"التاسع عشر من شهر مايو، انه يوم عيد ميلاد صغيرتي الجميلة تالا، والتي بلغت اليوم الخامس والعشرين من عمرها، أرجوا من الجميع الاستمتاع بحضور هذه الحفلة ونشكركم على تلبية دعوتنا." تحدث عجوز يقف على منصة بزاوية مضيئة بتلك الصالة الضخمة حيث حضر الكثير من المشاهير ورجال الأعمال لحضور عيد ميلاد 'تايلر دارك' ابنة عائلة 'دارك' الغنية عن التعريف.
كانت ترتدي فستانا أزرق اللون يصل طوله الى ركبتها، أنيقا مناسبا لجسمها يجعل لعاب الكثير يسيل، ثم شعرها النيلي المتطاير مع الرياح وصفاء بشرتها وجمال ابتسامتها، تسير هنا وهناك تحادث الجميع مع ابتسامة تعلو وجهها وحماس وكأنها لاتزال مراهقة، وكم حسدها الكثيرون والكثيرون ولكن وجود والدها المحب يسهل عليها أشواط الحياة الصعبة، وها هي تلتقط صورا مع رفيقتها في حين كان والدها يحادث العملاء كالعادة عن صفقة ما، فعمله لم يشغله يوما عنها وهي لم تشغله يوما عن عمله. رجل يمكنه التوفيق بين حياته الشخصية والمهنية هذا ما يحتاجه مجتمعنا اليوم.
ووسط الحفلة تقدمت من والدها تقبل خده أمام الحضور وتحتضنه بقوة تشكره بصوت عالي ليبادلها الحضن لثواني قبل أن يتيقن بأنها ثملة فيستأذن ليأخذها الى السيارة ويأمر أحد رجاله بأخذها الى المنزل، في حين كانت هي تكرر عبارات مثل "ليس بعد أنا لم أشرب الكثير...أبي الجميل لو كنت شابا لتزوجتك...هل علي الذهاب حقا...هل ستغضب مني ان بقيت أكثر...أنا متعبة أريد النوم...لا، أريد الرقص، الرقص".
تضع سترتها السوداء الجلدية على كتفيها وتسند رأسها بسكر على النافذة، السائق يحاول القيادة بحذر كي لا يزعجها فهي دائما ما تتذمر من قيادته ولكنه فجأة انعطف بشكل سريع وخطير، صرخ "أنسة تالا، هل أنت بخير؟" وقبل أن تجيب صدى صوت طلق نار، فتحت تالا عينيها على مصرعيهما لتستفيق نوعا ما "أعطني مسدسا' قالت تمد يدها باتجاهه ليخرج مسدسه وينصاع لأمرها.
فتحت باب السيارة لتخرج قدمها ببطء ومع ملامسة الحذاء الأسود ذو الكعب العالي للأرض حتى ضربت رصاصتين كادت تصيبان قدمها لتغلق الباب وتأمر الآخر بالانطلاق فمن الخطر الخروج الى المجهول.
انطلق الحارس بأسرع ما يمكنه وهي تحاول التركيز وسط سكرها، تضع المسدس باتجاه النافذة لعلها تصيب العدو المزعج الذي أفسد آخر ساعات بيوم ميلادها، وبدل أن تنقذ الوضع أصيب الحارس بكتفه ولكنه أكمل القيادة وأثناء محاولة الهروب من طلق النار ذاك وتضليل السيارة التي تلاحقهم، انعطف بسرعة وفقدت هي توازنها فضربت يدها بباب السيارة فأصيبت بكدمة صغيرة والتي اعتبرت مشكلة كبيرة ومصيرية بالنسبة للأب والذي ترك الحفل بمجرد سماعه لخبر محاول اغتيال ابنته.
توسطت تالا سريرها تراقب الخادمة والتي كانت تضمد كدمتها ليدخل والدها يتفحص كل انش منها وهي تكرر عبارة "أنا بخير...أنا بخير" فاحتضنها متنهدا بارتياح. وبعد أن أخبرته بما حدث معها قرر أن يضع لها حارسا شخصيا لفترة من الوقت وهي لم تعترض.
وبعد ثلاثة أيام من تعيين الحارس الشخصي دخلت تالا غرفتها لتسأل الخادمة عن عقد معين لم تجده منذ يومين والخادمة قالت أنها ستبحث عنه من أجلها وفي حين كانت تالا تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي كانت الخادمة تبحث وتبحث دون فائدة، عادة خائبة الأمل تقول أنها لم تجده بأي مكان وهذا أثار حيرة تالا هي لم تفقد شيئا بمثل هذه القيمة يوما، وقفت لتتجه الى الحارس الذي كان يقف عند الباب "هل دخل أي شخص غرفتي؟" قالت ليرد بأن الخادمة هي الوحيدة التي دخلت الى الغرفة.
وبمكتب والدها بالمنزل "الخادمة، يستحيل أن تسرق شيئا مني" قالت تالا تخاطب والدها والذي رد قائلا "ابحثي جيدا تالا...أكيد أنه بمكان ما" قال يغلق ملفا ما.
"أبي حارسك سرق قلادتي" قالت تضرب المكتب ليناظرها هو ويقول "هل أنت متأكدة؟".
"لا ولكنه المشتبه به الوحيد...فقط بعد ثلاثة أيام من قدومه بدأت أشيائي بالاختفاء ولكن هذه القلادة غالية حقا".
وفعلا بعد فترة أثبت تالا أن الحارس كان لصا ورغم أنه تسبب بمشاكله العائلة وغيرها إلا أن السيد دارك لا يرحم.
وتالا مجددا من دون حارس، وبمرور أسبوع على الحادثة عاد الحارس الذي تعرض الى رصاصة بكتفه الى العمل.
"صباح الخير سيدتي" قال الحارس ليفتح الباب لها، ردت التحية وركبت وبينما كان يقود قالت "كيف حال يدك؟" .
"بخير...ليست أول رصاصة تخترق كتفي".
"جيد...كنت قلقة حقا، لما اختفيت طول الأسبوع؟".
"جعلت إصابتي عذرا لأخذ إجازة".
"اللعنة عليك لما لم تخبرني؟" صرخت.
"لم أكن أتوقع أنك قد تقلقين من إصابة كتلك؟" رد بذات نبرتها العالية.
"كنت بحالة سكر لم أستطع تقدير مستوى الخطورة واختفاءك جعلني أظن بأنها كبيرة" قالت تتحدث بسرعة.
"فقط أصمتي وصلنا" رد لتضرب كتفه "فقط قل أن سيلفيا تحرمك من التواصل معي" قالت لتخرج من السيارة في حين ابتسم هو بخجل.
توجهت كل آلات التصوير باتجاهها، تايلر دارك تحضر حدثا بعد محاولة اغتيالها، نعم هي ستكون أسطورة بالنسبة للبعض فأغلب المشاهرين يختفون لفترة طويلة بعد محاولات القتل.
كان الحدث لعلامة مشهورة لمساحيق التجميل والعناية بالبشرة وغيرها وهي قد تصدرت مؤخرا غلاف مجلة هذه العلامة ولا يصح تفويت الحدث.
ثيابها البسيطة وحليها الخلابة تجعل الجميع يقع بحبها بسهولة، توقع للمعجبين وتلوح هنا وهناك ترسم الابتسامة على وجوه الناس ثم تعود الى منزلها متذمرة من الكعب العالي، هذه كانت حياة تالا منذ أن بلغت الثامنة عشر من عمرها، والأمر أصبح أكثر متعة حين استلمت بعض أعمال والدها بالشركة.
رئيسة جيدة وعارضة أزياء جميلة وابنة مطيعة، تعامل الجميع بطريقة جيدة ولا تتكبر، طالبة مجتهدة ورياضية رائعة قناصة بارعة، حصلت على عديد من الجوائز منذ صغرها ولم تحقد يوما على شخص تفوق عليها.
فتات بمثل هذا القلب الطيب من الصعب إيجاد مثيل لها، لذا تهاتف الرجال للفوز بها ولحسن الحظ أن والدها ليس من النوع الذي قد يبع ابنته يوما طمعا بالمال، فبمجرد أن يلاحظ ازعاجها من صحبة أحدهم يبعده عن طريقها نهائيا.
مدللة والدها صحيح ولكنها تستحق.
'تايلر دارك'.
أنت تقرأ
تـمـت المـهـمـة| موت حب قوانين / Mission done | death love ruls.
Romance"مهمتي تتمثل في حمايتك، وهذا ما سأقوم به...لا غير " . . . "كوني حبيبتي...و هذا امر" . . . "تمت المهمة" . . . "نعم، لقد أتمَمْتِ المهمة" بدأت : 15/12/2022 انتهت: 03/07/2023