لقد كان أسرع منها...عندما توجه نحوها كالأسد الفاقد الصبر...اللذي لم يلمح فريسة منذ أسبوع...أمسكها من شعرها ورفع وجهها ليقابله...أغمضت عينيها من ألم قبضته...كاد ينتزع خصلاتها...المتوحش...مهما حصل سيظل متوحشا...اقترب منها حتى شعرت بأنفاسه على وجهها ليقول بلهجة جعلتها ترتعد:
- هل ظهور أمجد الوغد زرع الحنين بقلبك إلى أيامكما معا؟ تريدين العودة إليه أليس كذلك؟ أم أنك تريدين الإنتقام مني على ما فعلته بك بالسابق؟
بعدما دعوت نصف سكان المدينة...وقمت بكل التجهيزات المناسبة...تقترحين علي إلغاء الزواج؟ أتهزئين بي منال؟
نسيتي فجأة من أكون؟ هل تعلمين ماللذي يمكنني فعله لو أنك فكرت بأن تسخري مني؟ يمكنني العودة إلى أسوء من ياسر السابق...يمكنني جعلك تكرهين النظر إلى وجهك بالمرآة مما سأفعله بك...
يا إلهي ماللذي أوقعت نفسي به...قالت بداخلها تشعر بألم مبرح برأسها...وبقلبها من وقع كلماته عليها...ماللذي سيفعله هذا المجنون لو صارت ملكه...لقد فات الأوان للتراجع...فات الأوان منال...لذلك...حاولي التفكير بذكاء...فهذا الرجل...أخطر بكثير مما كانت تتخيله...تلك الطريقة اللتي ضرب بها أمجد...تدل على همجيته...وقابليته لقتل أي شخص بسهولة!
- أنا لا أسخر منك...أقسم لك ياسر...أفلتني رجاءا...رأسي تؤلمني!
لمح دموعها تنزلق على خدودها، لم يكن يتوقع منها ردا كهذا....كان يتوقع عنادها...قوتها...هل بدأت تخشاه أخيرا؟ هل صارت تدرك لأي درجة يمكن أن يصل جنونه لو حاولت اللعب معه؟ أم أن هناك مشاعر دفينة بقلبها بدأت تطفو نحو السطح!
تركها وتراجع إلى الخلف قليلا...فبقيت منكمشة على نفسها تمسح دموعها مشيحة بوجهها عنه...وتربت على شعرها مكان الألم اللذي تركته قبضته...بينما هو يتأملها بإلحاح...لا يعلم ماللذي أصابه...جعله يرق لتلك الدموع...ومنظرها الخائف...أدرك لتوه بأنها رأته يضرب أمجد...بتلك الطريقة...ربما أخافها ما رأته...لأنها متعودة على تهديداته ولم تكن تؤثر بها سابقا لتفعل الآن...أم...ربما هي نادمة على موافقتها على الزواج به...هي محقة...يجب أن تندم لما ينتظرها إن فكرت بقتاله...سمعها تهمس:
- يجب أن أعود إلى شقتي!
أجاب بخشونة:
- لا...ستبقين هنا...إلى أن يحين موعد الزفاف!
نظرت إليه بصدمة...إلى ملامحه الجادة والمصممة...مسحت شعرها بيدها بعنف لتجيب بصوت حاد:
- لا يمكنني البقاء هنا...يجب أن أمر على مطر وريم ثم لانا اللتي تنتظرني الآن...لن أبقى معك بمكان واحد قبل زواجنا!
- صرت تخشين البقاء معي الآن؟ لقد أمضيت ليلتين هنا ببيتي...هل أصبحت تخافينني الآن منال؟
- أجل...أنت تخيفني منذ قابلتك أول مرة...لقد بدأت اظنك مختلفا...لكنك أثبت لي كم أنت متوحش لما فعلته بأمجد...لقد بالغت برد فعلك...ما كنت اريد سماع صوته على أية حال...أنا أكرهه منذ افترقنا!
YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romanceرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...