لم انم طوال الليل منذ ان استيقظت بسبب تايجون .! لقد حزمت امنتعتي و امتعت صغاري إستعداداً للرحيل .! ، لم انسى ابداً ان احزم معي بعض الطعام و الماء .
" هوني ، جوني هيا إنه الصباح "
قلت ذالك وانا امسح على شعرهم ليستيقظوا لكنهم لم يفعلوا بل سمعت هوني يتنهد بخفه وهو يقتلب للناحيه الأخرى مُبتعداً عني .!
" هوني ، هيا بطلي انه الصباح "
قلت ذالك وانا احمله اولاً فهو ليس بمشكله كبيره ، غسلت له وجهه و البسته ثياباً ثقيله قبل ان اتركه ليتناول طعامه .!
اما جوني فـبعد صراع كبير و بكاء حاد انتهى به الأمر بجانب اخيه يتناول طعامه وهو لايزال غاضباً مني لأني ايقظته .!
فالواقع الشمس لم تشرق بعد ولايزال الظلام دامس ، لكني لن ابقى بهذي القريه حتى تشرق الشمس ، اعلم ان السيد كانغ و اهل هذي القريه جميعهم لن يتركوني حتى تشرق الشمس .!
" بابا ، هُنا يؤلمني "
قالها جوني ببكاء وهو يُشبر إلى عيناه الثقيله ، هي لا تُؤلم لكنه يُعاني ليُبقي عيناه مفتوحه و هذا جعلني اقهقه وانا اعانقه بقوه .!
رغم ان عناقي له كان قوياً الا انه نام حقاً ~ هو حقاً استغل امر عناقي له لينام ، ماكر كالثعلب .!
" هوني بطلي ، عليك ان تسير حسناً "
قلت ذالك لهوني اللذي بهدوء اومئ لي وهو يُمسك بيدي و بيده الأخرى كان يُمسك بحقيبته ، اما انا احمل جوني و حقيبة بظهري و اخرى بيدي ~
لقد كُنت سأغادر حقاً لكني لم استطيع فعل ذالك دون ان اصنع كوباً من القهوه و اضعه في المنزل ، انا لا اشرب القهوه لكني فقط اعتدت على رائحتها .!
" هوني ، لنذهب لقطف الأزهار لوالدتك حسناً .! "
إبتسم لي هوني بحماس قبل ان نخرج من المنزل ، رغم الظلام الدامس إلا إن حماسي للذهاب لزيارة قبر جميلتي كان يعميني حقاً عن كل شيء حتى عن امر خروجي من القريه .!
" بابا ، انظر "
مد لي هوني يده المليئه بالأزهار بحماس مُنتظرا لمديحي لما قام بقطفه لوالدته ، إنه لطيف .! اعقتد ان هوني يشبه والدته كثيراً في هدوئه و لطافته و مُسالمته .!
اما تايجون فهو بالتأكيد يشبهني كثيراً ، لهذا اشعر احياناً ان قلبي مُتعلق بهوني اكثر ، لأنه صغير جداً و يشبه والدته .!
بالطبع احب جوني فهو الكبير و اللذي اعتمد عليه كثيراً لحماية اخيه و إعتنائه به لكنه عنيد و عصبي هو حتى اليوم قام بشتمي .!
لقد اخبرني بأني احمق و غبي فقط لأني غسلت له وجهه لأزيل النعاس من عيناه .! ، رغم ذالك انا حقاً احبه لا استطيع ان افكر بسلبياته الأن وهو يتنفس بهذي الراحه فوق صدري ~
" هوني ، تعال و تحدث لوالدتك "
قلت ذالك وانا اضع ورودي فوق قبرها و تايهون فعل المثل و لقد وضع اثنتان رُبما هو فعل ذالك بدلاً عن اخيه النائم .!
" تعالي بسرعه ، اين ذهبتِ "
هو همس بذالك وهو يتحسس الأرض ، رُبما هو لم يدرك ما معنى ان يموت شخصاً ما لذى هو يتعد بأنها تعيش بداخل الأرض .!
شعرت بحشرجه بداخل صدري لأني لا اضمن عودتي إلى هُنا مره اخرى لرؤيتها ، لا اريد ان اعيش بأرضاً هي ليست بها .!
ادرت ان اتحدث معها الأن و اودعها لكني لم استطيع ، غصتاً ما تحوم حول حلقي تجعلني اشعر بالعجر عن التحدث معها .!
" سأشتاق إليك ، انا احبك "
قلت ذالك بصعوبه و كم كان من المُريح ان الظلام دامس حتى لا يرى صغاري حزني الواضح و دموعي التي تسارعت بالهطول .!
" عندما اموت ، سأدفن هُنا بجانب انتظريني حتى في حياتك السابقه — سأتأكد من ان اطلب يدك للزاوج لذى رجاءً ، احبني كما افعل انا احبك "
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
