#16 قَرارْ صادِمْ..!

847 41 1
                                    

كانت مايا تسير في غرفتها ذهابًا وإيابًا وهي تتذمر بغضبٍ شديد على الوضع الذي هي فيه الآن حتى قررت إطلاق العنان لمكنونات قلبها:

- أسبوع دون أن يخرجني من غرفتي ويسجنني فيها لكيلا أهرب، لكن مع من يعبث هذا الأبله؟

تقدمت صوب النافذة وفتحتها وقبل أن تنظر للأسفل نبست:

- كم سيكون الإرتفاع شاهقًا؟

نظرت للأسفل فوسعت عينيها بعض الشيء مستطردةً:

- مرتفعة، لكن بالنظر للوضع الراهنالذي أنا فيه فالإرتفاع لا يشكل عائِقًا للهروب ابدًا

إلتفتت وبدأت تنظر لغرفتها بكل الزوايا تبحث عن وسائل تساعدها على الهرب، توجهت نحو إحدى الخزائن وفتحتها حتى شقت الإبتسامةُ وجهها:

- ستساعدني هذه المناشف بلا شك

بدأت تلتقط المناشف وتضعها على السرير، حملت قسمًا وبدأت برميه من النافذة وإستمرت على هذا المنوال حتى إنتهت المناشف وشكلت كومةً صغيرة، حكت ذفنها متسائلةً:

- يا ترى هل سأكون بخير بعد أن أقفز من هذا العلو على المناشف؟ لا بأس لن أخسر شيئًا المهم ان اخرج من هذا المكان البغيض و بسرعة

وقفت على حافة النافذة تستعد للقفز، أغمضت عيناها من الخوف ولم تلبث ثوانٍ حتى إلتقطت شهيقًا ثم قفزت على الفور.

وبالفعل حطت على كومة المناشف إلا ان كاحل قدمها اليمنى أصاب الأرض بقوة، فعبست بألم إثر الإصابة، كانت تتنهد بإستمرار جراء الألم: 

- يا إلهي هذا ما كان ينقصني، إنه ليس الوقت المناسب لهذه الإصابة

نهضت بصعوبة وسيطرت على نفسها وبدأت تسير لكن خطواتها كانت بطيئة وتيقنت تمامًا بأنها لن تتمكن من الهروب ابدًا لكنها خرجت من البوابة الخارجية التي تطل على الشارع علها تجد أحدًا تستنجد به.

هناك أمر لا تعلمه البتة، ألا وهو أنها مراقبة من قِبل جوزيف منذ اللحظة التي هدده سيفاك بِها فلقد وضع كاميرا مراقبة تطل على الشارع أمام منزله وأبسط حركةٍ مرورية وسيرٌ على الأقدام سيكون ملحوظًا، رفع هاتفه متصلاً على أدولف

أجاب أدولف على الهاتف: 

- أهلاً جوزيف

جوزيف بتساؤل:

- أنتَ في عطلة اليوم، أليسَ كذلك؟

همهم أدولف:

- أجل لِما؟

جوزيف بتحذير:

- إذهب لبيتي حالاً فلقد هربت مايا ولا اقدر على الذهاب وترك الشركة وكن حذرًا من سيفاك، إصطحب سلاحك

أدولف بحزم:

- حالاً، وبكل الأحوال انا بالقرب من بيتك

جوزيف:

شَهِدّْتُ عَلَى جَريمَتِهْ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن