ضمت جسدها بيديها لتقول بصوت مهزوز من المفاجئة:
- ماذا؟؟
- انتظريني بالحديقة، سأوافيكي حالا!
كانت كلماته صارمة، وتلك النظرة بعينيه تدل على غضبه الشديد، لقد لمح شيئا لم تستطع هي رؤيته...امتثلت لأمره ثم خرجت مهرولة نحو الأسفل...بينما أقفل الباب ثم توجه نحو العامل الوقح، أمسك بتلابيبه ثم جره إليه قائلا بصوت جمد الدم بعروقه:
- أيها السافل...ماللذي سيمنعني من اقتلاع عينيك؟ كيف تسمح لنفسك بالنظر إليها بتلك الطريقة الوقحة؟
أجبني!أدرك الرجل خطورة مع من يتعامل ثم آثر قول الحقيقة قبل أن يقتله:
- سيدي...ت...ت...تلك المرأة جميلة حد اللعنة...لم أستطع غض النظر عنها...فما أنا إلا رجل!
لم يشعر بنفسه وهو يتلقى لكمة عنيفة كادت تهشم أسنانه...حيث ارتمى قرب صديقه وكسر إحدى التحف النفيسة...بينما وقف الرجل الآخر بعيدا محاولا التظاهر بانشغاله غير غافل عن المحادثة المحتدمة وما حصل بعد ذلك...يظن أنه أيضا كشف...فهو أيضا فتن بتحركات المرأة الغير عادية، وقاوم رغبته بالإنقضاض عليها بصعوبة...فظل يشتم صديقه ويلعن غباءه وقد حذره من التمعن بالنظر إليها...
اقترب حازم من الرجل الملقى على الأرض، وضع قدمه على عنقه بمشهد مرعب جعل صديقه يتسمر بمكانه...ثم قال بصوت مظلم:
- ستخرج من هنا أنت ورفيقك هذا...تنظران أرضا وتستقلان شاحنتكما اللعينة...وإن لمحت...لمحت رأسيكما يرتفعان عشرين درجة فقط...جعلتكما تنسيان أنكما رجلين...هياااااا!
نهض الرجل من مكانه ولحق به الآخر يهرولان نحو المخرج، بينما يتبعهما حازم متربصا بهما كالفهد...تأكد من مغادرتهما ثم عاد إلى الداخل باحثا عنها...تلك المرأة مثيرة المتاعب...لمحها من زجاج غرفة المعيشة...تجلس قرب المسبح مطمئنة البال غافلة عن الزوبعة اللتي أحدثت خلفها...
لقد كاد يقتل الرجل بين يديه...ابتسم باستهزاء...فقد بالغ باستنكار تصرفات الرجل...إذ كان هو نفسه قد سحر بمظهرها...ليس اليوم فقط...بل منذ رءاها وهي تستوطن تفكيره...فكيف بهذان الأحمقان...لكن...لماذا انفعل عندما نظر إليها ذلك الوغد؟ لماذا غضب بهذه الشدة؟...هذه المرأة تبدو خطرة عليه...خطرة جدا وعليه التصرف بشأنها قبل أن تصبح مشكلة يصعب حلها!
اقترب منها وقد تدحرجت افكاره وعزيمته ادراج الرياح مباشرة عندما رأى وجهها الجميل...شعرها المتطاير ومفاتنها اللتي تهدم حصون أصلب الرجال...
آه لو كنت مكان الغبي جمال لما سمحت لها بتجاوز عتبة باب المنزل!
قال في نفسه ثم وقف أمامها...نظرت نحوه بارتباك ثم قالت بصوت حازم بنظرها، لكنه أنعم ما سمعت اذناه بحياته كلها:

YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romanceرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...