#14 مُحاوَلَةُ هُروبٍ ثانِيَة..!

919 41 20
                                    

تبكي بقوة وتذرف دموعها وكلما مسحتها تدفقت أكثر من ذي قبل، فالإشتياق والحنين اللذان بقلبها يطلبان ان يطلقا العنان لنفسيهما لكن كيف والوسيلة ليست باليد وما من شيءٍ بالإمكان فعله.

نهضت عن الأرض بوهن ودموعها تسير بلا طلبٍ او إذن على وجنتيها بغزارة، لم تشعر على نفسها إلا وضربت المزهرية التي بجانبها حتى وقعت على الأرضية متحطمةً لأشلاء عديدة تناثرت في أرجاء الغرفة.. هيهاتٍ حتى دلف جوزيف إلى الغرفة برفقةِ جواني بفزع إثر إرتطام المزهرية بالأرض.

جوزيف بقلق:

- ما الذي حدث؟

جواني بخوف:

- إبنتي هل أصابكِ مكروه؟


مايا ببكاء شديد: 

- أكرهك يا جوزيف، انا اتقطع يوميًا بسبب إشتياقي لوالداي وعائلتي بأكملها فَلِما تفعل هذا بي؟ لما تقتلني ببطء عن طريق إبعادي عنهم

تنهد جوزيف بحزنٍ على حالها لكنه نبس بهدوء:

 لستُ محبِذًا لِما يحدث معكِ لكني سبق وأخبرتك ان تسريحك سوف يسبب الكثير من المشاكل

مايا بقهر:

- وإبقائي هنا قسرًا يحرقني ويحرق قلب والداي، توقف أرجوك فقد بات الأمر مرهِقًا لقلبي 

لم ينكر جوزيف أن قلبه آلمه للغاية وشعر بالحزن فهو يعلم شعور الفراق عن الوالدين لكن ما باليد حيلة لذا تظاهر بالجمود
ونطق بعد ان أعطاها ظهره:

- أعتذر منكِ لكن ليس بالإمكان تسريحك

تقدمت منه بسرعة وبيدها وسادتها تضرب ظهره بعنفٍ قبضتيها بعنف وقهر شديدين:

- أكرهك أكرهك انت لا تعلم مدى الضرر الذي ألحقته بي والذي لا تزال تسببه لي

كان جوزيف يغمض عينيه يحاول السيطرة على نفسه فهو يعلم أن لديها الحق للتصرف بهذه الطريقة، فأن تفترق عن والديها بهذا الشكل هو أمر غير محبذ وجارح، أمرٌ يُخَلِّفُ جروحًا عميقة تترك ندوبًا إن إستغرقت وقتًا مديدًا.

إلتفت لها بعد أن كبت حزنه وأمسك الوسادةَ عقب أن رسم على وجهه ملامح جامدة نابسًا بهدوء:

- إهدئي، أرجوكِ كفي عن البكاء 

نبست مايا بصراخٍ متألم:

- كيف؟! أخبرني كيف إنه لأمرٌ صعب فأتت لا تعلم ماهية شعوري، انتَ تحدثت مع والدتك بقسوة وقلة إحترام فكيف لكَ ان تتكلم؟

ضحك جوزيف بسخرية:

- أنتِ لا تعلمين ما حَدَثَ قبل هذا فلا تعتادي على إطلاقِ أحكامٍ مسبقة

ترك الوسادةَ وخرج من الغرفة تاركًا جواني عندها التي تقدمت منها وضمتها إلى صدرها تحتضنها بحبٍ ورقة، لم تلبث الأخرى ثوانٍ معدودة حتى بادلتها العناق بقوةٍ وكأنها تعبر لها عن ألمها وشوقها تجاه عائلتها، كأنها تبرهن لها أنها مكسورةٌ وتريد لقاءهم بأي ثمن

شَهِدّْتُ عَلَى جَريمَتِهْ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن