#27 رَغْبَة أم لا..؟

731 25 3
                                    

تتواجد مايا في مشفى كروس برفقة والدة زوجها كاثي والتي كانت منشغلةً في عملها لذا فهي لم تكن متواجدة حولهما بينما مايا فهي من كانت معه في غرفته، كان يغمض عينيه نائِمًا بينما هي تحدق في قسمات وجهه الهادئ، إزدردت ريقها بتوترٍ عقب أن إغرورقت عيناها بالدموع بينما شبح إبتسامةٍ كسيرة يزين ثغرها، رفعت كفها وأخذت تمسح على رأسه بهدوءٍ بينما تراقب تحركاته المتألمة، إنكماش معالمه ومحاولةُ قلب جسده يمينًا ويسارًا والتي باءت بالفشل.

نهضت عن كرسيها تعتصر عينيها بضيقٍ فهي الآن ترى أن الأمور إحتدمت بالفعل، أخذت تسير في الغرفة ذهابًا وإيابًا دون إصدار صوت لكن دون قصد ضربت يدها بالسرير والذي لامس سوارها حديده مصدرًَا صوتًا مسموعًا تسبب بإستيقاظ جوزيف فَزِعًا، جفلت الأخرى ناظرةً له بتخبط بينما تعبس حاجبيها نابسةً بأسف:

- اعتذر على ايقاظك بهذه الطريقة، لكنني لم اقصد حقًا

همهم جوزيف نابسًا بخفوت:

- إحذري في المرة القادمة

عاود جوزيف إغماض عينيه فتوجهت مايا صوبه ووضعت كفيها فوق كتفيه ناطقةً بإنفعالٍ طفيف:

- لا تعاود النوم بل إنهض لتتناول الطعام لكيلا تضعف

كان جوزيف يغمض عينيه قائلاً بلا مبالاة:

- لا اريد

مايا بتهديد:

- سأخبر والدتك

تنهد جوزيف بضيق فاتحًا عينيه:

- لا تعطليها عن عملها أرجوكِ

مايا بهدوء:

- لقد ذهبت منذ مدة فلا بد بأنها فرغت من عملها

وبالصدفة دلفت كاثي الى غرفة جوزيف مقاطعةً حديثهم بينما تلك الحقيبة الصغيرة بين أناملها، نظرت لها مايا قائلةً:

- جئتِ في الوقت المناسب فلقد كنتُ على وشك مناداتك

عقدت كاثي حاجبيها:

- لما؟ هل تتألم يا بني؟

وضعت مايا كفيها على خصرها:

- لا يريد أن يتناول طعامه

تذمرت كاثي:

- الا تعلم بأنك ستفقد الفـ..

قاطعها جوزيف بهدوء:

- الفيتامينات اعلم، ارجوكِ يا أمي لا شهيةَ لدي

إبتسمت كاثي بخبث بعد أن رفعت الحقيبة:

- وأن أخبرتك بأن الطعام من إعدادي

نظر جوزيف للسقف بتفكير:

- بعد تفكيرٍ عميق، لا مانع لدي فلقد افتقدت طعامك حقًا

ابتسمتكاثي وذهبت لتحضر له المائدة، بينما تقدمت مايا منه وامسكت كفيه بين كفيها نابسةً بحزن:

شَهِدّْتُ عَلَى جَريمَتِهْ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن