بذهن شارد ونظرات ضائعة...جلست ياسمينة فوق الكرسي المقابل لطاولة الزينة...تخلل المشط بخصلات شعرها الحريرية...تعاني من حالة نكران للذات...صدمة...وعدم تصديق...بعدما وافقت على طلب آدم...وقررت منحه فرصة أخرى...ستسلمه نفسها مرة أخرى...ستكون تحت قبضته من جديد...ولم تندمل جراحها اللتي تسبب بها بعد...
لقد كان وقع كلمات مطر قويا على مسامعها...كأنها متواطئة مع ابنها المحبوب...البطل الغائب...اللذي عاد بقوة إلى حياتها...
" يجب أن تتزوجيه كي تسكتي الأفواه"
" ثبتي زواجك منه وستنتهي المعانات"
" آدم يحبك"
" آدم تغير ولن يؤذيك أبدا ياسمينة ثقي به"
أين كانت مطر عندما اجبرها على تضييع شرفها...أين كانت عندما كان يقسو عليها ويهددها ويبتزها...ليس هناك مايضمن لها تقلبات مزاجه...هو رجل صعب...صعب عليها تحمله...لا تريد المزيد من العذاب...لقد ذاقت بما فيه الكفاية من هذه الحياة...يكفي ألما!
################################
كان كل شيء مثاليا...جهزت مطر المكان بإتقان بمساعدة ريم ومنال اللتان كانتا لاتزالان تحت تأثير الصدمة...صدمة زواج ياسمينة وآدم...وفشل خطتهم لتهريبها....
صدمت ريم لمعرفة صلة القرابة بين مطر وآدم...كانت تريد تكييل الشتائم له لما فعل بتلك الصغيرة، لكنها احترمت مشاعر المرأة اللتي تحبها...خصوصا وهي تبدو كأنها تراجعت عشرين سنة للوراء من فرط السعادة...فهاهو ابنها اللذي ظنن بأنه لن يعود إليها...لم يكن سوى آدم اللذي يتحكم بكل البلاد...واللذي سبب الأذى لتلك الغائبة بغرفتها...تزين المصففة شعرها ووجهها...رغم اعتراضها على ذلك...إلا أن مطر كانت مصرة على إنجاح هذه الليلة خصوصا وهي تتلقى اتصالات من آدم بين الفينة والأخرى...
اقتربت منال من ريم تهمس لها بخفوت
- هل رأيت كم هي سعيدة؟ رغم يقينها بأن ياسمينة قد تم إجبارها على هذا الزواج!
- ياسمينة تحب آدم ولن تحب رجلا آخر بسهولة...المهم...اقنعت حازم بصعوبة لحضور الحفل...لقد كره أفعال آدم ولا يطيق النظر إليه!
- الأمر مختلف بالنسبة لياسر...بدى متحمسا لوقوع ابن خاله ذو القلب العتيد بشباك امرأة...إنه متشوق جدا لرؤيتها!
ابتسمت الفتاتان لبعضهما البعض...بينما تجهزان المشروبات...أما سعاد فكانت تعتني برانيا ومطر تلقي الأوامر هنا وهناك...تمت دعوة ليلى وعامر ومالك...حدقت ريم بمنال لبعض الوقت لتقول
- وأنت...كيف هي علاقتك بياسر؟ هل صرت تحبينه؟
تنفست منال بعمق ثم استقامت لتجيب
- لا أعلم ريم...مشاعري مشوشة...كما وصفت لك سابقا...لقد صرت متلهفة للقائه والحديث إليه...نسيت تماما ما فعله بي بالسابق...لقد عوضني عن كل شيء...ووقف بجانبي عندما كنت بحاجة أحدهم...
YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romantizmرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...