لقد خرجت من المنزل مُسرعاً دون ان اغسل وجهي او ارتدي معطفي حتى فقط لأبحث عن تايجون .! ، لا اعلم اين اختفى و متى خرج من المنزل لكن هكذا استيقظت اليوم ، بهذا الهلع .!لم الحظ اني ارتديت فرداً واحداً من حذائي الا حين شعرت بوخز قوي بقاع قدمي وانا اسير .! ، لقد اصبحت احمقاً مؤخراً و كل الفضل لتايجون ايضاً .!
رأيته يقف امام مجموعة من الأطفال في الثانيه عشر من عمرهم تقريباُ و رُبما اصغر من ذالك و يبدوا غاضباً و جداً ، هذا كان مُفاجئ فهذي مرتي الاولى التي اشهد بها تايجون ابني بهذا الغضب .!
" مالذي ستفعله ايها الصغير ان لم اعطيك الحليب "
قالها الفتى اللذي يقف مُنتصف اصدقائه وهو ينظر لتايجون بنظرات مُتعاليه وسط ضحكات الاثنان البقيه قبل ان يتظاهرون بالبكاء .!
انهم يقومون بإستفزاز تايجون لكني لن اتدخل فأنا اعرف تايجون جيداً هو ليس طفلاً غبياً و باكياً بل هم من سيبكون الأن ، انا واثق من ذالك .!
" لماذا تجاهلتني ، انت توزع الحليب دائماً لكنك تتجاهل منزلي ، لماذا "
سأل تايجون بصوت غاضب لكني وجدته لطيفاً حقاً ، بالكاد تماسكت حتى لا اركض لمُعانقته لكني ايضاً غاضب منه ، هذا الصغير حقاً يعلم كيف يكون غاضب هكذا و بهذي الطريقه .!
" من انت ، و من والدك ايها المُغفل الرضيع ، غادر قبل ان اقوم بتقطيع..... "
لم يستطيع اكمال حديثه و تهديده لتايجون لأنه و بحركه سريعه نفض بعض التراب عليه ليعميه ثم سحب سلة عُلب الحليب بأكملها و ركض نحو المنزل .!
اخبرتكم إني لا اقلق عليه لأني اعلم بأنه ذكي و قوي ولا يخاف و سيأخذ ما هو له و اكثر ان امكنه تماماً كما فعل الأن ضد ثلاث فتيان اكبر منه .!
مددت قدمي عمداً حين بدأوا الثلاثه بالركض لأسقطهم ارضاً .!
لقد كانوا غاضبين و يُمكنني معرفة سبب غضبهم فـطفل صغير احدث ضجه بأشكالهم الأن .!" مالذي كُنتم تفعلونه بطفلي "
سألتهم بهدوء لكنهم لم يُجيبوا على حديثي و استمروا بالنظر لي بغضب ، تنهدت بهدوء قبل ان استقيم ولازالت انظر لحالهم .
" سأذهب لبائع الحليب بنفسي و اخبره بأنكم لم توصلوا الحليب لي و انكم فقدتهم بقية الحليب لباقي الجيران لليوم "
قلت ذالك وانا اسير بهدوء و بخطوات قصيره لأشعر بعدها بـيد احدهم تُمسك بقدمي جعلني التفت لهم و لقد اعتدلوا بجلستهم بكل إحترام و اعينهم تُهطل دموعاً لم تكن هكذا قبل قليل .!
" ارجوك سيدي لا تفعل ، نحن اسفون "
قالها ذالك البدين جعلني انظر لهم بهدوء انتظر تبريراً مُقنعاً فإعتذاراً كهذا لا يشفع لهم لما كانوا يفعلونه بطفل صغير .!
" لا نملك احداُ عدا انفسنا و علب الحليب الباقيه ، انها لا تُكفينا نحن حقاً نتضور جوعاً طوال اليوم "
قالها البدين شاكياً لما يُعانيه يومياً ولازلت لم اتحدث لأني لم افهم ما قاله بشكل جيد هل هو يعني بحديثه انه يحتفظ بعلب الحليب التي لايوصلها لمنزلي حتى يشربها هو وأصدقائه كوجبة لطوال اليوم .!
" اين والدك "
سألتهم سؤالاً واحداً لكن لم يُجيب احدهم و ظلوا ينظرون لأيديهم باكيين ليس وكأني قمت بضربهم لكنهم فقط خائفين من ان افعل ذالك .!
" لا نملك احدهم ، و لا نملك سوى انفسنا فقط .! ، كم مره على ان اقولها لك ~ "
هذا الابله وقح حتى النهايه و رغم بكائه هو لا يزال وقحاً .!
لكن حسناً ان كان الأمر هكذا فأعلم جيداً ان والده رجل ذو منصب و والدته مُحضيه قامت بولادته سراً ثم رمته هكذا كما كان الجميع يتوقع بأن افعل لأطفالي .!لم استطيع ترك اطفالي ، لم استطيع النوم وانا افكر كيف سيُعاملهم الجميع ، كيف ستُرهقهم الحياه لكن ان ارى امامي اطفالاً هكذا .!
هذا مؤلم رغم انهم ليسوا اطفالي حتى .!" تعالوا معي ، لنتناول معاً الطعام "
𝒟ℴ𝓃ℯ 🗡
أنت تقرأ
Pathetic Soldier { K.TH }
Romantikإنها فتاة ، اعنيها مُجرد فتاة .! لكنها اعادتني لحقيقتي المُثيره للشفقه رغم إني اقوى جنود هذي المملكه .!