حاولت ياسمينة إقفال باب منزل السيدة مطر بهدوء كي لا توقضها...توجهت بخطى ثابتة نحو غرفتها كي لا تصدر أي ضجة...
اوصدت الباب بعد دخولها ثم جلست أرضا تراجع ما حصل بذاك المكان الملعون...لقد كادت تفقد شرفها...كادت تخسر نفسها وتدمر حياتها بلمح البصر...لو علم أعمامها بما حصل لقتلوها دون تفكير...لولاه...
لولا ذاك الرجل لضاعت...تذكرت كيف عاملها بلطف عندما أصر على إيصالها بنفسه فالوقت متأخر ولن تسلم من مضايقة الرجال لها لو تركها وحيدة...كانت تسير بقربه عندما وصلا إلى مرآب السيارات...ضربت جسدها رعشة قوية فقد كان الجو باردا...
نظر إلى ثوبها الرقيق اللذي يصل إلى اسفل ركبتيها بتعبير وجدته غامضا...عقد حاجبيه كأنما يلعن سلالة النساء بجميع أشكالهن...
شبكت ذراعيها أمامها من نظراته ثم انتبهت لحركته عندما نزع سترته ووضعها فوق كتفيها...كادت تعترض لولا نظراته الملحة...
الجذابة...
المطمئنة نوعا ما...تحمل القليل من التسلط والهيمنة...
والقوة...رباه...هذه الرجولة فوق طاقتي!
تنفست بعمق ثم احنت رأسها تتبع خطواته، فوجدت حراسا كثر يحيطون بثلاث سيارات ضخمة فحمية اللون...كتلك اللتي يمتلكها فقط رجال الأعمال...أو...العصابات الخطيرة...
- يا إلهي...ماللذي أوقعت نفسي به؟
قالت لنفسها ثم انتبهت لجملة آدم قبل ان يلتقط مفتاح السيارة الفخمة بالمقدمة، موجها حديثه إلى أحد الرجال:
- سأقود السيارة، يمكنكم اللحاق بي!
فتح لها الباب لتجلس قرب السائق، وضعت الحزام ثم لزمت الصمت...أعطته عنوانها عندما سألها، قاد بهدوء، وتنفس منتظم، يال هيبته وضخامته...
أوقف سيارته بالشارع الخلفي قرب بيت مطر، التف نحوها بعد صمت طويل، بينما انكمشت على نفسها من حركته، فلاحظ خوفها...لا بد أنها لا تزال مرتعبة مما حصل اليوم...فلم يكن سهلا عليها...
- أظنك أفضل الآن!
لم تنظر نحوه...في الحقيقة لا تستطيع...كل ما تريده الآن هو الخروج من هذه السيارة، ونسيان ماحصل... صديقاتها...نجيب...وهذا الرجل المحدق بها ببرود...ويرفض رفع سيطرته عليها...بهالته وحضوره الطاغيان...
- أجل...شكرا لك!
مد لها حقيبتها عندما استخرجها من الرف ببابه... وجدها رجاله...أسقطتها عندما كانت تصارع رجال نجيب...أخذتها وقبل أن تفتح الباب مد يده مانعا إياها من فتحه...نظرت إليه بخوف...عيناها...واسعتان...وجلتان...حبست تنفسها كي لا تغرق بذاك العطر...ابتعد عائدا إلى مقعده قائلا بصوت واثق:
- سنلتقي قريبا!
لم تصدر أي رد فعل...لم تفكر بمعنى كلماته حتى اختلت بنفسها بغرفتها، عندما خرجت مهرولة من سيارته الفخمة، تاركة عينان رماديتان مصممتان تحدقان بالجسد الهش اللذي يختفي من أمامه...
YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romanceرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...