جزء 26

1K 39 1K
                                    

استيقضت ريم من نومها تشعر بالسعادة وحازم اغدقها بالحب والإحتواء كأنهما لم يكونا على خلاف أبدا...التفتت نحوه فوجدته لايزال نائما...تاملته بجوع...وحركت أناملها فوق وجهه الوسيم اللذي عشقته منذ أول مرة رأته...فنفت ذاك الإحساس حينها...لكنها الآن...تصرح به...فصارت تتنفسه...

فتح عينيه على غفلة منها ليقربها إليه وقد شقت تلك الإبتسامة وجهه...غرس اصابعه بشعرها ليقول:

- منذ متى وانت تتأملينني؟

- منذ وقت طويل...لم أرد إيقاضك...لكم بدوت وسيما مسالما وأنت نائم...أنا اعشقك حازم...أحبك بكل جوارحي!

توهجت عيناه وتسمرتا فوق ملامحها...انتفض قلبه بعنف ليجيب بصدق:

- لو تعلمين ما تفعله بي كلماتك ريم...أحب ما اسمعه بهذه الدنيا هو تصريحك لي بالحب...أشعر بأنني الرجل الأكثر سعادة بالكون كله!

- أقول ما اشعر به فقط...برفقتك أشعر باني حية...بأني امرأة...أشعر بالأمان المطلق!

التهم شفتيها وقد حركت مشاعره بعنف...لا يدري هل يتسع قلبه لكل هذا الحب...لكل هذه الرقة والجمال والأنوثة الطاغية...ستفتك به هذه المرأة حتما...سيكون حبها الهواء اللذي يتنفسه!

قام بدعوتها إلى أحد المطاعم الفاخرة بالمساء...كانت ريم ترفرف من السعادة والغبطة...أحبت المكان والطعام...رقصا سويا ثم جلسا بانتظار التحلية...بينما استأذنت ريم لتجدد مكياجها ثم تعود...

دخلت المرحاض وانتبهت لهمهمات الفتاتان قربها...نظرات الغيرة المنبثقة من عينيهما خصوصا وقد لمحتهما بالمطعم تركزان النظر نحوها ونحو زوجها...عدلت مكياجها ثم خرجت مسرعة تحس بالإختناق...وما إن استدارت نحو البهو المؤدي إلى المطعم حتى أمسكت بذراعها يد قاسية...استدارت نحو الفاعل بملامح مستنكرة...لتجد الرجل الوحيد اللذي لا تريد رؤيته...

لقد كان جمال...

إنه هو يا إلهي...لقد تغير كثيرا...لولا ملابسه الأنيقة اللتي تعرفها لما علمت بأنه هو من وزنه اللذي نقص بوضوح....

- ما...ماذا تفعل هنا!؟

- لقد ازددت جمالا ريم...أجمل مما كنت عليه من قبل...أظنك سعيدة بزواجك...ألست محقا؟

ارتعدت اوصالها من الخوف...فإن رآها حازم برفقته...ستحصل مصيبة...ولكم كانت محقة...

- يجب أن أذهب...

- بهذه السرعة؟ لا تطيقين رؤيتي؟ لنتحدث قليلا أرجوك!

- ليس هناك مانتحدث به جمال...كل شيء انتهى بيننا!

- لا...أنت مخطئة...هناك طفلة بيننا...وزواج دام لمدة...هل نسيتي كل شيء؟ لماذا ترتجفين؟ هل انت خائفة من ذاك الوغد؟

حاولت تجاوزه لكنه وقف أمامها...مهما بلغ ضعفه فهو لا يزال اقوى منها...اقترب منها ومنعها من التراجع عندما قال:

قبضة من حديدWhere stories live. Discover now