بعد تلك الأمسية الجميلة رفقة أمجد...عادت منال إلى عملها متأخرة بنصف ساعة...كانت مشرقة بذاك الصباح...ولم تنتبه للوقت...كل ما أرادت سماعه من أمجد هو تلك الكلمة رغم استحالتها...
- يمكنك ترك العمل...يمكنك تركه...
آه لقد أحست بالقليل من الأمان يتسلل إليها...أخيرا أدرك بأنها ليست ملزمة بتحمل نفقات البيت...ولا مساعدته ماديا ولعب دور مزدوج رغم وجود زوج إلى جانبها...يلزمه توفير حياة كريمة...هي قنوعة ولن تطالبه بشيء...ستجد عملا أكثر راحة من هذا...وربما تنشئ شركتها الخاصة...وهذا ما ناقشاه البارحة بالمطعم بجو كان أكثر من رائع...غافلة عما يخبؤه لها القدر بهذا اليوم العصيب!
كانت تبتسم للموضفين بطريقها إلى أن وصلت إلى مكتبها فاختفت الإبتسامة مباشرة عندما وجدت سكرتيرة المدير بانتظارها قائلة:
- المدير يريدك بمكتبه حالا!
- هل...هل أتى باكرا اليوم؟ لقد كان يأتي عند التاسعة!
- أجل هو هنا منذ السابعة صباحا...إنه بانتظارك!
توجهت مباشرة نحو مكتبه...وجدت مديران فقط برفقته وفتاتا تجلس بمكتبه...كأنها إحدى رفيقاته...شعر أسود وملامح جذابة...لكنها لم تكن بوضع يسمح لها بالتأمل، فقد كان المدير يحدق بها بملامح لا تبشر بالخير...حينما وجدها تقدم التحية...
كان يبتسم للفتاة...لكن بنانو ثانية واحدة...انقلبت ملامحه إلى الإستبداد...هل يراها كالوحش أم أنها تشبه إحدي الشخصيات المتنمرة اللتي جعلت طفولته مستحيلة بالمدرسة؟
- كم الساعة الآن؟
- الثامنة والنصف!
حدجها بنظرات قاتمة فهمت مغزاها...اقترب من طاولة الإجتماعات ثم أخذ إحدى الأوراق من أمامه وأشار إليها كي تتقدم وتأخذها...
- هذا عقد عملك الجديد باسمي...لم أجد إمضاءك عليه!
تذكرت بأنها لم تمر على قسم الموارد البشرية كي تمضي العقد الجديد فقد كانت مشغولة بالمشروع...أمسكت الأوراق بين يديها ولم يترك لها الوقت الكافي كي تطلع على بنود العقد الجديد عندما صدح صوته الغاضب بالمكان مما أفزعها...
- هل سأنتظرك حتى تقرئي تلك الأوراق اللعينة؟ لقد كانت جاهزة منذ عشرة أيام...أين كنت حينها؟
- حسنا حسنا سأقوم بإمضائها!
أخذت القلم ووقعت بأسفل الورقة، وما إن انتهت حتى وجدته قريبا منها وقد طرح سؤاله:
- أين تقرير تحديث عملك؟ لقد مرت عدة أيام ولا أعلم مسار تقدمك!
شعرت بالمكان يميد بها...لقد أهملت هذه النقطة، الكل ملزم بها لكن لا أحد يدلي بتحديث أو تقرير عن تقدم العمل إلا بطلب منه...لكن لماذا لم يعلمها من قبل كي تجهز تقديما مرتبا تعطيه به أهم النقط؟ هل يقصد إهانتها أمام المدراء؟ وتلك الفتاة؟ ماهذا الموقف المخزي؟

YOU ARE READING
قبضة من حديد
Romantikرواية بقلمي... تعالو نبحر معا بأحداثها... بقصص البطلات الثلاث...أقدارهن...مصائرهن...