Part 2

1.1K 17 3
                                    

وسط قريه جفا وبالتحديد بيت خشبي قديم كانت تسكن فيه العيله البسيطه ؛ عيله هنوف وعلى شروق الشمس بدا يومهم بروتينهم المعتاد والممل ..

هنـوف:
بدا يومنا على صوت ريم وهي تصايح لي اقوم من الفراش رفعت راسي عليها وكانت تتكلم بحماس "نجلاء بتيجي عندنا و بنروح احنا السوق عن امي" تأفأفت وقمت من مكاني وبديت اتجهز و انا سامعه نجلاء تتكلم مع امي وخالتي (امها) طلعت لهم و افطرنا شي خفيف و خرجنا لبسطه أمي نبيع احنا فيها اليوم ،كان الجو حلو ما انكر و كانت اول تجربه لي بالسوق غير ان ريم ونجلاء متعودين على ذا الموضوع.. بعد العصر بدينا نلملم اشيائنا وطلعنا بشاص ابوي القديم مدري كيف للحين هو يمشي اصلا! وكانت ريم تسوق فيه وتلعنه همست لنجود لو رجعنا البيت مشي- قاطعتني بضحكتها وقالت "الطريق يبي له نص ساعه تقريبا بالسياره ، تخيلي مشي عاد! "وفجأه بنص وناستنا و کلامنا قاطعتنا سياره بنص الطريق السريع ناظرتنا ريم والخوف بايت على وجهها وقالت وهي تمثل الشجاعه"ما بيصير عليكم شي لا تخافون يمكن شرطه" نزل واحد من السياره موجه علينا السلاح همست لها نجلاء "شرطه تقولين اجل؟" وانا هنا بديت استوعب الموقف واشكالهم المتلثمه وهم جايين باتجاهنا والسكوت يلي كان بالسياره كان يسمح لنا نسمع نبض قلوب بعضنا..

فيصـل:
نزلنا للسياره وطلال رافع عليهم السلاح وبس وصلنا الدرايش قال طلال بتوتر "ذول بنات يا فيصل!" ناظرته وقلت شعليك انت نزلهم من الشاص، وفعلا نزلهم وكان واضح عليهم الخوف لدرجه اني كنت منتبه لوحده دموعها على تسري على وجهها قال طلال "شجابكم ذي المنطقه ؟" قالت وحده بصوت يرجف "تكفون وش تبون فينا خلنا نرجع ديرتنا" قربت باتجاهها وابتسمت وقلت بترجعينها معليك الحين امشي معني انت والغنمات يلي وراك قربت مني وحده ثانيه وقالت بكل جراءه "من الغنمات قلت لي؟"..
نزلت السلاح وقلت عندنا غنمه جريئه هنا يا طلال، ناظرني طلال وباين عليه مو راضي بيلي صار هزيت راسي له بتفاهم محاوله مني اني افهمه .. توزعنا بالسيارات و اخذ طلال وهزاع بنتين بسيارتنا و لحقتهم انا وبدر ووحده ثانيه بشاص البنات..

هنـوف:
كانت الرجفه يلي فيني مو طبيعيه وربطونا وطلعنا بالسيارات و ريم تصارخ عليهم "خلها تطلع بالسياره معنا ليه وحدها وش بتسون فيها!" جلست جنب واحد مجنون يسوق بسرعه تخوف حرفيا قال بأستهتار "شفيك ترجفين" تجنبت سؤاله وانا احاول اسيطر على دموعي سألني مره ثانيه بنبره اقوی "اكلمك" وكان شخص ثاني تحكم بلساني وقال (شتبون فينا) رد عليي "خلنا نكون صريحين من الاول نحتاج رهاين لعمليه وسيارتكم نبيها" مسحت عيوني بكتفي وانا مو مستوعبه يلي يصير وبس اراقب السياره حقت البنات وهي تلحقنا بسرعه مجنونه..

نجـلاء:
نزلنا من السيارات بمكان خلا وبوسط البر حرفيا ما فيه انس ولا جن قالت ريم بعصبيه "وش ذي الخيام؟" قال واحد منهم "امشو قدامي لوحده منهم بسرعه" فعلا رحنا وجلسنا وجا واحد منهم واحنا الخوف ياكلنا وش بيسون فينا ذول! قال بنبره حاده "وش صلتكم ب سراج؟"ناظروه ریم و هنوف بصدمه وقامت هنوف من مكانها وقالت بصوت يرجف وتحاول تمثل الثقه"لا تجيب طاريه على لسانك مين انت عشان تجيب طاريه اصلا!!" ابتسم وقال لها بحقد "واضح انه يعني لك شي هالسراج وعشان كذا بتمشين معي للخيمه الثانيه" واخذها للخيمه واحنا نصارخ عليه خايفين يأذيها كانت اسوء ساعات حياتي والشمس بدت تغرب علينا..

فيـصل:
دخلت البنت الخيمه الثانيه وقلت وانا انفخ دخاني وش صلتك فيه قلتي لي؟ ما ردت عليي لفيت عليها و قلت اخلصي تحسبين وراي الليل طوله اناقشك فيه! قالت بتوتر "ابوي" ناظرتها بسكوت وانا افكر بين كل نفس ونفس دخان كيف آفاتحها الموضوع.. قلت وانا احاول اهدي من عصبيتي عشان لا تخاف وتساعدني بالمعلومات يلي ابيها، انت تدرين ان ابوك ميت؟ هزت راسها بهدوء بمعنى ايه وقالت بعدها "وش دراك بأبوي!" صارخت فيها بدون لا احس: لا تسألين كثير وارجعي مكانك بعد دقایق قاطعت سکوتها وقلت ابوك كان سبب تفجير شحنه كبيره لنا و انتم ثمن هالشحنه قالت بصوت مبحوح "وش يعني بنموت؟" لفيت عليها بأبتسامه خفيفه وقلت امشي قدامي لخيمه صديقاتك..

-في القريه-
بلغت ام ريم وام نجلاء عن فقدان بناتهم بس كان رد الشرطه الوحيد انهم بيبلغون عليهم لكن ما يقدرون يجيبونهم ولا كلفو نفسهم يبحثون حتى لان الامن بذي القريه كان شبه معدوم اصلا ويبدا بحثهم بعد ٢٤ ساعه من وقت التبليغ..

هنوف:
دخلت الخيمه وانا ضايعه بين افكاري وقالت ريم بخوف "اشوا ما سوا لك شي هالكلب" ناظرها ببرود وقال "شرايك تلحقين سراج انت؟"

جَفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن