الكفاحُ ضد الفكر ليس بالأمر السهل فيتشتت الإنسان بين جانبين وقد يغدو الأمرُ صراعًا مميتًا ، حسنًا ليس مميتًا بمعنى الكلمة لكنها دلالةٌ على صعوبة الحالة. كانت تسير مايا بأحدِ أروقةِ المنزل وهي ترغب بإجابةٍ على أسئلتها، لكن كل ما فعلته هو إستغلال الوقت المتبقي إلى حين عودة جوزيف إلى البيت، حملت نفسها وتوجهت صوب غرفتهما لتُشبِعَ فُضولَها.
إمتثلت وقوفًا أمام تلك الخزانة القديمة التي ستقوم بشفاء فضولها قليلاً، نظرت لها وهي تصغر عينيها بعض الشيء ثم قالت:
- أنتِ فقط من ستجيب على أسئِلتي
فتحتها وإلتقطت منها أغراضًا متعددة وتوجهت نحو غرفتها القديمة سريعًا حتى لا يمسكها جوزيف متلبسة فقد لا يحبذ فعلتها بالأخص كونها تعلم بأنه يكره الفضول الزائد والتطفل، رمت الأغراض على سريرها فتبعثرت في سائر أنحائِه، رفعت كُميها ونبست:
- سأبدأ وسأعلم من تكون تلك الفتاة
وضعت الصورة والرسالة جانبًا فهي باتت تعلم عن أمرهما من قَبل، وقعت أناملها على ألبوم صور صغير ففتحته بفضول وبدأت تقلب صفحاته واحدة تلو الأخرى، وجدت له صورًا مع أمهِ ورَجلٌ لم تعلم من يكون إلا أنها أدركت سريعًا بأنه يكون والده الراحل فسرحت بصورة له مع والديه حيث كان الطبيب توماس يعانق الطبيبة كاثي وجوزيف بحب وضحكة نقية تزين ثغره فأدركت أن الصورة إلتُقِطَتْ بِعفوية، أخذت تنظر لوالده كثيرًا حتى إغرورقت عيناها ولم تحتمل فأخذت تبكي بهدوء، نطقت بعد أن مسحت دموعها:
- يبدو بأنه كان أشدَّ التعلق به
عاودت تقليب الصفحاتِ مرةً ثانية وهنا توقفت بعد أن عثرت على أول صورةٍ من المحتوم أن ترشدها للفتاة المنشودة. وجدت عدة صورٍ لجوزيف برفقة فتاة ولمن المستحيل بأن تكون شقيقته فهو وحيد أبويه، إذا من تكون؟
أخذت تنظر بتركيزٍ لِأشَدِّ التفاصيل عَلَّها تدرك شيئًا وبالفعل لم تلبث مدة حتى لفت إنتباهها أن كليهما يرتديان خواتم باليد اليمنى تحديدًا بالإصبع الرابع ومن الواضح أنها خواتم خطوبة إلا ان الأمر الذي أكد لها شكوكها هو عثورها على صور يوم الخطوبةِ في الصفحات الأخيرة وهنا تم كسر الشكِ باليقين لكن تبقى فقط حل لغز تلك الرسائل وبالطبع لن تفوت مايا هذه الفرصة قط.
إنغمست مايا بالبحث بين أغراضه وغفلت عن الوقت نهائِيًا، كان قد عاد جوزيف إلى البيت بدون أن تشعر وأخذ يبحث عنها فهدوء البيت أثار ريبته فقد ظن أنها ليست بالمنزل وأراد التأكد لا أكثر. صعد إلى غرفتهما فلم يجدها لذا توجه صوب غرفتها السابقة بخطواتٍ مكتومة، فلا صوت لها.
فتح باب غرفتها بهدوء، إلا أنه باغتها، جفلت بخوفٍ لأنها علمت بأنه سيكشفها لا محالة، لم يكن جوزيف منتبهًا للأغراضه على سريرها وتقدم منها بإبتسامة خفيفة قائلاً:
أنت تقرأ
شَهِدّْتُ عَلَى جَريمَتِهْ ✓
عاطفية(الرواية حاليًا قيد التعديل ولمن قرأها سابقًا قد تلاحظون إختلافاتٍ بسيطة ولكنها ستكون أفضل بإذن الله) -هَلْ سَمِعْتُمْ يَومًا عَن القاتِل البَريء؟ سَتَشْهَدُ بَطَلَتُنا عَلَى جَريمَةٍ إرتَكَبَها بَطَلُنا وَمِن شِدَّةْ فُضُولِها أقحَمَت نَفسَها بِوَ...