ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻣﺤﺘﺸﺪﻳﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻬﻮ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ..
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻬﺮﻭﻻ ... ﺃﺧﺬ ﻳﺘﻨﻘﻞ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺍﻟﻤﺘﻮﺟﺲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ..
ﻛﺎﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬﻢ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ، ﻳﺘﻄﻠﻌﻮﻥ ﺇﻟﻲ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ !
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ، ﻓﻘﺪ ﺇﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﻼﻣﺤﻬﻢ ﺇﻣﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﻫﻢ ﻳﺘﻬﺎﻣﺴﻮﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ..
ﻟﻴﻨﻄﻠﻖ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺨﺸﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ :
- ﻓﻲ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻲ ﺑﻴﺤﺼﻞ ﻫﻨﺎ ؟؟؟
ﻭ ﻟﻠﺤﺎﻝ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻭ ﺗﻄﻮﻉ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻨﻪ ﺧﺎﺩﻡ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻃﻐﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺭﺗﺠﺎﻓﺔ ﻃﻔﻴﻔﺔ :
- ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻴﻪ ! .. ﺍﻟﺤﻘﻨﺎ ﻳﺎ ﺑﺎﺷﺎ ، ﻓﻲ ﻧﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻭﻱ ﺑﺮﺍ ﻭﺍﻗﻔﻴﻦ ﺑﻴﺘﺨﺎﻧﻘﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻭ ﺑﻴﺤﺎﻭﻟﻮﺍ ﻳﺪﺧﻠﻮﺍ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺑﺎﻟﻌﺎﻓﻴﺔ .
ﻭ ﻫﻨﺎ ﺟﺎﺀ ﺻﻮﺕ ﺧﺎﺩﻡ ﺃﺧﺮ ، ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺠﺰﻉ ﻣﺘﻮﺗﺮ :
- ﻫﻤﺎ ﺩﺧﻠﻮﺍ ﺧﻼﺹ .. ﻭ ﺑﻴﻘﺮﺑﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ !
ﺇﻧﻀﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﻓﻮﺭﻫﻢ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ، ﻟﻴﺸﺎﻫﺪﻭﺍ ﺍﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ﺍﻟﻮﺷﻴﻜﺔ ..
ﻓﺘﻨﻄﻖ ﺇﺣﺪﻱ ﺍﻟﺨﺎﺩﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﻭﺟﻞ :
- ﺩﻭﻝ ... ﺩﻭﻝ ﻛﺘﻴﺮ ﺍﻭﻱ ! .. ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ؟ .. ﻫﻨﺒﻠﻎ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺲ ﻭ ﻻ ﻫﻨﻌﻤﻞ ﺍﻳﻪ ؟؟؟
ﺗﺮﻛﻬﻢ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻜﺘﺒﻪ .. ﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﻏﻀﺒﺎ ﻭ ﺇﻧﻔﻌﺎﻻ ، ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﺃﻳﻀﺎ ..
ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ... ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺃﻥ ﻳﺤﺰﺭ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺴﻴﺪ " ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﻼﻡ " ﺁﺗﻲ ﺑﻤﻌﺪﺍﺗﻪ ﻟﻴﺤﺮﺭ ﺇﺑﻨﺔ ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻭ ﻳﺴﺘﺮﺩﻫﺎ ﻣﻨﻪ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻻ .. ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ، ﻟﻦ ﻳﺘﺠﺮﺃ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺳﺎﺣﺔ ﻧﻔﻮﺫﻩ ﻭ ﺳﻠﻄﺘﻪ ..
ﻟﻦ ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻪ ، ﻟﻦ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻷﻱ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﻠﻔﻪ ﺍﻷﻣﺮ ..
ﻓﺘﺢ ﺃﺣﺪ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ، ﻭ ﺃﻟﺘﻘﻂ ﺳﻼﺣﻪ ﺍﻟﻤﻌﻤﺮ ﺑﺨﺮﻧﺔ ﺭﺻﺎﺹ ﻛﺎﻣﻠﺔ ..
ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻪ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻣﻨﺬ ﺇﺑﺘﺎﻋﻪ ، ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻔﻌﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ..
ﻓﺎﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻷﻭﻏﺎﺩ .. ﻭ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﻢ ﻭ ﻫﻮ ﺃﻋﺰﻝ ..
ﺳﺤﺐ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻧﻔﺴﺎ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻀﻐﻂ ﺟﻔﺘﻴﻪ ﺑﺸﺪﻩ ، ﺛﻢ ﺯﻓﺮﻩ ﻋﻠﻲ ﻋﺠﻞ ، ﻭ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ..
ﻭ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺮ ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ، ﺗﻨﺎﻫﺖ ﺇﻟﻲ ﻣﺴﺎﻣﻌﻪ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ..
ﻓﻮﻗﻒ ﺑﺜﺒﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻨﻪ ...
ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ ﻣﺘﺠﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺧﻄﻮﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ...
.................................................. ..........
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﺧﺮ ..
ﺗﺨﻄﻲ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻩ ، ﻭ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻣﻘﻄﺐ ﺍﻟﻮﺟﻪ ..
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﺎﺭﻍ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻢ ﺭﺩﻉ ﻃﺎﻗﻢ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﺩﺭﻉ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟـ " ﻋﺎﺻﻢ ﺍﻟﺼﺒﺎﻍ " ﻭ ﺇﺧﻀﺎﻋﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪ " ﺭﺷﺪﻱ " ..
ﻻﺣﺖ ﻋﻠﻲ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻫﺎﺯﺋﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻐﻤﻐﻢ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﺳﺎﺧﺮﺍ :
- ﻳﺒﻘﻲ ﻳﻮﺭﻳﺘﻲ ﻫﻴﻌﻤﻞ ﺍﻳﻪ ﺑﻘﻲ !
- ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻻﺯﻡ ﻳﺘﻘﻄﺮ ... ﻣﺘﻴﻦ ﺍﻭﻱ ، ﻣﺶ ﻫﻴﺘﻔﺘﺢ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ !
ﻗﺎﻟﻬﺎ " ﺭﺷﺪﻱ " ﻟﺪﻱ ﻭﺻﻮﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ..
ﻟﻴﻬﺘﻒ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻣﺴﺘﻬﺠﻨﺎ :
- ﻭ ﺍﺣﻨﺎ ﻣﺴﺘﻨﻴﻴﻦ ﺍﻳﻪ ؟ ... ﺍﻋﻤﻞ ﺍﻱ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ ﺍﻧﻜﻞ ﺭﺷﺪﻱ ، ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺩﻩ ﻳﺘﻔﺘﺢ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ !
- ﻣﺎﺗﻘﻠﻔﺶ ﻳﺎﺑﻨﻲ ﻣﺎﺗﻘﻠﻘﺶ .. ﺍﻧﺎ ﻋﺎﻣﻞ ﺣﺴﺎﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ .
ﺛﻢ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﺭﺟﺎﻟﻪ ، ﻭ ﺁﻣﺮﻫﻢ ﺑﺨﻠﻊ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ..
ﻓﺘﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ " ﺭﺷﺪﻱ " ﺗﺤﺴﺒﺎ ﻷﻱ ﻋﻮﺍﺋﻖ ﻗﺪ ﺗﻘﺎﺑﻠﻬﻢ ..
ﻭ ﻟﻠﺤﺎﻝ ، ﻧﻔﺬ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺁﻭﺍﻣﺮﻩ ﺑﻄﻮﺍﻋﻴﺔ ..
ﺣﻴﺚ ﺃﺣﻀﺮﻭﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ( ﺍﻟﻼﻧﺪ ﺭﻭﭬﺮ ) ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ..
ﺛﻢ ﺃﺭﻓﻘﻮﺍ ﺑﻬﻴﻜﻠﻬﺎ ﺍﻷﻣﺎﻣﻲ ﺳﻼﺳﻞ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ، ﺇﻧﺪﻓﻌﻮﺍ ﻟﻴﺼﻠﻮﻫﺎ ﺑﺴﻴﺎﺝ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ..
ﺃﻭﺻﺪﻭﺍ ﺍﻟﺴﻼﺳﻞ ﺟﻴﺪﺍ ، ﻭ ﺗﻮﻟﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻬﻤﺔ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺒﺎﺏ ..
ﻓﺼﻌﺪ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ، ﻭ ﺷﻐﻞ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ، ﺛﻢ ﻗﺎﺩ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ..
ﺇﺳﺘﻐﺮﻕ ﺍﻷﻣﺮ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭ ﻧﺼﻒ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ، ﻭ ﺗﻤﺖ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻨﺠﺎﺡ ..
ﺇﻧﺨﻠﻊ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ..
**********************************
ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻣﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌﺎ ..
ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﺘﻬﺎﻟﻜﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺪﻭﺍﺭ ﻋﻨﻴﻒ ﺟﺪﺍ ..
ﺣﺘﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﺍﻗﻔﺔ ، ﻓﺄﻟﻘﺖ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻮﻕ
ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻘﻌﺪ ..
ﻭ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻠﻬﺚ ﻣﻔﻜﺮﺓ ﺑﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭ ﺣﺘﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ..
ﻳﺎ ﻟﻠﻜﺎﺭﺛﺔ !
ﻟﻘﺪ ﺗﻐﺎﻓﻠﺖ ﺑﻤﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺮ ... ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ؟ ... ﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﺗﻬﺘﻢ ﻷﻣﺮ ﺧﻄﻴﺮ ﻛﻬﺬﺍ ؟ ..
ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺤﺴﺐ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﺠﺪﺩﺍ .. ﻭ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺴﺂﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ، ﻟﻘﺪ ﺗﺂﺧﺮﺕ ﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﻋﺪﻫﺎ ﺑﺄﻳﺎﻡ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ، ﻭ ﺣﺘﻲ ﺍﻵﻥ ..
ﻭ ﻣﺎ ﺃﺯﺍﺩ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻮﺀﺍ ، ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻋﺮﺍﺽ ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ !!!
ﻻ ... ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺪﺙ ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺎﻣﻼ ..
ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ .. ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﻻ ؟ ..
ﺃﻟﻴﺲ ﺭﺟﻼ ؟ .. ﺃﻟﻴﺲ ﺯﻭﺟﻬﺎ ؟ ... ﺃﻟﻢ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻤﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ؟ .. ﺃﻟﻢ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻫﻲ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﺎﺷﺮﺗﻪ ؟؟؟
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﻢ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ، ﻭ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻲ .. ﺇﻧﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﻗﺔ ﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺘﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ..
ﺗﻀﺨﻤﺖ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺑﻌﻘﻠﻬﺎ ، ﺗﻀﺨﻤﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﻭ ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺴﻊ .. ﺣﺘﻲ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻳﻨﺘﻔﺦ ﻛﺒﺎﻟﻠﻮﻥ ﻭ ﻳﺮﺗﻔﻊ ..
ﻳﺮﺗﻔﻊ ﺑﻌﻴﺪﺍ ... ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ، ﻭ ﺭﺩﺩﺕ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﻭ ﺁﺳﻲ ﻹﻳﻘﺎﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻘﺎﺱ :
- ﻷ .. ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ... ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﺩﻩ ! .. ﻻ ﻳﺎ ﺭﺑﻲ ، ﻣﺎﻳﻨﻔﻌﺶ !!
ﻭ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ، ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﺷﺪ ..
ﺩﺍﻫﻤﻬﺎ ﺩﻭﺍﺭ ﻭ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﻤﺮ ﻓﻲ ﻭﻣﻀﺎﺕ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ..
ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻭ ﺗﺒﺘﻌﺪ ، ﺗﺘﻤﻮﺝ ﻛﺪﻭﺍﺋﺮ .. ﺗﻨﻬﻤﺮ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﻟﻴﺰﺩﺍﺩ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ ..
ﻭﺟﻪ ﺃﺑﻴﻬﺎ .. ﻭﺟﻪ ﻋﻤﻬﺎ ... ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ... ﻣﺮﺑﻴﺘﻬﺎ ، ﺯﻭﺟﻬﺎ .. ﻣﺮﻭﺍﻥ .. ﺟﺎﺳﺮ .... ﺃﺑﻴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﻭ ﻫﻮ ﻏﺎﺭﻕ ﻓﻲ ﺩﻣﺎﺋﻪ ..
ﺇﺯﺩﺍﺩ ﻋﻨﻒ ﺍﻟﺪﻭﺍﺭ ، ﻭ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺗﻬﻄﻞ ﻛﺎﻟﻤﻄﺮ ..
ﻭ ﺑﻐﺘﺔ ، ﺇﻧﺒﻌﺚ ﻋﺜﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻞ ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ ، ﻭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﺗﺸﻌﺮﻫﺎ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﻴﺆ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ..
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﻋﻠﻲ ﻗﺪﺭ ﺇﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ، ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﺃﻛﺜﺮ ..
ﻓﻬﺒﺖ ﺭﺍﻛﻀﺔ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﻓﻤﻬﺎ ﺑﻜﻔﻬﺎ ، ﻟﺘﻔﺮﻍ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺕ ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﺃﺻﻼ !
***********************************
ﺩﺍﺧﻞ ﻏﺮﻓﺔ " ﻫﺎﺟﺮ " ..
ﻭ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻭﺍﻓﻔﺎ ﻻ ﻳﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ ، ﻓﻘﻂ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ ﺗﺎﻡ ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭ ﺍﻟﻘﻮﻝ ..
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ " ﺟﺎﺳﺮ " ﻓﻲ ﻓﻮﺭﺓ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻭ ﻏﻀﺒﻪ ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺇﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻔﺠﺮ ﻏﻴﻈﻪ ﺣﻤﻤﺎ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ..
ﺣﻴﺚ ﺃﺧﺬ ﻳﻜﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺼﻔﻌﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﺼﺎﺭﺥ ..
ﻭ ﺍﻟﻤﺪﻫﺶ ﺃﻥ " ﻫﺎﺟﺮ " ﺗﻠﻘﺖ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﻋﻠﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﻣﻨﻌﻪ ، ﺃﻭ ﺻﺪ ﻫﺠﻮﻣﻪ ﺍﻟﺸﺮﺱ ..
ﺃﻭ ﺣﺘﻲ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﺿﺮﺑﻪ ﺍﻟﻤﺒﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻣﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭ ﺟﺴﺪﻫﺎ !
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻨﻘﻴﺾ ... ﺇﺳﺘﻔﺰﻩ ﺻﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﻫﺪﻭﺋﻬﺎ ﻭ ﻋﺪﻡ ﺳﻌﻴﻬﺎ ﻹﺗﻘﺎﺀ ﺷﺮﻩ ..
ﻓﺈﺯﺩﺍﺩ ﻏﻀﺒﻪ ، ﻭ ﻫﻮ ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻲ ﺣﻔﻨﺔ ﺷﻌﺮ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻞ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ :
- ﻳﺎ ﻓﺎﺟﺮﺓ ... ﻳﺎ **** .. ﻛﻤﺎﻥ ﻛﻨﺘﻲ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺗﻬﺮﺑﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺩﻩ ﻭ ﺗﻔﻀﺤﻴﻨﺎ ﻳﺎ *****
ﻋﺎﺭﻓﺔ ﻟﻮ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻟﺤﻘﺘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ؟ ﻛﻨﺖ ﻗﻠﺒﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻭ ﺟﺒﺘﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻻﺭﺽ ﻭ ﺩﺑﺤﺘﻚ ﺑﺈﻳﺪﻳﺎ ﺩﻭﻝ !
ﺛﻢ ﺩﻓﻌﻬﺎ ﺑﻮﺣﺸﻴﺔ ﻓﻮﻕ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ، ﻭ ﺇﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻲ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺻﺎﺋﺤﺎ :
- ﺷﻔﺖ ﻳﺎ ﻛﻤﺎﻝ ﺑﺎﺷﺎ ؟ ... ﺷﻔﺖ ﺑﻨﺘﻚ ﺍﻟﻤﺼﻮﻥ ، ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻼﻙ ؟ .. ﺍﻟﺪﻟﻮﻋﺔ ﺑﺘﺎﻋﺘﻚ ... ﺷﻔﺖ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺘﻌﻤﻞ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺘﻤﺮﻍ ﺭﺍﺳﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺣﻞ ﻣﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻟﻮ ﻣﺎﻛﻨﺘﺶ ﻟﺤﻘﺘﻬﺎ ... ﻋﺸﺎﻥ ﺗﻔﺮﺡ ﺑﻴﻬﺎ ﺍﻭﻭﻱ ، ﺍﻫﻲ ﻋﻨﺪﻙ ﺍﻫﻴﻪ !
ﻭ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﺯﺩﺭﺍﺀ ﻻﺫﻉ ، ﻭ ﻭﺍﺻﻞ :
- ﺍﻋﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﻟﻚ .. ﺍﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺩﻱ ﻣﺎﻋﺪﺗﺶ ﻫﺘﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﺱ ﺑﺘﺎﻋﻬﺎ ﺩﻩ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻣﻌﺎﻳﺎ .. ﻭ ﺣﺬﺍﺭﻱ ﺣﺪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻳﺘﺪﺧﻞ ، ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﻣﺶ ﻫﻜﻮﻥ ﺿﺎﻣﻦ ﺍﺑﺪﺍ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻲ !
ﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺗﺘﺂﻛﻠﻪ ﻋﺼﺒﻴﺘﻪ ، ﻟﻴﺠﺮﻱ ﻣﻜﺎﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻏﺮﻓﺘﻪ :
- ﺍﻟﻮ ! ... ﺳﺘﻴﻨﺞ .. ﻭﺩﻳﺖ ﺍﻟﺰﺑﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﺒﺄ ﺑﺘﺎﻋﻨﺎ ؟ .. ﻃﺐ ﺧﻠﻴﻪ ﻣﺘﻠﻘﺢ ﺑﻘﻲ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺍﺟﻴﻠﻪ ﺑﻜﺮﻩ ، ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺍﺭﻳﺢ ﺷﻮﻳﺔ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺣﺎﺳﺲ ﺍﻧﻲ ﺗﻌﺒﺎﻥ !
***********************************
ﻇﻬﺮ " ﺗﻮﻓﻴﻖ ﻋﻼﻡ " ﺃﻣﺎﻡ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻣﻦ ﺇﻃﺎﺭﻩ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " ﺑﻤﻔﺮﺩﻩ ، ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﺷﺨﺺ ﺃﺧﺮ ..
ﺇﺳﺘﻨﺘﺞ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺇﺑﻨﻪ ..
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ، ﻟﻢ ﻳﺂﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻟﻬﻮﻳﺘﻪ ، ﻭ ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﺭﺍﺡ ﻳﺤﺪﺝ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﺳﺎﺣﻖ ..
ﻭ ﻣﺮﺕ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ، ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻧﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﺗﺮ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻗﺐ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ... ﺣﺘﻲ ﺑﺪﺃ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ..
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﻐﻠﻔﺎ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﺤﺪﺓ ﻭ ﺍﻟﻐﻠﻈﺔ :
- ﻳﺼﺢ ﻛﺪﻩ ﻳﺎ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻪ ؟ .. ﺟﺎﻳﺒﻠﻲ ﺑﻠﻄﺠﻴﺔ ﻳﺘﻬﺠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻲ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﺩﻩ ؟؟
ﺛﻢ ﺣﺬﺭﻩ ﻣﻨﺘﻬﺠﺎ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻀﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺇﺳﻠﻮﺑﻪ ﻭ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻛﻼﻣﻪ :
- ﺍﺣﺴﻨﻠﻚ ﺗﺎﺧﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻠﻲ ﺍﻧﺖ ﺟﺎﻳﺒﻬﻢ ﺩﻭﻝ ﻭ ﺗﻤﺸﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺣﺎﻻ ، ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﺍﺗﺼﺮﻑ ﻣﻌﺎﻙ ﻭ ﻣﻌﺎﻫﻢ ﺗﺼﺮﻑ ﻣﺶ ﻫﻴﻌﺠﺒﻚ ، ﺍﻣﺸﻲ ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺻﺒﺮﻱ ﻳﻨﻔﺪ !
ﻟﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ " ﺗﻮﻓﻴﻖ " .. ﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ ، ﺇﺫ ﻷﻥ " ﻣﺮﻭﺍﻥ " ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ..
ﺣﻴﺚ ﺻﺎﺡ ﺑﻐﻀﺐ ﺳﺎﺧﺮ :
- ﺍﻧﺖ ﻟﺴﺎ ﻋﺎﻳﺰ ﺗﻘﺎﻭﺡ ﻳﺎ ﺻﺒﺎﻍ ؟ .. ﻧﻬﺎﻳﺘﻚ ﻋﻠﻲ ﺍﻳﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺩﻱ ... ﺩﻩ ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﺗﺘﺮﺟﺎﻧﺎ ﻧﺮﺣﻤﻚ ؟؟؟ !
ﺭﻣﻘﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻧﺎﺭﻳﺔ ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻋﻼ ﺻﻮﺕ ﺗﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ، ﻭ ﺷﺒﺖ ﺑﺄﺣﺸﺎﺋﻪ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﻣﺴﺘﻌﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻣﺎ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﺩﻋﺎﺋﻪ ﻣﻦ ﻫﺪﻭﺀ ﺃﻋﺼﺎﺏ ...
.................................................. .........
- ﻭﻻﺩﻱ !!
ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ " ﻫﺪﻱ " ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﺐ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﺎ ﻣﺬﻋﻮﺭﺓ ..
ﻛﺎﻥ ﻛﺎﺑﻮﺳﺎ ﻣﺰﻋﺠﺎ .. ﺳﻴﺌﺎ ﺟﺪﺍ ، ﺿﻢ ﻭﻟﺪﻳﻬﺎ ... ﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﻣﺤﺘﻮﻡ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺩﺣﺮﻩ ﻋﻨﻬﻤﺎ ..
ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻮﻕ ﺳﻔﺢ ﺟﺒﻞ ﺷﺎﻫﻖ ﻣﺮﺗﻔﻊ ، ﺇﻧﺰﻟﻘﺖ ﻗﺪﻡ ﺇﺑﻨﻬﺎ " ﺷﻬﺎﺏ " ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﻠﻴﻨﺔ ﺍﻟﻤﻔﺘﺘﺔ ..
ﻭ ﻛﺎﺩ ﻳﺴﻘﻂ ... ﻟﻮﻻ ﻳﺪﻱ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺃﻣﺴﻜﺘﺎ ﺑﻪ ..
ﺗﻤﺴﻚ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺑﺄﺧﻮﻩ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻭﺗﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ... ﺁﺑﻲ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻳﺴﻘﻂ ، ﻭ ﻣﻊ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺠﺪﻳﺔ ﻟﺮﻓﻌﻪ ..
ﺯﻟﺖ ﻗﺪﻣﻪ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺮ ، ﻟﻴﺴﻘﻄﺎ ﻣﻌﺎ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻹﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﻬـﻮﻝ !
ﺿﻐﻂ ﺍﻟﻜﺪﺭ ﻭ ﺍﻟﻐﻢ ﻋﻠﻲ ﺣﻨﺠﺮﺗﻬﺎ ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭ ﻫﻲ ﺗﻬﻢ ﺑﻤﻨﺎﺩﺍﺓ ﻭﺻﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ..
ﻫﺘﻔﺖ ﺑﺈﺳﻤﻬﺎ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻭ ﻻ ﻣﻦ ﻣﺠﻴﺐ !
ﺃﻳﻦ ﺫﻫﺒﺖ ؟ .. ﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ... ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﻫﺎﺗﻔﻬﻬﺎ ﺍﻟﺨﻠﻮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻭﺳﺎﺩﺗﻬﺎ ، ﻓﻘﺪ ﺟﻠﺒﻪ " ﻋﺎﺻﻢ " ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺇﺣﺘﺎﺟﺘﻪ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻓﻴﺄﺗﻲ ﻟﻬﺎ ..
ﻭ ﺑﺤﺬﺭ ﻭ ﺑﻂﺀ ، ﻓﺘﺤﺘﻪ ..
ﺑﺤﺜﺖ ﻋﻦ ﺭﻗﻢ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﻜﺮ ، ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ... ﺃﺟﺮﺕ ﺍﻹﺗﺼﺎﻝ ﺑﻪ ..
ﻭ ﺇﻧﻘﻄﻊ ﺍﻹﺭﺳﺎﻝ .. ﻓﺄﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﺔ ، ﻭ ﺛﺎﻟﺜﺔ ، ﻭ ﺭﺍﺑﻌﺔ ..
ﻟﻴﺰﺩﺍﺩ ﻗﻠﻘﻬﺎ ... ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﺠﻴﺐ " ﻋﺎﺻﻢ " ﻋﻠﻲ ﺇﺗﺼﺎﻻﺗﻬﺎ ؟ .. ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ !!
أنت تقرأ
المظفار والشرسة
Romanceﺃﻃﻠﻘﺖ " ﻫﺎﻧﻴﺎ " ﺷﻬﻘﺔ ﺭﻋﺐ ﺣﻴﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻱ ﺗﺤﺖ ﺭﺣﻤﺘﻪ ، ﻓﺤﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻳﺄﺱ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﺟﺒﺮﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﻗﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺇﻧﺤﻨﻲ ﺑﺮﺃﺳﻪ ، ﻭ ﺗﻐﻠﺒﺖ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺂﺟﺠﺔ ﻋﻠﻲ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺗﻌﻘﻠﻪ .. ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮﻑ ﺇﺣﺴﺎﺳﻬﺎ ﺩﻓﻖ ﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻋﺮ ﻭ ﺍﻹﻫﺎﻧﺔ...