- لن تخدعيني بمظهرك المحتشم هذا...فكلكن متشابهات...تدعين البراءة والعفة لرمي الشباك...ثم تظهرن الوجه الحقيقي عندما تسقط الفريسة بين أيديكن...
ترددت هذه الكلمات بسره، في انتظار وصول الخبير...ولم ينتبه لملامحه المخيفة اللتي مسحت ابتسامتها المستفزة من الوجود...عادت إلى جمودها عندما طرق الباب فادرك بأنها كانت تحاول ان تخفي خوفها...
وقفت بعيدة عنهما عندما كان الرجل يفحص الأوراق...بكل مرة يمسك بها إحداها كان قلبها يقف عن النبض من شدة الخوف...استمر لمدة من الوقت...بينما كان المدير يعبث بهاتفه...قال الرجل:
- هل وصلت إلى استنتاج؟
- أجل...هذه التواقيع مزورة سيدي...
- متأكد؟
- اجل!
- حسنا...يمكنك المغادرة!
غادر الرجل، بينما تنفست منال الصعداء...تحمد الله بداخلها على تبريئها...لقد كانت من اصعب اللحظات اللتي مرت عليها...ولن تنسى هذا للمدير الوغد اللذي بدا مستمتعا بتوريطها...رفعت عيناها نحوه لتجده ينظر إليها بتركيز مستفز فقالت بدون تفكير وبطريقة منفعلة:
- لقد ظهرت براءتي...هل يمكنني العودة إلى عملي الآن؟
اقترب منها ببطئ...ملامح وجهه الواجمة بدت مخيفة...تحدث بصوت حاد قائلا:
- تبدين واثقة من نفسك اكثر من اللازم...نظرات التحدي هذه لن تحميك مني إن حاولت التطاول علي...لن أتردد بطردك فقط...سيكون من دواعي سروري ارسالك إلى قاع الجحيم دون أن يرف لي جفن...
إنها كلمات قاسية بالفعل، جعلتها تشعر بالألم...والخوف اللذي زحف إلى ملامحها...فأدركت بأنه من الأفضل لها ألا تقف بطريق هذا الرجل...فقد بدا واضحا لها بأنه يخفي سوادا عظيما بداخله، ولن يتردد بدعسها لو وقفت بوجهه...لم تشعر بنفسها متى نطقت بسؤالها:
- لماذا تكرهني إلى هذه الدرجة؟
استرخت ملامحه ليجيب باشمئزاز:
- صدقي او لا...لست شخصا قد أشعر نحوه بأي إحساس...فلا تشطحي بخيالك بعيدا...أنت هنا تعملين لكي اكسب أنا الأرباح...هذا ماتمثلينه لي أنت وباقي الموضفين...لكني منزعج منك لتضييع وقتي الثمين...والآن...أخبريني من كان مكلفا بصياغة الفواتير...وأهم شيء...لا تخبري أحدا بما حصل هنا حتى امسك بالمذنب وألقنه درسا لن ينساه!
تنهدت بعمق محاولة إخراج تلك الطاقة السلبية اللتي تملكتها من كلماته السامة...تذكرت ذاك الموضف اللذي نقل إلى قسمها، وقد كان تحت إشرافها وهو الوحيد المكلف بإعداد الفواتير...تذكرت أنها أعطته إحدى الفواتير بتوقيعها...
- أنس!
- اخبريني بكل التفاصيل!
حكت له كل شيء، وما إن انتهت حتى امرها بالمغادرة...عادت إلى مكتبها تجر قدميها جرا...وقفت أمام الموضفين الثلاثة... جهاد، أمل وأنس...نظرو إليها بارتباك...فقد كانت نظراتها حادة...إنها أصغرهم...ومتفوقة عليهم...لا تريد ظلم أحد لكن التزوير حدث بين هؤلاء الثلاثة...وغالبا أنس...تنهدت بعمق عندما سألتها أمل:
YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romansaرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...