- ريم...هيا استيقضي!
فتحت ريم عينيها لتجد جمال جالسا بالكرسي القريب من السرير يحمل رانيا ذات الثلاث سنوات ويزعج نومها...
- أووه، أريد النوم قليلا بعد!
- لا، هذا يكفي...علينا التجهيز لضيفنا، فلا مجال للأخطاء اليوم!
- كل شيء جاهز منذ أسبوع، كف عن التصرف كأن أحد الملوك هو ضيفنا!
- إنه كذلك...ليس لديك فكرة عن ثراء هذا المدير، ولا زلت للآن لا أصدق أن الإختيار وقع علي، لو تقربت منه سيكون سهلا علي الإستفادة من رتبة أعلى...هيا كفاك دلالا!
وقفت ريم متأففة، ثم دخلت الحمام بعدما قبلت صغيرتها، سرحت شعرها ثم توجهت نحو المطبخ كي تساعد زوجها بإعداد الطعام...كانت صامتة طوال الوقت، تفكر بطموح زوجها ورغبته العارمة بالتفوق والوصول إلى مراتب عليا...
ليس لكونه فقير، أو يعاني ضغطا ماديا، لكنه من النوع المتباهي، فقد كان مترفا ببيت والديه، كما أن بيتهم الحالي، يعد رائعا بطابقين، كأنه فيلا صغيرة...ماللذي يريده أكثر؟ لما تشعر بأن طموحه سيودي بهم إلى الهلاك...ولكم كان إحساسها صائبا!
اكملت ريم كل الإستعدادات، من تنسيق المائدة، والشموع...الديكورات كانت رائعة...وكل شيء مرتب...لكنها كانت تبدو اروع بفستانها الأسود الأنيق اللذي يظهر كتفيها واعلى صدرها، سرحت شعرها الحريري الطويل واضعة به مشبكا فضيا كالسنبلة جعلها تبدو فاتنة، إضافة إلى مكياجها الخفيف...
لقد كانت فتنة تمشي على الأرض، ابتداءا من ملامحها وانتهاءا بتناسق جسدها...امرأة لا تعطيها الفتنة حقها...كأنها لم تكن حاملا من قبل، ترتدي ملابس متحررة رغم اعتراض مطر ومنال على أسلوبها، لكن زوجها يدعمها، فلطالما كانت مصدر فخر له بقوامها الممشوق وذوقها الرفيع وجمالها الإستثنائي!
لم يتبق إلا القليل على وصول الضيف، نامت الصغيرة ووضعها جمال بغرفتها، بينما علا صوت الجرس، فتوتر الإثنان استعدادا لاستقبال القادم...وقفت ريم خلف زوجها عندما فتح الباب، اتسعت ابتسامته عند رؤية الواقف أمامه...إنه أمامه...لا يصدق بأنه تواضع وقبل الحضور وتلبية دعوته، فسح له المجال بعد مقدمة طويلة من الترحيب المتملق...كان كل شيء طبيعيا حتى وقع بصر المدير على المرأة اللتي ظهرت من خلف زوجها...ولكم انتبهت حواسه وتحفزت بطريقة مخيفة...ابتسم لها برسمية بعدما كبح أفكاره، ثم وزع نظره على أركان البيت، وأعجب بالترتيب السالب للب والتناسق بالأثاث، وتلك الشموع المعطرة اللتي جعلت قلبه يشعر بالسلام...
- هذه ريم زوجتي...تفضل أرجوك سيدي...
امسك حازم يد ريم، وقبلها بطريقة راقية، تأملت بدورها هذا الرجل اللذي عليها تقديم ضيافة تليق به...لكنها وجدت نفسها محرجة أمام هالته اللتي هيمنت على المكان كله...
عينان فاتنتان واثقتان يقفز منهما الإعتزاز الخالص بالنفس...أنف دقيق ترتفع ارنبته قليلا من الأمام...شفتان ممتلأتان حادتان ترتفع زاويتهما بابتسامة تقييم تبعث التوتر إلى الناظر إليها...فك حاد وذقن عريض ذو جاذبية عميقة...
YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romanceرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...