#6 الشِّفاء التّام..!

1.4K 51 9
                                    

شُفيت ساق مايا أخيرًا وأصبح بإمكانها التحرك بلا قيود مما يعني أن هناكَ بضع قوانينٍ عليها الإلتزام بها، كانت تقف أمام جوزيف وهي تنظر له بملل تنتظره حتى ينهي حديثه الغير مهم بالنسبةِ لها فهي بالفعل تمقته وليست بحاجةٍ إلى أي إضافاتٍ من شأنها مضاعفة كراهيتها تجاهه.

نظر لها جوزيف بهدوءٍ بينما يرتشف من سم سيجارته:

- لقد شُفيتِ الآن، مما يعني أنه عليكِ معرفة بعض القوانين هنا بصفتكِ رهينة

نظرت له مايا بتحدٍ:

- قل ما لديك، لكني لن التزم وأنتَ تعلم هذا جيدًا

تظاهر جوزيف بأنه لم يسمعها:

- لا تكبيل مما يعني أنه بإمكانك التجوال في البيت كما تشائين وإعتبريه بيتك ولن امنعك، افعلي ما ترغبين به، لكن لا خروج من البيت فلا أضمن عودتك، واي شيء احتجته فقط اخبريني أو أخبري الخالة جواني

نظرت له مايا وهي ترفع حاجبها:

- تعجبني ثقتك

نفث جوزيف سم سيجارته بإبتسامةٍ مستفزة:

- وتعجبني

كان على وشك المغادرة لكنه سرعان ما إلتفت قائلاً حينما تذكر أهم أمر:

- اوه تذكرت لا هاتف ايضًا

مايا بإمتعاض:

- انا هنا منذ اسبوعين وانت لا تشعر بحالي، ارجوك إن والداي قلقان عليّ بلا شك، انت حرمتني من الإتصال بهما حتى

شعر جوزيف بالذنب فهي محقة، هو لا يريد التسبب بأيةِ مشاكل قد تؤثر على صفو مزاجها أو مزاج عائلتها، هو ليسَ قاسٍ كمن ران على قلبه الحقد بل على العكس هو يشعر بها وبحزنها، يشعر بشوقها وحنينها لعائلتها، هو ليسَ راغبًا بأن تطول الأمور وتخرج عن السيطرة إلا أنه يحاول إيجادَ حلٍ لا يعود على أحدٍ بالضرر عقب تسريح مايا.

تنهد جوزيف بإستسلام:

- ستتصلين بهما الآن وانا بجانبك واياك ومحاولة اللعب بالنار

اومأت له مايا بإنصياع إلا أنها داخليًا تكذب فهي تنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر وتريد فضحه بأيةِ وسيلة، نبست بهدوء:

- لن افعل أي شيء

ناولها جوزيف هاتفها:

- بسرعة أنهي اتصالك فلدي عمل لكي أنجزه


~ ~ ~ ~ ~

بينما في مكان آخر، كان والديّ مايا بحالٍ يرثى لها كانت عيونهما منتفخة إثر البكاء وحالتهما النفسية غايةً في السوء، أسبوعين لا يعلمان عنها اي شيء، غابت بسهولةٍ كما يذوب الملح في الماء، كانت عائلتها متخبطةً بالكامل، لا احد من بينهم قادرٌ على تخطي الفاجعة ومئات الأسئلةِ تتبادر إلى أذهانهم، فما الذي قد حدث لها؟ هل هي على قيد الحياة أم لا؟ هل أصابها مكروه؟ والعديد العديد من الأسئلةِ من ذاك النوع

شَهِدّْتُ عَلَى جَريمَتِهْ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن