- ماللذي تتحدث عنه بالضبط؟ أنا لا افهمك!
أجابت ريم بصدمة وصوت مختنق من المفاجئة
- تلك المجوهرات...تساوي ثروة...حتى لو كان فاحش الثراء فلا يمكنه رمي نقوده إلا إن كان هناك هدف خفي وراء كرمه هذا!
توقف الدم بشرايينها وهي تحاول استيعاب كلامه...ازدادت وثيرة تنفسها من الخوف والرهبة...لا تصدق بأن جمال يحدثها بهذه الطريقة...
- أجيبييييي!
صرخ بوجهها فحاولت الثبات لترد:
- لقد اشترى لك أيضا ساعة غالية ولرانيا هدايا ثمينة، فلماذا تسألني عن شيء لا اعرف إجابته؟ ماللذي تحاول الوصول إليه بحديثك هذا؟
- اريد أن أعرف...طبيعة علاقتك بالرجل...وهل حصل بينكما شيء جعله يكون سخيا إلى هذه الدرجة...هل...
اقتربت منه بلمح البصر ثم...صفعته...وقالت بصوت يغلي من الغضب والغل:
- كيف تجرؤ على قول شيء مماثل؟ كيف تظن بي السوء؟ هل ابدو ساقطة بنظرك إلى هذا الحد؟ أخبرنييييي!
كان يستحق تلك الصفعة...اجل...استحقها وبجدارة...كلامه كان قاسيا...جلد شرفها بطرق ملتوية...لكنها صريحة...وصلتها كما ينبغي...ماللذي كان يريد سماعه منها؟ أنها تخونه مع المدير؟ هل حقا يظنها بهذه الحقارة؟...
لا...ليس كذلك...لقد كان غاضبا من نفسه أولا...تأنيب ضميره أخذ منحى معاكسا...وأراد إدانتها كي يرتاح من عذابه...ويشعر بالعدل...أي عدل يتحدث عنه؟ حتى لو اراد إدانتها، فلا يمكنه فعل ذلك...لأنه السبب...لأنه غبي...أخيرا انتبه لوسامة المدير المفرطة وشخصيته الساحرة عندما لاحظ نظرات الموضفات نحوه...ثم نظرات شقيقته المفتتنة به...تساءل...هل زوجته أيضا ترى ذلك؟
نظر إليها مرارا...كانت تخفض بصرها كل مرة...وتتجنب التحدث إليه...لكن...ما أثار جنونه...هو بريق الصياد اللذي التمع بعيني الرجل...عندما وقع بصره عليها...عندما سلمت عليه...وعندما أمسك يدها...أحس بعمق السهم اللتي غرست بقلبه...ثم تساءل بداخله...ماذا لو؟ ماذا لو أرادها المدير لنفسه...ونظر إليها كامرأة؟
سيجن...سيجن بلاشك...والموت أفضل من حياته بدونها...
إن حدث ذلك...فاللوم كل اللوم يقع على عاتقه هو...هو الغبي...اللذي اتبع نزواته...ورغباته وفرض عليها امورا لاينبغي فرضها عليها...لقد تذكر...هي لم ترد العمل مع المدير...ولم تفكر بدعوته...بل ربما لا تستلطفه...قال بصوت أكثر ليونة...كأنه ندم على ماقاله:
- لقد أثار ريبتي نظراته إليك...رغبتك بعدم العودة إلى العمل...ارتداؤك ملابس متحفضة بحضوره...ثم تلك الهدية اللعينة...كلها أسئلة لا أجد لها إجابة...
- اسمعني جيدا جمال...لقد سئمت من عالمك ولهاثك خلف المال...وعدم مراعاة مشاعري كأني بلا أحاسيس...كل الأخطاء اللتي ارتكبتها بالسابق كانت هينة...لكن شكك بأخلاقي واتهامي تهما باطلة...أمر لا أستطيع تجاوزه...
YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romanceرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...