رفقًا بقلبي💘💓

569 24 22
                                    


في الساعة 11 مساءً في منزل آل سورد :

استلقت مايا على سريرها بروبِ الإستحمام بعدما أخذت حمّاماً دافئاً يُهدّىء أعصابها عقِب رؤيتها أوسناي مُغطى بدمائه جاثياً على ركبتيه أمام عَتبَةِ بابِ منزلها .. أرادت أن تمحي منظره الفظيع من ذاكرتها لكن عبثاً .. فحاولت إشغال نفسها باللعب بهاتفها وَ الاتصال بسانيو لترى لِمَ تأخرتْ في المجيء إليها فقد قالت لها أنها ستأتي لتنام رفقتها بما أن أمها مسافرة وَ قدتأخّرَت في الرّد عليها وَ أيقنتْ مايا بأن سانيو غلبها النوم أو شيئاً كهذا فوالديها لن يسمحانِ لها بالخروج في هذا الوقت ..

نهضت من السرير لتجفيفِ نفسها وَ لبِسَت بيجامةً زرقاء بلونٍ بحريٍّ هادىء يصل سروالها لِما فوق الركبة أمّا قميصها العلوي فذا فتحةِ صدرٍ دائرية محفوفةٍ بغرزةِ الفستون التي أعطتها نعومة وَ كتِفي القميص بلا أكمام وَ محفوفانِ أيضاً بنفس غُرزة فتحة الصدر فكان مظهرها لطيفاً يحمِل كل معاني الأنوثة و الرِّقّة .. وَ لمّا همّت بتجفيفِ شعرها إذْ بهاتفها يرِن فالتَقطتهُ بسرعة ظنّاً منها أنها سانيو لكنها تفاجات بباجي الذي كان يحدثها لاهِثاً :

' مايا !! انظري إلى شُرفتك ..'

التَفتَتْ مايا ناحية الشُّرْفة فوَجدتهُ يُطِلّ مِن الخارج مبتسماً وَ هو يُلوّح بيده لها مُمسكاً بهاتفه .. ذهبت جهة الشُّرفة وَ سحبت الستارة الخفيفة البيضاء المُخرّمة برسمات الورود وَ الأوراق الرقيقة الناعمة ثم سحبت الباب الزُّجاجي الذي يفصل الغرفة عن الشرفة ليقِفَ قِبالتها ..
نظرت إليه بتمعّن فلاحَظتْ وجهه مُصاباً ببضع كدمات وَ شِفّته السفلى مجروحة و تَنْزِف قليلاً .. اتسعت عيناها من منظَرِه ثُمّ تذكرت المعركة التي خاضها فتنهّدت بقلِّة حيلة أمّا هو فكان يُحدِّق بها بحنان وَ لم تختفِ إبتسامته ليُفاجئها بحضنٍ شديدٍ نابِساً :

' مايا .. أنا آسف إن أرعبْتُكِ عندما جلبتُ أوسناي إلى منزلكِ .. أردّتُه أن يعتذر لكِ بانكسار وَ يعلَم أن لديكِ من يحميكِ فقد ضربتُهُ وَ لم أشْتَفِ منه إلى أن أوقفني تشيفويو وَ ميتسويا لأنّي كِدّتُ أن أقضي عليه .. جررتُه إليكِ ناسياً بأنّكِ أرقَّ شخصٍ عرفته وَ أنكِ لن تحتملي رؤية شخصٍ مُضَرّجٍ بالدِّماء .. أعتذر إليكِ بشدّة مايا ..'

اغرورقت عيناها بالدموع وَ أحاطته بذراعين مُرتجِفتين شاهِقةً بخفّة قائلة :
' لِمَ تعتذر باجي كن ؟! ما فَعلتَهُ هذةِ الليلة لا يستطع أيّ أحدٍ أن يفعله : شجاعتك .. قوّتك .. وَ إصرارك لتفي بوعدكَ لي بالرّغمِ من أن هذا الوعد قد يُقحِمُك في أخطار وَ تعَرُّضٍ للأذى إلاّ أنك مضيت فيه!! أنت إنسانٌ مُميّزٌ باجي كن .. وَ مكانتُك عظيمةٌ عندي وَ صِرْتَ من الأشخاصِ المهمين لي .. فلا تعتذر !!..'

اتسعت ابتسامته مُظهِرةً نابيه مِن جانبي فَمِه وَ شدّ على حضنها أكثر قائلاً :
' شُكراً لكِ يا قِطّتي ..'

إلا حبيبتي !!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن