رحًلَتٌيَ مًعٌ آلَتٌمًريَض «مكتملة»

رحًلَتٌيَ مًعٌ آلَتٌمًريَض «البداية»

_يعنى انتِ هتدخلي مدرسة تمريض

قالت والدتها شهيره تلك الكلمات بفرحة عارمة ولكن ابنتها التى بجانبة لم تشعر بالسعاده قد وهتفت باستنكار:

_وانا هعيش فين ي ماما
_هتروحى بيت جدك فى البلد وكل الناس عرفة بيت جدك وهناك عمتك هيكون بيتها قريب منك يعنى لو احتاجتى حاجة هتكون جمبك
اردفت حور بسخرية:

_عمتى اية ي ماما انا عمتى عمرها ما كلمتنا الا مره او اتنين... ودالوقتى هنروح ونعرفها

تمتمت والدتها «شهيره»:

_مش مهم.. المهم انتى تسكنى فى بيت جدك وكل شهر هبعتلك الف جنية مصاريف الاكل والمدرسة والعربيات.. ومالكيش دعوه بعمتك يستى.. احنا بس عايزين الناس تعرف انتى ليكى حد فى البلد

نظرت الى والدتها بحزن ثم التفت الى شقيقتها الكبرى وقالت:
_وانتِ كمان رايك كده ي مرام

ابتسمت مرام كعادتها:

_يا حبيبتى احنا بنحبك بس احنا عايزين مصلحتك والست لازم تشتغل لو مشتغلتيش هيفضل الراجل يهين فيكى ديما.. ولو دخلتى ثانوى انتى مش هتلحقى تمريض حتى لان المجموع هيكون كبير عليكى وانتِ مستواكى مش قد كده

ارتسمت على ملامحها الحزن وتجمعت الدموع فى اعينها لتردف بصوت متحشرج:

_بس انتو هتوحشونى اووى

اردفت والدتها شهيره بحزم وهى تقول:

_متخافيش احنا هنيجى نزورك كل شهر ونقعد معاكى يومين

ابتسمت حور لتخفى حزنها على عائلتها فهى تعلم انهم يردون توظيفها حتى لا تحتاج الى احد ولكن مقابل هذا سوف تبتعد عنهم وعن اصدقائها وتنقتل الى محافظة اخرى ومستوى معاشتها سوف يتغير، لان الان تسكن فى حى راقى ولكن عندما تنتقل سوف تقيم فى قرية ريفية صغيره ولا تعرف احد هناك الا عمتها والادها الذى لم تتعامل معهم الا مرتين او ثلاثة بالكثير...
سافرت حور وعائلتها ولم يسافر معها والدها بسبب عملة كانت تجلس فى احدى المقاعد فى القطار وتنظر من نافذه القطار وبجانبها شقيقتها التى كانت تقراة كتاب، وشهيره التى غفلت فى النوم، تركت مرام الكتاب والتفت الى حور وقالت:

_انا عرفة اللى انتِ متوترة وده خطوه جديده ليكى ومش هتقدرى تشوفى اصحابك وممكن بابا عشان شغلة.. ومش هنكر عليكى ممكن متشوفناش احنا كمان بسبب هتكون المسافة كبيره ومش هنقدر نسافر كل شهر على الاقل كل تلات شهور.. انقبض قلبها عندما سمعت حديث شقيقتها والتى ويبدو على حديثها الجدية فهى تعلم انها لم تراهم الا بعد عده اشهر بسبب المسافة تابعت شقيقتها الحديث بنبره حزينة
_بس متخافيش هكون ديما فى ضهرك والدرس اللى يوقف معاكى هشرحة ليكى اون لاين.. وحتى بابا جبلك لاب توب عشان يساعدك ف الدراسة، انتِ كبيره دالوقتى ولازم تعتمدى على نفسك، انا عرفة اللى انتى شالتى مسئولية كبيره وانتى لسة عندك 16 سنة بس لازم تبقى قوية عشان تنجحى فهمانى ي حور
هتفت بخفوت:
_فهمت... التقطت مرام الكتاب مره اخرى واكملت القراء، نظرت حور تجاه النافذه وهى تنظر الى المناظر الطبيعية من خلال النافذه وقد شعرت بالاطمنئان عندما نظرت الى تلك المناظر الخلابة
وصلو جمعياً الى ذلك المنزل كان بيت ريفى دخلو جمعيا وكان عباره عن غرفتين وصالة صغيره وبالطبع مرحاض ومطبخ ولكن بالتاكيد شقتهم اجمل بكثير من هذا البيت الصغير والبسيط
دلفت مرام الى المرحاض لتخذ حماماً ساخن، والقت حور نفسها على الفراش بتعب وهى تتذكر يومها الطويل والشاق وهى تتمنى ان يكون القادم افضل..
وفى المساء ذهبُ جميعا الى منزل عمتهم سحر ولكن تفاجؤا بـــ
ده لسة البداية اللى جاى اكبر بكتير.