جزء 14

974 38 2.4K
                                    

جلس الجميع بصالة منزل جمال...كان يحمل رانيا بين يديه...ووالداه يتبادلان اطراف الحديث بينما اقتربت دنيا من ريم تحدثها حديثا ثنائيا قائلة:

- كيف حال السيد حازم؟ هل شرفكم بزيارة مؤخرا دون علمي؟

نظرت إليها  ريم برهبة...فقد كانت تفكر به...ظنتها تقرأ أفكارها...علمت بأن الفتاة وقعت بحبه...من ملامحها...ابتسامها...وأسئلتها الغريبة...ومن تستطيع الصمود أمام رجل مثله؟ قالت ريم باقتضاب:

- إنه بخير...ولم يزرنا منذ ذلك اليوم!

كانت دنيا تثرثر بينما انتبهت ريم إلى ملامح زوجها اللتي تغيرت عندما قرأ رسالة وصلته بجواله...كان يكتب وينتظر بصبر وصول رسالة جديدة...تظاهرت بعدم الإنتباه...لكن الأمر مريب...مريب جدا!...فجأة ورده اتصال من نفس الرقم...ثم استأذن وذهب إلى غرفة المكتب...ليجيب بصوت حاد:

- لماذا تتصلين بي الآن؟ هل فقدت عقلك؟؟

- اسمعني جيدا جمال...إن لم تأت الآن إلي...ذهبت إلى زوجتك وأخبرتها بما يحصل بيننا...لدي الصور وكل الدلائل!

- اصمتي...اصمتي...سآتي الآن!

كان يغلي من الغضب...بدأت ليندا تضيق عليه الخناق...تطالبه بالزواج...لكنه لا يريدها...يشمئز منها...ويحب زوجته وابنته...ستدمر عائلته هذه الحقيرة...يجب أن يذهب إليها وينهي الأمر!

خرج إلى الصالة فركضت رانيا نحوه...وضع الهاتف فوق المنضدة ثم حملها يلهو بها في الهواء...قبلها ليقول موجها حديثه إلى الجميع:

- لدي عمل مهم يجب إتمامه...سأحاول العودة باكرا!

نظر إلى ريم وابتسم لها ثم غادر...غافلا عن هاتفه اللذي بقي قرب المنضدة...حملته ريم بعدما انشغل الجميع بملاعبة رانيا...أخذت الهاتف وقد كان قلبها يدق بعنف...لتقع عيناها على تلك الرسالة الملحة من ليندا:

" جمال إن لم تأت بالوقت المحدد إلى شقتي...فأنا جادة بالذهاب إلى زوجتك وإخبارها بما يحصل بيننا..."

كأن سهما حلق عاليا ثم سقط على قلبها مباشرة...ليندا؟ صديقتهما من الجامعة...يخونانها معا...جمال يخونها هي؟ يخونها؟ مع تلك الحقيرة!!!!
يجب أن تلحق به...ستموت لو بقيت واقفة بمكانها...خطرت ببالها فكرة لتقول:

- سأذهب لرؤية السيدة مطر ثم أعود...هلا اعتنيتم برانيا!

- هل هي بخير؟

- متوعكة قليلا...سأعود قريبا!

أخذت سيارة أجرة ولحقت به...لحسن حظها كان واقفا بالإشارة الحمراء متوترا لا يعلم بأنها تلحق به...تبعه السائق حتى وصل إلى باب عمارة شاهقة...دفعت للسائق ثم تبعت جمال دون ان يشعر بها...وقف امام باب الشقة...فتحه فقد كان مفتوحا ثم دخل...بينما رن هاتفه اللذي بحوزتها باتصال، لم تكن تركز بما تفعله حينها عندما فتحت الإتصال دون النظر إلى الهاتف أو المتصل لتسمع صوت حازم يتحدث:

قبضة من حديدWhere stories live. Discover now