Part 16

423 8 0
                                    


-بعد اسبوع بقريه غَطا-

فيصل:
انت منجدك تتكلم عزيز! متى صار كل ذا! ، رد عليي وهو يجمع اسلحته بالسياره "اشرح لك بالطريق امشي بسرعه لازم نرجع لطلال" ناظرت هنوف يلي كانت بالسوق مع امها وهمست لعزيز :عطيني ورقه! بسرعه يا عزيز! قال وهو يدور بالسياره "من فين لي ورقه الحين ؟" اخذت ورقه وسجلت موقع واسم فيها ورحت لهنوف،ما اقدر اسيبها وراي كذا وارجع لقريه طلال (جَفـا)وقفت ثواني اناظرها بين حوسه السوق وادور بجواب لكل سؤال ممكن تسألني ويكون باراده عقلي مو قلبي.. قلت لها بعد ما استجمعت نفسي :هنوف ابيك على جنب ، ناظرتني بعدم فهم و لحقتني قرب التله ..

هنوف:
اي انا فاشله بلغه العيون، بس عيون فيصل كنت اقدر اناظرهم واشوف معاني وكلام فيها ، بس عيونه ذي المره كانت عيون كلها شوق وبعد سكوته الطويل وهو عينه بعيني والتفكير يسيطر عليي اكثر واكثر تنهد وقال وهو يبعد عيونه عني "ذا موقع صديق لي اسمه سحمي،اي شي يصير معك روحي له انت امانه برقبته لين ارجع" ناظرت الورقه سألته وانا مو مستوعبه: وش وش سحمي مين ذا انت وين بتروح اصلا؟ رجع عيونه الحاده عليي وقال "انا عندي شي ما بغيب كثير عليك ، بس.." سكت وكأنه انهى كلامه ناديته مره و مرتين ما كان في رد الين مسك اكتافي وقال "بس لو غبت وما رجعت ابيك تكونين بخير، ابيك تعيشين حياتك وتسوين كل يلي بخاطرك، وانا اسف وكلي اسف يالهنوف على ذيك الليله يلي اخذتك فيها لوسط البر واسف للي سواه هزاع انا اسف لكل كلمه قلتها زعلتك ، ابي حتى لو كنت تحت التراب اشوفك فرحا-" وهنا دموعي بدت تهزمني ومسكت يدينه يلي كانو على اكتافي وقلت وانا احاول اخفي رجفه صوتي :شالسالفه فيصل وين بتروح! اقدر اساعدك انا متأكده ، نزلت يديه عني وكملت كلامي :صدقني اقدر اساعدك باجي معك! بس قبل لا اكمل كان ساحبني لاتجاهه وهمس "اتفقنا؟ بتجلسين هنا تحت عيون سحمي الين ارجع" وبعد نقاش طويل بديت افقد الامل اني اروح معه فهزيت راسي بسكوت وانا اجمع دموعي بمعنى اي ، قال وهو يفك يدي ويتجنب عيوني "قولي لخالتي (ام هنوف) اني بغيب لشوفه اهلي وبرجع ان شاء الله" ناظرت الورقه بسكوت وانهرت مكاني على الارض وبعد ما بدا يوخر عني بشويش ..

فيصل:
صارخت "لو فيك ذره اهتمام ولو منجد يفرق عندك خاطري كان فهمتني شصاير معك،بس منجد طلعت ما اعني لك شي !"قاطعتها بعد ما حسيت الدموع بتهزمني وتقطع قلبي على شكلها سحبتها عن الارض وناظرت عيونها يلي هزت كل شي داخلي ،استجمعت نفسي وقلت: هنوف طلبتك لا عاد تقولين انك ما تهميني - صارخت بنبره اقوى و صوتها يرجف وهي تدق على قلبها بقوه و تقول "انا بقلبيي كثير اشياء مو قادره اقولها يا فيصل افهمني افهمني!!" تجمدت مكاني وعجزت اسوي اي شي،حتى رجولي عجزت تشيلني عن الارض وبعد دقايق وانا اراقب دموعها بسكوت رجعت عنها وانا كلي ندم..

هنوف:
ما كان فيصل ولا بشخصياته الاثنتين هذا، مو فيصل يلي يتجنب يناظرني ويقول كلام كذا! اكيد في شي جابره وانا بعرف هالسبب لو بروحي!

فيصل:
بدا مشوارنا لقريه جَفا ٣ ساعات فاصله لنوصل المكان يلي جمعني بهنوف ، للمكان يلي الشرطه طالبه فيه راسي باعلى المكافأت ، لفيت على عزيز يلي كان يسوق بتوتر وقلت يعني بتفهمني السالفه ولا باجي معك كذا؟؟ تنهد وقال "اسمعني للاخر و خل اسئلتك للاخير، اهل جفا و غطا رشيناهم واحد واحد انا و يحيى عشان لا يبلغون عنك بس طلال وقع بمصيبه كبيره هناك تذكر شاحنه البنك يلي خذيناها اكيد! قدر واحد من افراد العصابات يلي تتعاون مع الشرطه يجيبون موقع طلال وهو مطارد و بخطر هو و نجلاء الحين"
(كانت قريه جَفا شرطتها ضعيفه جدا ، فكانت تتعامل مع عصابات اقوى منها بمقابل عشان تجيب لهم المطلوبين و يعدلون سمعه القريه)
سألته وانا احاول استوعب الوضع: ايوه يعني الحين طلال عايش ؟ هز راسه بمعنى اي وكمل كلامه "بس مو لوقت طويل لازم نساعده يا فيصل!" ..

الكاتبه:
اما بعد ما وصلوا فيصل وعزيز قريه جَفا يفتشون عن طلال، ما كان غبي للدرجه يلي يترك فيها هزاع حُر حول هنوف طلب من سحمي يمسكه وينتبه لحركات هنوف لا تعرف انه هزاع تحت يديهم ، لان بمجرد ما تعرف ان هزاع بعيد عنها يبدا اهملها لنفسها و سلامتها وفيصل كان يأمن على سحمي بسبب موقف صار بينهم و كان ذكي جدا و يساعدهم بشغلهم من بعيد ، اما هنوف يلي تأثرت بهالوداع الغريب و بعد ما تاخر الوقت و رجعوا السوق بدت تدور على الموقع يلي عطاها فيصل ووصلتها الورقه لبيت قديم بالقريه، كانت روحتها عنده لفضولها عن فيصل ..

هنوف:
تنهدت وجيت بطق الباب بس فتحه قبل لا المسه حتى، ناظرته بسكوت وقال وهو يوخر لي طريق "حياك الله يا هنوف" بعد ما ركزت بملامحه يلي كانت باينه ملامح شخص مسالم وش جابه لفيصل ومشاكله ، تكتفت وسألته: من سماك؟ ابتسم وكانه فهم اني اطقطق عليه وقال "جدتي" دخلت البيت اناظر زواياه يلي كلها رسمات ولوحات كملت كلامي اي ووش معناه؟ رد وهو يقفل الباب "صدقي معرف" لفيت عليه وقلت بجديه وين راح فيصل؟ جلس قدامي وجاوب بثقه "شغل" جلست امشي بين لوحاته يلي على الارض وقلت :كذاب، عدل جلسته وهو يقول "فيصل ما قد قال لك عني؟" ..

الكاتبه:
بالحقيقه فعلا ما قد فيصل تكلم عن سحمي لهنوف، فكان لازم يعرف نفسه لها.. سحمي ما كان من النوع العصبي والانفعالي مثل اخوياه كانت اعصابه بارده وما يهمه شي غير فيصل واماناته، كان سحمي شخصيه متأثره بالفنون والرسم واحلامه كبيره ،كان غير كل ذا مستحيل يكذب او يخلف وعده، وهذا الشي يلي كانت هنوف ما تعرفه..
اما بعد ما فقدت الامل انها تاخد جوابها من سحمي اتجهت للباب وناظرته اخر نظراتها وقالت "يعني ما بتقول لي وينه؟" هز راسه بمعنى لا قالت وهي خارجه من بيته "بالاخير بعرف منك او من غيرك" ، اما عن سحمي يلي كان واثق انه يقدر يحميها وثقته بنفسه وصلت انه داري انه بيمنع اي احد يوصل معلومه عن فيصل لهنوف..

هنوف:
رجعت البيت ومن التعب نمت مكاني وانا ماسكه اخر شي بقى لي من فراق هالغبي، شماغه يلي كانت ريحته فيه رغم ان صار له فتره طويله عندي.. قمت الصباح على صوت الباب ينطق بقوه قمت من مكاني مفزوعه فتحت الباب وانصدمت بخالتي ونجلاء يلي كان وجهها مفقع وواضح عليها كانت تصيح ، رمت نفسها بحضني وبدت تقول كلام مو مفهوم ..دخلتها البيت وبعد محاولات كثيره اني اهديها عشان تقدر تتكلم و تفهمني قالت "طلال طلال بيد الشرطه بينقتل" مسكتها وانا امسح دموعها واطمنها وانا بنفسي مو متطمنه كملت كلامها "فيصل وعزيز عنده يا هنوف وبيروحون-" وهنا تفكيري وتركيزي انقطع تماما عنها، دخلت للعالم الثاني كنت اشوف نفسي بحرب ما ترحم شي قدامها بين قلبي وفيصل..

جَفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن