part15
_ايةة
قالتها حور وهى تدفع شقيقتها من عند الباب تاركه ذلك الواقف، وينظر الى اثرها بتعجب
نظرت على والدها الذى يجلس على المقعد ويقبض على الجرح فا نظرت على الجرح فـ وجدت الجرح سطحى حمدت الله وجهت حديثها لشقيقتها الواقفة خلفها:
_هاتى الاسعافات الاولية
تمتمت والدتها وهى تبكى بحرقه على زوجها:
_هو مين الناس ده؟ وابوكى كويس؟
اردفت حور لوالدتها:
_بابا كويس ومتخافيش الجرح سطحى
_بس
كادت ان تقول شئ، فقاطعة زوجها فهو لا يريد الحديث اكثر:
_خلاص يا شهيرة بنتك قالت الجرح سطحى يعنى مفيش حاجة
_الحمدالله اللى انتَ بخير
قالها بسام وهو يخرج من الغرفة، حاملَا صلاحة فى يده وعلى جبينة جرح صغير بسبب الزجاج الذى انكسر فتمتم والد حور:
_شوفى الجرح اللى على بسام يا بنتى
نظرت لوالدها ثم نظرت لـ بسام نظره خاطفة ثم عادت النظر على والدها قائلا بدجر:
_المستشفى قريبة عن هنا يا بابا
زفر بسام بضيق فهو فهم مغزاها ليردف وهو يحاول رسم ابتسامة على ثغره:
_مش مهم انا هروح المستشفى... ثم اكمل بتنهد :
_عايز حاجة يا حج
اجابة والدها بتعب:
_اها عايزك تاجى معاية عشان نبلغ على اللى حصل ده
_حاضر يا حج انت تخف بس ونروح اى مكان انتَ عايزة
-----------------------------------------------------
تسير فى الغرفة ذهابًا وايابًا وهى تفكر من الذى فعل هذا الهجوم، ولماذا ؟ وثوانِ رن هاتفها، نتشت الهاتف من على الفراش و قد علمت هوية المتصل :
_حامد هو انتَ اللى خليت رجالتك يهجمو علينا
اجابها حامد بتشنج:
_لا مش انا... ده سايمون كان عايز ينتقم منك
صاحت به وهى تقول:
_مش انت قولت ان سايمون خلاص سافر برا مصر
اجابها بغضب قائلا:
_متعليش صوتك يا حور وانتِ عرفة ممكن اعمل اى
صكت على اسنانها متحديه اياه:
_هتعمل اى
_هتعرفى دالوقتى
ثم اغلق الهاتف فى وجهها القت هاتفها على الفراش وهى تنطق بدجر:
_وقح
---------------------------------------------------
عده يومُين لم تسمع حور اى خبر عن بسام او حامد أم حالة والدها فهى تحسنت قليلًا، ولكن والدتها لم تهدا قط فهى دايمًا فى حالة توتر شديد، بسبب ما حدث
_افرحى يا مرام متقدملك عريس بس اى باشا ربنا كرمكم انتى واختك
قالها بفرحة عارمة لابنته الكبرى التى لا تستوعب شى، ومن اين جاء هذا الراجل، الذى يريد خطبتها، ومتى راها، تسالات كثيرا تدور فى ذهنها، ولكنها استمعت لوالده، فنطقت مرام بهدوء غير عادتها:
_هو امتى جاى
_بكرا
اجابه بتلقائية فهى ابنتة الكبرى التى تمنى ان تتزوج قريبا ولان تحقق حلمة، فهتفت حور مباركة لــ شقيقتها:
_مبروك يا مرام
فتحدثت والدتهم بلهفة:
_اى رايك يا حج نعمل فرح مرام وحور مع بعض
انقبض قلب حور فهى لا تريد ان تتزوج من بسام... اردف والدها بهدوء:
_ان شالله يا حجة بس احنا نشوفة الاول وبعد كده نعمل اللى انت عايزاها
ابتسمت حور لهم وقالت:
_عن ازنكم هدخل انام
اردف والدها بجدية:
_حور استنينى فى الاوضة بتاعتى عايز اقولك حاجة
_حاضر
لجت الغرفة وجلست على طرف الفراش وبعد عده دقائق دخل والدها واغلق الباب خلفة بهدوء، و جلس بجانبها قائلا:
_بسام كلمتة امبارح عشان ياجى يبلغ على اللى حصل قالى مش فاضى... وفى الوقت ده اتاكدت من حاجة، الهجوم اللى حصل تبع بسام لانه كان ماسك مسدس ومجهز نفسة.. رايك اى بكلامى
بلعت ريقها بصعوبة وهى تفرك كفيها بتوتر وتبحث عن اجابة مقنعة:
_اولا بسام مرديش ياجى يبلغ لانة علية شغل اكيد ثانيا المسدس هو بياخده معاه فى اى مكان عشان لية اعداء كتير فى الشغل ثالثا المسحلين دول اكيد غلطو فى البيت يا بابا
_صدقينى احاول اصدقك قد ما اقدر
قالها والدها وهو يرمقها بشك..
--------------------------------------------------
فى اليوم التالى
لجت مرام الصالون ببتسامة وهى تحمل الصنية بين يديها واضعتها على المنضده، وتلحقها حور ولكن سرعان ما جحظت عينها وهى تهتف بخفوت ولم يصل صوتها لاحد:
_حامد وعامر.
جلست بجوار شقيقتها وهى تحملق بهم ولا تفهم شئ، فاردف والد حور:
_اومال فين اهلك يا بنى
ابتسم عامر مجيبًا اياه:
_للاسف والدى والدتى اتوفى وماليش حد فى الدنيا غير صحبى حامد ويعتبر اخويا الكبير..
ابتسم والد حور كعادتها:
_رحمة الله عليهم... واعتبرنى ابوك يا ابنى
ابتسم عامر بحزن فهو اتفق مع حامد ان يخدعهم ويدخل بين العائلة، كى ينقذو حور ولكن سوف يخدع فتاه على انه يحبها يا إِلهى كم هذا صعب على المرء.
_وده شرف كبير ليا يا عمى
_طب ندخل فى المهم بقا.. انا عايزة بنتى تاخد واحد ياحافظ عليها زى عنية
_صدقنى يا عمى ده هتكون اكتر من عنيا
خجلت مرام عند سماع تلك الكلمات، فـ نظرت اليها حور بحسره فهى شقيقتها تنخدع بشخص وهى لا تقدر على قول انة مخادع، اوماء حامد راسة رافعًا يدية مربتا على قدم صديقه، مويدًا حديث عامر
_متخافش يا حج عامر هيحطها جوا عينة
فصاحت حور وهى تصك على اسنانها بغضب:
_وده المطلوب.. اختى مش ناقصة حاجة غير ان راجل يحبها ويحطها جوا قلبة
رمقها والدها محذرًا اياها وان تغير حديثها المستفز، ف اشاحت وجهها بعيدًا عن والدها متابعة من بين اسنانها مغيره نبرتها الفظة:
_انا قصدى اللى هو يحبها
_متخافيش يا حور هانم احطها جوا قلبى
استغرب الجميع ماعدا حامد عندما نطق عامر اسم حور فكيف علم اسمها
فنطقت حور مستفزة اياه:
_وهو ده اللى عايزاه بس معتقدش اللى هو فيك ده
جحظت عين والدها وهو مصدوم من طريقة ابنتة الفظة، فحمحم حامد متمتم بنبره مارحه مغيرًا حديثها :
_طب اي نقول بسم الله ونقراء الفاتحة
اوماء والدها بالموافقة..
---------------------------------------------------
انتهى اليوم على خير ولكن حور دايمًا تحدث شقيقتها عن عامر وان تفكر جيدًا قبل الارتباط به، وضعت مرام راحة يدها على اذنها واردفت بعصبية:
_خلاااااص بقا يا حور هو انا اللى هتجوز ولا انتى الواد عاجبنى مش عرفة مش عاجبك لية
_براحتك بس انا بنبهك عادى... ثم خرجت من الغرفة متجه لغرفتها، التقطت هاتفها تحاول الاتصال على حامد، ولكنه لا يرد عليها مما زادها غضبًا، فكيف يجعل عامر يتقدم لـ شقيقتها، فهى تعلم انة مخطط حامد لكل هذا
فى اليوم التالى
استيقظت حور على صوت والدتها المهلل وهى تقول بفرحة:
_قومى يا بت هتروح انتِ واختك تشترو شبكتكم
فتحدثت حور من اسفل الغطاء بنبره مسخره:
_هنروح من غير ما حد يروح معانا
_لا يروح امك ابوكى كلم بسام، يعنى انتِ وبسام واختك وخطيبها هتشترو الشبكة
زفرت بحنق فهى لا تطيق شى حاولها:
_تمام يا ماما ممكن تطلعى بقا عشان اقلع
خرجت والدتها من الغرفة ورفعت حور الغطا عليها وهى تقول:
_ لما نشوف اخرتها بقا
-----------------------------------------------------
دلفا متجر الصايغ وكل واحد يمسك مخطوبتة ولكن قلوبهم لا تنبض لبعض، فا مرام سوف يتم خطبتها على راجل لا يحبها وهى لا تعلم ذلك، أم حور سوف يتم عقد قرانها، من راجل قاتل ومريض بكل تاكيد، فتحدث بسام وهو يصك على اسنانة وهو يرا عامر امامة:
_مبروك يا عامر
ابتسم عامر بستفزاز:
_الله يبارك فيك
فتمتمت مرام ببتسامة:
_هو انتُ تعرفو بعض
اجابها الاثنين بصوت واحد ونظارتهم على بعض:
_اها.. بس شغل مش اكتر
قهقت والده حور وهو تقطع ذلك الجو المشحون:
_انا مش مصدقة بكرا حور هيكتب كتابها ومرام هتتخطب
تمتمت حور بخفوت و علامات الاستعجاب ظاهره على وجهها:
_بكرا كتب كتابى.. ازاى
ابتسم بسام بمكر قائلا:
_اى ده هو حماى ما قالكيش اللى هو خلا بكرا كتب كتابنا يا قلبى
ودون سابق انظار سقطت حور مغشيًا عليها صرخت والدتها بخوف عليها، وهى تقترب منها قائلة :
_بنتى
حملها بسام بين يديه وضعها على الاريكة بخوف نادى باسمها عده مرات، ولكن دون جدوى، فهى ليست فى عالمة فهى الان فى عالم يحاوطة الظلام من كل الجهات، ولا تدرى بما حاولها، فاجلبت مرام كوب ماء وثكبت بعض نقاط الماء على وجهها، فتحت حور عينية البنياتان ببطء، تجول ببصرها على الجميع فا نظرت على بسام، متمتمة بداخلها بالم ينهش قلبها:
_ياريت كنت موت
------------------------------------------------------
جاء اليوم الموعود هو خطبه مرام من عامر، وحور سوف يتم عقد قرانها بعد دقائق بلا شك،
اتسعت ابتسامة مرام مخرجًا صفيرًا عاليًا من فمها، اخجل حور وجعل وجنتيها تتورد:
_اى الجمال ده ياختى، والله فعلا عروسة
فهى كانت ترتدى فستان ابيض اللون ذو حمالة واحده، ضيقًا من الاعلى بارز مفاتنها ويتسع بدءًا من خصرها النحيف، تاركها شعرها ينساب خلف ظهرها.
_على فكره انتِ احلى بكتير
قالتها حور ببتسامة حزينة بعض الشئ، فردت مرام ببتسامة:
_بص انتِ العروسة.. وانا اللى هتخطب
_يا حظك
نطقتها حور بحسره فهى لان سوف يتم عقد قرانها، انقبض قلبها كلما تتذكر، فا نزلت دمعة على وجنتيها ، فقاطع شرودها قول مرام:
_هو انتى وبسام اتعرفتو على بعض ازاى
اجابتها بحنق:
_زى الناس... ثم لجت والدتهم الغرفة وهى تبتسمم بفرحة وهى تقول:
_يلا ولاد رجالتكم جات.. والله وكبرتو يا عيال بطنى.
قهقت مرام على حديث والدتها قائلة:
_دالوقتى اعترفتى بينا يا حجة
------------------------------------------------------
دلفا الصالون ببتسامة على ثغرهم، أم حور فكان قلبها يعلو ويهبط من شده التوتر، جلست بجانب والدها وهى تفرك كفيها بتوتر كعادتها وعن الجانب الاخر يجلس بسام ويقف ابرهيم بجانبة واضعًا يده على كتف بسام وبينهم الماذون وهو يرسم ابتسامة على ثغره:
_فين المنديل يا جماعة
كاد ان يجيبة بسام ولكن قاطع صوت شخص ما وهو يقول:
_ازاى هتجوز وهى متجوزانى يا شيخنا
نظرو جمعيًا تجاه الصوت فوجدوه حامد وهى يضع يده فى جيب بنطالة ويبتسم ابتسامة جانبية، لا تليق الا به.
أنت تقرأ
رحًلَتٌيَ مًعٌ آلَتٌمًريَض «مكتملة»
Mystery / Thrillerعندما تقع فى قاعٍ كبير ولا تعلم مداخلة فـ هكذا بطلتنا الصغيرة ذهبت الى ذلك القاع ولا تعلم كيف تخرج، حبيسه بين عالم العشاق وعالم النفاق والكذب، ووقعت بينهم ويجب ان تختار بينهم، فمن سوف تختار العالم الذى قلبها ينبض لأجله و لا الآخر الذى يحول قلبها إل...