ذاك الإحساس اللذي اجتاحها وهي تنظر إليه...كان مدمرا...يا إلهي لقد لفها بالأمان...سيدافع عن صديقتها...سينقذها من مصير مشئوم...رباه لو كانت أي فتاة أخرى لا تعرفه رأت هذا الموقف فقط...دون النظر إلى هيئته ومكانته...ستذوب بغرامه حتما...فما بالك بها هي...ستموت محاولة لجم ذلك الإحساس الخاطئ...لا يجب أن يتطور...يجب أن تستمر بضحده لكنه يفرض نفسه فرضا....
#################################
قبل ثلاث ساعات...مباشرة عندما أخذوها نحو الزنزانة الفردية...عندما شدت شعرها إحدى السجينات اللتي تحدثت إليها فلم تجبها...سقطت نظارتها وتهشمت إلى أشلاء...نجت بأعجوبة من ضرب الفتاة محاولة إخفاء يدها المكسورة...
لو لم تكن يدي مكسورة لكسرت أضلعها...الحقيرة
جلست أرضا بتلك الزنزانة...تحاول إنكار الواقع...وكل ما حصل...حادثة ياسمينة...ثم اعتقالها...تخمن ماهية التهم الموجهة إليها...تدرك جيدا بأنها هنا بسبب تلك الصفعة اللتي قدمتها له...ذاك البغيض...المقرف...ياسر الكلب...زير النساء...لابد أنه لفق لها تهما بعدد شعر رأسها...فقد حكت لها ريم عن جبروته...هو وابن خاله...كارثتان حلتا على البشرية!
تشعر بالألم بجسدها من أثر الضرب وقلة النوم...لم تنم طوال الليل بالمستشفى...أمسكت يدها بكياسة...كل هذا الألم سببه لها رجل واحد...بمجرد انها تحدته...رفضت احتقاره الغير مبرر نحوها...ردت إهانته ولم تتقبل تجبره عليها...فهل تعلمت الدرس أم أن رأسها كالحجر...هل هذه نهايتها؟ هل ستمضي بقية حياتها بالسجن؟
بينما هي غارقة بأفكارها...يغطي كتفاها شعرها الزيتوني الأشقر الأطراف اللذي كانت تعقده دائما كالكعة بالخلف...ترتدي سروالا بنيا وبلوزة كانت قبل ساعات بيضاء...أما الآن فأصبحت خرقة بالية...انتبهت إلي خطوات قريبة...خطوات رجولية متكبرة جعلتها تفزع...
فتح الحارس الباب ثم أغلقه بعد ذلك...لم ترفع رأسها...لكنها تساءلت هل أخطأ بفتح باب الزنزانة؟ ثم أغلقها وغادر؟ لم تلق بالا لذلك فقد كان رأسها ثقيلا يؤلمها من الضرب وكثرة التفكير...لكن...ذاك العطر المألوف...ذاك العطر اللذي يذكرها بشخص كريه...شخص متكبر مستفز...وتلك الخطوة اللتي سمعتها قريبة منها جعلتها ترفع رأسها بذعر...
لتراه يقف بطوله الشامخ أمامها...يرسم تلك الإبتسامة المستفزة المنتصرة...واضعا يداه بجيوبه...توقف قلبها بمكانه...لكنها...ولتفاجئه أكثر...أحنت رأسها كأنها لم تره...تجاهلت وجوده ببساطة...فضربته ضربة ثانية...إذ كانت الضربة الأولى عندما رشقته بسهام عينيها الخضراوان الواسعتان دون تلك النظارات البشعة...لقد بدت له مختلفة...مختلفة جدا...
عندما وقف أمام الزنزانة...كاد يسأل الحارس كي يتأكد من أنها هي منال سالم...عندما رأى شعرها مفرودا فوق كتفيها...بلونه المميز...كان ناعما أشقر الأطراف...اقترب منها عندما لاحظ الجبيرة بيدها اليسرى...وثيابها المهترأة...وآثار الضرب على وجهها عندما رفعت رأسها نحوه...عيناها مختلفتان عما تظهره نظاراتها...لولا ذلك الكسر وتلك النظرة الساخرة لما تعرف عليها...

YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romanceرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...