جزء 22

890 54 178
                                    

- ليس مجددا...لن أسمح لك آدم...لن أسمح لك!

- أنا لن أوذيك...أبدا...أبدا صدقيني...اهدئي رجاءا...لنتحدث بهدوء!

حاولت التملص منه مجددا لكنه عانقها شادا عليها بأحضانه...ثم كالمهووس أمسك وجهها وقبل كل إنش وكل زاوية بملامح متألمة...قبل شفتيها وشم خصلات شعرها كأنه لا يصدق بأنها بين يديه...كأنه بأحد أحلامه...لا يريد الإستيقاض...لا يريد تركها ولو لحضة واحدة فتتلاشى...فيصرخ صرخة عميقة بغرفته...فيجد نفسه وحيدا...تلك الوحدة المؤلمة...المرة...كالعلقم...

- كيف استطعت الإختباء عني؟ كيف قتلوك بدم بارد؟ كيف؟

- أنت قتلتني قبلهم...أنت السبب!

- أعلم...أعلم...لذلك...انتقمي مني كما تشائين حبيبتي...اقتليني كما تشائين...لكن لا تهربي...لا تموتي ثانية...لا تختفي من عالمي...أرجوك!

دموع...هل تلك حقا دموع بعينيه...هل آدم لديه دموع كباقي البشر...مثلنا...يبكي ويتألم...هل حقا تألم لما حصل لها؟ تكاد تكون دموعه لا شيء أمام دموعها وعذابها هي...حاولت ابعاده لكنه أبى تركها...كانت تتنفس بعنف...مقاومتها ضعيفة أمامه...كيف وصل إليها يا ترى؟ كيف أوقف هروبها!

- يجب أن أذهب...الطائرة ستحلق الآن!

- لا لن تذهبي إلى أي مكان...لن تذهبي ياسمينة...ليس مرة ثانية...لن تقتليني مرة ثانية...لا اصدق بأن الحظ لعب لصالحي ووجدتك قبل اختفاءك...

- لقد سببت لي الألم بما يكفي...لا أريد المزيد...أنا...لم أعد أحتمل...يكفي ما مررت به...يكفي...دعني أذهب!

- لن يكون هناك أي ألم...ليس بعدما حصل...سنتزوج...ستصبحين زوجتي ياسمينة ولن تعاني من أي حزن بعد الآن...أبدا!

انسلت منه باعجوبة...ابتعدت عنه بضع خطوات إلى اليمين لكنه كان لها بالمرصاد...وقف أمامها لتقول وقد جمدت ملامحها:

- لا...لا أريد الزواج منك...لن أتزوج من رجل مثلك!

- لا تنتقمي مني بكلام عابث قلته بالسابق...لقد كان لدي أسبابي...أريد أن اعوضك عن تلك المعانات...أعطني فرصة...فرصة واحدة ياسمينة ولن تندمي!

نفت برأسها ثم أشاحت بنظرها عنه...أدار وجهها نحوه ثم أكمل:

- ثقي بي هذه المرة...لن تندمي أعدك!

- وإن قلت لا...هل ستتركني أذهب بحال سبيلي؟ أم أنك لا تخيرني كعادتك...تدعي اللطف الآن...لكن ما تريده هو ما سيحصل!

- أنا لا أخيرك...تعلمين ذلك!

- أنا لم اعد وحيدة كما بالسابق آدم...لم أعد تلك الفتاة الحقيرة اللتي ينهش لحمها كل من سولت له نفسه...الفتاة اللتي استغليتها فقط لأنك أردتها ولأن لديك نفوذا ومالا...لن تنالني هذه المرة...فانس الأمر!

قبضة من حديدWhere stories live. Discover now