جزء 15

995 37 1.1K
                                    

وقفت ريم أمام رانيا...كانت تحثها على حملها بتلك الإبتسامة البريئة اللتي تجعلها سعيدة مهما بلغ حزنها...حملتها وقبلت كل إنش بوجهها وهي تسمع حديث مطر وسعاد بالشقة اللتي أمنها لها حازم بعدما حصل...

مر أسبوع على تلك الفاجعة...لم تستطع نسيان الحوار اللذي دار بينها وبين جمال...ولا ذاك المنظر البشع اللذي وجدته عليه هو وليندا...ذاك المشهد لايزال يتكرر بذاكرتها كل لحظة...لن تستطيع نسيانه مهما حاولت...فبعدما أمضت تلك الليلة بقصر حازم...استيقضت صباح اليوم التالي وأخذت ابنتها من منزل عائلة زوجها الخائن...أخبرتهم بكل ماحصل...فكانت صدمتهم لاتوصف عندما تأكدو من كلامها وقد أرتهم الرسائل بهاتفه...ثم رمته أرضا وغادرت...

وافقت على مساعدة حازم لأنها أنسب حل كي تفكر بروية...وتقرر مصيرها...كان يتصل بها كل يوم ليطمئن عليها...أخبرته بأنها تريد الطلاق...فأكد لها بأنه سيساعدها وستحصل على حريتها بأقرب وقت...كانت تعلم بأن حازم سيخلصها من جمال بأقصر وقت يمكنها تخيله...لديه محامي بارع...ونفوذ...ثم تلك الدلائل اللتي تملك حول علاقة جمال وليندا...

لكن...عندما تنظر إلى ابنتها...تشعر بالإختناق...وتشعر بالحزن...تعلم بأن رانيا لا ذنب لها بما يحصل...لا ذنب لها كي تكبر منفصلة عن والدها...بهذه الضروف القاسية...لقد كان كل شيء مثاليا...قدمت لجمال كل شيء...عائلة...طفلة...دفئ وأمان...ماللذي كان يبحث عنه ولم يجده بها؟ امرأة شديدة الجمال مثلها...امرأة بكل معنى الكلمة...تتعرض للخيانة؟؟؟؟

ماللذي جعله يفعل بها أمرا مشينا كهذا؟ بل وكان يتهمها هي بشرفها وهو غارق ببحر الخطيئة!

خرجت إلى الصالة حيث تجلس مطر وسعاد تتبادلان أطراف الحديث اللذي انقطع عندما رأتاها مقبلة عليهما تحمل رانيا بين يديها...جلست تقابلهما بينما انزلقت الصغيرة من بين يديها وانطلقت تجري بحماس...غافلة عن الكوارث اللتي تحصل حولها...نظرت ريم نحو مطر لتسألها:

- ألم تتصل بك منال أو ياسمنية؟

- منال تتصل كل يوم...لكن ياسمينة لم تتصل بي منذ وصلت إلى قرية أعمامها...لابد أن الشبكة ضعيفة هناك!

- منال لم تتصل بي منذ سافرت...لم يتبقى إلا وقت قليل على زفافها ولا أظنها مستعدة لذلك بعد!

- أجل...ليكن الله في عونها!

ابتسمت سعاد ثم استأذنت لتحضير بعض الشاي...بينما اقتربت ريم من مطر اللتي أشارت لها كي تجلس قربها...ثم قالت بصوت هامس:

- ألن تعيدي التفكير بقرارك ريم؟ هل حقا تريدين الطلاق؟

- ماذا تطنين؟ هل أقبل على نفسي العودة لرجل خائن حقير مثله؟

- أنت لم تستمعي لكلامه...إنه يبحث عنك بكل مكان وقد أتى إلى منزلي باكيا يائسا لكي...

قاطعتها ريم بيأس لتقول بتوسل:

قبضة من حديدWhere stories live. Discover now