جزء 25

1K 51 35
                                    

لم تستطع النوم...تقلبت بفراشها عدة مرات...ثوب النوم الحريري هذا جعلها تهتاج غيضا ورغبة بترك الغرفة...تشعر بالعطش...لابد أن ياسر نائم الآن...ولن يفطن لنزولها...هذا الثوب مكشوف...ولن تجازف بارتدائه أمامه...نزلت الدرج متسللة...تجزم بأنه الآن نائم بعمق...ياإلهي كيف ستمضي هذه الأيام برفقته دون أن تسقط فريسة له، ولرغبتها به!

فتحت باب الثلاجة تبحث عن قارورة ماء...أخذتها واقفلت الباب لتشهق من الرعب عندما وجدته واقفا أمامها يرتدي سروالا فقط...وقد لاحت ظلال الأضواء الخافتة بالصالة راسمة عضلاته القوية بإتقان...شعره ذي التجاعيد الكبيرة الساحرة، بخصلاته المستلقية برقة فوق جبينه...ثم...تلك النظرة...نظرة الرغبة الواضحة...وهو يشملها بتفحص دقيق من قدميها حتى شعرها...أحاطت جسدها بيديها محاولة تغطيته...القميص كان فاضحا...فلم تجد أفضل منه ضمن الثياب اللتي اقتنتها لانا من اجلها...كأنها تقف ضدها بصف أخيها...

- ك...كنت اشعر بالعطش...سأعود للنوم!

لم تسمع منه ردا...بل لاحظت تشنج عضلاته...كان يقف بطريق عودتها...تقدمت خطوة واحدة عائدة من حيث أتت...لكنها لم تفلح عندما أحاطت بخصرها ذراعان قويتان...جعلتاها تلتصق به...ويهوي قلبها من الخوف بين قدميها...يا إلهي...إن أمسكها فلن تستطيع الهرب منه...أو إيقافه...همس بأذنها بصوت جعلها ترتجف:

- لن أصنف ضمن الرجال إن تركتك تعودين إلى غرفتك...فات الأوان منال...فرصتك الوحيدة بالهرب نفذت...

- ياسر...أرجوك...لااا

قاطعها بنفس النبرة...ضاما إياها إلى أحضانه بقوة أكبر:

- اششش...لم استطع النوم مثلك...كنت سأصاب بالجنون وحيدا بغرفتي وقد تزوجت لتوي امرأة فاتنة...يفصلني عنها حائط لعين...كلا منال...لا استطيع التراجع الآن...لا أستطيع!

كتم اعتراضاتها بقبلاته...ثم وبلمح البصر...حملها نحو غرفته...ليحصل ماكان يتوق إليه منذ زمن...ليكافئ نفسه بالمرأة اللتي قهرت تكبره وغروره...المرأة اللتي اوقفته عند حده...تحدته...قاومته...فسقط صريعا لها...أحبها كما لم يحب امرأة بحياته كلها...منال...كانت صعبة المنال...إلى ان وقف القدر معه كي يرغمها على الزواج منه...الزواج اللذي اتفقا عليه باختلاف النوايا...فهي كانت تريد استرجاع كرامتها...أما هو فكان يريد امتلاكها...وقد نجح بذلك...إذ صارت ملكه جسدا وروحا!

#################################

دخلت ريم الغرفة خلف حازم بعدما اخذت سعاد الصغيرة نحو غرفتها...كان يغير ثيابه غير منتبه لوقوفها قرب الباب...متأملة حركاته الهادئة...صمته المطبق...أقفلت الباب لتلوح منه التفاتة...ثم عاد إلى ارتداء ملابس نومه...وجلس بالكرسي قرب النافذة يتفقد هاتفه...يبدو صعب المراس بتجاهله...اقتربت من دولابها ثم وقعت عيناها على أجمل ثوب نوم كانت تقتنيه...أخذته ثم دخلت الحمام...ارتدته...ثم خرجت فلم تجده بالغرفة...

قبضة من حديدWhere stories live. Discover now