قبل عشرين سنة بالضبط ...
كان ضام ريوله لحضنه ودقات قلبه سريعة ... العرق يتصبب من جبينه من المكان الضيق المظلم اللي منخش فيه وهو يسمع صرخات واهات ذيك الحرمة اللي مع ابوه حاليًا ...
ما كانت اول مره يكون موجود يوم هيه موجوده ... ولا هيه اول مره يتسمع لهم ويراقبهم من مكانه السري اللي اخترعه بالصدفة في اول مره شاف ابوه مع الحرمة هاذي وانصدم من اللي يصير بينهم !
او بالأحرى ؟ مستغرب ...
ليش الحرمة تصارخ ؟
ليش القبلات واللحظات الجريئة الحميمية الحارة بينهم ؟
وشو السبب في كون الحرمة عارية بكامل جسدها عند ابوه رغم انها تتغطى عنه من يظهرون من هالباب !
تساؤلات كثيرة في باله وبسبب عمره اللي كان توه مكمل الست سنين كان صعب عليه يستوعب الاحداث لي تصير جدامه ...
ابوه وهالحرمة المكاره صاحبة الويهين في اعمق سكرات الغرام والعشق !
غمض عيونه بشدة من سمع صرخات الحرمة العالية من قرب ابوه الجريئ وكأنها فريسة بين ايدينه...
وبعدها لف ببطئ صوب السلاح لي حذاله وهو يذكر كلام ربيعه اللي يكبره بعشر سنين واساسًا تعرف عليه بس لاجل يعرف عظمة جريمة ابوه اللي اكيد حد بسنه يجهل هالشي ولا ايي في باله !
لكن بسبب فضوله الطفولي غصبًا عليه سأل لانه دايمًا يدور اجوبه لتساؤلاته... وياه الجواب !
"ابوك بالمختصر قاعد يزني -وضحك وهو مصدوم من هالطفل والكلام اللي يقوله بس كمل بنبرة طفولية تماثل سن صاحب السؤال- والزنا ان كنت ماتعرفه فهو احد الأسباب اللي يخلي الحرمة تحمل واتيب عيال ... واللي انت شفت هو نفسه اللي ابوك يسويه مع امك ولازم ما يسويه مع حد غير امك ولا الله بيدخله النار لانه حرام ولازم ينرجم هو والحرمة اللي معاه لين الموت"
الكلام رسخ في باله وقلبه عوره لانه ركز على نقطة انه ابوه بيدخل النار ... ابوه بيدخل النار عشان هالحرمة! ولا بعد بينرجم وبيموت معاها وبيخليه هو وامه روحهم !!
تشجع اكثر وكلام ربيعه بس يتردد في باله بالحرف الواحد ...
شل السلاح اللي كان اخف سلاح من أسلحة ابوه وقدر يهربه بتفكيره الذكي اللي يسبق عمره واييبه لهالمكان بفطنة مسبقة منه ...
رفع جسمه الصغير ...ومشى بخطوات هادية بين اضاءات الحجرة الخافته ووصل قريبهم وهم في اعمق لحظة تخدير بين أي اثنين ...
وبخطوة سريعة منه رفع السلاح بعشوائية صوب الحرمة !
وفي نفس اللحظة اللي استوعب ابوه من صوت المسدس انه فيه حد هنيه وبيصوب عليهم ... ركض صوب الطفل صاحب السلاح يمنعه !
لكن الطفل بالفعل اطلق النار على الحرمة اللي كانت تعاشر ابوه قبل لا ابوه يلحق عليه ويمنعه ...
*قطر*
وصل بالسلامة بيت يده ويدته "من صوب امه" ودخل بهيبته المعتادة اللي اربكت الخدم اللي يشتغلون في هالبيت وخلتهم علطول يسيرون يخبرون أصحاب البيت عن حضوره ...
يلس على اول كرسي قابله جدامه وتم يقلب في تيلفوناته لين ييت امه اللي تقطن عند يدته من ١٢ سنة بعد طلاقها من ابوه المفاجئ للجميع ...
امه ببتسامة رحبة: هلاا امي هلاا بالغالي ... هلا بولدي فلااح في ذمتي ان قطر كلها منورة اليوم
فلاح وقف علطول من شاف امه وقرب منها وهو يحب راسها: هلاا بج يا امييه ... قطر منورة فيج الغاليه
ام فلاح:حيياك يا ولديه ما بغييت اتي !
فلاح ببتسامة حلوة صادقة ما تظهر الا للناس الغالين عنده والنادريين: الله يحييج ويبقيج فديتج ... شسوي من بعد العزا ما رمت ايي
ام فلاح عقدت حياتها: نحن ما صدقنا يفتحون الحدود ... وانت ما جييت الا ثاني يوم العزا ورحت بعد ما بقيت عندنا ... اربع شهور ونص يالظالم اربع شهور !!
فلاح ابتسم يغير الموضوع: ما قلتي لي شو رايج امايه فيني بالثوب القطري؟ صارلي اربع شهور هب لابسنه
ام فلاح لانت ملامحها: تجنن حبيبي تجننن تبارك الرحمن عليك عن يحسدونك
فلاح ضحك بهدوء: محد بيحسد ولدج فديتج
ام فلاح: ما تعرف عين الناس شنو ممكن تسوي فيك !
فلاح بعدم اكتراث: ماعلينا امايه ... يدوه فديتها وينها ؟ أبا اسلم عليها وابشرها
ام فلاح بفرحة: لقييت رقم خالي سعييد؟!
فلاح ابتسم لفرحة امه: هييه رييته فديتج ...
ام فلاح تنهدت براحة: الله يبشرك يا فلاح بالجنة ... ما تعرف شكثر امي ندمانه انها حذفت رقم شمسه زوجة سعيد يوم دقت لها قبل وهاوشتها وقالت ماعرفها ذي
فلاح بتفهم: لا تلومينها يا اميه هيه زعلت من اخوها منزمان لانه غصبها على يدي عبدالعزيز وعاندت وياهم ومابغت تعرف عنهم شي ولا يعرفون عنها
قاطعته ام فلاح باسى: شنو استفادت يوم عاندته؟
فلاح بثقة: هم يومها اتصلوبها معناته هم يبغونها ترضى عليهم ... فصدقيني يا اميه بيعذرونها خاصة انه يدي توفى ومحد عندها هنيه !
ام فلاح ضربت صدر فلاح الصلب لانها ما توصل لجتفه بحكم قامته الطويلة وقالت بنبرة واضح فيها الانزعاج
ام فلاح: لا تقول محد عندها ! انا واخواني نايف ونواف موجودين ترا
فلاح بملامح جامدة "ملامحه الاعتيادية": خالي نايف قال بي الامارات اذا يدوه سارت الامارات ! وانتي ما اظن لج حايه اتمين هنييه روحج تعالي معايه الامارات عيشي معايه !
ام فلاح بتردد: يصير خير خلنا نشوف شنو بيصير مع امي بالاول