗﻜﺮﻫﻴﻨﻲ ﺯﻱ ﺍﻻﻭﻝ ، ﻭ ﻛﻤﺎﻥ ﺣﺎﻭﻟﻮﺍ ﻳﺠﺒﺮﻭﻛﻲ ﻋﻠﻲ ﺭﻓﻊ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺑﺲ ﻣﺎﻗﺪﺭﻭﺵ !
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻫﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺩﺍﻓﺌﺎ ﻗﻮﻳﺎ ، ﻭ ﻧﻌﻤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ..
ﻓﻌﺎﺩﺕ ﻟﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ ﻣﺠﺪﺩﺍ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ..
ﻟﺘﻘﻮﻝ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ :
- ﻣﺮﻭﺍﻥ ﻣﺎﻛﺪﺑﺶ ﻋﻠﻴﻚ .. ﺍﻧﺎ ﻓﻌﻼ ﻛﻨﺖ ﻭ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻨﻐﻴﺮﻙ ، ﻛﻨﺖ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻭ ﺣﺎﺳﺔ ﺍﻧﻲ ﻟﻮﺣﺪﻱ .. ﺟﺎﻳﺰ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﻛﺪﻩ ﻋﺸﺎﻥ ﻧﺘﺄﻛﺪ ﻭ ﻣﺎﻧﺸﻜﺶ ﺗﺎﻧﻲ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻧﻨﺎ ﺑﻨﻜﻤﻞ ﺑﻌﺾ ﻭ ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ ﻧﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻳﺎ ﻋﺎﺻﻢ !
ﻭ ﺣﻮﻟﺖ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﻳﺪﻩ ﻟﺘﻄﺒﻊ ﻗﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻔﻪ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ ، ﻓﺄﺣﻨﻲ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﻋﺎﻧﻘﻬﺎ ﺑﺪﻭﺭﻩ ..
ﺑﻘﻴﺖ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ... ﺗﻨﻌﻢ ﺑﺪﻑﺀ ﻋﻨﺎﻗﻪ ، ﻭ ﺳﺮﻱ ﻟﺤﻦ ﺭﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻬﺎ ، ﻟﺤﻦ ﻋﺸﻘﻪ ..
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍ ، ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻲ ﻓﻤﻪ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﺧﻔﻔﺖ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺍﻟﺨﺸﻨﺔ ..
ﻣﻼﻣﺤﻪ ﺍﻟﺨﺸﻨﺔ ؟ .. ﺭﺩﺩﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻲ ﺳﺮﻫﺎ ، ﻟﺘﺼﺮﺥ ﻓﺠﺄﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭ ﺗﺘﻠﻤﺲ ﻭﺟﻬﻪ :
- ﻋــﺎﺻﻢ ! ... ﻓﻴﻦ ﻧﺪﺑﺘﻚ ؟؟؟؟؟
ﺃﻓﺘﺮ ﺛﻐﺮﻩ ﻋﻦ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺮﺣﺔ ، ﻭ ﺭﺩﺩ :
- ﺍﻧﺘﻲ ﻟﺴﺎ ﻭﺍﺧﺪﺓ ﺑﺎﻟﻚ ؟ .. ﺩﻩ ﺍﻧﺎ ﻗﻠﺖ ﺍﻧﻲ ﻣﺎﺗﻐﻴﺮﺗﺶ ﻛﺘﻴﺮ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻧﻚ ﻣﺎﻻﺣﻈﺘﻴﺶ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ !
ﺗﻘﻠﺼﺖ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ ﺑﺤﺰﻥ ﻏﺎﺿﺐ ، ﻟﺘﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺨﺘﻨﻖ :
- ﺍﻧﺖ ﻋﻤﻠﺖ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﻟﻴﻪ ﺷﻴﻠﺘﻬﺎ ؟ ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺒﻬﺎ !!!
ﺭﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﺎﻩ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻓﻲ ﺫﻫﻮﻝ :
- ﻣﻌﻘﻮﻝ ؟ .. ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﻛﺪﻩ ﻣﺶ ﻋﺎﺟﺒﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺭﺟﻌﺖ ﻟﺸﻜﻠﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ !
ﺭﺩﺕ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺣﺰﻳﻨﺔ :
- ﺍﻧﺖ ﻋﺎﺟﺒﻨﻲ ﺩﺍﻳﻤﺎ ﻭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ .. ﻟﻜﻦ ﺍﻧﺎ ﺯﻋﻼﻧﺔ ﻋﺸﺎﻥ ﺑﻮﻇﺘﻠﻲ ﺍﻻﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺸﺎﻫﺎ .
- ﺍﺳﻄﻮﺭﺓ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ؟ ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻢ !!
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺠﻴﺒﻪ :
- ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺶ !
- ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭ ﺍﻟﻮﺣﺶ ؟ .. ﻃﻴﺐ ﺍﻧﺘﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ، ﺩﻱ ﻋﺮﻓﻨﺎﻫﺎ .. ﺍﻧﻤﺎ ﺍﻧﺎ ﺑﻘﻲ ﻛﻨﺖ ﺍﻟﻮﺣﺶ ؟؟؟ !
ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﺑﺤﻤﺎﺳﺔ ﻣﻨﻄﻔﺌﺔ :
- ﺍﻳﻮﻩ .. ﺑﻀﺨﺎﻣﺔ ﺟﺴﻤﻚ ﺩﻱ ، ﻭ ﻭﺷﻚ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﺎﻥ ﻧﺼﻪ ﻣﺤﺮﻭﻕ ، ﻛﻨﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻋﻨﻪ .
ﺛﻢ ﺯﻣﺖ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺑﻐﻀﺐ ﻃﻔﻮﻟﻲ ﻣﺮﺩﺩﺓ :
- ﺗﺒﻘﻲ ﺑﻮﻇﺘﻠﻲ ﺣﻜﺎﻳﺘﻲ ﺑﻘﻲ ﻭ ﻻ ﻷ ؟؟؟
ﻗﻬﻘﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺡ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﺮﺹ ﻭﺟﻨﺘﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ ﻭ ﻣﻮﺩﺓ ..
أنت تقرأ
المظفار والشرسة
Romanceﺃﻃﻠﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺷﻬﻘﺔ ﺭﻋﺐ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﻗﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺤﻨﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ، ﻭ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺂﺟﺠﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺗﻌﻘﻠﻪ .. ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮﻑ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺩﻓﻖ ﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ...