جزء 8

1.4K 41 707
                                    

ارتدت ياسمينة فستانا أهدته لها ريم بعيد ميلادها...كانت واقفة أمام المرآة...تنظر إلى انعكاس صورتها...لون الفستان وشكله كانا رائعين...ثوب حريري أخضر فيروزي، يضيق عند الصدر والخصر ويتسع بعد ذلك متجاوزا الركبة، بأكمام من الدانتيل...شعرها تركته حرا طويلا يصل إلى أسفل ظهرها...وضعت ماسكرا فقط...لتبدو ساحرة...

رغم شكلها الخارجي الواثق والفاتن...كانت مرتبكة داخليا...متوترة من لقاء آدم ورؤيته...تلعن كذبتها على السيدة مطر، وإخبارها بأنها مدعوة إلى عيد ميلاد صديقتها...كرهت كذبها...منذ تلك الحادثة المشؤومة...وهي مضطربة...مشتتة...تدرك بأنها لا تبلي جيدا...فماذا تتوقع من رفيقات السوء؟...وأحداث السوء...فلن تجلب لها غير السوء....

- تبدين جميلة جدا!

- شكرا لك!

- هل ستأتي منى لتأخذك وتعيدك؟

- أجل...لم يبق إلا القليل على وصولها...

وصلتها رسالته...فدق قلبها بعنف عندما قرأتها:

" أنا أنتظرك بالخارج"

قبلت خد مطر ثم ارتدت معطفها وغادرت...وقفت قرب السيارة الفخمة المتوقفة بالشارع الخلفي، البعيد نوعا ما عن الجيران...فتح لها السائق الباب...ركبت ففوجئت بآدم جالسا بانتظارها بالداخل...أقفل الحارس باب السيارة ثم سمعت صوت آدم يردد بعد صمته الطويل متأملا كل إنش بجسدها:

- مرحبا!

- أهلا!

- هل سبب لك وقوفي بالسيارة هنا أي إحراج؟

نظرت إليه أخيرا...مطولا هذه المرة...تلك النبرة المسالمة...الرجولية والمهتمة...جعلت قلبها يهدأ قليلا...يبدو مراعيا...تعلم بأنها لا يجب أن تثق به هو الآخر...لكن رجال نجيب لا يزالون يترصدونها...وقد لمحت أحدهم يراقبها قرب المكتبة...ولن يمنعهم أحد من الوصول إليها غير الرجل الجالس أمامها بكل جبروت...وأريحية...

- لا...هذا الشارع رئيسي ومزدحم بالمارة...ولا أظن أن هناك من انتبه لي!

أومأ برأسه، ليأتيه اتصال من أحدهم...كان ياسر على الخط...عندما طلب منه القدوم للعشاء رفقتهم...لكنه امتنع ودخلا بأحاديث جانبية...بينما بقيت هي تراقب الطريق من النافذة...

انتهبت إلى وصولهم عندما وقفت السيارة أمام مبنى ضخم...لقد كان مطعم خمس نجوم بالطابق الخمسين...هذا ماسمعته من الحارس خلفها بينما كانت هي تحت تأثير لمسة يد آدم الموضوعة على ظهرها قصد توجيهها...كانت لمسته دافئة...قوية...جعلتها تبتلع ريقها...لا...لا تريد أن تطور أي إحساس إتجاهه...تدرك جيدا بأنها لو وقعت له...ستجني على نفسها...
ولكم كانت محقة بتقديرها!!!

كان المكان كالحلم...مرايا وزخارف متلألئة بكل مكان...لم ترى هذه الفخامة في البناء والديكور إلا في الكاتالوكات اللتي كانت تقتنيها ريم كي تعمل عليها...لم ترى شيئا كهذا في الواقع...وقف أحد الرجال اللذين يرتدون زيا رسميا متعلقا بالمكان أمام آدم...انحنى له باحترام ثم أشار له إلى المصعد...بينما انتبهت إلى جملة آدم الجامدة:

قبضة من حديدWhere stories live. Discover now