2|ألما روبنسون

4.1K 97 6
                                    


شابة كحلية الشعر تدفع عربة المشتريات الفارغة وسط متجر البقالة الكبير، تسير بجوارها، فتات تقل عنها عمرا مرتدية الزي الرسمي لثانوية وتحمل كلبا صغيرا بين ذرعيها.

"ألما...ان وفرت المال الازم هل ستسمحين لي بشرا..." وقبل أن تكمل ذات الزي المدرسي الحديث قاطعتها الأكبر تقول "ومن أين لكِ بالمال؟" كانت نبرتها حادة نوعا ما وكأنها غاضبة.

" أريد العمل بدوام جزئي" ردت بينما أناملها تلاعب فرو الكلب.

"أين؟"

"بمتجر لوازم التنظيف أسفل منزلنا"

"جيد، فقط لا تنشغلي عن دراستك" قالت ألما تضع بعض الأغراض بتلك العربة قبل أن تلاحظ صراخا بالخزائن المقابلة، وإذا به رجل عجوز يحاول الوصول الى علبة رقائق وحين يحاول المارة مساعدته يرفض ويصرخ.

"هل علينا مساعدته؟" سألت الصغيرة تضع الكلب أرضا.

اقتربت الفتات من الرجل العجوز تتظاهر بمحاولة الوصول الى الرقائق ولكنها فشلة لتنظر حولها وكَمْ كانت ممثلة بارعة.

"أرجوا المعذرة سيدي، هل يمكنني استعارة عصاك لفترة" قالت لتأخذ عُكاز العجوز، وتدفع علبة الرقائق لتسقط بين ذرعيها، أعادت العصى للعجوز وشكرته لتركض باتجاه ألما.

"هل نجح الأمر؟" سألت تضع علبة الرقائق بالعربة.

"ميا لا تنظري اليه سيبدو الأمر غريبا".

"حسنا".

.

وضعت كأس القهوة على مكتبها لتخلع معطفها وتعلقه بظهر الكرسي وقبل أن تجلس دخل شاب يقول أن المدير يريد رؤيتها.

"حسنا" قالت ليتمنى لها الحظ ويخرج.

بمكتب المدير وبعد أن وضعت مساعدته كوبي القهوة.

"هل سيطول حديثنا؟" تحدثت ألما تناظر كوب القهوة.

"كيف حالك ألما؟" سألها متجاهلا سؤالها.

"بخير" ردت بهدوء

وقف المدير ليسير متقدما منها، وضع يده على كتفها ثم قال "اشتقت اليك ألما"

"سيدي، ان كان هذا كل شيء فاسمح لي بالذهاب" وقفت تقول كلماتها بكل احترام قبل أن تسير مبتعدة، ولكنه أمسك رسخها يسحبها لتسقط على الكرسي من جديد.

"أنا لن أسمح لك بالذهاب أبدا" قال يمرر يده حول فكها.

"سأعد الى الرقم ثلاثة...وأنصحك بألا تختبر صبري" قالت تسحبه من ياقته باتجاهها.

"هل ستقبلينني بعد العد؟" قال باستهتار، لتلكمه.

وقف يضحك بجنون "أتعلمين ما الذي فعلته؟".

"أنا أستقيل" قالت تلكمه من جديد فيسقط أرضا، ركلته مرتين قبل أن تسير باتجاه الخارج.

"اه...أنا في ورطة" تمتمت لذاتها قبل أن تترك الشركة.

.

"عدتِ مبكرا اليوم" قالت ميا تحتضن أختها.

"لقد استقلت" ردت ألما تعلق معطفها وتسير باتجاه الأريكة.

"لما؟" سألت الصغيرة باستغراب.

"مشاكل الكبار...لا عليك سأحرض على إيجاد عمل بسرعة" ابتسمت بعد انتهاءها من الحديث لتفعل أختها المثل.

.

"سأذهب" صرخت ميا لتخرج من المنزل قاصدة الثانوية.

وبمنتصف الطريق التقت بحبيبها ليتشبكا الأنامل ويكملا الطريق.

"كيف حال عزيزتي؟" سأل يناظرها.

"بخير...فقط ألما فقدت وظيفتها لسبب ما وأظن أننا سنقع بورطة".

"ولكنك ستعملين معي بالمتجر...صحيح؟".

"نعم، هي لم تعترض".

"لا تقلقي انها راشدة...ستجد عملا قبل أن تعترفي بحبك لأريستا".

"أرجوا ذلك...ماذا؟...ما اللعنة التي تهذي بها...أنا لن أعترف لأحد بأي شيء، كما أنها فتات و علاقتنا مستحيلة...أنا حبيبتك كيف تقول هذا؟" صمتت تناظره بغضب بينما انهمك هو بالضحك بصوت عالِ.

أكملت السير بدونه بضع خطوات قبل ان يركض خلفها ويحتضنها قائلا انه يحبها.

.

"حضور المؤثرة تايلر دارك حدث علامة 'XXX' بعد أسبوع واحد من الحادث المروع الذي هز..." أغلقت ميا التلفاز بعد دخول أختها الغرفة.

استلقت ألما على الأريكة تضع رأسها على فخذي ميا، أغلقت عينيها توجههما نحو السقف لتقول بصوت خافت "أنا أسـ...ـفة".

"ما الذي حدث؟" سألت ميا تمرر يدها على شعر أختها الأسود القصير ببطء.

"أنه يجعلهم يرفضونني باستمرار" تحدثت مجددا بذلك الصوت المتعب.

"و لما تعتذرين؟...هل تظنين أنني كنت قد ألومك لاستقالتكِ؟" قالت ميا تدفع ألما لنهوض قبل أن تكمل "لقد كان يتحرش بكِ...فليذهب المال الى الجحيم ان تعلق الأمر براحتكِ" صرخت ميا لتحتضنها ألما التي ذرفت دموعها بالفعل

"لا تخبر...أحدا...انني بكيـ...ـت" تحدثت ألما وسط شهقاتها.

"لا أحد غيرنا بالمنزل لأخبره" ردت ميا محاولة كبح دموعها ولكن الأمر مستحيل.

الما روبنسون، ذكية وجميلة طويلة القامة وذات جسم رياضي قوي، تميزت باختلافها عن الجميع من بجيلها فهي قليلة الضحك كبيرة الفطنة وشديدة الحذر، شاء القدر أن تقفد أهلها و تنجوا و أختها الصغرى من ذلك الحريق الذي دمر منزلها و عائلتها.

عاشت مع عمتها وزوج عمتها لفترة قبل أن تستقر ماليا وتشتري منزلا وتعيش فيه مع أختها، لم تكن يوما سببا للمشاكل بل كانت مثالا يحتذى به لدرجة أن الكثير كرهها لروعتها.


"ألما روبنسون"

تـمـت المـهـمـة| موت حب قوانين / Mission done | death love ruls.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن