جزء 19

1.2K 41 1K
                                    

- ماتت ياسمينة...ومات الطفل ببطنها...هل أنت راض الآن سيد آدم؟

لحظة...لحظة...لا يمكن...لا...

توقف تنفسه للحظات...لا يستوعب تلك الكلمات اللتي سمعها...هل يمزحون؟ يتمنى من كل قلبه لو أنهم يمزحون...لكن نظراتهم...بكاءهم...أصوات النحيب المكتومة...ونظرات الحسرة على وجوههم تؤكد ما يقول هذا الرجل العجوز...

كان يشعر بالدماء جامدة بعروقه...كأنما سكب أحدهم عليه دلوا من الثلج...صدمتة عنيفة...تنفس بعمق...ونظرات الحسرة وعدم التصديق تعلو ملامحه...لقد ماتت...ماتت حبيبته...تلك الفتاة الهادئة...الشديدة الجمال...الرقيقة...اللتي دمر حياتها...وكان سببا غير مباشر بقتلها...لقد تركتها عمته بين أيدي أعمامها...أحدهم ضربها حتى فقدت الطفل...

هو...قتل شخصين...أحب شخصين إليه بهذا الوجود...لقد كانت ياسمينة حاملا بطفله...طفله هو...

اقترب منه أحد حراسه عندما جثى على ركبتيه...واضعا كفيه على فخذيه وأحنى رأسه وقد غمرت عيناه دموع حارة...لا يستطيع الكلام...لا يجد الكلمات...ياسمينة...لايمكن...ياسمينة...

- سيدي هل أنت بخير؟

- غير صحيح...غير صحيح...ياسمينة لم تمت...وطفلي لم يمت...

وقف حسام أمامه...ولم يكن بأفضل حال منه...اقترب منه وقد وقف أحد حراس آدم مقابلا له...ابتسم بسخرية ثم قال بغضب شادا على كلماته:

- أنت السبب...أنت قتلتها...قتلتها عندما حولتها إلى عشيقة...قتلتها عندما سلبتها حقها بتكوين أسرة...أن تعيش كباقي الفتيات...لأنك شخص أناني...ومريض...تلعب بأقدار الناس كأنهم حشرات...اللعنة عليك...اللعنة عليك أيها الوغد

لم يجبه آدم...فقد كان غارقا بوحل الندم...يجلد بسوط تلك الكلمات...ثم...انتبه الجميع إلى تلك الطلقة اللتي اخترقت صدره...أطلقها حسام على حين غفلة من الحراس والحاضرين...فارتمى آدم أرضا وغرق بدمائه...بينما أمسك الحراس بحسام وهو يصرخ بصوت عال وقد أثيرت جلبة بالمكان...الصراخ بكل مكان

- انتقمت لشرفي...فلتمت أيها الحقير...فلتمت!

وصل رجال الشرطة عندما كلمهم أمن المستشفى وقد صار المكان غارقا بالفوضى...نقل الحراس آدم إلى مستشفى المدينة...أدخله الأطباء بسرعة نحو غرفة العمليات لإستخراج الرصاصة...وصل الخبر إلى عائلته...ليصل الجميع إلى المكان بعد وقت قصير!

- ماللذي حصل أمي؟ من أطلق عليه النار؟

كانت تقف قرب مالك ولانا...بوجه ممتقع من الصدمة...فقد حكى لها الحراس ما حصل...كانت تشعر بالذنب إذ أنها السبب الرئيسي لإصابة آدم...كانت ترتعش من الخوف من نبرة ياسر...لو علم هو ومالك ما فعلته...ستكون مصيبة...خصوصا ياسر...سيغضب منها ويمكن أن يقاطعها فهو يحب آدم!

قبضة من حديدWhere stories live. Discover now