تجمدت بمكانها...كانت أنفاسها ثقيلة...تلك الطلة البهية والرجولة الطاغية اللتي هزتها منذ أول مرة التقته...جعلتها تلتقط أنفاسها بصعوبة...هذا الرجل...أدخل عقلها وقلبها بحرب باردة...فالأول يطالبها بالإبتعاد والآخر يتوق للقرب منه...اشتاقت لرؤيته رغم اختبائها منه...تاقت لنظراته...كلماته...وتلك الطاقة والهالة المحيطة به...انتبهت لخلو المكان إلا منهما...تذكرت بأنها أعطت رقم مطر لمراد كي يتصل بها...لكن...كيف دخل آدم إلى هنا؟ هل رأوه يدخل؟
اقترب منها أكثر فزاد اضطرابها وصعوبة تنفسها ليقول بلهجة مخيفة:- من هو الوغد اللذي أطلق عليك النار؟
رأت تلك النظرات القاتمة...المتوعدة...واللتي ستفتك حتما بكل من سولت له نفسه اللعب معه...كان يحاول جاهدا التحكم بغضبه...عندما قرر منح نفسه فترة اختبار...أو فاصل...وقد فعلت به تلك القبلة الكثير...كره ذاك الإحساس اللذي تجدر و انفجر متسلسلا كالقنبلة الهيدروجينية بداخله...
هو لا يعترف بالحب...بل بالرغبة فقط...إنجذاب عابر يضمحل بعد نيل ما يريد...سافر إلى الخارج بالأسبوع المنصرم...والتقى بأجمل الفتيات...قضى ليال حافلة...لكنه...لم يستطع نسيانها...كانت عيناه على هاتفه طوال الوقت...مترقبا اتصال رجاله وإطلاعه على أحوالها...علم بأنها لم تبرح البيت...ثم آخر اتصال وصله جعل منه يشتعل غضبا ويسب حراسه على عدم قدرتهم على حمايتها...وترك الرجل الغريب يفلت من قبضتهم!
حاولت هي جاهدة أن تبدو ثابتة...لا تريد توريط عائلتها بقصص مع آدم...سيدمرهم فردا فردا...تدرك جيدا ما هو قادر على فعله...وأي برية تختفي تحت هذا الجسد الممشوق...اللباس الأنيق...اللسان اللبق...ثم تلك الوسامة الخاطفة الضارية...لن يتردد بجعلهم يتسولون رغم ثرائهم...اللذي لا يساوي نقطة ببحر ثرائه ونفوذه....
- لم أستطع رؤيته!
أجابت باقتضاب...كعادتها...بنعومة ورقة...نظرت إلى زوايا الغرفة كلها خوفا من نظراته المريبة...هدأت أعصابها قليلا لتسأله عندما أطال النظر نحوها بشك:
- كيف علمت بما حصل لي؟
تراجع بجسده مستريحا بجلسته...تنفس بعمق ثم أجاب وقد تغير مزاجه فجأة:
- رجالي كانو يراقبونك طوال الوقت وقد أخبروني بما حصل!
- هل...هل هناك أحد بالخارج؟
- لا...لم أرى أحدا!
- كيف دخلت إلى هنا؟ ماللذي أخبرت به الطبيب؟
- لن يمنعني أحد من الدخول إلى أي مكان أريده!
أجل...هي تعلم بقدرته على فعل مايريده...وهذا ما يزيد خوفها منه...ورعبها من فكرة معارضته...سيكون مصيرها كأولاءك الناس اللذين دمرهم...لن تكون استثناءا بحياته...ابتسمت نصف ابتسامة ساخرة ثم قالت بصوت كالهمس:

YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romansرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...