#31 ما خَطْبُها..؟

630 25 2
                                    

يُقال، عندما تهب رياح الحب على فؤاد أحدهم فهي لا تعود إلا مُحَمَّلةً بالوِدِّ وتتناثر حيث تُطْرَح، ما كان بيدِ الغُلامِ أن يِفِرَّ مِن حُتومِ وقوعِه وما كانَ لِلحَسناءِ ان تُعرِضَ عنه. وما إن يَحُطُّ التيم على اللُب يَصبو للحبيبِ حنانًا وشوقًا بالأخصِّ ان كان لِلوعَةِ الفُراقِ مَطرَحْ، فيا لصعوبةِ المَوقِفِ.

من موقفٍ بَسيطٍ تتخلله الأُبَهَةُ يُضفي عَلَى الفؤادِ إحترامًا عَظيمًا قد يسرده المرءُ أو يواريهِ لنفسه لكن ان دقت العقارب تُعْلِنُ عَن الساعةِ المنشودة التي يطلق فيها الشخص العنان لنفسهِ مُعَبرًا عما فيها أو لَرُبَما كِلِماتٌ بسيطةٌ تُثيرُ الشكوك وتُسبِغُ تَلميحًا لَطيفًا يَزيدُ مِن زِنَةِ الشك.

كان جوزيف في يوم عطلتهِ جالِسًا على سريرهِ وبيدهِ كِتابٌ ما، تتراقص أنامله بين صفحاته كعازِفِ بيانو موهوب أما مقلتيه فتتجولان بين أسطره وحروفِهِ بتركيزٍ تام لا يريد ان يُفوتَ شيئًا مهما كان ضئيلاً فهو مهم. دلفت مايا إلى غرفته بسكون وهي ترنو إليه لكن وقع كلا ناظريها على الكتاب المحاصر بين انامل جوزيف، سرعان ما علمت ان الكتاب هو كتاب قضاء فقطبت جبينها بتساؤلٍ بادٍ على معالمها. تقدمت خطوةً ثم اثنتين وحتى الثلاثة، رفع جوزيف وجهه وهو يرمقها بهدوء، نبس بعد ان أدرك معالمها المتسائِلة:

- أهناكَ ما يحيرك؟

استنشقت مايا شهيقًا خفيفًا ونطقت بعد زفيرها بتساؤل:

- لست خبيرة ولكن هل بيدك كتاب قضاء ام انه يُخَيَّلُ لي؟

أومأ جوزيف:

- بل أنتِ على صواب، هذا كتاب قضاء

صغرت مايا عينيها بتساؤل تزامنًا مع إمالتها لرأسها نحو اليمين قليلاً:

- هل ستدرس القضاء الآن؟

أومأ لها جوزيف بإيجاب ثم نبس:

- نعم، النية موجودة وانا آخذُ فكرةً عن القضاء قبل أن أُقدِمَ على الخطوة

رفعت مايا حاجبيها بإعجاب:

- هذا مذهل، انتَ محض إعجاب بالفعل

رنا جوزيف إلى جملتها الأخيرة لكن لم ينبس ببنتِ شفة.

تقدمت مايا منه وإتخذت لها مجلسًا أمامه. سرعان ما رفع أحد حاجبيه متسائِلاً عما تريد:

- ماذا؟

نبست مايا وقد بدا التوتر واضحًا على لكنتها:

- قُل لي

همهم جوزيف بهدوء:

- أجل

مايا بإضطراب:

- ما ماهية شعورك تجاهي؟

تسمر جوزيف في مكانه وعينيه متوسعتان من الصدمة، لم يكن السؤال بالحسبان لم يخطر بباله ان السؤال سيكون من هذا القبيل.

شَهِدّْتُ عَلَى جَريمَتِهْ ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن