جَفا

Part 9

هنوف:
كنت مستمتعه بشعور البرد وهو يدخل على جسمي وانا تايهه بألف فكره وفكره مشتاقه لأهلي وحياتي القديمه بس بنفس الوقت احس فيصل كانت شخصيته مميزه بالنسبه لي وما احس اقدر على - قاطع تفكيري صوت فيصل يقول بتردد "انت متأكده انك بتروحين؟" تنهدت وحاولت اکابر ولفيت عليه ما انكر اني تهت بعيونه الحاده وقلت وانا ازيف ثقتي :اي انت مو قلت بتخلص مهماتك بمساعدتي بعدها ترجعني؟ سكت لدقايق وقاطعت سكوته وقلت انت ليه تبي تروح لقريه ثانيه قاطعني وقال بعصبيه "لا تكثرين هرج امشي للسياره برجعكم انا" ناظرته بصدمه وقلت :مفصوم انت؟ هز راسه بمعنى اي وسحب دخانه من ثوبه عديت من جنبه للسياره..

-قبل رجوعهم للسياره-
طلال:
جلست مع نجلاء وانا مو هاين عليي غيبتها وكان كلامنا كله عن الخيل انتبهت شكثر تحبهم وبخاطرها تركبهم تحمست وسألتها :تبين تركبين واحد قبل لا تروحين! قامت من مكانها بحماس وصارخت "ايوه يا طلال تقدر!" ابتسمت وانا تايه بتفاصيلها وضحكتها وهمست: انت من يقدر يرفض لك طلب؟ ناظرتني بأبتسامه خفيفه و نظراتها يلي كنت اشوف الكلام يلي بقلبها منهم وكنت كلي امل انها مو نهايه الطريق .. رجعنا السياره بعد ما ركبتها الخيل و وصلناهم لبيتهم ونزلوا من السياره ،جلست اناظرها من المرايه وهي تنزل وراي همست لها بدون ما احس على نفسي :صدقيني ما اخليك تروحين بيجي يوم واخليك من نصيبي ، ناظرتني من دريشتي بابتسامه شاقه وجهها بعد ما صارت خارج السياره وقالت نفس نبرتي "كون على وعدك!" ..

فيصل:
نزلت هنوف من السياره و نزلت وراها اتأكد انها وصلت بيتها ناظرتني على الباب بحزن وجت بتتكلم بس سكتت ومسحت عيونها بسرعه وقالت بتوتر "قول لهم ان انت يلي ساعدتنا نهرب من الخاطفين" استغربت من كلامها وقلت منجدك؟ هزت راسها بمعنى اي لفيت وجهي وقلت :لا غبيه انت !احنا بنحرك ،سحبتني من يدي وطقت الباب بسرعه تلعثمت وما عرفت وش مفروض اسوي اول ما شفتها تحضن امها والدموع على وجههم وخالتها تحضنهم وقفت اناظرهم بسكوت والكلام بيني وبين نفسي يكثر ،صدق اني راس ثور انا حرمتها من ايام حلوه كانت بتعيشها! دخلتها بمليون سالفه هي بغنى عنها وفوق كل ذا هي انقذت حياتي.. ناظرتني امها بأستغراب وقالت هنوف بصوتها المبحوح "ذا فيصل يمه ساعدنا نهرب من الخاطفين "ناظرتها بصدمه وهزيت راسي بمعنی ایوه قالت امها بعيون كلها دموع ' "كيف اشكرك يا وليدي وش اقدر اسوي لك عشان ارد لك حقك!"ابتسمت بعد انصدمت من كذبه هنوف وسرحت فيها وفي حركتها الغبيه قالت بصدمه "فيصل يا وليدي وش مشتتك؟" استوعبت على نفسي وقلت انام استأذنك يا خاله ما نبي منك غير تكونين بخير حنا ورانا طريق سفر وقريه ثانيه تنتظرنا قالت امها بأنفعال "قريه وش يا وليدي حلفت عليك تشرب قهوه عندنا!"ابتسمت بحزن وقلت بننهي ايام المدينه ذي معك ابشري يخالتي ، دخلت عندها وجلسنا نشرب قهوه وهي تعرفني عن بنتها الثانيه (ريم) يلي بتروح تعيش مع اهل خطيبها بدوله ثانيه وهنوف تناظرني بسكوت وهي سانده راسها على كف يدها الين قامت امها تسوي شي وبقينا انا وهي بالجلسه الصغيره وخرت شماغي عن اكتافي ومديته لها ناظرتني بأستغراب وقلت وانا احطه على كتافها خل لي ذكرى عند احد بهالقربه ما ادري لو بعيش بعد يلي سويناه الحكومه قايمه علينا اصلا مدري امك كيف ما عرفت وجيهنا احنا مطلوبين هنا ابتسمت وهي تعدل شماغي على اكتافها "امي ما تتابع اخبار" تحولت ملامح وجهها وقالت بحزن "فيصل انتبه لنفسك" هزيت راسي وقلت وانا اتجنب عيونها استودعتك الله
انا بروح ..
خرجت من البيت وشفت طلال نايم مكانه بالسياره
وركبت معه..

طلال:
بعد ما تأخر فيصل نمت بالسياره وما حسيت على نفسي من التعب قومني فيصل وهو يرد باب السياره بقوه والعصبيه باينه عليه ناظرته وقلت :فيك شي ياخوي؟ هز راسه بمعنى لا وهو يخرج دخانه، بديت اسوق لطريق القريه الثانيه (غَطا) وانا قلبي مو متطمن على فيصل اشوفه يسحب دخانه وحده ورا الثانية كانت اول مره اشوفه بذا الوضع وقفت السياره وصارخت فيه :ذا مو حال شفيك كذا ! شصاير؟ قول لي شفيك !،مسك ثوبي بقوه ودفني بعيد عنه وصارخ "طلال الله يلعنها لعبت فيني لعب انا ضعفت قدامها!" ابتسمت ببرود وقلت بعد ما فهمت ان راس الثور ولاول مره تحرك شي بقلبه الميت :هنوف؟ فكني وناظر الطريق وقال وهو يمثل عدم الاهتمام"كمل طريقك" ..

فيصل:
طريق ساعه والتفكير ياكل فيني وشكلها يوم عطتني طرحتها والهوا يلعب بشعرها وخوفها واسلوبها وشخصيتها وصلني التفكير لطريق مسدود يقول يمكن في احد بحياتها خلاص امل وكلام فاضي ببدا حياه جديده بغطا واكيد بنساها.. بعد طريق طويل للقريه نزلنا للبيوت يلي كان شاريها ويحيى ومرتب امورنا كلها نزلت لبيتي ووقف شي بداخلي يقول: ايوه يا فيصل وصلت لحلمك وصلت للمرحله يلي تبي توصلها ،للغنى يلي تبيه بس وين سعادتك؟ خسراتها مع الحرب يلي مضت عليي ،قاطعت صوت هالشي ومثلت عدم الاهتمام وانا امشي بالغرف يلي ما كنت الاقيها بيت بدون وجودها..

هنوف:
مضى اسبوع وانا افكر بفيصل واشم شماغه كل يوم بريحته والاسئله ما تخلص هو بخير الحين؟ مات ولا عايش؟ بينساني؟ قاطع تفكيري أمي وهي تقول بحزن "والله يا بنتي انكسر ظهرنا انا وخالتك" ناظرتها بعدم فهم ووقفت عندها وقلت شفيك يمه؟