ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﻤﻀﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺬﻟﺘﻪ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻓﻲ ﺗﻤﺮﻳﺾ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﺍﻹﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﻪ ..
ﻏﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﻭ ﺗﻀﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﻤﺎﺩﺍﺕ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ..
ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻗﻠﻖ ﻣﺘﻘﻄﻊ ، ﻟﺬﺍ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﺳﺮﻳﻌﺎ ... ﻓﺮﻛﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺈﺭﻫﺎﻕ ، ﺛﻢ ﺃﻟﻘﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ..
ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺏ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﻣﺴﺎﺀً .. ﻓﻨﻘﻠﺖ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ..
ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﻣﻤﺪﺍ ﻋﻠﻲ ﻇﻬﺮﻩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺪﻭﺀ ﻭ ﺁﺭﻳﺤﻴﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻦ .. ﺷﺪﻫﺎ ﺇﺣﻤﺮﺍﺭ ﻭﺟﻨﺘﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﻲﺀ ، ﻓﺘﺄﻓﻔﺖ ﺑﺘﻌﺐ ﻭ ﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺟﺒﻴﻨﻪ ، ﻟﺘﺠﺪ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ، ﻭ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺟﺴﺪﻩ ﻣﺘﻌﺮﻗﺎ ﺃﻳﻀﺎ ..
ﺇﻣﺘﻌﺾ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺿﻴﻘﺎ ، ﻓﺈﺳﺘﻮﺕ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ، ﻭ ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻪ ﺑﺘﻤﻠﻤﻞ ﻭﺍﺿﺢ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺨﺒﻞ :
- ﻳﺎ ﺭﺑﻲ .. ﺍﻋﻤﻞ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﻣﺎﺑﺘﻨﺰﻟﺶ ، ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻣﺎﺑﺘﻨﺰﻟﺶ .. ﻭ ﻣﺶ ﺑﻴﻔﻮﻕ ، ﺍﻓﻮﻗﻪ ﺍﺯﺍﻱ ﺩﻩ ؟؟ !
ﺛﻢ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﻛﺘﻔﻪ ، ﻭ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻬﺰﻩ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺘﻒ :
- ﺍﻧـﺖ .. ﻗﻮﻭﻭﻡ ، ﺍﺻﺤـﻲ ﺑﻘــﻲ .. ﺍﺻﺤﻲ ، ﻓـﻮﻭﻕ .. ﺍﺻﺤــــﻲ !
ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺪﻯ ﺃﻱ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ، ﻓﻠﺠﺄﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻷﻭﻝ ﺣﻞ ﻃﺮﺃ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻬﺎ ﻟﺘﻮﻗﻈﻪ ..
ﻗﺎﻣﺖ ، ﻭ ﺟﻠﺒﺖ ﺯﺟﺎﺟﺔ ﻣﻴﺎﻩ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻭ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺮﺷﻘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻟﻴﻔﻴﻖ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﻋﻦ ﻋﺰﻣﻬﺎ .. ﺇﺫ ﺃﺷﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻧﻌﻢ ﺃﺷﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﺷﻔﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ، ﻭ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻣﺰﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻵﺫﻱ ، ﻓﻬﻮ ﺑﺸﺮ ﻋﻠﻲ ﺃﻱ ﺣﺎﻝ ، ﻭ ﻟﺪﻳﻪ ﺷﻌﻮﺭ ﺃﻳﻀﺎ ..
ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻣﺮﺿﻪ ، ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ ﻭ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﺤﻴﻠﺔ ﻟﺪﻱ ﺇﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻪ ..
ﻓﻼ ﺩﺍﻋﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﺼﺖ ﺍﻵﻥ ﻟﻨﺪﺍﺀ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﻤﺔ ، ﻟﺘﺆﺟﻞ ﺇﻧﺘﻘﺎﻣﻬﺎ ﻟﻮﻗﺖ ﻻﺣﻖ ، ﺣﻴﻦ ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﺣﻴﻮﻳﺘﻪ ﻭ ﺻﺤﺘﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ..
ﻋﻨﺪﻫﺎ ، ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﺎﺗﻠﻪ ﺑﺸﺮﻑ ﻭ ﻧﺰﺍﻫﺔ ، ﺇﻧﻤﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻭ ﻫﻮ ﺿﻌﻴﻒ ، ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ..
ﻓﺘﺤﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺯﺟﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﻭ ﺳﻜﺒﺖ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﻛﻔﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺩﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺒﻂﺀ .. ﻭ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻭ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻣﺴﺤﺖ ﺑﻜﻔﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ، ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺒﻬﺘﻪ ، ﻭ ﺣﺘﻲ ﺇﻟﻲ ﻋﻨﻘﻪ ..
ﻻﺣﻈﺖ ﺃﻧﻪ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻹﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻲﺀ ، ﺣﻴﺚ ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺑﺘﺜﺎﻗﻞ ، ﻭ ﺯﺍﻍ ﺑﺒﺼﺮﻩ ﻳﻤﻨﺔ ﻭ ﻳﺴﺮﺓ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺣﺘﻲ ﺇﺳﺘﻘﺮﺕ ﺃﻧﻈﺎﺭﻩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ..
ﻭ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﻙ ﻗﻴﺪ ﺃﻧﻤﻠﺔ ، ﺗﻜﻠﻢ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﺷﺪﻳﺪ ، ﻭ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﺍﻫﻨﺎ ﻣﺘﺤﺸﺮﺟﺎ :
- ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﻣﺎﻟﻚ ؟ .. ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟؟
ﺗﻮﺗﺮﺕ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﺩﺕ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺣﺎﺯﻣﺔ ﻣﻘﺘﻀﺒﺔ :
- ﺍﻧﺎ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻛﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺢ .
ﻗﻄﺐ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﻔﻴﻦ ﺑﺈﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ، ﻭ ﺳﺄﻟﻬﺎ :
- ﻟﻴﻪ ؟؟
ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻋﻴﻨﻬﺎ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺘﻬﻜﻢ :
- ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﺣﺎﺳﺲ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺍﻧﺖ ﻋﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺢ ، ﺻﺤﻴﺖ ﻻﻗﻴﺘﻚ ﺑﺘﺨﺘﺮﻑ ﻭ ﺣﺮﺍﺭﺗﻚ ﻋﺎﻟﻴﺎ .. ﻓﻀﻠﺖ ﺍﺣﺎﻭﻝ ﺍﺻﺤﻲ ﻓﻴﻚ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﻗﺪﺭﺗﺶ ، ﻓﺄﺿﻄﺮﻳﺖ ﺍﻋﺎﻟﺠﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻭ ﺍﻋﻤﻠﻚ ﻛﻤﺎﺩﺍﺕ .
ﺣﺪﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻫﻮﻝ ﺟﻢ ، ﻭ ﺭﺩﺩ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ :
- ﺍﻧﺘﻲ ؟ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻋﺎﻟﺠﺘﻴﻨﻲ ﻭ ﻋﻤﻠﺘﻴﻠﻲ ﻛﻤﺎﺩﺍﺕ ؟؟
ﺭﻣﺘﻪ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺳﺎﺧﻄﺔ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻋﻤﻠﺘﺶ ﻛﺪﻩ ﻋﺸﺎﻧﻚ .. ﺍﻧﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻛﺪﻩ ﻋﺸﺎﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﺲ ، ﻓﻲ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﻓﻲ ﺍﻻﺧﺮ ﺭﻭﺣﻚ ﻣﺎﻟﻬﺎﺵ ﺫﻧﺐ ، ﺍﻧﻤﺎ ﻟﻮ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻧﺖ ﺑﻘﻠﺒﻚ ﺍﻻﺳﻮﺩ ﻭ ﻋﻘﻠﻚ ﺍﻟـ ...
ﻭ ﺑﺘﺮﺕ ﻋﺒﺎﺭﺗﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ ، ﺇﺫ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺆﺫﻳﻪ ﺑﻜﻼﻣﻬﺎ ، ﻭ ﻗﺪ ﺗﺘﺮﺍﺟﻊ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻭ ﺗﺴﻮﺀ ..
ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ، ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ .. ﻓﻘﺪ ﺯﺍﺩ ﺍﻹﺣﻤﺮﺍﺭ ﻋﻠﻲ ﺑﺸﺮﺗﻪ ، ﻭ ﻏﻄﻲ ﺧﺪﻳﻪ ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺑﺄﻧﻔﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺇﻧﻌﻘﺪﺍ ﺣﺎﺟﺒﺎﻩ ﻓﻲ ﺁﻟﻢ ..
ﻋﻀﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﺑﻘﻮﺓ ، ﺛﻢ ﺗﻨﻬﺪﺕ ﻗﻠﻴﻼ ، ﻭ ﻣﻀﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻴﻖ :
- ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺷﻮﻳﺔ ﺭﺍﺣﺔ .. ﻭ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻋﻨﺪﻳﺶ ﻣﺎﻧﻊ ﺍﺧﺪ ﺑﺎﻟﻠﻲ ﻣﻨﻚ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺗﺘﺤﺴﻦ .
ﻭ ﺳﺎﺩ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﺭﺩ ، ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺑﺈﺭﺗﺒﺎﻙ ﻭﺍﺟﻢ :
- ﺣﺎﺳﺲ ﺑﺈﻳﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟؟
ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﺃﺟﺎﺏ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﻔﻴﺾ :
- ﺭﺍﺳﻲ ﻭﺟﻌﺎﻧﻲ .. ﺣﺎﺳﺲ ﺑﺎﻟﺤﺮ ﻭ ﺍﻟﻌﻄﺶ .
ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺘﻔﻬﻢ ، ﺛﻢ ﺇﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺛﺎﻧﻴﺔ ، ﻭ ﺗﺤﺴﺴﺖ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻣﺠﺪﺩﺍ ..
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﺸﺘﻌﻞ ﺣﺮﺍﺭﺓ ، ﻓﺘﻤﺘﻤﺖ :
- ﺣﺮﺍﺭﺗﻚ ﻣﺶ ﺑﺘﻨﺰﻝ ، ﻭ ﺍﻟﻜﻤﺎﺩﺍﺕ ﻣﺶ ﺟﺎﻳﺒﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ .. ﻻﺯﻡ ﺗﻘﻮﻡ ﺗﺎﺧﺪ ﺩﻭﺵ ﺑﺎﺭﺩ .
ﻭ ﻫﻨﺎ ، ﺇﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺫﻋﺮﺍ ، ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻗﺎﻝ :
- ﻷ .. ﻷ ﺩﻭﺵ ﺑﺎﺭﺩ ﺍﻳﻪ ؟ ﺩﻩ ﺍﻟﺠﻮ ﺗﻠﺞ ﺍﺻﻼ !
- ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﻗﻠﺖ ﺣﺎﺳﺲ ﺑﺎﻟﺤﺮ ؟؟
- ﺍﻳﻮﻩ ﺩﻩ ﻋﺸﺎﻥ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺟﺴﻤﻲ ﻋﺎﻟﻴﺔ .. ﻟﻜﻦ ﺩﻩ ﻣﺎﻳﻤﻨﻌﺶ ﺍﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﺷﺘﺎ ﻭ ﺳﻘﻌﺔ ، ﻋﺎﻳﺰﺍﻧﻲ ﻛﻤﺎﻥ ﺍﻧﺰﻝ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺪﻭﺵ ﻭ ﻫﻮ ﺑﺎﺭﺩ ؟ .. ﻻ ﻻ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ .
ﻋﻘﺪﺕ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ﺑﺈﻧﺰﻋﺎﺝ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﺍﻧﺖ ﻫﺘﻌﻤﻞ ﺯﻱ ﺍﻟﻌﻴﺎﻝ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﻭ ﻓﻌﻼ ، ﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
- ﺍﺭﺟﻮﻛﻲ ﺑﻼﺵ .. ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭ ﺍﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺍﺳﺎﺳﺎ .
ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻑ ﺑﺘﺮﺟﻲ :
، - ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻚ ﻣﺶ ﻃﺎﻳﻘﺎﻧﻲ ﻭ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺗﺘﻨﻘﻤﻲ ﻣﻨﻲ ﺑﺲ ﻣﺶ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺩﻱ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ .. ﺍﻧﺎ ﺗﻌﺒﺎﻥ ﺑﺠﺪ .
ﺿﻐﻄﺖ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺒﺮ ﻧﺎﻓﺬ ، ﻭ ﻋﻠﻲ ﻣﻀﺾ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﻳﺒﻘﻲ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﺣﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺍﻟﻜﻤﺎﺩﺍﺕ .. ﺑﺲ ﻟﻮ ﻣﺎﺗﺤﺴﻨﺘﺶ ﻋﻠﻲ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻛﺪﻩ ﻫﻨﻀﻄﺮ ﻧﺠﻴﺐ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻳﺸﻮﻓﻚ .
ﻭ ﻗﻠﺼﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻋﺎﺑﺴﺔ ، ﻓﻘﺎﻝ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻭ ﻫﻮ ﻳﺸﻴﺢ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻟﻠﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻱ :
- ﻣﺎﺗﺘﻌﺒﻴﺶ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻌﺎﻳﺎ .. ﺳﻴﺒﻴﻨﻲ ﺍﻧﺎ ﻫﺒﻘﻲ ﻛﻮﻳﺲ .
ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭ ﺇﺳﺘﻄﺮﺩ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ :
- ﻣﻤﻜﻦ ﺗﺮﻭﺣﻲ ﺍﻻﻭﺿﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﻛﻨﺘﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻭﻝ ﻣﺎ ﺟﻴﺘﻲ ﻫﻨﺎ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺍﺧﻒ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﺎﺗﺘﻌﺪﻳﺶ ﻣﻨﻲ .
ﺗﺘﻬﺪﺕ ﺑﺘﻌﺐ ﻭ ﺇﺭﻫﺎﻕ ﻣﺘﺠﺎﻫﻠﺔ ﻛﻼﻣﻪ ، ﺛﻢ ﺫﻫﺒﺖ ﻭ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻣﺰﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺜﻠﺞ ، ﻭ ﺯﺟﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻨﺎﺷﻒ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻟﺘﻀﻌﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺟﺴﺪﻩ ..
ﻋﺎﺩﺕ ﺗﺤﺘﻞ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺮ ﺇﻟﻲ ﺟﻮﺍﺭﻩ ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺒﻠﻞ ﺃﻭﻝ ﻣﻨﺸﻔﺔ .. ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻓﺈﻧﺘﻔﺾ ﺟﺴﺪﻩ ﻟﺒﺮﻭﺩﺓ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻋﻠﻲ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻭ ﺣﺎﻭﻝ ﺇﺑﻌﺎﺩﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ..
ﺃﻛﻤﻠﺖ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻨﺸﻔﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ ، ﺛﻢ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﺘﻤﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻨﺨﻔﺾ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ..
ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻣﻨﻌﻬﺎ ﻣﺘﺤﺠﺠﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺑﺎﺭﺩﺓ ، ﻭ ﻋﻠﻲ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻃﻔﻞ ﺻﻐﻴﺮ ..
ﻭ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺇﻧﺨﻔﻀﺖ ﺣﺮﺍﺭﺗﻪ ﻧﺴﺒﻴﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ..
ﺯﻓﺮﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺂﺭﻕ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻔﺮﻙ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻜﻔﻴﻬﺎ :
- ﺣﺮﺍﺭﺗﻚ ﻧﺰﻟﺖ ﺷﻮﻳﺔ .. ﻭ ﻋﺸﺎﻥ ﺗﻘﺪﺭ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺍﻟﺤﻤﻲ ﻫﻨﺰﻝ ﺍﻋﻤﻠﻚ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺎﻛﻠﻬﺎ .
ﻭ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﻨﻬﺾ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻣﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻭ ﺟﺬﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮﻩ ﺑﺮﻓﻖ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻗﻠﺘﻠﻚ ﻣﺎﺗﺘﻌﺒﻴﺶ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻌﺎﻳﺎ .. ﺍﻱ ﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﻣﻤﻜﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻛﺪﻩ ﺑﺪﺍﻟﻚ .
ﺭﺩﺕ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺳﺎﺧﺮﺓ :
- ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺍﻧﻲ ﻣﺮﺍﺗﻚ .. ﻗﺪﺍﻣﻬﻢ .. ﻭ ﻛﻮﻧﻚ ﻋﻴﺎﻥ ﻳﺒﻘﻲ ﻻﺯﻡ ﺍﺑﻘﻲ ﻣﺨﻀﻮﺿﺔ ﻋﻠﻴﻚ ﻭ ﺍﺟﺮﻱ ﺍﻋﻤﻠﻚ ﺍﻛﻠﻚ ﻭ ﺷﺮﺑﻚ .
ﻫﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻧﻔﻴﺎ ، ﻭ ﻏﻤﻐﻢ ﺑﻬﺪﻭﺀ :
- ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺶ ﻣﻀﻄﺮﺓ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﻛﺪﻩ .
ﺣﺪﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﺑﺮﻭﺩ ، ﺛﻢ ﺳﺤﺒﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻮﺟﻮﻡ :
- ﻣﺶ ﻫﺘﺄﺧﺮ ﻋﻠﻴﻚ .
ﻭ ﺇﺗﺠﻬﺖ ﺻﻮﺏ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺇﺳﺘﻮﻓﻔﻬﺎ ﻣﺤﺘﺪﺍ :
- ﺍﺳﺘﻨﻲ ﻫﻨﺎ !
ﺗﺴﻤﺮﺕ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ، ﺛﻢ ﺇﻟﺘﻔﺘﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ :
- ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟ !
ﺑﻨﺒﺮﺓ ﻣﻬﺬﺑﺔ ، ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
- ﻫﺘﻨﺰﻟﻲ ﺗﺤﺖ ﻛﺪﻩ ؟؟
- ﻛﺪﻩ ﺍﺯﺍﻱ ﻳﻌﻨﻲ !!
ﺭﺩﺩﺕ ﺑﺒﻼﻫﺔ ، ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﺇﻟﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼ :
- ﻫﺘﻨﺰﻟﻲ ﺗﺤﺖ ﻛﺪﻩ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﺑﻘﻤﻴﺺ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺩﻩ ؟؟
ﻭ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻧﺴﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ، ﻓﺨﻔﻀﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ، ﻟﺘﺠﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺍﻟﺮﺩﺍﺀ ﺍﻟﻠﻴﻠﻲ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮ ، ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺜﻴﺮﺓ ..
ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻏﺮﻳﺰﻳﺔ ، ﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﻋﻨﻘﻬﺎ ﻭ ﺻﺪﺭﻫﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻧﻔﻀﺖ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺑﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻋﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ ، ﻭ ﻗﺎﻟﺖ :
- ﻗﻌﺪﺗﻲ ﺟﻤﺒﻚ ﻧﺴﺘﻨﻲ ﺍﺻﻮﻝ ﻳﻮﻣﻲ .. ﺍﻧﺎ ﺣﺘﻲ ﻣﺎﻏﺴﻠﺘﺶ ﻭﺷﻲ ﻟﺤﺪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ .
ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ، ﻭ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺛﻴﺎﺏ ﻟﻬﺎ ..
ﻭﻟﺠﺖ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻗﺒﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﻮﺍﺭﺕ ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮﻳﻪ ..
ﻓﺸﻌﺮ ﺑﺜﻘﻞ ﺟﻔﻨﺎﻩ ، ﻓﺈﻧﻐﻠﻘﺘﺎ .. ﻟﻴﻐﻂ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻹﻋﻴﺎﺀ ...
***********************************
ﺗﻨﻘﻠﺖ " ﻫﻨﺎ " ﺑﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺬﻋﻮﺭﺗﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ..
ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺇﺟﺮﺍﻣﻴﺔ ، ﺗﺸﻲ ﺑﺈﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ، ﺇﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﻭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ، ﻭ ﺣﺘﻲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻔﺘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ..
ﺣﺎﻭﻟﺖ " ﻫﻨﺎ " ﺃﻥ ﺗﺘﺴﻠﺢ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺩﻭﻥ ﻓﺎﺋﺪﺓ ، ﻓﺎﻟﺮﻋﺐ ﺃﺗﻠﻒ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ..
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﺎﺩ ، ﺇﻧﻤﺎ ﻣﺮﺗﻌﺶ ﻗﻠﻴﻼ :
- ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻣﻴﻦ ؟ .. ﻭ ﺍﻧﺎ ﻓﻴﻦ ؟ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻣﻴﻦ ﻭ ﻋﺎﻳﺰﻳﻦ ﻣﻨﻲ ﺍﻳﻪ ؟؟
ﻭ ﻫﻨﺎ ﺑﺮﺯ ﺻﻮﺕ " ﺇﺳﻼﻡ " ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﺪﺭﻫﻢ ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﺈﺳﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﻤﻘﻴﺖ :
- ﻣﺎﻟﻚ ﺑﺲ ﻳﺎ ﺣﻠﻮﺓ ؟ .. ﺑﺘﺘﺮﻋﺸﻲ ﻛﺪﻩ ﻟﻴﻪ ؟ ﻣﺶ ﻣﻦ ﺍﻭﻟﻬﺎ ﻛﺪﻩ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻟﺴﺎ ﻣﺎﺷﻮﻓﺘﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ .
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻈﺮﺓ ﻗﺒﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ، ﻓﺒﻠﻎ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻣﺒﻠﻐﻪ ﺑـ " ﻫﻨﺎ " ﻟﺘﻬﺪﺭ ﺑﻬﺴﺘﺮﻳﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ :
- ﻟﺴﺎ ﻣﺎﺷﻮﻓﺘﺶ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﻨﻚ ﻟﻴـﻪ ؟ ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻟﻮ ﻣـﺎﺳﺒﺘﻨﻮﻳﺶ ﺍﻣﺸﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺣﺎﻻ ﻫــ ﺁﺍ ..
- ﻫـﺂ ﻫـﺂ ﻫـﺂ ..
ﻗﺎﻃﻌﻬﺎ ﺑﻀﺤﻜﺘﻪ ﺍﻟﻤﻘﺰﺯﺓ ﺗﻠﻚ ، ﻭ ﻗﺎﻝ ﻣﺘﺴﻠﻴﺎ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ :
- ﻭ ﺍﻧﺘﻲ ﻫﺘﻌﺮﻓﻲ ﺗﻌﻤﻠﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻳﺎ ﻗﻄﺔ ؟ .. ﺍﻧﺘﻲ ﻣﺶ ﺷﺎﻳﻔﺔ ﺍﺣﻨﺎ ﻛـﺎﻡ ﻭ ﻻ ﺍﻳـﻪ ؟ ﺍﻃﻤﻨﻲ ، ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﺣﺘﺨﺮﺟﻲ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺍﺑـﺪﺍﺍﺍﺍ ..... ﺍﻻ ﺍﻣﺎ ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎﻛﻲ ﺍﻟﺼﺢ .
ﻓﻜﺮﺕ " ﻫﻨﺎ " ﺳﺮﻳﻌﺎ .. ﺃﻧﻬﻢ ﺣﻘﺎ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ، ﻭ ﻫﻲ ﻋﺰﻻﺀ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ، ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺭﺩﻋﻬﻢ ..
ﺟﻒ ﺣﻠﻘﻬﺎ ﺣﺪ ﺍﻵﻟﻢ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﺪﺩﺕ ﺑﺈﻧﻔﻌﺎﻝ ﻣﺘﻬﻮﺭ :
- ﺍﻧﺎ ﺑﺤﺬﺭﻛﻮﺍ ﻟﻮ ﺣﺪ ﻗﺮﺏ ﻣﻨﻲ !
ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺂﺳﺔ ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺍﻟﻘـﻬﻘﻬﺎﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻬﺔ ، ﺍﻟﺒﺬﻳﺌﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻠﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ..
ﻓﺈﺧﺘﻨﻘﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻨﺠﺮﺗﻬﺎ ، ﻭ ﺃﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ .. ﻭ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ ﺃﻫﻲ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺃﻡ ﺍﻟﺘﺮﻗﺐ ﻣﻤﺎ ﺗﺨﺒﺌﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ..
ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ، ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ .. ﻓﺮﻛﻀﺖ ﺻﻮﺑﻪ ..
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻗﻒ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ، ﻭ ﺑﺪﺍ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺳﺪﺍ ﻣﻨﻴﻌﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻳﻠﻐﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﺬ ... ﻧﻈﺮﺕ ﺑﺬﻋﺮ ﻷﻋﻴﻨﻬﻢ ، ﻓﻠﻢ ﺗﺮﻱ ﺳﻮﻱ ﺑﺮﻳﻖ ﺧﺒﻴﺚ ﻳﺘﺮﺍﻗﺺ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻢ ..
ﻭ ﻣﺎ ﺃﻥ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺣﺘﻲ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭ ﺷﺪﻫﺎ ﺇﻟﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﺍﻟﺼﻠﺐ ..
ﺃﻃﻠﻘﺖ " ﻫﻨﺎ " ﺻﺮﺧﺔ ﺣﺎﺩﺓ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﻹﻓﻼﺕ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻱ ، ﻓﺈﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭ ﺭﺟﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ .. ﻟﻜﻤﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺠﻤﺎﻉ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ ، ﻓﺄﺻﺎﺑﺖ ﻓﻤﻪ ..
ﺭﺃﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺗﻨﺒﺜﻖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﻨﺎﻧﻪ ، ﺃﻋﻘﺒﺘﻬﺎ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ، ﻓﺼﺎﺡ ﺑﻌﻨﻒ :
- ﻭ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻣﻲ ﻻﻃﻠﻊ ***** ﺍﻫﻠﻚ !
ﻭ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﻦ ﻏﺮﺓ ، ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺑﻤﺘﻬﻲ ﺍﻟﻘﻮﺓ ، ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ...
***********************************
ﺑﻌﺪ ﻣﻐﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﺃﺻﻌﺐ ﺛﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ..
ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ، ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .. ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﺣﺘﻲ ﺍﻵﻥ ﻭ ﻗﺪ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻣﺴﺎﺀً !
ﻟﻢ ﻳﺴﺎﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﺩﻗﺎﺕ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻋﺼﺮﺍ ..
ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺈﻧﻬﺎ ﺗﺄﺧﺮﺕ ﻗﻠﻴﻼ ، ﻓﺬﻫﺒﺖ ﻟﺘﻬﺎﺗﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻹﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ ﻫﺎﺗﻒ ﺧﻠﻮﻱ ..
ﻇﻠﺖ ﺗﻬﺎﺗﻔﻬﺎ ﻣﺮﺓ ، ﺗﻠﻮ ﺍﻟﻤﺮﺓ ، ﺗﻠﻮ ﺍﻟﻤﺮﺓ .. ﻫﺎﺗﻔﺘﻬﺎ ﻟﻤﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﻴﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺗﺼﺎﻻﺕ ..
ﻛﺎﻧﺖ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ، ﺗﺬﺭﻉ ﺍﻟﺼﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭ ﺇﻳﺎﺑﺎ ﺑﺈﻋﺼﺎﺏ ﺛﺎﺋﺮﺓ .. ﻭ ﻟﻤﺎ ﺇﺳﺘﺒﺪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭ ﺇﺟﺘﺎﺣﺘﻬﺎ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﻣﺘﻼﻃﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻋﻠﻲ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ، ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺑﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﺑﺮﺓ " ﺇﻳﺎﺩ " ﻋﻠﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻞ ﺷﻲﺀ ، ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ..
ﺗﺮﻛﺖ ﺷﻘﺘﻬﺎ ، ﻭ ﺇﺭﺗﺪﺕ ﻋﺒﺎﺀﺗﻬﺎ ﺍﻟﻘﺎﺗﻤﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺒﻂ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻢ ..
ﺛﻢ ﺇﻧﺪﻓﻌﺖ ﻧﺤﻮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﺒﻴﺘﻬﺎ .. ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ﺃﻥ ﺗﺠﺮﻱ ﺇﺗﺼﺎﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﺿﻪ ﻟﻺﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ..
ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ، ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﻭﺭﻗﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺣﺎﻓﻈﺘﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺩﻭﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﻗﻢ " ﺇﻳﺎﺩ " ..
ﺿﺮﺑﺖ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻣﻬﻞ ﻭ ﺑﺘﺮﻛﻴﺰ ﺷﺪﻳﺪ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻋﻠﻲ ﺃﺫﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺮﺩ ..
ﻭ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺛﻮﺍﻥ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ ﺣﺘﻲ ﺟﺎﺀ ﺻﻮﺕ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺍﻟﻘﻠﻖ ﺑﺪﻭﺭﻩ :
- ﺍﻟـﻮ !
ﺭﺩﺕ " ﻗﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ " ﻓﻲ ﺗﻮﺟﺲ ﻣﺘﻠﻌﺜﻤﺔ :
- ﺁﺍ ﺍﻳﻮﻩ ﻳﺎ ﺍﻳﺎﺩ ﺑﻴﻪ .. ﺍﻧﺎ ﺍﻡ ﻫﻨﺎ ﻳﺎﺑﻨﻲ .
ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺗﻮﺟﺴﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺩ :
- ﺍﻫﻼ ﻳﺎ ﻃﻨﻂ .. ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ؟ ﻫﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟
ﺗﺴﺎﺭﻉ ﻭﺟﻴﺐ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺷﺤﻮﺏ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺇﺻﻔﺮﺍﺭﻩ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺠﻴﺒﻪ :
- ﻣﺎ ﺍﻧﺎ ﺑﺘﺼﻞ ﺑﻴﻚ ﻋﺸﺎﻧﻬﺎ ﻳﺎﺑﻨﻲ .. ﻫﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭ ﻟﺴﺎ ﻣﺎﺭﺟﻌﺘﺶ ، ﻭ ﺑﺘﺼﻞ ﺑﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻴﻔﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﺎﺑﺘﺮﺩﺵ ﻋﻠﻴﺎ .. ﻫﻲ ﻣﺎﻛﻠﻤﺘﻜﺶ ﻭ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ؟؟
ﺣﺎﻭﻝ " ﺇﻳﺎﺩ " ﺃﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﺻﻮﺗﻪ ﻗﻠﻘﺎ ﺃﻭ ﻏﺎﺿﺒﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ :
- ﻻ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﻣﺎﺗﺼﻠﺘﺶ ﺑﻴﺎ ، ﻫﻲ ﺑﺲ ﻛﻠﻤﺘﻨﻲ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻭ ﻗﺎﻟﺘﻠﻲ ﺍﻧﻬﺎ ﻧﺎﺯﻟﺔ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﺷﻮﻳﺔ ﺣﺎﺟﺎﺕ .
ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻑ ﺑﻠﻄﻒ ﻟﻴﻄﻤﺌﻨﻬﺎ :
- ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﻴﺶ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺍﻧﺎ ﻫﻔﻀﻞ ﻭﺭﺍﻫﺎ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻴﺎ ، ﻭ ﺍﺫﺍ ﻣﺎﺭﺩﺗﺶ ﺧﻼﻝ ﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﻛﻤﺎﻥ ﻫﻨﺰﻝ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﺍﺩﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺍﺷﻮﻑ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﺍﺣﺖ ﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻈﺒﻂ .. ﻫﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺶ ﺳﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﻮﺑﺎﻳﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺣﻤﺔ ، ﺍﻃﻤﻨﻲ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺧﻴﺮ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﺑﺪﺭﺟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻤﻦ ﻳﻄﻤﺌﻨﻬﺎ ، ﻓﺼﺪﻗﺘﻪ ﻭ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺒﺘﻬﻞ ﺑﺨﺸﻮﻉ :
- ﻳـﺎ ﺭﺏ .. ﻳــــﺎ ﺭﺏ ، ﻫﺎﺕ ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐ ﺳﻠﻴﻤﺔ .. ﺍﺳﺘﺮﻫﺎ ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ ﻋﺎﻟﺒﺖ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﻴﻠﺘﻲ ، ﺭﺟﻌﻬﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻟﻴﺶ ﻏﻴﺮﻫﺎ !
***********************************
ﻛﺎﻥ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺣﺪﻩ ، ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻬﻮ ﺍﻟﻔﺴﻴﺢ ، ﺗﺤﺖ ﺍﻹﺿﺎﺀﺓ ﺍﻟﺨﺎﻓﺘﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﻳﺔ ..
ﻓﻮﻕ ﻛﺮﺳﻲ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﺮﻓﻖ ﺑﻄﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻮ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﺍﻟﺜﻤﻦ .. ﻓﺮﻓﻊ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻮ ، ﻭ ﻣﺮ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﺭﺍﺡ ﻳﻌﺰﻑ ﻣﻌﺰﻭﻓﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻭ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﺟﺪﺍ ، ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ، ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺪﺟﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺰﻑ .. ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻐﻞ ﺧﻠﺪﻩ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻼﻋﺒﺖ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻩ ، ﻭ ﻋﺒﺜﺖ ﺑﻘﻠﺒﻪ ..
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺪﻕ ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﺎ ، ﻭ ﻳﺜﻖ ﺑﺒﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ، ﺑﻞ ﻭ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﺤﻤﺎﺳﺔ ﻋﻠﻲ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﻣﻊ ﻧﻮﺑﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﻧﻴﺔ ..
ﻟﻌﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻐﺒﺎﺋﻪ ، ﻷﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﻴﺪ ﺛﻤﻴﻦ ﻟﻬﺎ ، ﺗﻼﻋﺒﺖ ﺑﻪ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﺭﻣﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﻃﻮﻝ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ..
ﺭﺍﺡ ﻳﺘﻘﺎﻓﺰ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻪ ﻋﻠﻲ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﻮ ، ﺗﺎﺭﺓ ﺑﻐﻀﺐ ﻭ ﻋﺼﺒﻴﺔ ، ﻭ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺑﻠﻄﻒ ﻭ ﻫﺪﻭﺀ ..
ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﺇﻧﺘﺰﻋﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺝ ﺗﺮﻛﻴﺰﻩ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻋﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﺻﻮﺕ ﻫﺎﺗﻔﻬﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﻭﺻﻮﻝ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ..
ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﺮﺷﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺰﻑ ، ﻭ ﺇﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻲ ﻫﺎﺗﻔﻬﻪ ..
ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ، ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺈﺭﺳﺎﻟﻬﺎ ..
ﻓﺎﻹﺳﻢ ﻭﺍﺿﺢ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻮﺿﻮﺡ .. " ﻫـﺎﺟﺮ " ...
ﻭ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺍﺿﺤﺔ .. ﻗﺮﺃ ﺍﻵﺗﻲ ﺑﻌﻴﻨﻴﻦ ﻏﺎﺿﺒﺘﻴﻦ :
" ﺷﻬﺎﺏ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﺎ .. ﺍﻧﺎ ﻛﻠﻤﺘﻚ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺮﺓ ، ﺭﺩ ﻋﻠﻴﺎ ﻳﺎ ﺷﻬﺎﺏ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ "
ﺷﺪ ﻗﺒﻀﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﻨﻖ ﺷﺪﻳﺪ ..
ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻭ ﺭﺩ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ، ﺇﻧﻤﺎ ﺇﻧﺘﻬﺞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﻄﺎﻇﺔ ﻣﺘﻌﻤﺪﺍ :
" ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺑﺘﺘﺼﻠﻲ ﺑﻴﺎ ﻟﻴﻪ ﻭ ﺑﺘﻜﺘﺒﻴﻠﻲ ﻟﻴﻪ ؟ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻗﻠﺘﻠﻚ ﻣﺎﺗﻬﻮﺑﻴﺶ ﻧﺎﺣﻴﺘﻲ ﺧﺎﻟﺺ ؟؟ !
ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭ ﺑﻌﺜﺖ ﻟﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻱ :
" ﻃﺐ ﺑﺲ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﻬﺪﺍ ﺷﻮﻳﺔ ؟ .. ﻋﻠﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻧﺖ ﻇﺎﻟﻤﻨﻲ ، ﺍﻧﺎ ﻣﺎﻛﻨﺶ ﻗﺼﺪﻱ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻲ ﻓﻬﻤﺘﻬﺎ .. ﺑﺺ ﺧﻠﻴﻨﺎ ﻧﺘﻘﺎﺑﻞ ﻭ ﺍﻧﺎ ﻫﻔﻬﻤﻚ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ "
ﺇﻧﺘﻈﺮ ﻗﻠﻴﻼ ... ﻭ ﺭﺩ :
" ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻓﻬﻢ ﺣﺎﺟﺔ .. ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﺧﻼﺹ "
ﺑﻌﺜﺖ ﻟﻪ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ :
" ﻋﺸﺎﻥ ﺧﺎﻃﺮﻱ ﻳﺎ ﺷﻬﺎﺏ .. ﺍﺩﻳﻨﻲ ﻓﺮﺻﺔ
ﺍﻓﻬﻤﻚ ﻭ ﻟﻮ ﻣﺎﻋﺠﺒﻜﺶ ﻛﻼﻣﻲ ﺧﻼﺹ .. ﻣﺶ ﻫﻜﻠﻤﻚ ﺗﺎﻧﻲ ﻭ ﻻ ﻫﻘﺮﺏ ﻣﻨﻚ ﺯﻱ ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰ "
ﺗﻨﻬﺪ " ﺷﻬﺎﺏ " ﺑﻌﻤﻖ ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ..
ﻫﻞ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻭ ﻳﻘﺎﺑﻠﻬﺎ ﻟﻴﻨﺼﺖ ﺇﻟﻲ ﻣﺒﺮﺭﺍﺗﻬﺎ ؟ .. ﺃﻡ ﻳﻄﻮﻱ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭ ﻳﻨﺴﺎﻫﺎ ﻟﻴﺘﺠﻨﺐ ﻣﺰﻳﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻋﻴﺐ ﻭ ﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ؟؟
***********************************
ﺃﺑﻴﺾ ﻭﺟﻪ " ﻫﻨﺎ " ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻜﻤﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﻓﻤﻪ ﻳﺨﻠﻊ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺑﻬﻤﺠﻴﺔ ، ﺛﻢ ﻳﻔﻚ ﺳﺤﺎﺏ ﺑﻨﻄﺎﻟﻪ ، ﻭ ﻳﺒﻘﻲ ﺑﺴﺮﻭﺍﻟﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻓﻘﻂ ..
ﻭ ﻣﺎ ﺣﻄﻢ ﺟﺪﺍﺭ ﺃﻋﺼﺎﺑﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭ ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﺫﺭﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺗﻨﺘﻔﺾ ﺑﻌﻨﻒ ، ﺣﻴﻦ ﺭﺃﺕ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺍﻟﺘﺴﻌﺔ ﻳﺨﻠﻌﻮﻥ ﻣﻼﺑﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﺎﺩﻟﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ، ﺣﺘﻲ ﺗﻜﻠﻢ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ " ﺇﺳﻼﻡ " ﻓﻘﺎﻝ :
- ﻫـﺎ ؟ .. ﻣﻴﻦ ﻫﻴﺒﺪﺃ ؟ .. ﺍﻧﺎ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﺴﺎ ﻣﺎﺳﺨﻨﺘﺶ ﻋﺎﻳﺰ ﺍﺷﻮﻑ live ( ﻣﺒﺎﺷﺮ ) ﻗﺪﺍﻣﻲ ﺍﻻﻭﻝ .. ﺍﻋﻤﻠﻮﺍ ﻗﺮﻋﺔ ﺑﻘﻲ ﻭ ﻻ ﺷﻮﻓﻮﺍ ﻫﺘﻌﻤﻠﻮﺍ ﺍﻳﻪ !!
- ﺍﻧﺎ ﺍﻟﻠﻲ ﻫﺒﺪﺃ .
ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺡ ﻋﻠﻲ ﻓﻤﻪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺷﺰﺭﺍ ﻭ ﺷﻤﺎﺗﺔ ... ﺛﻢ ﻧﻘﻞ ﺑﺼﺮﻩ ﺇﻟﻲ " ﺇﺳﻼﻡ " ﻭ ﺇﺳﺘﻄﺮﺩ ﺑﺨﺸﻮﻧﺔ :
- ﺍﻧﺖ ﻣﺶ ﺷﺎﻳﻔﻨﻲ ﻋﺎﻣﻞ ﺍﺯﺍﻱ ؟ .. ﺍﻟﻤﺰﺓ ﺷﻴﺒﺘﻨﻲ ﺧـﺎﻟﺺ .
ﻭ ﻋﺎﺩ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ " ﻫﻨﺎ " ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻟﺘﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ..
ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺇﻧﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺤﻴﻮﺍﻥ ﺑﺮﻱ ﻣﻔﺘﺮﺱ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﻜﻲ ﻭ ﺗﺼﺮﺥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﺰﻕ ﺑﻠﻮﺯﺗﻬﺎ ، ﻭ ﻧﺰﻉ ﻣﻌﻄﻔﻬﺎ ..
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻔﻠﺖ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﺘﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ... ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ ..
ﻭ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺿﺤﻜـﺎﺕ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ، ﺩﻓﻌﺘﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻋِﺮﺿﻬﺎ ، ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ، ﻧﻔﺴﻬﺎ ..
ﺿﺮﺑﺘﻪ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻪ ، ﻓﺄﻃﻠﻖ ﺁﻧﺎﺓ ﻋﻤﻴﻘﺔ ، ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻣﺴﻚ ﻛﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺑﻴﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ، ﻭ ﺻﻔﻌﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ، ﺑﻘﻮﺓ ﺟﺪﺍ ..
ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ ، ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
- ﺑﺎﻟﺬﻭﻕ ﻛﺪﻩ ﻭ ﻷﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﻫﻘﻮﻟﻚ ﺍﺳﻤﻌـﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ .. ﺧﻠﻴﻜﻲ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻭ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺸﻮﻳﺘﻴﻦ ﺩﻭﻝ ﺧﻠﻴﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻧﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺒﺴﻮﻃﻴﻦ .
ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻸﺕ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭ ﺳﺎﻟﺖ ، ﺣﺪﺟﺘﻪ ﺑﺈﺣﺘﻘﺎﺭ ﻣﺰﺩﺭ ﻭ ﺑﺼﻘﺖ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻪ ..
ﺃﻇﻠﻤﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ، ﻭ ﺭﺍﺡ ﺍﻟﺸﺮﺭ ﻳﺘﻄﺎﻳﺮ ﻣﻨﻬﻤﺎ .. ﻓﺮﻓﻊ ﻳﺪﻩ ﻭ ﻣﺴﺢ ﺑﺼﻘﺘﻬﺎ ..
ﻭ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻟﻬﺎ ﺷﻲﺀ ... ﻻ ﺷﻲﺀ ﺳﻮﻱ ﺃﻧﻪ ﺳﺤﺐ ﺗﻨﻮﺭﺗﻬﺎ ﺑﻴﺪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭ ﺛﺒﺘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺑﺎﻟﻴﺪ ﺍﻷﺧﺮﻱ ، ﺛﻢ ﺩﻓﻊ ﺑﻮﺯﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﺑﻌﺪ ... ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻠﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ..
ﻗﺎﺗﻠﺘﻪ ﻣﺜﻞ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﺘﻮﺣﺶ ، ﻓﻘﺎﺗﻠﻬﺎ .. ﺻﻔﻌﺘﻪ ، ﻓﺼﻔﻌﻬﺎ ﻭ ﺑﺸﺪﺓ ﺃﻛﺜﺮ .. ﻋﻀﺘﻪ ، ﻟﻜﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻟﻜﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺣﻴﺪﺓ ..
ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻫﺎ ...... ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻧﺼﻒ ﻭﺍﻋﻴﺔ ..
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ..
ﻣﺜﻼ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺍﻵﻥ .. ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﺲ ﺑﺈﻧﻬﺎ ﻋﺎﺭﻳﺔ ، ﻭ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺗﺤﻤﻠﻖ ﺑﻨﻬﻢ ﻭ ﺟﻮﻉ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ..
ﺛﻢ ﻓﺠﺄﺓ ، ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻘﻮﻝ :
- ﻣﺎ ﺗﺨﻠﺺ ﻳﺎﻋﻢ ﺣﺴﻴﻦ ﻫﺘﻘﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ ﻭ ﻻ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺍﻧﺠﺰ ﻳﺎﺑﺎ ﺧﻼﺹ ﺟﺒﻨﺎ ﺍﺧﺮﻧﺎ .
ﺗﻤﻠﻜﻬﺎ ﺍﻟﺮﻋﺐ ... ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺗﻔﻴﻖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﻏﻤﺎﺀﺓ ﺍﻟﻨﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺍﻫﻤﺘﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻱ ..
ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻋﺎﺟﺰﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺗﻤﺎﻣﺎ ... ﻭ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻵﻟﻢ
ﺇﺳﺘﺴﻠﻤﺖ ﻟﻺﻏﻤﺎﺀﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ .. ﻣﺘﻤﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﺣﻠﻢ ﻣﺰﻋﺞ ، ﺃﻭ ﻛﺎﺑﻮﺱ ...
ﻳــﺘﺒﻊ .....
أنت تقرأ
المظفار والشرسة
Romanceﺃﻃﻠﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺷﻬﻘﺔ ﺭﻋﺐ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﻗﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺤﻨﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ، ﻭ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺂﺟﺠﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺗﻌﻘﻠﻪ .. ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮﻑ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺩﻓﻖ ﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ...