جزء 3

1.4K 40 1K
                                    

وقف الرجل وبدأ يقترب منها بخطوات بطيئة كأنه يملك الوقت كله، كما يملك الفتاة اللتي ترتعش بخوف أمامه بقلة حيلة...اهتز قلبها من الرعب...ملامحه مصممة...يجب ان تخرج من هذا المكان...الموت أهون عليها من أن ينتهك عرضها بهذه الطريقة البشعة...

كيف تنفذ منه؟

اكيد سيلتقطها قبل أن تخطو خطوة...ليس فقط بسبب فرق القوة الواضح بينهما...لكن من خوفها اللذي بدأ يشل أطرافها...

ابتعدت خطوتين إلى الخلف لكنه أمسك بها قبل أن تستدير مهرولة نحو الباب....
كما توقعت تماما...
تلك النظرات القذرة...
ياإلهي مالذي فعلته بنفسي...

- اهدئي اهدئي...لما أنت خائفة؟ سأجعلك تشعرين بإحساس رائع!

اجفلت ثم اشمأزت من لمساته، لتقاوم بهستيريا...

- ابتعد عني...اتركني...أنا لست كما تظن؟

كانت تقاوم لإخراج كلمات متزنة، فقد استبد بها الخوف، وقلة الحيلة، كيف ستهرب منه؟ أين المنفذ وهو يبدو قوي البنية...حتى إن نجت منه فكيف لها أن تنجو من الجدران البشرية القابعة خارجا قرب الباب؟

- لماذا أتيت إلى هنا إذا؟ ألا تعلمين مايحصل تحت الملهى؟

ضحك بصخب مستمتعا برجفتها، شادا عليها وقد فقدت سيطرتها على نفسها وهي ترفس وتركل بكل اتجاه...افقدته صبره فرفعها مقتربا من السرير ثم رماها فوقه، وارتمى بجسده فوقها...

توسلت...وبكت...ضربت صدره بكامل قوتها...أملها الوحيد...حدوث معجزة...

امسك يديها فوق رأسها...ابتسم بشر ممزوج بالمتعة...نظر إلى اهتزاز صدرها العنيف ودموعها اللتي بللت جوانب وجهها الفاتن...

لم يرى مثيلا لهذه الملامح من قبل...رقة ونعومة وفتنة...

وقبل أن يمزق فستانها من الأعلى...فتح احدهم الباب على مصراعيه بركلة عنيفة...جذب بصره ذاك الواقف عند الباب وسط صراخ ياسمينة الهستيري...

توقف عما يفعله، وانتبهت لسكونه فتوجهت نظراتها إلى حيث ينظر، لترى نفس الشخص اللذي اصطدمت به بالملهى...الرجل صاحب العيون المميزة...

اسندت نفسها لتجلس فوق السرير بعدما تركها نجيب مستعيدا شتات نفسه...خارت قواها من المقاومة المميتة، والغير مجدية، صوتها بدأ بالإختفاء من قوة الصراخ...أخفضت بصرها عندما سلط الرجل ذو العينين الرماديتين نظراته الحادة نحوها...شعرت بالوهن والذل...

ماللذي جاء بها إلى هذا المكان؟

كيف وصلت إلى هذا الحال؟

وقف نجيب مستقيما وعدل ثيابه...علامات الإنزعاج قد لونت ملامحه، اقترب خطوة من الواقف أمامه ثم قال بلهجة لا تخفي تفاجئه:

- سيد آدم...كيف يمكنني خدمتك؟

رمقه آدم ببرود بعدما أزاح أنظاره الحادة من فوق تلك المتكومة على نفسها ترتجف بعنف وتنظر إليه بذهول يتخلله الإستنجاد الصامت...

قبضة من حديدWhere stories live. Discover now